المكتب الإعــلامي
ماليزيا
| التاريخ الهجري | 3 من جمادى الأولى 1447هـ | رقم الإصدار: ح.ت.م./ب.ص. 1447 / 02 |
| التاريخ الميلادي | السبت, 25 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م |
بيان صحفي
دعوة عدوّ الله ورسوله والمسلمين تستوجب غضب الله وسخطه
اتق الله يا رئيس وزراء ماليزيا!
(مترجم)
يُدين حزب التحرير/ ماليزيا بأشدّ العبارات الدّعوة التي وجّهها رئيس وزراء ماليزيا، داتو سري أنور إبراهيم، لرئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي لا تزال يداه ملطختين بدماء المسلمين في غزة، إلى ماليزيا لحضور الاجتماع السابع والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور. إنّ هذه الدعوة ليست مجرد لفتة دبلوماسية مخزية تفتقر إلى أي أساس أخلاقي؛ بل هي إهانة بالغة لكرامة هذه الأمة، وخيانة تجرحُ مشاعر كل مسلم لا يزال يحمل شرفاً قريباً من قلبه، وخاصةً أهل فلسطين.
كيف يمكن لمن يدعي الدفاع عن أهل فلسطين أن يدعو قاتلهم ومدمر أرضهم، إلى بلاد المسلمين؟! أين كرامتنا عندما يُستقبل عدو الله سبحانه وتعالى وعدو رسوله ﷺ وعدونا في بلدنا بالتكريم والاحتفاء؟! أيُّ ذرةٍ من القيمة يمتلكها عدوٌّ للإسلام كهذا لتبسط له السجادة الحمراء؟! مَن مِن بين أعداء الله اليوم، يُمكن أن يكون أكثرَ ازدراءً عند الله؟ من المسؤول عن مقتل أكثر من 67000 مسلم وتدمير غزة؟! ترامب هذا ليس مجرد كافرٍ متغطرس؛ فقد سُفِكَت دماءُ المسلمين الأبرياء على تراب غزة بأمره، وهو فخورٌ جدا بذلك. لقد اعترف بالقدس، أولى قبلتي المسلمين، عاصمةً لكيانٍ يهود الغاصب. وبتوقيعه سنّ ما يُسمى "صفقة القرن"، وهي خطةٌ أنكرت حقوق الشعب الفلسطيني وسعت فعلياً إلى محو فلسطين من خريطة العالم. والآن مرةً أخرى يُعلن ما يُسمى "خطة سلام" على أرضٍ ليس له أيُّ حقٍّ شرعيٍّ فيها على الإطلاق. فهل يستحقُ رجلٍ كهذا أن يُدعى ويُكرّم في بلدٍ يشهد أهله أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله؟!
يسعى رئيس وزراء ماليزيا إلى ستر هذا العار برداء رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). نسأل بصراحة: هل من الواجب على رئاسة رابطة آسيان توجيه مثل هذه الدعوة؟ على العكس، فقد كان رفض دعوة ترامب المجرم ليعكس أثراً من الكرامة والشجاعة. مهما كانت الذرائع، فإنها لا تُخفي حقيقة أنّ هذا الفعل نابعٌ من الخضوع لأمريكا والخوف منها. في حين إنّ الخضوع والتبجيل الحقيقيين لله وحده، لا لأعدائه.
والأشدُّ خزياً هو الادعاء بأنّه بوجود ترامب، يُمكن إيصال رسالةٍ بشأن فلسطين إليه مباشرةً! إنه افتراضٌ ساخرٌ للغاية: فهل ينصت ذئبٌ يأكل القطيع إلى نصيحةٍ للرحمة بالخراف؟! يا له من أمرٍ سخيف! كيف يُمكننا أن نطلب حلّاً من الذي دمّر غزة؟! كيف لنا أن نرفع صوتنا، أو حتى نقبل حلاً لمشكلتنا، من عدّونا نفسه؟ اعلم يا رئيس وزراء ماليزيا أنّ حلّ قضية فلسطين لن يأتي من دونالد ترامب. الحلُّ في يديك، أنت وجميع حكام المسلمين؛ بأن تحشدوا جيوشكم لاجتثاث كيان يهود من جذوره. لكنك مع الأسف لا تفعل ذلك، بل تُسلّم رقاب الفلسطينيين لترامب ويهود ليذبحوهم!
في الواقع، إنّ دعوة ترامب إلى هذا البلد لا تعني فقط إثارة غضب الله، بل تُعرّض سيادة البلد نفسها للخطر. فبمجرد وصوله، لن نمارس السيطرة الكاملة على جوانب من جهاز أمن الدولة: سيُعاد توزيع الشرطة والجيش وسلطات الهجرة والمؤسسة الأمنية بأكملها لضمان حماية رجل مسؤول عن مقتل أكثر من 67 ألف مسلم، وذلك لمنع أي ذرة غبار من أن تمسه. وهذه إهانة بالغة فقاتل الرّضع والأطفال والنساء وكبار السن يُعامل معاملة تفوق حتى معاملة الملك! قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾.
يا رئيس وزراء ماليزيا: اعلم أنك بدعوة ترامب إلى بلدك، وإجلاسه في مجلسك والتقاط الصّور معه، لن تنال بذلك مثقال ذرة من الشرف، فالعزة لله جميعا. فليعلم أولئك الذين يسعون لتحسين سمعتهم أمام أعداء الله أنهم يُعتبرون أذلاء في أعين المؤمنين الحقيقيين، وأن خزيهم أمام الله سبحانه وتعالى أعظم. ﴿أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾.
علاوةً على ذلك، لا يوجد فرق عملي بين دعوة ترامب ودعوة نتنياهو إلى هذا البلد، فكلاهما كافر حربي عدوٌّ للإسلام ولله ولرسوله وللمسلمين. وكلاهما مجرمان قذران، لكن ترامب يشعر بأنه مُتعالٍ لأنّ حكام المسلمين اختاروا تمجيده؛ فكم هم حقيرون!
إن حزب التحرير يعمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستُعلّم أمريكا وكيان يهود المعنى الحقيقي للصّداقة والعداوة. حينها، وسيعيش أعداء الله سبحانه وتعالى الذل في الدنيا، قبل أن يذوقوا ذل الآخرة بين يدي الله عز وجل.
عبد الحكيم عثمان
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ماليزيا
| المكتب الإعلامي لحزب التحرير ماليزيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة Khilafah Centre, 47-1, Jalan 7/7A, Seksyen 7, 43650 Bandar Baru Bangi, Selangor تلفون: 03-89201614 www.mykhilafah.com |
E-Mail: htm@mykhilafah.com |



