الأحد، 23 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس ثمرات رجب - مما لا شك فيه

  • نشر في من حضارتنا
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1078 مرات

 

أيها المسلمون؛ مما لا شك فيه أن غيوم الدول السوداء مآلها إلى الزوال من فوقكم، وأَمطار الخيانة والضلال التي أُمطِرتم بها مآلها إلى الاندثار، ومما لا شك فيه أن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ستقوم من جديد قريباً -بإذن الله-، كيف لا وهو وعد الله سبحانه وتعالى الذي لا يخلف وعده وبشرى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصادق الأمين.

 

إن حـزب التحريـر يدعوكم مجدداً للعمل معه ولمساندته ونصرته، فيا أيها الإخوة الكرام، جدَّوا معنا واجتهدوا لنجعل، بإذن الله، هذا العام هو العام الأخير الذي نُحكم فيه من قبل أنظمة الكفر ، والعام الأخير الذي تعاني فيه الدنيا بأسرها من فساد الرأسمالية التي أزكمت رائحتها الأنوف، والعام الأخير الذي تراق فيه دماء المسلمين الزكية ويعتدى فيه على أعراض العفيفات الطاهرات، والعام الأخير الذي تعلو فيه صيحات واستغاثات الثكلى ويتردد صداها في السماء دون مجيب. وندعو الله عز وجل أن يأخذ بأيدينا ويمنَّ علينا بأن يكون هذا العام هو العام الذي تهدم فيه دول الضرار وتلقى وتاريخها الأسود في مزبلة التاريخ لنقيم مكانها من جديد دولة الخلافة الراشدة، وما ذلك على الله بعزيز.

{لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}

 

وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

إقرأ المزيد...

الجولة الإخبارية 04/07/2010م

  • نشر في جولات إخبارية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 714 مرات

 

العناوين:

  • في مغالطة واضحة، البيت الأبيض يقول بأن المباحثات بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" تحرز تقدما
  • أمريكا تصر على العبث في الفضاء الروسي
  • أوباما: أمريكا تواجه تحديات قاهرة

التفاصيل:

فيما يبدو أنه تمهيد للانتقال غير المبرر من المفاوضات غير المباشرة والتي عجزت أمريكا عن إدارتها جراء صلف يهود وقلبهم ظهر المجنّ للإدارة الأمريكية إلى المفاوضات المباشرة، اعتبر البيت الأبيض أن المباحثات غير المباشرة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين تحرز تقدما وأن الطرفين ضيقوا خلافاتهما خلال المباحثات التي ترعاها الولايات المتحدة.

ويذكر أن المحادثات التي يتوسط فيها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في مايو/أيار تهدف إلى إقناع الجانبين بالتباحث مباشرة حول العقبات التي تقف في طريق الوصول إلى حل الدولتين الذي وعدت به الإدارة الأمريكية.

ويقول رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الذي يصل الأسبوع المقبل إلى واشنطن إنه يريد الانتقال إلى المحادثات المباشرة بدون تأخير لكن الفلسطينيين يرون أن المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة تسير ببطء ولم تحرز تقدما كافيا حتى الآن يبرر بدء مفاوضات مباشرة.

وقدم المسؤولون الأمريكيون قبل زيارة نتنياهو للبيت الأبيض تقييما أكثر تفاؤلا للمحادثات في لقاء مقتضب مع الصحفيين الجمعة في مسعى منهم لخطب ود نتنياهو. وقال دانيال شابيرو مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء "هذه المحادثات كانت جوهرية تماما. تحدثنا مع الجانبين في جميع القضايا الجوهرية المتعلقة بهذا الصراع." وأضاف أن "الفجوات ضاقت."

وقال بين رودس وهو مستشار آخر لأوباما إن الرئيس راض عن التقدم الذي أحرز في المحادثات رغم عدم تقديم أي مسؤول لتفاصيل حول كيفية تضييق الجانبين لخلافاتهما. وأضاف أن المحادثات تسير "في اتجاه إيجابي"، ولكن من السابق لأوانه تماما إعطاء جدول زمني للانتقال إلى المحادثات المباشرة.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أبدى استعداده وفقاً للرغبات الأمريكية بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة في حال تلقيه ردوداً "إسرائيلية" إيجابية على أطروحاته لميتشل. فيما اعتبر فياض أن المحادثات غير المباشرة لم تحرز تقدما يبرر الانتقال للمفاوضات المباشرة.

------

استمراراً منها بالعبث في الفضاء الروسي، وبعد إثارة عمليات القتل لزعزعة النفوذ الروسي في قرغيزستان، وجهت الإدارة الأمريكية دفة أشرعتها مرة أخرى نحو أوكرانيا، فقد صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الباب لا يزال مفتوحا أمام أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشددة على أنه لا حاجة لأوكرانيا لأن تختار بين روسيا والغرب.

كما قالت كلينتون خلال زيارة إلى أوكرانيا إن الولايات المتحدة لا تسعى لإفساد علاقات التقارب الجديدة لأوكرانيا مع روسيا. وأضافت "أولئك الذين يضغطون على أوكرانيا للاختيار بين روسيا والغرب يعرضون خيارا زائفا."

وفي تحريض مباشر على التمرد على النفوذ الروسي، وجهت كلينتون كلامها لوزير خارجية أوكرانيا قسطنطين جريشنكو قائلة "بالنسبة لحلف شمال الأطلسي فدعوني أقول بكل وضوح إن أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة ولها الحق في اختيار تحالفاتها الخاصة." وحثت كلينتون في نفس الوقت الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش على التمسك بنهج ديمقراطي، وأعربت بشكل غير مباشر عن قلقها إزاء ما تردد عن انتهاك حرية وسائل الإعلام.

وفي المؤتمر الصحفي مع يانوكوفيتش، وفي استخدام لأسلوب الجزرة، عبرت كلينتون عن تأييدها لجهود أوكرانيا للفوز ببرنامج جديد لصندوق النقد الدولي يصل إلى 19 مليار دولار، وشجعت أوكرانيا على تعزيز مناخها الاستثماري.

وأشادت كلينتون بانتخاب يانوكوفيتش في فبراير/شباط الماضي باعتباره "خطوة كبيرة في تعزيز الديمقراطية في أوكرانيا."

بدوره قال الرئيس الأوكراني إن بلاده لا تنوي الانضمام إلى أي تكتل عسكري، مشيرا إلى اتباع سياسة عدم الانحياز وتجنب المزيد من خطوط التقسيم في أوروبا.

وكان يانوكوفيتش الذي تسلم منصبه مطلع العام الحالي، أعرب عن رغبته في التخلي عن خطط سلفه الرئيس فيكتور يوتشينكو بالانضمام إلى حلف الناتو.

-------

اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده "تواجه تحديات قاهرة ولكن يمكن تخطيها." بحسب تعبيره. ونشر البيت الأبيض السبت رسالة أوباما بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 234 لعيد الاستقلال الأمريكي الذي يوافق الرابع من يوليو/تموز، قال فيها إن أمريكا تواجه من جديد سلسلة تحديات قاهرة، "لكن تاريخنا يظهر أنها ليس عصية على تخطيها." ولم يحدد الرئيس الأمريكي أو الرسالة الصادرة عن البيت الأبيض أيا من تلك التحديات بالاسم، ولم يذكر طبيعتها.

يذكر أن الولايات المتحدة تعاني منذ أعوام من أزمة مالية خانقة، وقد تداعى نفوذها عالمياً، وفشلت فيما أسمته بالحرب على الإرهاب، وها هي تعاني الآن من أزمة حادة في أفغانستان لم يكن آخر حلقاتها إقالة الجنرال ماكريستال.

إن الإدارة الأمريكية كما هو ظاهر عاجزة عن تحقيق خرقٍ ما في أية قضية من القضايا العالمية، ومن أبرزها إحداث تقدم ما في ملف الشرق الأوسط الذي أصبح كابوساً يؤرق الإدارة الأمريكية بل ويهدد أرواح الجنود الأمريكيين في المنطقة بأسرها.

إن هذه التصريحات تكشف حقيقة الأزمة التي تعيشها الإدارة الأمريكية سياسياً وعلى مستوى العالم، وإن الإدعاء بأنها قادرة على تخطي كل هذه الأزمات بات محضَ أمانٍ وباتت هذه الإدارة في تراجع وتقهقر.

إقرأ المزيد...

من أقوالهن عبر ودروس -ح4- إساءة تفسير النصوص

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 946 مرات

 

حياكم الله مستمعينا الكرام من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .وأهلاً بكم معنا مجدداً في برنامجنا هذا من أقوالهن عبر ودروس .

 

اليوم سنتوقف مع فاطمة الزهراء وقد خطب علي بن ابي طالب ابنة أبي جهل عليها ، ولنسمع المسور بن مخرمة حيث قال إن عليا خطب بنت أبى جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، هذا على ناكح بنت أبى جهل ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعته حين تشهد يقول " أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني ، وإنى أكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبنت عدو الله عند رجل واحد " .

وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا ، فقال : ( إن فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها .وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا .(فترك علي الخطبة .

 

إن أعداء الإسلام يستغلون هذه الحادثة حسب أهوائهم لمحاولة النيل منه والافتراء عليه وعلى بعض أحكامه الشرعية وأقصد به هنا تعدد الزوجات ، كيف تقولون أن التعدد مباح وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل به لابنته !! وها هو يخاف عليها من عواقب الغيرة فيمنع علياً من الزواج عليها بأخرى .وهل لأنها ابنته لا يرضى لها ما يرضاه لغيرها من نساء المسلمين !! أي عدل في الدين هنا ؟!
من يقول هذا قصير الفكر قليل التبصر ، يجعل الواقع مصدر تفكيره بدل أن يكون موضع تفكيره ،، فهو لم ير إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم رفض أن يتزوج علي بأخرى في وجود فاطمة ، لكن ما هو الواقع ولِمَ كان هذا الرفض فلا يعنيهم ذلك .

 

إن رفض الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن إنكاراً للحكم الشرعي ولم يكن يحرم حلالاً ولا يحل حراماً بل حتى لا تكون الزوجة الثانية بنت رأس الكفر وتعيش مع السيدة فاطمة رضى الله عنها وأرضاها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس السكن فيؤذيها ذلك، فالاعتراض كان على الزوجة نفسها وليس على الزواج بحد ذاته حتى لوكانت هناك مشاعر غيرة طبيعية موجودة عند كل النساء .ولكن هذا لا يمنع التسليم بالحكم الشرعي بمشروعية تعدد الزوجات والتسليم به كحكم شرعي وكما قال الله في كتابه العزيز :( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) .
وهذا من المفاهيم التي دخل عليها التشويه والتضليل والإفساد والذي غذته وسائل الإعلام بحيث صورت الزوجة التي يتزوج زوجها بثانية على أنها المظلومة الضعيفة التي خانها زوجها وهدركرامتها وتعدى على حقوقها ، فهو قد قام بجرم كبير يستحق عليه العقاب والهجران والتعويض فهي ربما تقبل له والعياذ بالله الوقوع في الحرام ولا يتزوج بأخرى ، وإن حكومات الضرار أيضاً كان لها دور في هذا ففي عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة تطبَّق قوانين تبيح الزنا وتمنع تعدد الزوجات مثل تركيا،أذربيجان وتونس التي كانت أول دولة عربية تجرم تعدد الزوجات في العام 1956 ، فيما تشترط قوانين بلدان أخرى منها ليبيا و المغرب حصول الزوج على إقرار خطي يقضي بموافقة الزوجة على زواج زوجها من أخرى .

 

وهناك مفهوم خاطئ سائد آخر وهو انه يجب أن يكون هناك سبب ضروري للرجل في الزواج مرة أخرى او ثالثة وكذلك أن العدل بين الزوجات هو شرط من شروط هذا التعدد لا يجوز بدونه ،، فان انتفى العدل او انتفى السبب فلا يحق للرجل الزواج مرة ثانية ، وهذا الكلام غير صحيح من ناحية شرعية فإن العدل بين الزوجات ليس شرطا في الزواج , ولكن العدل بين الزوجات هو فرض من الله عز وجل يؤثم تاركه ، والعدل يكون في كل الأمور الزوجية باستثناء الميل القلبي فهو مما لا يمكن العدل فيه .

لذلك فمن أراد أن يتزوج بأكثر من واحدة عليه أن يقوم بهذا الفرض برغم عدم كونه شرطا في زواجه ومن غلب على ظنه عدم قدرته على أن يعدل بين زوجاته , أي لا يستطيع القيام بالفرض، فلا يقدم على الزواج بثانية لئلا يقع في الاثم ، وهو إثم عدم العدل المفروض وليس إثم الزواج بأخرى كونه مندوباً ، رغم عدم كونه شرطا لزواجه .

 

فيا أختي لا تسمحي لهم بتسميم أفكارك بتلك السخافات التي يتشدقون بها عن حقوق المرأة وأن الزواج بثانية هو إهانة لك تستوجب طلب الطلاق وتشتيت الأسرة ، واتبعي شرع الله تعالى في كل أمور حياتك وشؤونها ، وسلمي بحكمه تعالى حتى لو لم يوافق أهواءك ومشاعرك قال تعالى :
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) .فتفكري فيه تنالي الخير والفلاح في الدنيا والآخرة .

اللهم اجعلنا من يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وممن يطبقون أحكامك بطاعة وتسليم .
ولننتبه لمن يفسرون النصوص والأحكام الشرعية حسب أهوائهم وميولهم بعيداً عن واقع هذه الأحكام في محتول لتشويه الإسلام خسئوا وضلوا ،

 

مسلمة

 

إقرأ المزيد...

إضاءات على تاريخ الدولة الإسلامية -01- سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ج2

  • نشر في من حضارتنا
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1139 مرات

 

 

إن في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم معينا لا ينضب لكل أمر من أمور الحياة وسنذكر هنا بعض الإضاءات من سيرته صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة الإسلامية.

 

فالدولة الإسلامية أيها السادة ليست دولة "محلية أو إقليمية" وإنما هي دولة عالمية لها رسالة عالمية، وهي إنقاذ البشرية من الظلمات إلى النور، ولهذا فإنها تحتاج إلى جهد غير عادي لتكون جديرة بهذه المهمة النبيلة فلا بد من توفر إمكانات فكرية وبشرية ومادية عظيمة وسنرى في هذه الإضاءات كيف حشد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الإمكانات.

 

أما الإمكانات الفكرية فهي دين الإسلام والإسلام دين عالمي بمعنى أنه يصلح أن يحمل لجميع شعوب الأرض ويصلح أن يطبق على الإنسان بوصفه إنسانا، سواء أكان هذا الإنسان كافرا أو مؤمنا ويصلح أن يطبق في أي مكان في الكرة الأرضية وفي أي زمان أيضا، إنه دين يوافق الفطرة الإنسانية ويقنع العقل ويطمئن القلب وبإمكانه كما قلنا أن يحل كل مشاكل الإنسان بوصفه إنسانا والإسلام إذا حمل حملا صادقا ملك القلوب والعقول ومن أجدر برسول الله صلى الله عليه وسلم بحمل هذا الدين للناس بل ومن أصدق منه لهجة، ومن أقوة منه حجة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

لقد حمل الرسول هذا الدين للعرب في جزيرتهم فكون كتلة الصحابة في مكة والمدينة وسرعان ما ملك الإسلام قلوب وعقول حامليه فانطلق هذا الجمع المبارك يحمل هذا الدين بالجهاد إلى سائر العرب، والعرب أمة جديرة بأن تحمل هذا الدين فهي أمة جهاد، أمة تتميز وتتميزت على غيرها بأنها تتحمل مسؤولية الكفالة على الغير ولديها من السجايا ما يؤهلها لأن تحمل هذا الدين للعالم أجمع بكل تفان وإخلاص قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )(البقرة: من الآية143) أما الإمكانات المادية فقد أعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أقصى ما يستطيع من قوى مادية تطبيقا لقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )(لأنفال: من الآية60) فقد أمر بعض الصحابة بتعلم بعض الصناعات اللازمة للحرب كصناعة القسي والسهام وبعض أدوات الحصار كما اشترى السيوف والخيول من نجد واليمن وإنه وإن كان عدد المسلمين في أغلب غزواتهم أقل من عدد أعدائهم وعُدَدهم أقل من عُدَدِ أعدائهم، إلا أن هذا النقص كان يعوض بقوة إيمان المسلمين وتفانيهم في حمل الإسلام لا يحيدون عن إحدى الحسنين: إما النصر وإما الشهادة ولهذا كان يكتب لهم النصر بفضل الله وإنجازا لوعده لهم سبحانه وتعالى بقوله تعالى: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) أما كيفية بناء الدولة الإسلامية، فالسيرة النبوية ثرية بإضاءات في هذا الميدان فبعيد الهجرة بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في وضع اللبنات في صرح الدولة الإسلامية، فأبتنى الرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون المسجد بمواد بسيطة وبزمن قياسي ليكون هذا المسجد مكانا للصلاة ومكانا لإدارة الدولة، ومكانا للقضاء والتعليم، ومكانا لعقد الرايات والألوية للمجاهدين، هذه هي اللبنة الأولى، أما اللبنة الثانية فهي مؤاخاته عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار فالمهاجرون تركوا ديارهم ولم يكونوا يملكون من حطام الدنيا شيئا والأنصار لديهم ما يكفيهم ويزيد والإسلام لا يقر أن يكون أناس لديهم ما يفيض عن حاجاتهم وأناس يتضورون جوعا ويلتحفون السماء فتقبل الأنصار عن طيب خاطر تبعات هذه المؤاخاة، وأيم الله إن البشرية في تاريخها كله لم تعرف إيثارا مثل هذا الإيثار كيف لا والأنصار أيضا بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هذه المؤاخاة بسنة واحدة على حرب الأحمر والأسود في بيعة العقبة الثانية ووالله إن للأنصار في رقبة كل مسلم دينا إلى يوم الدين فجزاهم الله عنا خير الجزاء وأثابهم الله الفردوس الأعلى يوم القيامة.

 

أما اللبنة الثالثة فهي الصحيفة التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وغيرهم من كيانات يهود، الذين كانوا يسكنون المدينة وما حولها وقد بينت الصحيفة حقوق والتزامات كل طرف على الطرف الآخر وإذا ما حدث خلاف يتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حل هذا الخلاف فعرف كل فريق حدوده والتزماته، إذن لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأفعاله هذه المجتمع في المدينة المنورة مجتمعا متجانسا، تقوم العلاقات بين جماعاته على الأخوة والتفاهم بين المسلمين وعلى معرفة كل كيان واجباته والتزاماته بحيث لا يتأتى ليهود أن تكون عونا أو عيونا لأعداء المسلمين على المسلمين، وعليه فقد أصبح المجتمع في المدينة مجتمعا إسلاميا تسود العلاقات الأخوية الحسنة والروابط القوية جماعاته فأصبحت أفكارهم واحدة، ومشاعرهم واحدة والنظام الذي يحكمهم واحد وكل هذه منبثقة عن العقيد ة الإسلامية. وإنه وإن كان يظهر بعض النفاق هنا وهناك، وبعض المشاكل من حين إلى آخر، والتي لا بد من حدوثها لأن من تطبق عليهم أنظمة الإسلام بشر يخطئون ويصيبون، ولكنه في المجمل مجتمع قوي متماسك جبهته الداخلية -كما يقال في العصر الحديث- قوية.وعليه فيستطيع من يحكم هذا المجتمع ومن يتولى الأمر في هذه الدولة وأمثالها، أن يسير بكل ثقة وبكل عزيمة، لتحقيق المهمة التي كلفه الله بها، ألا وهي حمل الإسلام إلى العالم بالجهاد وقد نهض رسول الله والمسلمون لتحقيق هذه المهمة، ومن طبيعة الأمور أن يحملوا الإسلام لمن جاورهم من العرب وعلى رأسهم أهل مكة، وقد كانت مكة أقوى كيان في جزيرة العرب. وقد أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون عشر سنين يحملون الإسلام لمكة والجزيرة العربية حتى دانت جزيرة العرب كلها لهذا الدين.

 

يقول التاريخ: إن مجموع من استشهد من المسلمين ومن قتل من غيرهم كان أقل من ألف ضحية. رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحد جزيرة العرب ويجعلها تعتنق دين الإسلام وطوال عشر سنين والضحايا أقل من ألف، فأي فتح أرحم من هذا الفتح، يا من تشوهون تاريخ الإسلام، يا من تحقدون على الإسلام، بالله عليكم هل عرفت البشرية فتحا أرحم من هذا الفتح؟ ماذا كان يفعل الروم والفرس في حروبهم إذا ما استولوا على بلد، كم عدد الضحايا التي كانت تسفك في كل معركة وأنتم أيها الصليبيون الجدد، ماذا فعل أجدادكم الصليبيون في بلاد الشام وشمال العراق وآسيا الصغرى في حروبهم الصليبية، لقد قتلوا في القدس وحدها أكثر من سبعين ألفا في أقل من يوم واحد، وفي معركة واحدة، فكم قتلوا إذن في المعارك كلها؟ بل ماذا فعلتم وماذا تفعلون الآن في أفغانستان والعراق وفلسطين، وغيرها من البلدان كم من الأنفس أزهقتم. بل ماذا فعلتم في المعارك التي خضتموها في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، كم من الأرواح أزهقتم أنتم، تقولون لقد كان ضحايا الحرب العالمية الثانية في أوروبا وحدها أكثر من خمسين مليون نسمة في أقل من ست سنين.
تعلموا من رسولنا، تعلموا من إسلامنا، ولكن هيهات هيهات فنحن المسلمين نجاهد لتكون كلمة الله هي العليا لا نجاهد لكسب المغانم ولا لبسط السيطرة والطغيان أما أنتم فتقاتلون لنيل المغانم وقهر الشعوب واستعبادها.

 

أيها الناس لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة وقد كان أهلها قد آذوه وآذوا أصحابه وأخرجوه وأخرجوا أصحابه ، لما فتح مكة دخلها دخول المتذلل إلى ربه وسار إلى الكعبة فحطم الأصنام وإذا أكثر أهل مكة في المسجد الحرام فالتفت إلى أهل مكة وهو المنتصر والقادر على سفك دم أعدائه قائلاً: ماذا تظنون أني فاعل بكم قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فانتم الطلقاء. هذا هو نبينا، هذا هو ديننا، إن جهادنا أيها السادة لإنقاذ البشرية من الظلمات إلى النور ألا فانظروا أيها المسلمون، انظروا أيضا أيها المغرضون، ماذا كانت نتيجة هذا الفتح الرحيم وهذا العفو الكريم لقد حمل هؤلاء الطلقاء بعد أن أسلموا مع إخوانهم المهاجرين والأنصار ومن أسلم من عرب الجزيرة حملوا الإسلام بعد بضع سنين إلى الشام ومصر والعراق وفارس وغيرها ثم حمل أولادهم الإسلام إلى الشمال الإفريقي والأندلس وبلاد السند وبلاد ما وراء النهر، فهل كانت البشرية تقبل على الدخول في دين الله أفواجا، لو انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من البلدان التي فتحوها بل وهل كانت ستحافظ الشعوب التي اعتنقت الإسلام على دينها بعد زوال سلطان الإسلام عنها إلى يومنا هذا لو انتقم المسلمون منها بل وهل تنكر شعب اعتنق هذا الدين لهذا الدين بعد انحسار سلطان وزوال حكم الإسلام عنه. لم يحدث هذا في الكرة الأرضية أيها السادة وما حصل في الأندلس من زوال حكم الإسلام لم يحصل إلا بالحديد والنار ومقاصل الجلادين ومحاكم التفتيش، قارنوا إن شئتم بين انحسار ظل الاستعمار عن البلاد المستعمرة وبين انحسار حكم الإسلام عن البلاد التي حكمت بالإسلام والإجابة أتركها لكم.

 

هكذا كانت سياسة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة فكيف كانت سياسته في تطبيق الأحكام واستمالة القلوب والمحافظة على رابطة الأخوة بين المسلمين.

 

لقد سلك صلى الله عليه وسلم في سياسته في تطبيق الأحكام سلوكا مدهشاً، يعفو عمن هو جدير بالعفو ويحزم ويعاقب من ليس جديرا بالعفو، لقد عفا عن أهل مكة كما قلنا كما عامل بعض المنافقين معاملة حسنة تخضع الصخر الأصم تنم عن بعد نظر وعظمة لا تدانيها عظمة معاملة عزل بها المنافقين عن مركز قواهم فهذا رأس النفاق عبد الله بن أبي أبي وكان قد قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يقصد بذلك أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، يقف ابنه على باب المدينة يقول لوالده والله لن تدخل المدينة حتى يأذن لك رسول الله، فبقي خارجها إلى أن أذن له رسول الله وهذا أبو عامر الراهب وقد كان يسمى الفاسق لا يألو جهدا في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحلم عن رسول الله وينادي منادي الجهاد فيهب ابنه حنظلة ثاني أيام عرسه ملبيا نداء الجهاد فيستشهد في غزوة أحد فتغسله الملائكة. ثم يهب ابن حنظلة بعد ذلك بسنين وسنين يقود الأنصار في معركة الحرة فيقتل وهو يقاوم الظلم والظالمين.
أما من ليس جديرا بالعفو فقد عامله عليه الصلاة والسلام بما هو جدير به فلم يتسامح رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن ارتكب حدا ولم يقبل أن يشفع له أحد، «أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة ....إلى أن قال والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» كما أنه أجلى يهود بني قينقاع، وبني النضير عن المدينة وما حولها، عندما لمس منهم غدرا، ونقضا للعهد، كما عاقب بني قريظة عقابا في منتهى الشدة والصرامة يتلاءم مع فظاعة غدرهم ونقضهم للعهد، عقابا يتحقق فيه قول القائل الجزاء من جنس العمل، بل إنه صلى الله عليه وسلم أمر بتحريق وهدم مسجد الضرار ومطاردة من اتخذه مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المسلمين وارصادا لمن حارب الله ورسوله.

 

أيها السادة: لا بد من أن نبين بإضاءة من سيرته كيف كان يحل ما يحدث بين المسلمين من شكاوى وقضايا ويبدد بعض الظنون لقد كان صلى الله عليه وسلم حاسما كل الحسم عندما أفسد أحد اليهود بين الأوس والخزرج وذكرهم بأيام الجاهلية كيوم بعاث وقام كل منهم إلى سيفه يريد أن يقاتل أخاه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما أوتي من حكمة وبيان يهدئ روعهم ويسكن الفتنة قائلا: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة. لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض وذكرهم بجهادهم وإخلاصهم ووفائهم في بيعتهم، إلى أن سكنت الفتنة وأخذ كل منهم يصافح أخاه معتذرا له عما بدر منه.
ونختم هذه الاضاءات بإضاءة رائعة:

 

بعد أن من الله بالنصر على المسلمين في حنين على هوازن وثقيف وغنم المسلمون منهم غنائم هائلة، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم من خمسه عطاء جزيلا، عطاء من لا يخشى الفقر ولم يعط أحداً من الأنصار وظنوا أن رسول الله سينحاز إلى قومه في مكة وكثرت منهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله قومه، فدخل سعد بن عبادة على رسول الله وأعلمه مقالة قومه فقال: أين أنت من ذاك يا سعد، قال:ما أنا إلا رجل من قومي، قال عليه السلام: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، فاجتمع الأنصار في الحظيرة فأتاهم رسول الله فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثم قال: يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم، وموجدة وجدتموها في أنفسكم! ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم. قالوا بلى لله ولرسوله المن والفضل فقال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المن والفضل، قال: أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم ولصُدّقتم: أتيتنا مُكَذّبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فآسيناك وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم، فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت أمرءا من الأنصار ولو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار, اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار. فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا.

 

هكذا تحل المشاكل وهكذا تبدد الظنون، فاللهم اجعلنا ممن يهتدي بهديك وينصر دينك ونرفع رايتك وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أبو بكر

إقرأ المزيد...

آراء أهل العلم في الخلافة

  • نشر في الثقافي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 819 مرات
  • قال الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية: «عقد الإمامة لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع». وقال أيضا: «ويجب إقامة إمام يكون سلطان الوقت وزعيم الأمة ليكون الدين محروساً بسلطانه جارياً على سنن الدين وأحكامه».
  • قال ابن تيمية في السياسة الشرعية: «فالواجب اتخاذ الإمارة ديناً وقربة يتقرب بها إلى الله، فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات، وإنما يفسد فيها حال أكثر الناس، لابتغاء الرئاسة أو المال فيها».
  • وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: «ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بتولية ولاة أمور عليهم وأمر ولاة الأمور أن يردوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالعدل، وأمرهم بطاعة ولاة الأمور في طاعة الله تعالى-ففي سنن أبي داوود- عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا احدهم».
    وفي سننه أيضا عن أبي هريرة مثله، وفي مسند الإمام أحمد و عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا أحدهم». فإذا كان قد أوجب في أقل الجماعات وأقصر الجماعات أن يولي أحدهم، كان هذا تنبيهاً على وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك، و لهذا كانت الولاية لمن يتخذها ديناً يتقرب به إلى الله ويفعل فيها الواجب بحسب الإمكان من أفضل الأعمال الصالحة، حتى قد روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي أنه قال صلى الله عليه وسلم : «إنّ أحب الخَلق إلى الله إمام عادل وأبغض الخلق إلى الله إمام جائر».
  • ونقل ابن تيمية في كتابه عن علي بن أبي طالب أنه قال : «لا بد للناس من إمارة بَرّة كانت أو فاجرة، فقيل يا أمير المؤمنين هذه البرة قد عرفناها فما بال الفاجرة؟ فقال: يقام بها الحدود و تأمن بها السبل ويجاهد بها العدو ويقسم بها الفيء» (مجموع الفتاوى).
  • قال ابن خلدون في المقدمة: «إنّ نصب الإمام واجب قد عُرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين لهم وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم وكذا في كل عصر بعد ذلك ولم يترك للناس فوضى في عصر من العصور واستقر ذلك دالاً على وجوب نصب الإمام».
  • قال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل: «اتفق جميع أهل السنة وجميع المرجئة وجميع الشيعة وجميع الخوارج على وجوب الإمامة وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله و يسوسهم بأحكام الشريعة التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حاشا النجدات من الخوارج فإنهم قالوا: لا يلزم الناس فرض الإمامة وإنما عليهم أن يتعاطوا الحق بينهم».
  • قال النووي في شرح صحيح مسلم: «أجمعوا على أنه يجب على المسلمين نصب خليفة».
  • قال الجرجاني : «نصب الإمام من أتمّ مصالح المسلمين وأعظم مقاصد الدين».
  • قال إمام الحرمين (ابن الجويني) في كتابه غياث الأمم : «الإجماع على وجوب تنصيب خليفة يحكم بين الناس بالإسلام».
  • وقال أيضاً في شرح صحيح مسلم عند شرحه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :«الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» قوله صلى الله عليه وسلم: الإمام جنة، أي كالستر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ويمنع الناس بعضهم من بعض ويحمي بيضة الإسلام، ويتقيه الناس ويخافون سطوته. ومعنى: يقاتل من ورائه، أي يُقاتلُ معه الكفار والخوارج وسائر أهل الفساد والظلم مطلقاً).
  • يقول الإمام القرطبي في تفسيره «الجامع لأحكام القرآن» عند تفسير قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً» (.. هذه الآية أصلٌ في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع، لتجتمع به الكلمة، وتنفذ به أحكام الخليفة. ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم.
  • قال الإيجي في المواقف وشارحه الجرجاني: «إنّه تواتــر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على امتناع خلو الوقت من إمام حتى قال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته المشهورة حين وفاته عليه السلام : «ألا إن محمداً قد مات ولا بد لهذا الدين من يقوم به» فبادر الكلّ إلى قبوله وتركوا له أهم الأشياء وهو دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يزل الناس على ذلك في كل عصر إلى زماننا هذا من نصب إمام متبع في كل عصر».
  • قال د. ضياء الدين في كتابه «الإسلام والخلافة»: «فالخلافة أهم منصب ديني وتهم المسلمين جميعاً، وقد نصت الشريعة الإسلامية على أنّ إقامة الخلافة فرض أساسي من فروض الدين بل هو الفرض الأعظم لأنه يتوقف عليه تنفيذ سائر الفروض».
  • قال عبد الرحمن عبد الخالق في كتابه الشّورى: «الإمامة العامة أو الخلافة هي التي يناط بها إقامة شرع الله عزّ وجل و تحكيم كتابه، والقيام على شؤون المسلمين وإصلاح أمرهم، و جهاد عدوهم، ولا خلاف بين المسلمين على وجوبها ولزومها وإثمهم جميعاً إذا قعدوا عن إقامتها».
  • قال أبو يعلى في الأحكام السلطانية: «وهي فرض على الكفاية فخوطب بها طائفتان من الناس إحداها أهل الاجتهاد حتى يختاروا، والثانية من يوجد فيه شرائط الإمامة حتى ينتصب أحدهم للإمامة».
  • قال سليمان الديجي في كتابه (الإمامة العظمى): «والحق أنه لا شك أن وجوبها على الطائفتين آكد من غيرهما، ولكن إذا لم تقوما بهذا الواجب فإنّ الإثــم يلحق الجميع، وهذا هو المفهوم من كونها فرض كفاية، أي إذا قام بها بعضهم سقطت عن الباقين، ولكن إذا لم يقم بها أحد أثــم الجميع كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والعلم وغير ذلك.

واليوم وقد تقاعست هاتان الطائفتان عن القيام بهذا الواجب أو حيل بينهم وبين ما يشتهون، فتعين على كل مسلم -كل بحسب استطاعته- العمل لإقامة الخلافة الإسلامية العامة، التي تجمع شمل المسلمين تحت راية التوحيد الصادقة وتُرد لهذا الدين هيمنته وقيادته، وتُرد للمسلمين كيانهم ومكانتهم التي فقدوها بسبب تقصيرهم في القيام بهذا الواجب العظيم والله المستعان».

 

بقلم الأستاذ أبو زيد

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع