الأربعاء، 16 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

رسالة إلى المسلمين في العالم

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1047 مرات

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه وسار على دربه إلى يوم الدين، وبعد.


فإن الجيل الحاضر من المسلمين لم يعاصر الدولة الإسلامية التي هدمها الكافر المستعمر منذ ثمانية عقود، وأقام على أنقاضها للأمة الإسلامية الواحدة دولا متعددة، لم تستطع هذه الدول مجتمعة ولا متفرقة، أن تحول دون ضعف المسلمين ودون إحتلال أجزاء من بلادهم كفلسطين وأفغانستان والعراق، وهذا يدل على أن الامر ليس في وجود دول للمسلمين، ولا في قيام دولة في قطر من أقطارهم تسمي نفسها دولة إسلامية، وليس لها من الإسلام إلا اسمها، وإنما الأمر هو قيام دولة واحدة للمسلمين، كما أمر الإسلام أن تكون وكما كانت قائمة.


فالدولة الإسلامية ليست خيالا يداعب الأحلام، ولا فكرا نظريا فلسفيا لا واقع له، وإنما دولة إمتلأت بها جوانب التاريخ على مدى ثلاثة عشر قرنا، فهي حقيقة، كانت كذلك في الماضي وستكون حقيقة في المستقبل القريب إنشاء الله، لأن عوامل وجودها أقوى من أن ينكرها زمان أو مكان، فقد امتلأت بها عقول المسلمين المستنيرة، واستولت على مشاعرهم.


حتى أعداء الأمة الإسلامية الحقيقيين وعلى رأسهم أمريكا وروسيا وبريطانيا يتوقعون عودتها ويخافون رجوعها.


إن البحث في الدولة، أية دولة، هو بحث في شكل النظام، وبحث في الدستور المتبع، وبحث فيما أنبثق عن هذا الدستور من مؤسسات ودوائر، وفيما لهذه المؤسسات والدوائر من مسؤوليات وصلاحيات.


ولو استعرضنا الدول القائمة قديما وحديثا، لوجدنا أن العالم عرف النظام الملكي الاستبدادي، ومرورا بالنظام الملكي المطلق، وانتهاء بالنظام الملكي الدستوري، كما عرف النظام الجمهوري بقسميه الرئاسي والنيابي، ومنذ أربعة عشر قرنا عرف العالم نظاما مغايرا للنظاميين السابقين، هذا النظام هو نظام الخلافة.


ولئن اختار البشر لحكم أنفسهم نظما متعددة عبر التاريخ لم تخرج في جوهرها وحقيقتها عن النظامين الملكي والجمهوري، فإن نظام الخلافة انفرد بأنه ليس من أختيار البشر، وإنما هو نظام جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند ربه تبارك وتعالى فكان هذا النظام بشكله ودستوره ومؤسساته ودوائره قريبا في بابه مغايرا بشكل كلي لجميع ما عرف البشر عبر تاريخهم من نظم الحكم والادارة.


إن الأمة الإسلامية تعاني بسبب غياب حكم الإسلام، وتمكين الكفر من التحكم في شؤون المسلمين بدل الاسلام . لذلك وبغض النظر عن أمتلاك الأمة لملايين الجنود وامتلاكها للثروات التي يحسدها العالم عليها، إلا أنها ساحة لحرب الآخرين على نهب ثرواتها.


أيها المسلمون: لن يتغير حال المسلمين إلا بعد أن تعمل الأمة وبشكل عملي على أخذ زمام المبادرة في هذا العالم عن طريق حملها للإسلام ومن خلال دولة الخلافة، حينها فقط ستتمكن الأمة من قيادة نفسها بعد أن تجمع قواها فتكون أقوى دولة في العالم.


أيها المسلمون: إننا ندعوكم جميعا للعمل مع حزب التحرير للعمل الجاد لأزالة نفوذ الاستعمار، من خلال قلع الأنظمة العملية التي نصبت على رؤوس المسلمين في العالم الإسلامي، وإقامة الخلافة على أنقاضها.


كما أننا في حزب نتوجه إلى الامة الإسلامية بأن لا يدخلها الرعب من اجتماع عملاء أمريكا وبريطانيا في العالم الاسلامي للحيلولة دون إقامة الخلافة، فإن اجتماعها سيكون وبالا عليهما بأيديهما في الصراع بينهما، أو بأيدي المؤمنين بأذن الله.


إن على الكافر المستعمر أن يعلم أن ساعة رحيله قد أزفت، فقد صحت الأمة على إسلامها، ونما وقوي في صدور أبنائها، وإن الخلافة القادمة ستطرد الكافر المستعمر من بلاد المسلمين وستخلص البشرية من شروره قريبا إن شاء الله، وأن الكفار المستعمرين وعملاءهم لن ينالوا خيرا بل شرا من كل أموالهم التي ينفقونها للتآمر على بلاد المسلمين، فالعاقبة للمتقين ولو كره الكافرون.


قال تعالى: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) صدق الله العظيم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

بقلم د.أبو حسن

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق- أفغانستان: أمريكا وحلفاؤها يواجهون شبح الهزيمة

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1030 مرات


أظهرت الأيام القليلة الماضية بشكل واضح أنّ أمريكا وحلفاءها فقدوا خيارات الخروج من المستنقع الخطير الذي يهدد انتهاء احتلالهم لأفغانستان بشكل مخزي، فالأوضاع في أفغانستان تتدهور بشكل متسارع. فهجوم النيتو الأخير الذي خلف قتلى وجرحى في صفوف المدنيين لم يبرهن على وحشية الصليبيين فحسب، بل واثبت مرة أخرى أنّ الفكرة المقدسة التي ما فتىء الغرب يتشدق بها وهي حقوق الإنسان بأنّها لا تنطبق على مسلمي أفغانستان ولا على المسلمين عموماً في جميع أنحاء العالم، فالقتل العشوائي هذا بين صفوف المدنيين من ناحية يعري الحضارة الغربية ويحط منها، ومن ناحية ثانية يرعب شعوب الأرض، ومن ناحية ثالثة وهو الأهم يشجع ويزيد من المقاومة الأفغانية.


إنّ هذه الجرعة الوحشية هيجت بعض سياسيي الغرب وبعض القواد العسكريين للتساؤل بشكل جدي عن جدوى حرب أفغانستان. فتعليقاً على استمرار التزام جولدن براون في الحرب على أفغانستان قال اللورد بادي اشدون "ما زالت الأحداث في أفغانستان تسير بعكس اتجاهنا... إنّها الحرب التي يجب أن نخوضها ولكننا ارتكبنا أخطاء مأساوية خلال السنوات الخمس الماضية، وما لم نتمكن من تحويل عجلة الأحداث بشكل سريع فإنّ الأحداث لا تنبئ بخير، بل إنّها ستسوء أكثر فأكثر". وعبر المحيط الأطلسي فإنّ الدعوات لإستراتيجية جديدة في أفغانستان طالب بها الجنرال مكرستل - بعد عدة أشهر من كشف النقاب عن سياسة اوباما تجاه أفغانستان وباكستان - حيث أكد الجنرال على تخبط المخططين العسكريين الأمريكان. وبعد ثماني سنوات من الحرب في أفغانستان وتغيير في استراتيجيات الحرب فإنّ الترسانة العسكرية الأمريكية الضخمة وترسانة حلفائها من قوات النيتو قد أنهكت في الحرب، وهذا على عكس حال المقاتلين في المقاومة الأفغانية.


وفي نفس الوقت لا توفر الإستراتيجية العسكرية الجديدة إلا قليلا من السلوى في ساحة المعركة الملتهبة. فأطروحات من مثل شق المقاومة الأفغانية أو إغراء واحتواء المعتدلين من حركة طالبان في العملية السياسية، أو تطوير البنية التحتية المدنية أو زيادة أعداد الجيش الأفغاني، وزيادة أعداد القوات الأمريكية وقوات النيتو، جميع هذه الأطروحات جُربت في السابق وباءت جميعها بالفشل.


في العام الماضي أجرى معهد راند للأبحاث دراسة على 90 حركة متمردة منذ عام 1945، وقد خلصت الدراسة إلى أنّه لكي تهزم حركة متمردة واحدة فإنّك بحاجة إلى 14 عاماً تقريباً. فما لم تستعد أمريكا وحلفاؤها لزيادة عدد قواتهم وتهيئة شعوبهم لحروب طويلة الأمد مع حركات التمرد فإنّ خلق الاستقرار في أفغانستان أمر بعيد المنال.


إنّ أمل الغرب الوحيد في استرجاع ثروته في أفغانستان هو في النظام الباكستاني، ففي السابق استخدمت أمريكا الجيش الباكستاني ومقدرات باكستان الوفيرة ببراعة لدعم المجاهدين الأفغان وألحقت الهزيمة بالاتحاد السوفيتي. وفيما بعد اشتركت أمريكا مع حكام باكستان لإيجاد طالبان لإيجاد الاستقرار في أفغانستان كي يتسنى لها نقل الغاز والنفط من آسيا الوسطى عبر أفغانستان. واليوم تتآمر أمريكا مع القادة الباكستانيين لمواجهة المقاومة الأفغانية والقضاء عليها حتى لو أدى ذلك إلى فقدان باكستان احترامها في المنطقة. فلولا باكستان لما كان لأمريكا في المنطقة شراك نعل.


إنّ القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية قد وقفوا وقفة الجبناء والعميان أمام وعود تقوية باكستان من قبل أمريكا.


إنّ المطلوب خلال شهر رمضان المبارك هذا هو قيادة مخلصة لتأخذ مقاليد الحكم، فتقيم الخلافة وتطهر كلا البلدين من دنس الصليبيين.


وأخيراً ألم تغلب الفئة الضعيفة في بدر الفئة القوية قريش بإذن الله؟ يقول الحق تبارك وتعالى {... وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40

بقلم :عابد مصطفى

إقرأ المزيد...

فقرة المرأة المسلمة- خلفاء ورعية- علي بن أبي طالب

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1463 مرات

 

سلام الله عليكم ... إطلالة جديدة نطلها عليكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير،وحلقة جديدة من حلقات خلفاء ورعية والتي سنتحدث فيها عن الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذي لم يسجد لصنم قط،لنرى مواقف متعددة له مع رعيته بعد توليه الخلافة تظهر لنا أنه ما تولى الحكم إلا لرعاية الناس والعمل بكتاب الله وسنة نبيه،لا للسيادة والسلطان ووضع التاج وحمل الصولجان،فأهلا ومرحبا بكم.


لقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب _رضي الله عنه_ من علماء الصحابة الكبار، وقال: ما دخل نوم عيني، ولا غمض رأسي على عهد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حتى علمت ذلك اليوم ما نزل به جبريل _عليه السلام_ من حلال أو سنة أو كتاب أو أمر أو نهي، وفيمن نزل. كان يقول عن نفسه: "والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت؟ إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا صادقا ناطقا". وقد قال في آخر عهده: "سلوني قبل أن تفقدوني". وكان ذلك عندما مات أكثر علماء الصحابة.


وقد تمت بيعته _رضي الله عنه_ بالخلافة بطريقة الاختيار وذلك بعد أن استشهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان _رضي الله عنه_ على أيدي الخارجين، فبعد أن قتلوه _رضي الله عنه_ ظلما وعدوانا، قام كل من بقي بالمدينة من أصحاب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بمبايعة علي _رضي الله عنه_ بالخلافة، وذلك لأنه لم يكن أحد أفضل منه على الإطلاق في ذلك الوقت، فلم يدع الإمامة لنفسه أحد بعد عثمان _رضي الله عنه_، ولم يكن أبو السبطين حريصا عليها، ولذلك لم يقبلها إلا بعد إلحاح شديد ممن بقي من الصحابة بالمدينة، وخوفا من ازدياد الفتن وانتشارها.


وعمل أمير المؤمنين علي _رضي الله عنه_ منذ توليه الخلافة على إقامة العدل بين الناس، وقصته مع اليهودي مشهورة: فعن شريح قال: لما توجه علي _رضي الله عنه_ إلى حرب معاوية ، افتقد درعا له، فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة، أصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق، فقال له: يا يهودي، هذا الدرع درعي، لم أبع ولم أهب، فقال اليهودي: درعي وفي يدي، فقال علي: نصير إلى القاضي، فتقدما إلى شريح، فجلس علي إلى جنب شريح، وجلس اليهودي بين يديه. فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين، فقال: نعم، أقول: إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي، لم أبع ولم أهب، فقال شريح: يا أمير المؤمنين،البينة، قال: نعم، قنبر والحسن والحسين يشهدون أن الدرع درعي، قال: شهادة الإبن لا تجوز للأب، فقال: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟ سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه؟ أشهد أن هذا الحق، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الدرع درعك، كنت راكبا على جملك الأورق وأنت متوجه إلى صفين فوقعت منك ليلا، فأخذتها قال: أما إذا قلتها فهي لك، وحمله على فرس، فرأيته وقد خرج فقاتل مع علي بالنهروان.


ومن مواقف عدله _رضي الله عنه: حرصه على تقسيم المال فور وروده إليه على الناس بالتساوي بعد أن يحتجز منه ما ينبغي أن يأخذ للمرافق العامة، ولم يكن يستبيح لنفسه أن يأخذ من هذا المال إلا مثلما يعطي غيره من الناس.


وكان أن دفع مرة طعاما ودراهم بالتساوي إلى امرأتين إحداهما عربية، والثانية أعجمية، فاحتجت الأولى قائلة: إني والله امرأة من العرب، وهذه من العجم، فأجابها علي: إني والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلا على بني إسحاق. وكذلك لما طلب إليه تفضيل أشراف العرب وقريش على الموالي والعجم، قال: لا والله، لو كان المال لي لواسيت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم؟


هذا هو حال الأمة في ظل الخلافة كانوا ينعمون بالعدل،فحكامهم لم يفرقوا بين عربي وأعجمي,ألغوا كل عناصر التفرقة بين المسلمين،وكانت الرعاية تشمل كل من يعيشون تحت إمرة الدولة الإسلامية،فلا يرعون المسلمين دون الذميين ولا العكس،بل لكل رعايته وشأنه.


بينما بلاد المسلمين اليوم مليئة بالخيرات وأهلها يموتون جوعا لأن خيراتهم باعها حكامهم للغرب،وما تبقى منها في البلاد فإن السـياح الأجانب يتمتعون به ويحرم منه المسلمون،فالإمارات والسعودية التي تغدق صحراؤها بالنفط يعيش عدد من سكانها دون توفير أدنى مستويات العيش،بينما نرى فنادق فخمة عندهم ليست إلا للأمراء والسـياح،فشتان بين العيشين...


كما أن شؤون الحكم كانت محل اهتمام الخلفاء الراشدين _رضي الله عنهم_، لا يطغى جانب على جانب، فقد كانوا يقعدون للتجارة القواعد التي تصلح للأسواق، وتنظم التداول، وتضمن الثبات والاستقرار، فلا غبن ولا غش ولا احتكار، ولا أسواق سوداء ولا زرقاء، ولا جهل بما يجوز وما لا يجوز في عالم التجارة.


ومن ذلك أنه أثيرت قضية المحل التجاري في السوق وقضى علي بن أبي طالب _رضي الله عنه_ في سوق الكوفة، أن من سبق إلى موضع فهو أحق به ما دام فيه ذلك اليوم، فإذا انتقل عنه فهو لمن حل فيه، قال الأصبغ بن نباته: خرجت مع علي بن أبي طالب إلى السوق، فرأى أهل السوق قد حازوا أمكنتهم، فقال علي: ما هذا؟ فقالوا: أهل السوق قد حازوا أمكنتهم، فقال: ليس ذلك لهم، سوق المسلمين كمصلى المسلمين، من سبق إلى شيء فهو له يومه حتى يدعه، وظلت هذه القاعدة متبعة حتى ولاية المغيرة بن شعبة، فلما كانت ولاية زياد بن أبيه عليها عام 49هـ جعل من قعد في مكان فهو أحق به مادام فيه.


تكثر مواقف العدل في حياة هذا الخليفة الراشد وتظهر ملامح العناية بالرعية، لو أردنا الوقوف عليها سنحتاج لساعات طوال،رحمك الله يا علي وأعاد لنا أيامك.

ها قد مررنا في حلقاتنا الأربعة على مواقف للخلفاء الراشدين في حكمهم للبلاد والعباد,فدراسة عهدهم تمد أبناء الجيل بالعزائم الراشدية، التي تعيد إلى الحياة روعة الأيام الجميلة الماضية وبهجتها، وترشد الأجيال بأنه لن يصلح أواخر هذا الأمر إلا بما صلحت به أوائله، وتساعد الدعاة والعلماء وطلاب العلم على التأسي بذلك العهد الراشدي، ومعرفة خصائصه ومعالمه وصفات قادته وجيله، ونظام حكمه ومنهجه في السير في دنيا الناس، وذلك يساعد أبناء الأمة على إعادة دورها الحضاري من جديد،ورسم طريق مجدها الذي كان في الماضي والذي سيعود لنا في عهد قريب ليس ببعيد.


فيارب عجل لنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة كعهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي،ونسألك أن تجعلنا ممن يشهدون قيامها ويبايعون إمامها يا الله،وكل عام وأنتم والمسلمون في كل مكان بألف خير...

والسَّلامُ عليكُم ورَحْمةُ اللهِ تعالَى وبَركاتُه ....

إقرأ المزيد...

رمضان والخلافة- الإسلام يأتيه الناس بلا رسول

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1160 مرات


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد

أيها المسلمون عدي ملك من ملوك العرب، عادى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أكثر من عاداه في بدء دعوته صلى الله عليه وسلم، كان عدي نصرانياً من أهل كتاب، ومن أشد الناس كراهة وحقداً على الإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عدي يأخذ ربع ما تغنمه قبيلته من الغزو والسطو والحرب جبراً.


لما سمع عدي هذا بقدوم جيش المسلمين إلى دياره، هرب إلى بلاد الشام، ونسي أخته التي وقعت أسيرة في يد المسلمين.


أيها المسلون طلبت أخت عدي أن يمن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفك أسرها، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبها، وكساها وأطلق سراحها، وعادت سالمة إلى أهلها في الشام.


ودار حديث بين عدي وأخته انتهى بذهاب عدي إلى رسول الله في المدينة، ودخل على رسول الله في المسجد فقال صلى الله عليه وسلم: «إيه يا عدي بن حاتم ألم تكن ركوسياً بين النصرانية والصابئة فقال عدي: بلى فقال صلى الله عليه وسلم: ألم تكن تسير في قومك بالمرباع أي تأخذ ربع ما يغنمون، فتأخذ منهم ما لا يحل لك في دينك، فقال عدي: بلى وعرفت أنك نبي مرسل، فقال صلى الله عليه وسلم: لعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في الإسلام هذا الدين ما تراه من حاجة المسلمين وفقرهم فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من قلة المسلمين وكثرة عدوهم، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف أحداً إلا الله، ولعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في الإسلام هذا الدين أنك ترى أن الملك والسلطان في غير المسلمين، وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، وأن كنوز كسرى قد صارت إليهم».


أيها المسلمون عندها شهد عدي شهادة الحق وأسلم، وعمّر حتى تحقق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.


هذا عدي ملك العرب، وأبوه حاتم الطائي رمز الكرم والجود مع عدائه للإسلام ولرسول الله جاء به مسلماً فلا يغرنكم أيها المسلمون قوى الكفر، ولا كثرة عددهم ولا غناهم، ولا أسلحتهم وبوارجهم، ولا تقدمهم الصناعي والعسكري والتقني فهم لا شيء أمام إصرار المسلمين، وقوة عقيدتهم، وثبات جندهم، وقد عشنا جبنهم، وضعفهم أمام المسلمين في العراق وأفغانستان، في لبنان وفلسطين والشيشان......


أيها المسلمون يا شباب رسول الله ويا أتباع الخلفاء الراشدين اعلموا بأن النصر ما كان يوماً بكثرة العدد، ولا بقوة العدة إنما النصر من عند الله، يهبه لمن هم أهلا للنصر وقد أخذوا بأسباب النصر بقوة العقيدة، وقوة الإعداد، وبمحض الإخلاص، والصدق عند اللقاء، فالتفوا أيها المسلمون حول الإسلام، وأعطوا ما في أعناقكم من بيعة السلطان للمسلمين، واعملوا بجد وإخلاص باستحقاقات النصر، لتغيير هذا الواقع الفاسد، واعملوا مع جند الخلافة الذين يعملون ليل نهار لاستئناف الحياة الإسلامية وعودة سلطان المسلمين في دولة عزيزة قوية لا خيانة فيها، ولا عمالة ولا ظلم ولا استخذاء لتكون لكم أيها المسلمون يا أصحاب الشعر الأسود، واللحى البيضاء، والجباه السمر لتكون لكم معه حياة كريمة عزيزة، ويحل عليكم رضوان الله عز وجل بدخول جناته.


اللهم تقبل منا وسائر المسلمين صيامنا وقيامنا وتضرعنا وصلاتنا وزكاتنا وصالح أعمالنا في هذا الشهر الفضيل.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف- الثقة بوعد الله

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1222 مرات

 

عَنْ ‏خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ‏‏قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ ‏ ‏الْكَعْبَةِ ‏ ‏قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ ‏كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ ‏‏صَنْعَاءَ ‏إِلَى ‏‏حَضْرَمَوْتَ ‏‏لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ. رواه البخاري


جاء عند الإمام ابن حجر في فتحه بتصرف يسير " ‏قَالَ اِبْن بَطَّال : إِنَّمَا لَمْ يُجِبْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُؤَالَ خَبَّاب وَمَنْ مَعَهُ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْكُفَّار مَعَ قَوْله تَعَالَى (اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وَقَوْله (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسنَا تَضَرَّعُوا) لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ سَبَقَ الْقَدَرُ بِمَا جَرَى عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَلْوَى لِيُؤْجَرُوا عَلَيْهَا كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَة اللَّه تَعَالَى فِي مَنْ اِتَّبَعَ الْأَنْبِيَاء فَصَبَرُوا عَلَى الشِّدَّة فِي ذَات اللَّه, ثُمَّ كَانَتْ لَهُمْ الْعَاقِبَة بِالنَّصْرِ وَجَزِيل الْأَجْر, قَالَ : فَأَمَّا غَيْر الْأَنْبِيَاء فَوَاجِب عَلَيْهِمْ الدُّعَاء عِنْد كُلّ نَازِلَة لِأَنَّهُمْ لَمْ يَطَّلِعُوا عَلَى مَا اِطَّلَعَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْتَهَى مُلَخَّصًا. وَلَيْسَ فِي الْحَدِيث تَصْرِيح بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْعُ لَهُمْ بَلْ يَحْتَمِل أَنَّهُ دَعَا, وَإِنَّمَا قَالَ " قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلكُمْ يُؤْخَذ إِلَخْ " تَسْلِيَةً لَهُمْ وَإِشَارَةً إِلَى الصَّبْر حَتَّى تَتَقَضَّى الْمُدَّة الْمَقْدُورَة, وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ فِي آخِر الْحَدِيث "وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ". وَقَوْله فِي الْحَدِيث " هَذَا الْأَمْرَ " أَيْ الْإِسْلَام."


مستمعينا الكرام: قد وعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالنصر والفرج في أكثر من مرة وأكثر من مناسبة فمن ذلك ما روى مسلم في صحيحه حديث " تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله" وروي أيضا "ستفتح مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا " وقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام عن فتح القسطنطينية مخبرا بذلك قبل ثمانية قرون ونصف "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".


هذه وعود من الله ورسوله، فماذا كان مصيرها!؟ لقد تحقق وعد الله ورسوله، فقامت دولة الإسلام وهزمت قريش وظهر الإسلام وأنحي الشرك من أرض الجزيرة، وتقوض بنيان اليهود وغاب ملك فارس والروم عن الوجود وفتحت القسطنطينية، وخفقت راية العقاب فوق أكثر بقاع الأرض، وكانت الدولة الإسلامية هي الدولة الأولى في العالم مدة ثلاثة عشر قرنا وأصبحت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.


واليوم -وبإذن الله- ستقوم دولة الإسلام من جديد فقد أخبر الرسول الكريم بذلك حين قال: "إن أول دينكم نبوة ورحمة، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم تكون ملكا عضوضا، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، تعمل في الناس بسنة النبي، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنها سكان السماء وسكان الأرض، فلا تبقي السماء من قطرها إلا أنزلته، ولا تبقي الأرض من خيراتها ونباتها إلا أخرجته".


وسينتصر المسلمون على اليهود ثانية ويظهرون عليهم فقد وعد الرسول الكريم بذلك حيث قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال فأقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ".


وستفتح روما كما فتحت القسطنطينية قبلها، فقد وعد الرسول الكريم بذلك، "قال عبد الله بن عمرو بن العاص: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نكتب، إذ سئل رسول اله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أي المدينتين تفتح أولا، القسطنطينية أو روما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: مدينة هرقل تفتح أولا ".


وحملة الدعوة على يقين بذلك كله، لأن هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، والأمر يتطلب منا العمل الدائم والنظرة إلى المستقبل بأمل باسم، ولا يجوز لنا أن نتصور أنه يجب تحقيق الوعود على أيدينا، فإن تحقق شيء من ذلك على أيدي الرعيل الأول فذلك فضل الهف يؤتيه من يشاء، وإلا فيجب الاستمرار في الدعوة وهي فرض وتركها إثم كبير، والقنوط من رحمة الله ضلال، واليأس من روح الله من عمل القوم الكافرين، ونحن نرى الكفار على كفرهم يصبرون على تحقيق ما يريدون ولا يقعدون عن العمل وصولا لغايتهم وأهدافهم، فقد صبر الشيوعيون سبعين عاما حتى قامت أول دولة لهم في روسيا سنة 1917، فما بال شباب الدعوة، وعدوهم على الباطل وهم على الحق، والله مولاهم وهو نعم المولى ونعم النصير. (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ).

إقرأ المزيد...

نور الكتاب والسنة- الصبر عند الابتلاء ح4

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1167 مرات


(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).


أخرج مسلم عن أم سلمة "قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها. قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخلف الله تعالى لي خيراً منه، رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" (البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود).


3. إن الله سبحانه يأمرنا أن نستعين بالصبر والصلاة في حمل الإسلام والدعوة إليه والثبات على الحق في ذلك، وقد صحّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة.
وقال عليه وآله الصلاة والسلام "حبب إليّ من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة" (النسائي وأحمد).

اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا واجعل معونتك العظمى لنا سندا

إقرأ المزيد...

نفحات إيمانية- القرآن دستور الأمة

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1514 مرات

 

الحمد لله الذي فتح أبواب الجنان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أما بعد:


قال الله تعالى في محكم كتابه، وهو أصدق القائلين: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ).
إخوة الإيمان: إن القرآن الكريم هو مصدر من مصادر التشريع في الإسلام، وإن السنة النبوية دليل شرعي كالقرآن سواء بسواء، لقيام الدليل القاطع عليها كقيامه على القرآن، وإن إجماع الصحابة رضوان الله عليهم يكشف عن دليل شرعي، وإن القياس {الاجتهاد} يستند إلى دليل شرعي ، وعلى هذا فمصادر التشريع في الإسلام أربعة فقط هي: الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس، هذه هي الأدلة الشرعية المعتبرة ، وما عداها ليس دليلا شرعيا .


روى الترمذي في مسنده عن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ستكون فتنة قال علي: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله. فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله. ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه،لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا ، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم".


وقال عليه الصلاة والسلام: "أوتيت القرآن ومثله معه". يعني بذلك السنة النبوية المطهرة، فالسنة مرجع للأحكام الشرعية كالقرآن سواء بسواء. والامتثال للسنة كالامتثال للقرآن لأن طاعة الرسول هي طاعة لله، قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله). والقرآن الكريم إخوة الأيمان هو دستور الأمة الخالد، والسنة النبوية مبينة وموضحة للقرآن الكريم.


هذا وإن نصوص القرآن والسنة جاءت باللغة العربية، فاللغة العربية جزء جوهري لا يتجزأ من الإسلام ولا تحمل الدعوة الإسلامية إلا بها، ولا يتأتى فهم الإسلام من مصادره واستنباط الأحكام إلا باللغة العربية.


لقد أدرك سلفنا الصالح ذلك وعرفوا أن أعداء الإسلام لن يستطيعوا إضعاف دولة الإسلام ، ما دام الإسلام قويا في نفوس المسلمين، قويا في فهمه، قويا في تطبيقه، لذا كان حرصهم على اللغة العربية شديدا، وعنايتهم بها عظيمة، فكانوا يعلمون أبناءهم اللغة العربية كما يعلمونهم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف. وحين حملوا دعوة الإسلام، حملوها بمرتكزات ثلاثة هي: كتاب الله، وسنة رسوله، واللغة العربية. فأين نحن من هذا؟


عمد أعداء الإسلام إلى إيجاد الوسائل التي تضعف فهم المسلمين له، وتضعف تطبيقهم لأحكامه، عمد هؤلاء إلى اللغة العربية لأنها اللغة التي يؤدى بها الإسلام، وصاروا يحاولون فصلها عن الإسلام ، وساعد على ذلك أن تولى الحكم من لا يعرف للعربية قيمتها، فتم لهم ما أرادوا... ولكن إلى حين ، فالله يأبى إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


اللهم إنا نسألك في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن تهيئ للقران من يرفع رايته ويحقق غايته ويطبق شريعته على الوجه الذي يرضيك عنا ونسألك اللهم أن تتقبل من الصلاة والصيام والقيام وسائر الأعمال وأن تقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أبو إبراهيم

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع