الإثنين، 14 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف إحسان العمل

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 774 مرات

 

     عَنْ‏ ‏عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ‏يَقُولُ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ‏ ‏وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ رواه البخاري

     جاء عند الإمام ابن حجر في فتحه بتصرف يسير "قَالَ النَّوَوِيّ: النِّيَّةُ الْقَصْدُ, وَهِيَ عَزِيمَةُ الْقَلْب. وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ: النِّيَّةُ عِبَارَةٌ عَنْ اِنْبِعَاثِ الْقَلْبِ نَحْوَ مَا يَرَاهُ مُوَافِقًا لِغَرَضٍ مِنْ جَلْبِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضُرٍّ حَالًا أَوْ مَآلًا, وَالشَّرْعُ خَصَّصَهُ بِالْإِرَادَةِ الْمُتَوَجِّهَةِ نَحْوَ الْفِعْلِ لِابْتِغَاءِ رِضَاءِ اللَّهِ وَامْتِثَالِ حُكْمِهِ. وَالنِّيَّةُ فِي الْحَدِيثِ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ لِيَحْسُنَ تَطْبِيقُهُ عَلَى مَا بَعْدَهُ وَتَقْسِيمُهُ أَحْوَالَ الْمُهَاجِر. ‏‏‏قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : فِيهِ تَحْقِيقٌ لِاشْتِرَاطِ النِّيَّةِ وَالْإِخْلَاصِ فِي الْأَعْمَال...وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْإِقْدَامُ عَلَى الْعَمَلِ قَبْلَ مَعْرِفَةِ الْحُكْمِ ; لِأَنَّ فِيهِ أَنَّ الْعَمَلَ يَكُونُ مُنْتَفِيًا إِذَا خَلَا عَنْ النِّيَّةِ, وَلَا يَصِحُّ نِيَّةُ فِعْلِ الشَّيْءِ إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ الْحُكْم."

     مستمعينا الكرام: حتى يكون العمل حسنا لا بد فيه من إخلاص القصد لله، وأن يكون موافقا للشرع، ولهذا كان أئمة السلف رحمهم الله يجمعون هذين الأصلين كقول الفضيل بن عياض في قوله تعالى ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا) قال: أخلصه وأصوبه، فقيل: يا أبا علي: ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، وإذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة. وعن سعيد بن جبير قال: "لا يقبل قول إلا بعمل، ولا يقبل قول وعمل إلا بنية، ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة". وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه "اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا". والعبرة بإحسان العمل لا بكثرته ولذلك قال تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، ولم يقل ليبلوكم أيكم أكثر عملا، وقد ورد عن مالك بن دينار قوله "قولوا لمن لم يكن صادقا ( في عمله) لا تتعب". ومن هنا يجب مراعاة الإخلاص وحسن النيات في جميع الأعمال، وكانت صحة الأعمال وقبولها عند رب العالمين بالنية. ولذلك لم يكن أمرا مستغربا أن يعتبر العلماء حديث "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" أحد ثلاثة أحاديث عليها مدار الإسلام. وكان المتقدمون من علماء السلف يستحبون تقديم حديث الأعمال بالنية أمام كل شيء ينشأ من أمور الدين لعموم الحاجة إليه في جميع أنواعها.

     وما أجمل قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله وهو يشير إلى عاقبة الإخلاص لله تعالى "فإنما قدر عون الله للعباد على قدر النيات، فمن تمت نيته تم عون الله له، ومن قصرت نيته قصر عون الله له".

     ومن علامات الإخلاص الخضوع للحق وقبول النصح ولو ممن كان دونه في المنزلة، فلا يضيق صدره كيف ظهر الحق مع غيره، حكى الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عبيد الله بن الحسن العنبري وهو أحد سادات أهل البصرة وعلمائها وكان قاضيها، قال عبد الرحمن بن مهدي تلميذه: كنا في جنازة فسئل عن مسألة، فغلط فيها، فقلت له: أصلحك الله، القول فيها كذا وكذا، فأطرق ساعة فقال: إذن أرجع وأنا صاغر، لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل، رحمه الله.

     ومن علامات الإخلاص أن لا يكون جريئا في الفتوى وإعطاء الأحكام، ولذلك كان الكثير من السلف الصالح يتحرز من الفتوى ويتمنى أنه لم يسأل، فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "أدركت مائة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول"، والذي يحب أن يتصدر المجالس ويسأل ليس أهلا أن يسأل كما أفاد بذلك بشر بن الحارث رحمه الله. وكان الواحد من كبار العلماء لا يخجل من قوله: لا أدري، سئل الشعبي يوما عن شيء فقال: لا أدري، فقيل له: أما تستحي من قولك لا أدري وأنت فقيه أهل العراقين قال: لكن الملائكة لم تستح حين قالت: (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا).

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات الاعتكاف

  • نشر في نفائس الثمرات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 689 مرات

 

الاعتكاف هو مِن عَكَفَ على الشيء إذا لزمه وحبس النفس عليه، وأما في الشرع ، فيُعرَّف الاعتكاف بأنه اللَّبثُ في المسجد مُدَّةً على صفةٍ مخصوصةٍ مع نيَّة التَّقرُّب إلى الله سبحانه. وهو والجِوارُ أو المجاورة بمعنى واحد

وقد وردت في الاعتكاف أحاديث منها:

- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأَوَّل من رمضان، ثم اعتكف العَشْر الأوسط في قُبَّةٍ تُركيَّة على سُدَّتها حصير قال: فأخذ الحصيرَ بيده فنحَّاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسَه فكلَّم الناس فَدَنوْا منه فقال: إني اعتكفت العَشْر الأوَّل التمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العَشْر الأوسط ثم أُتيتُ، فقيل لي: إنها في العَشْر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فلْيعتكفْ، فاعتكف الناس معه..." رواه مسلم والبخاري وأحمد ومالك وأبو داود والنَّسائي. قوله في قبة تُركيَّة: أي في قبة صغيرة من لَبُّود.

- عن عائشة رضي الله عنها ، زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العَشْرَ الأواخرَ من رمضان حتى توفَّاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجهُ من بعده" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنَّسائي وأحمد.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أعدها للإذاعة: أبو دجانة

 

إقرأ المزيد...

نفحات إيمانية من فضائل شهر الصيام

  • نشر في نفائس الثمرات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 712 مرات

 

      الحمد لله الذي فـتح أبواب الجنان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعه وسار على دربه واهتدى بهديه واستن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم  الدين، أمـا بعد:

      قال الله تعالى في محكم  كتابه وهو أصدق القائلين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183.

      إخوة الإيمان: هنيئا لكم شهر الصيام، هنيئا لكم ما أنتم فيه من عبادة عظيمة، وأنتم تتشبهون فيها بملائكة الرحمن، الذين لا يأكلون ولا يشربون، وإنما دأبهم وعملهم الدائم عبادة الله تعالى، من تحميد وتقديس، وتعظيم وتمجيد وتسبيح ، وتلاوة لكتاب الله.

      لقد أثنى الله تبارك وتعالى عليكم وعلى كل من تقرب إليه بهذه العبـادة، فقال تعالى: {....وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الأحزاب35

      لقد كلفـنا الله يسيرا ليعطينا ثوابا جزيلا وأجرا عظيما. روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولو علمتم ما في رمضان لتمنيتم أن يكون سنة".

      إخوة الإيمان: إن شهر الصيام هو موسم العبادة، ومضاعفة الأجور  والحسنات.

      عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطـعام والشهوات بالنهار، فـشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان".

      ومن الأحاديث الدالة على فضل الصيام ما رواه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن  النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ".

ومنها الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة  رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: كل عمل ابن  آدم له إلا  الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحـد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفسي بيده لخلوف فـم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم  فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه".

      ومنها أيضا ما رواه ابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين، ومردة  الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فـلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير  أقبل، ويا باغي الشر  أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة".

       إخوة الإيمان: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم".

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السماء ويقـول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".

      إخوة  الإيمان: إن رب رمضان هو رب شعبان، وهو رب شوال ورب سائر الشهور، وإن الذي فرض عليكم الصلاة والصيام، هو نفسه الذي فرض عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو نفسه الذي فرض عليكم العمل لإيجاد الحكم بما أنزل الله، ولإعلاء كلمة الله.

      وإن الذي سيحاسبكم إن أنتم قصرتم ـ لا قدر الله ـ في الصلاة والصيام، هو نفسه الذي سيحاسبكم على التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى التقصير في العمل لإيجاد حكم الله في الأرض!!

      وختاما إخوة الإيمان: نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه،

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أعدها للإذاعة: أبو إبراهيم

إقرأ المزيد...

المشكلة الزراعية

  • نشر في النظام الاقتصادي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1153 مرات

 

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.

الإخوة مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي الحزب التحرير السلام عليكم ورحمته الله وبركاته.

كثيرا ما تتناقل وسائل الإعلام أنباء تضمن إحصاءات موضوعها الغذاء ومن الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني مما شكل رأيًا عاماً مفاده إن هناك أزمة طاحنة في الإنتاج الزراعي ومشكلة مياه عميقة قد ينتج عنها في قادم الأيام حروباً إقليمية, وبنفس الوقت هناك معلومات وواقع تناقض مع هذا الواقع الإعلامي, ولا شك أنني تأثرت بالمعلومات والأخبار الإعلامية, وكوني احمل الدعوة الإسلامية، وأدرك إدراكا يقينياً أن الله عز وجل خلق الخلق ويسر لهم رزقهم مأكلهم ومشربهم, البشر والدواب، وان الإسلام يحمل حلاً لكل مشكلة بشرية فأحببت تناول هذا الموضوع حتى أقف على حقيقة أمره بتيسير من الله فتعاملت مع الأرقام الواردة حسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة -الفاو- وكانت نتيجة البحث الذي أعرضه عليكم إن شاء الله تعالى:

بلغ إنتاج الحبوب العالمي للعام 2009 مليارين ومئتين وتسعة ملايين طن منها ستماية وخمسا وخمسين مليون طن من القمح واربعماية وخمسين مليون طن من الأرز وبلغت التجارة الدولية من هذا الإنتاج العالمي ما لا يزيد عن العشرة بالمئة، بمعنى أن جل الإنتاج يذهب في أرضه للناس الذين يعيشون في تلك المنطقة، وفيما يلي أبرز عشرة منتجين ومصدرين:

الرقم

الدولة المنتجة

الإنتاج بالطن المتري

الرقم

الدولة المصدرة

التصدير بالطن المتري

1

الصين

96

1

الولايات المتحدة

31.6

2

الهند

72

2

استراليا

18.5

3

أمريكا

57

3

كندا

15.1

4

روسيا

46

4

فرنسا

14.9

5

فرنسا

37

5

الأرجنتين

10.00

6

كندا

26

6

روسيا

4.7

7

استراليا

24

7

ألمانيا

3.9

8

ألمانيا

24

8

بريطانيا

2.5

9

باكستان

22

9

قالب

2.4

10

تركيا

21

10

الهند

2

المجموع

425

المجموع

105.500

 بينما بلغ الإنتاج قبل عشرة سنوات أي في العام 1991 ملياراً وثمان مئة وخمسين طنا (1850 مليون طن) ولم يكن الإنتاج العالمي يزداد بنسبة مطردة كالنسبة السكانية، فإن الإنتاج للعام 2001 بلغ (1.482) ملياراً وأربعماية واثنين وثمانين طناً منها (565) خمسماية وخمس وستين مليون طن من القمح و(392) ثلاثماية واثنين وتسعين مليون طن من الأرز، وحسب تقرير الفاو بلغ عدد الجياع في العالم لنفس السنة 2001إثنان وستون مليون جائع وازداد هذا الرقم ليصل هذا العام 2009 إلى 850 ثمانية وخمسون مليون جائعاً نتيجة الكوارث والحروب في كثير من بقاع الأرض، وحسب تقرير الفاو أيضاً شهدت الأسعار ارتفاعا شديدا في العالم 1999 بنسبة بلغت 130% لأسعار القمح و74% لأسعار الأرز وستبقى حسب تقديرها هذه الزيادة مستمرة لعشرة سنين قادمة أي حتى عامنا هذا 2009.

ومن ضمن محاضرات وتقارير سواء لمراكز أبحاث عربية أو خطابات لوزراء زراعة عرب في محافل دولية أو محلية ظهرت الأرقام التالية:

بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي في الدول العربية من الحبوب 60% ومن قصب السكر 40% ومن الألبان 65% ومن البقوليات67% وبشكل إجمالي فإن الدول العربية مجتمعة إحصائياً تستورد الآن 35 مليون طن من القمح وما يزيد عن مليون طن من البقوليات بالإضافة إلى 700 ألف طن من اللحوم الحمراء ومع ازدياد عدد السكان في العام 2030 الذي سيبلغ تقديرياً 600 مليون نسمة حسب الدراسات سترتفع الحاجة إلى 100 مليون طن من الحبوب مستوردة من الخارج إن لم يتم إنتاجها محلياً، مع العلم أن عدد سكان الدول العربية بلغ عام 2005 / 317295 مليوناً.

أما بلاد المسلمين الأخرى فحالها متباين فهناك دول مثل باكستان وتركيا إنتاجها الزراعي فوق الجيد، بل هي مصدرة لكثير من أنواع الحبوب، وهناك دول كحال دول العالم العربي إنتاجها لا يلبي حاجتها.

أما الصين فقد استطاعت أن تنتج ما يزيد عن 500 مليون طن من الحبوب أي ما يقارب من 1/5 إنتاج العالم وقد اتبعت سياسات محفزة للوصول إلى هذا الإنتاج.

هذه هي الأرقام الدولية المتعلقة في الإنتاج، أما تلك المتعلقة في الاستهلاك فسنأتي عليها بعد قليل.

ولكن هناك إشارة إلى الولايات المتحدة فإنها بعد أن وصلت إلى مرحلة النضوب البترولي أي تناقص أو انتهاء الضخ من الحقول البترولية في أراضيها برزت الحاجة إلى بدائل للمواد المنتجة للطاقة وقد تقدم ذلك في بحث سابق، أما أثره في موضوع الإنتاج الزراعي فإن الولايات المتحدة بدأت حسب تقارير عالمية بإنتاج الوقود الحيوي المستخرج من الحبوب وبغض النظر عن المؤيد للموضوع أو المخالف له من حيث آثاره البيئية أو على الإنتاج الزراعي والحاجة البشرية له للغذاء وبغض النظر عن ذلك فإن الولايات المتحدة تهدف إلى إنتاج 136 مليار لتر من الوقود الحيوي في الأعوام القادمة أي 136 م3 من الوقود وهذا يلزمه مئة مليون هكتار لإنتاج ما يزيد عن 3 مليارات طن من الحبوب المستخدم في إنتاج الوقود الحيوي.

وبكل بساطة هذا يعني أن الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة الأمريكية ستستخدم لهذا الغرض،  مما يزيد من العبء أو يوجد ضغوطا على المزارعين خارج الولايات المتحدة الأمريكية لدعم إنتاج الحبوب العالمي، أو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضطر إلى استيراد قسم من هذا الإنتاج العالمي لتأدية هذا الغرض إن لم تنتجه محلياً.

وهناك الكثير من الدراسات تستخدم أرقاماً أخرى ولكنها قريبة من هذه الأرقام الرسمية الصادرة عن الفاو وتصريحات وزراء الزراعة العرب فيما يخصهم وكذلك مراكز الدراسة والبحث.

إن الناظر في هذه الأرقام يخرج بمجموعة من الحقائق،

 أولها: أن العالم الغربي إجمالاً يتقدم بكافة أنواع الزراعات وخاصة الإستراتيجية كزراعة الحبوب ومنتجاتها.

 وثانيها: أن الدول التي تعي مصالحها كروسيا والصين ويضاف لها الهند قادرة على إنتاج ما تريد من الإنتاج الزراعي وليس لديها مشكلة زراعية.

 والثالثة: أن العالم الإسلامي بشكل عام ومنه العربي خصوصاً فقيرة زراعياً إلى حد الذل سوى بعض منها التي لا تتجاوز أصابع اليد.

وأشير هنا إلى أن حصة الفرد من الحبوب عالمياً بحدود المئتي كيلو غرام سنوياً، تزيد أو تنقص بحسب الإنتاج المحلي لكل دولة، فهي في كندا مثلاً تبلغ 600 كيلو غرام سنويا، وفي مناطق أخرى تصل إلى 100 كيلو غرام وهذه الأرقام بحسب الإنتاج لكل دولة، أما حقيقة ما يلزم كل فرد فهي بدارسة الواقع لا تزيد عن 300 كغم سنوياً.

وبناء عليه فبعملية حسابية بسيطة نخرج بالنتيجة التالية:

مع افتراض أن عدد سكان العالم 7 مليارات فإنهم بحاجة إلى ما لا يزيد عن مليارين طن من الحبوب المتنوعة باعتبار حصة الفرد تقريباً 300 كغم فإن هذه النتيجة تظهر أن المسألة ليس مسألة إنتاج بل هي مسألة قهر واستعباد.

 قد يقول قائل أن العالم الغربي ينتج لنفسه وليس لنا أي حق فيما ينتجه فلماذا نلوم الغرب؟

 وسأجيب بالأرقام أيضاً، هناك أكثر من دراسة موثقة تقول بأن الأراضي الزراعية في العالم العربي فقط دون العالم الإسلامي بلغت 65- 70 مليون هكتار (أي البلاد الفقيرة زراعياً وتستورد نصف حاجتها من الخارج) وأن منتوج الهكتار المتوسط وليس السيئ (15طن) خمسة عشر طناً من الحبوب، وأن نصف هذه الأرض صالحة لزراعة الحبوب، لكانت النتيجة 1/2 مليار طن من الحبوب، هذا غير المحاصيل الأخرى المرافقة من حث الدورة الزراعية وهذا بكل بساطة يعني أن حصة الفرد في العالم العربي تزيد عن حصة الفرد في كندا أي 600 كغم في السنة، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه... الخ.

وهذا يعني بكل بساطة أن الدول العربية تستطيع أن تكون منتجة ومصدرة أيضاً.

إن هذا الوضع العالمي مزري جداً، وسببه الواضح الجشع الرأسمالي، يقابله ضعف الإرادة عند الشعوب الأخرى وخاصة الشعوب الإسلامية.

فإن الولايات المتحدة كما عملت على جعل الدولار الأمريكي عملة احتياط وتبادل دولية وقامت بكثير من الضغط والألاعيب حتى حققت ذلك، ثم خضع العالم مستسلماً لهذه الإرادة، وبنفس الأسلوب وبنفس الإرادة تم سوق الدول المستعمرة إلى اتخاذ سياسات تدميرية لإنتاجها الزراعي النباتي والحيواني وربطت حياة شعوبها بالقمح الأمريكي وبحسب الجدول المعروض في أول الموضوع فإن الولايات المتحدة تصدر ما قيمته فقط 31.6 طن من القمح وباقي الدول المصدرة تصدر أكثر من 70 مليون طن ولعل الولايات المتحدة تتحكم بتصدير هذه الكمية، هل هذا معقول؟! نعم معقول فهذا هو الواقع.

الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم في تصدير القمح مع أن حصتها لا تتعدى القوة التصديرية الثلث فقط.

وفيما يلي أمثلة على بعض الأساليب التي ضغط الغرب الكافر على بلاد المسلمين للعمل عليها:

1- الاعتداء العمراني على الأراضي الزراعية فبدل أن يتم التوسع في بناء السكن في المناطق الجرداء منحت التراخيص للبناء في الأراضي الزراعية، ومثال ذلك فقدت مصر خلال ستة وثلاثين عاماً سبعماية وخمسين ألف فدان من خيرة الأراضي الزراعية كانت كافية لإنتاج عشرة ملايين طن من الحبوب تطعم خمسة ملايين شخص.

2- ولو توفرت الأرض الزراعية فإنها تزرع بمحاصيل غير إستراتيجية أو أن حصة المحصول الاستراتيجي لا تفي بالحاجة كمحاصيل القمح وقصب السكر والأرز، فهذه مصر أيضاً تفرض دولتها غرامة باهظة بلغت الألف جنيه مصري على كل فدان يزرع حبوباً زائدة عن الحصة التي تمنحها الدولة.

3- عدم توفير الدعم اللازم والكافي لإنتاج المواد الزراعية المطلوبة، بل وإجبار الناس على أخذ القروض الربوية مما يزيد الوضع ضغثا على إبالة مما أضطر بالكثيرين إلى ترك أراضيهم والاتجاه إلى الوظائف العامة.

4- إظهار أن هناك مشكلة حقيقية في وفرة المياه للشرب وسقي المزروعات، مما أثر في السياسة العامة لتوزيع المياه وبالتالي طبيعة المحاصيل المروية ومنها الأرز، لحاجته إلى كميات من المياه أكثر من غيره فأهملت زراعة الأرز لذلك، ومعلوم بداهة أن أزمة المياه خاصة في بلاد المسلمين موهومة وليست حقيقية وللوقوف على حقيقتها يلزمها وقفة خاصة.

5- أما تقسيم بلاد المسلمين فحدث ولا حرج فإن هذا التقسيم هو الذي ساعد على إيجاد المظاهر السابق ذكرها بالإضافة إلى أسباب أخرى ليس أقل من سوء توزيع المكاسب والثروات ووضع الخطط العامة للتكامل في كافة المجالات والانتقال الحر بين أطراف العالم الإسلامي.

من هذا كله يتبين أن وجود اختناقات ومشاكل مستعصية في مسألة الغذاء والإنتاج الزراعي راجع لهيمنة الغرب الكافر على مناطق الإنتاج والتسويق وكذلك على البرامج والسياسات التي تعتمدها الدول في مجال الزراعة والمجالات الأخرى المتصلة بهذا الأمر.

ولا شك أن للإسلام نظرته الخاصة لهذا الموضوع وهي ابتداء لا تقوم على الربحية مطلقاً أي لا ينظر إلى الأرباح والخسائر عندما يتعلق الأمر بحياة الناس وسد حاجاتهم الأساسية ولهذا تقوم السياسة الزراعية في الدولة الإسلامية دولة الخلافة على أسس معينة لتحقيق هذه الأهداف.

 ونظرة سريعة إلى طبيعة المعالجة.

فأولاً: كون الإسلام نظام وحدة وبلاد المسلمين قطعة واحدة لا يلزمها حد ولا يمنع الحركة والتنقل فيها طاغ فإن هذا يعين وييسر وضع سياسات متكاملة تضمن معالجة مشكلة وجود المواد الغذائية دون قيود عليها فتتحرك بحسب مناطق الحاجة إليها.

 وابتداء توضع سياسات تعتني بإمكانية وجود أنماط زراعية متكاملة ما أمكن ضمن وحدات زراعية، بمعنى أن نقسم الدولة إلى وحدات زراعية فنقول مثلاً منطقة شرق المتوسط بلاد الشام وجزيرة العرب إلى العراق وحدة زراعية تزرع فيها كافة المنتوجات الزراعية، ومثلها وحدة أخرى كمصر والسودان وأخرى كإيران وما حولها، ثم باكستان وما حولها، وهكذا، فإن مثل هذا التقسيم يقرب المسافات من جهة ويضمن التحكم بالحاجات ومعالجتها سريعاً إذا حدث خلل أو نقص في ولاية من الولايات، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على المشاريع المتعلقة بالمياه فتدرس خارطة الأنهار والمسطحات المائية ويعرف مقدار الحاجة إلى السدود وطبيعتها وحجمها في كل وحدة زراعية، مما يساعد صاحب القرار اتخاذ القرار المناسب.

ثانياً كون الإسلام يضمن تأمين الحاجات الأساسية والضرورية للعيش فهذا يعني أن من سياسة الدولة الإسلامية مراجعة حدود هذه الأساسيات وفي حالة عدم وجودها أو نقصها فإنها تدخل مباشرة لعلاجها كمشكلة إنسانية مهما كلف الأمر من أموال، مع وجود قناعة أن مثل هذا النقص لا يحدث في هذه البلاد الغنية بالمياه والأراضي الزراعية، إلا إذا كان الأمر قضاء من الله تعالى وابتلاء كأيام المجاعة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثلاً، فهذا الذي يستدعي تدخل الدولة لأنها هي الراعية والمسؤولة عن توفير الحاجات وليس ما يسمى بالقطاع الخاص الذي يعطى هذه الأيام صلاحيات كبيرة بل ويطلب من ذلك لأنها سياسات رأسمالية تقوم على مفهوم الربح والخسارة لا على مفهوم  الرعاية.

ثالثاًَ: تعمل الدولة على الوصول إلى حالة الاكتفاء الذاتي وهذا الأمر سهل وميسور كما مر معنا في الإحصائيات الدولية، ولكن بحاجة إلى نظام يتق الله سبحانه ويخلص لأمته فيحصل الاكتفاء الذاتي دون كبير عناء، ويتبع ذلك وجود مخزون استراتيجي يكفي لمدة مناسبة، لمعالجة ما ينشأ من كوارث طبيعية أو حروب، ولهذا تنفق الدولة الأموال اللازمة على المزارعين والمشاريع الزراعية ومراكز الأبحاث الزراعية وتتابع التطورات العلمية والعملية لمكافحة الآفات الزراعية ولتطوير المنتوجات الزراعية والحيوانية وصولاً لتحقيق هذه الأهداف.

أما الإنسان العامل في هذا المجال فترعاه الدولة حتى يكون قادراً على الاستمرار في هذا العمل فتراعي احتياجاته وزيادة، ويعان على إصلاح أرضه، ويمد بالتقنيات الحديثة إذا لم يكن قادراً عليها، ويعان على تسويق إنتاجه، وهذا كله ضمن الخطة العامة لرعاية المزارعين وأحوالهم.

أيها الناس يقول الحق سبحانه وتعالى:

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف : 96].

نسأل الله الهدى والتقى ونسأله سبحانه بنصر عظيم قريب يعز به دينه والمؤمنين اللهم آمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 كتبه للإذاعة: أبو عمر البدراني

إقرأ المزيد...

قانتات حافظات الحلقة الأولى

  • نشر في النظام الاجتماعي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1227 مرات

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين, وعلى آل بيته الطيبيين الطاهرين، وعلى نسائه اللائي لسن كأحد من نساء العالمين وبعد:

حياكم الله معنا من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير حيث يتجدد لقاؤنا معكم في فقرتنا  الأسبوعية والتي ستكون بعنوان قانتات حافظات..

ألقيها على مسامعكم مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير وخاصة النساء منهم لأهمية الموضوع لديهن، وأبدأ سلسلتي موجهة الخطاب إلى أختي المسلمة..

إليك أختي المسلمة..

إليك أيتها الدرة المكنونة واللؤلؤة المصونة..

إليك يا مربية الأجيال وصانعة الرجال ومنشأة الأبطال..

يا أمة الله.. أنذرتك النار!!

صرخة دوى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مسمع التاريخ قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، لأحب الناس إليه وأقربهم منه وأغلاهم عنده، حيث قال: (... يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار ، فإني والله ما أملك لكم من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله, أنقذي نفسك من النار، ، فإني والله ما أملك لكم من الله شيئا...). صحيح البخاري

صرخة لا بد أن تدوي الآن في أصقاع المعمورة, لتوقظ أموات الأحياء، فلا تدع بيت مدر ولا وبر إلا وأنذرته.

كيف لا؟! وقد بانت أنياب الذئاب, فبتنا نقاسي أحوالا تشيب النواصي، وأهوالا تزيل الرواسي، خائضين غمارها، راكبين تيارها، نشرب صابها، ونشرح عبابها، والأنوف تعطس علينا بالكبر، والصدور تستعر بالغيظ، والشفار تشحذ بالمكر, كل ذلك واكثر نتاج تخطيط الغرب الكافر للنيل من المرأة المسلمة في مجتمعنا,  الذي شرع الى تنفيذه حكامنا الرويبضات، القابعون على صدورنا يسوموننا سوء العذاب بقوانين  ما أنزل الله بها من سلطان.

والضحية، أنت أختي المسلمة، فهذا الكافر يعمل ليلا نهارا جهارا ليصرفك عن دينك،  بل وليشكك فيه وفي كونه النظام الوحيد القادر على إسعادك وتحقيق طمأنينتك..

فحاول تجريدك من طهرك وتخليصك من عفافك..

فكانت المرأة ضحية هذه المؤامرة الشنيعة وهذه الهجمة الشرسة، فتاهت بناتنا ونساؤنا وضاعت في دياجير ظلمة هذا الكافر عليه لعنة الله .

فباتت المرأة تسير في ركبه كسير الفريسة وراء الضبع، وكأنها مغشي عليها لا ترى ولا تسمع إلا ما يقوله الغرب لها.

فتجردت من دينها، ذلك أن الغرب أوهمها أن الحجاب رجعية وأن الصلاة تخلف. وأن طاعتها لزوجها كبت لشخصيتها وأن عدم خروجها كاسية عارية، طمس لأنوثتها، وأن وليها هو ضد حريتها الشخصية ومكانتها الاجتماعية.

فأمرها أن تخرج سافرة متحدية ظانة أنها بذلك قد حققت مكانتها وأثبتت وجودها وجدارتها .

ناسية أو متناسية أنها من خير أمة أخرجت للناس، فهي بنت دين عظيم، بنت الإسلام، الذي جاء وحفظها وكرمها ورفعها بعد أن كانت في السابق لا قيمة لها ولا وزن، بل كانت مضطهدة لا يرى فيها إلا الجسد.

لقد جاء الإسلام فوجد المجتمع الجاهلي في مكة- كغيره من المجتمعات في ذلك الحين- ينظر للمرأة على أنها أداة للمتعة وإشباع الغريزة، ولا ينظر إليها النظرة الإنسانية.. وإن حصل ونظر، كانت نظرته هابطة متدنية.

فكان مجتمعا هابطا تسوده الفوضى في العلاقات الاجتماعية،  كما هو حال المجتمعات الغربية اليوم، حيث نظام الأسرة مخلخل وعلاقات المرأة بالرجل مشوهة. هذا عدا عن هبوط النظرة إلى الجنس وانحطاط الذوق الجمالي. بل والاحتفال بالجسديات العارمة. وقد كان هذا ظاهرا في أشعار الجاهليين في جسد المرأة والتفاتهم إلى أغلظ المواضع فيه وأغلظ معانيه...

فما أن جاء الإسلام حتى أخذ يرفع من مستوى هذه النظرة إلى المرأة، بل وجعلها ترقى إلى أرقى ما تكون النظرة، مركزا على الجانب الإنساني فيها لا الجسدي، فكان أساس العلاقة بين الجنسين هي العلاقة الإنسانية وليس مجرد إشباع الجوعة الجسدية ولا إطفاء الفورة في اللحم والدم. بل بين أن العملية اتصال بين كائنين إنسانيين من نفس واحدة بينهما مودة ورحمة، وفي اتصالهما سكن وراحة، ولهذا الاتصال هدف مرتبط بإرادة الله في خلق الإنسان، وعمارة الأرض وخلافة هذا الإنسان فيها بسنة الله .

فبدل أن نحافظ على هذه النظرة ونتمسك بتلك المكانة اتبعنا الغرب وتجردنا من كل القيم الصحيحة و الأحكام الحافظة للعرض والشرف والعفة.

فكان لا بد من وقفة نقفها وإياك أختي المسلمة أذكرك بها بالمكانة التي وضعك الإسلام فيها وبالرقي بالنظرة التي أمر أن ينظر إليك من خلالها .

وسأسعى من خلال هذا البحث المتواضع بإذنه تعالى إلى تسليط الضوء على تلك المكانة وتذكيرك بذلك النظام الكامل المتكامل الذي أوجبه الله علينا ، والذي فيه حفظ للحقوق وبيان للواجبات .

وسأقوم بداية بتعريف القانتات الحافظات والتعريج على بعض صفاتهن التي أمر الله أن يتصفن بها، ومن ثم الانتقال إلى معالجات الإسلام التي تناولت علاقة المرأة بالرجل، وبعدها إلى نظرة الشرع للمرأة وما يتعلق بهذه النظرة. وسنعرج على حفظ الشرع لحقوق المرأة المعنوية منها والمادية. ولا بد أيضا من بيان رعاية الشرع للمرأة، والمرور على دورها في الحياة العامة والخاصة ضمن هذه النظرة وتلك المعالجات.

وفي الختام ،،،

 أقول لك أختاه إن الغرب قد خاطبك بكفره واستطاع تغيير صبغة مجتمعك من خلالك، لذا وجب علي أن أخاطبك اليوم بخطاب الإسلام بالعمل على تغيير هذا الواقع المرير فأنت لست نصف المجتمع كما يدعون، بل أنت المجتمع بأكمله لأنك نصفه بكيانك كامرأة مخاطبة من الله عز وجل ونصفه الآخر لأنك أنت التي تلد وتربي وتنشئ النصف الآخر فيه.

كتبته للإذاعة: الأخت أم سدين

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع