جريدة الراية نظرة على الصراع في جنوب السودان
- نشر في مع الإعلام
- كٌن أول من يعلق!
إن السياسي الواعي المتتبع لما يجري في جنوب السودان، يعلم جذور القضية، ويعرف اللاعبين الأساسيين على مسرح الأحداث، فبريطانيا التي كانت تستعمر السودان، شماله وجنوبه، عملت في خطوات جادة لفصل جنوب السودان عن طريق ما يسمى بالمناطق المقفولة، وفرض اللغة الإنجليزية في جنوب السودان عبر الإرساليات التبشيرية التي حاولت جعل جنوب السودان منطقة نصرانية خالصة، إلا أنهم فشلوا في ذلك لاعتبارات عدة؛ منها أن الغالبية من أهل الجنوب كانوا ينظرون للنصرانية باعتبارها ديناً للبيض، كما أن كثيرا من أحكام النصرانية تتعارض مع موروثاتهم، وخاصة فيما يتعلق بالزواج وغير ذلك، فلجأت إلى إثارة النعرة العنصرية، وتصوير أهل الشمال بأنهم تجار رقيق، ينظرون لأهل الجنوب كأنهم عبيد، وركزوا مثل هذه الأقاويل الباطلة في أذهان الطبقة المثقفة من أهل الجنوب، الذين درسوهم في مدارسهم وغذوهم بالحقد تجاه أهل الشمال، ومن ثم حملوهم على القيام بالتمرد ضد أول نظام "وطني"، بل حتى قبل إعلان ما يسمى الاستقلال في كانون الثاني/يناير 1956م.