الأربعاء، 26 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

تأملات في كتاب من مقومات النفسية الإسلامية ح52

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 554 مرات

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وسيد المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المسلمون :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: " من مقومات النفسية الإسلامية ". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية، مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، نقول وبالله التوفيق :


موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو " ثبات حاملي الدعوة من شباب حزب التحرير اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ". في ولاية الأردن ضرب حاملو الدعوة من شباب حزب التحرير أروع الأمثلة في الثبات أمام السلطات الأمنية وأجهزة المخابرات العامة الذين أذاقوا الشباب أشد صنوف العذاب. كثيرة هي مواقف الثبات على الحق، أثناء حمل الدعوة التي وقفها الشباب، لا يتسع المجال لذكرها جميعا، وقد ذكرنا ثلاثة منها مع ذكر أسماء أصحابها، وذكرنا اثنين آخرين دون ذكر اسمي صاحبيهما، وأما الموقف السادس والأخير فهو موقف وقفه أحد الشباب من كبار المسئولين ومن قياديي حزب التحرير في ولاية الأردن، والذين استغرق البحث عنه من قبل السلطات الأمنية وأجهزة المخابرات العامة زمنا طويلا، ما يقارب السنوات العشر. هذا الشاب التقي النقي، الحريص على حمل الدعوة وتبليغها ونشرها للناس كافة، يحمله سافرا متحديا جهارا نهارا لا يخشى في الله لومة لائم، يغشى الناس كل الناس، على اختلاف أعمالهم ومستويات ثقافاتهم، يناقشهم بأفكار الإسلام، ويرفع من معنوياتهم، ويبث الأمل في نفوسهم، يبشرهم بعودة الخلافة على منهاج النبوة!


ولما أن عبثت أصابع المخابرات العامة بالحزب تريد شرخ صفه، وزعزعة الثقة بقيادته، بقي هذا الشاب ثابتا على الحق، راسخا شامخا كالطود الأشم، لا تهزه الريح، ولا تعبث به الأهواء، صادعا بقول الحق، يطوف على الشباب يثبتهم، ويعيد لهم الثقة بأفكار الحزب وقيادته قائلا لهم: " هذه يا إخوتي الهزة التي تسبق العزة " يريد الله أن يصطفي ويختار منكم الثلة المؤمنة التي تستحق نصره وتأييده لينزله عليها. ألم تقرءوا قول الله جل في علاه: { ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ( 37 ) } . (الأنفال37)


وتدور عجلة الأيام، بل السنين، ويعتقل صاحبنا، وعندما أمسكوا به أحسوا بنشوة الانتصار وفرحوا بذلك فرحا كبيرا، وسرعان ما بدأ التحقيق معه، وسألوه فيما سألوه عن قيادة الحزب، وطلبوا منه استنكاره، فكان رده عليهم ردا عنيفا، فعذبوه تعذيبا شديدا وأشرف على تعذيبه الضابط الشيشاني " عامر صالح جلوقة " لدرجة أن المحقق " عماد المدادحة " ثار ثورة عارمة، واستشاط غضبا، وأفرغ حقده وجام غضبه، في تعذيب صاحبنا تعذيبا تعجز الجبال الراسيات عن تحمله، لدرجة أن " عماد المدادحة " ألقاه على الأرض، وصعد على ظهره، وأخذ يدوس عليه بقدميه، ويقول: لقد سحقنا حزب التحرير. فيرد الشاب عليه ردا جعله يكاد يتميز من الغيظ: فماذا كان رده يا ترى؟ الشاب: تقول إنك سحقت حزب التحرير! وهل تظن أنني وحدي أمثل حزب التحرير، أنت لا تدري؛ لأنك تمضي جل وقتك وراء مكتبك لا تغادره، اسألني أنا فأنا أكثر منك معرفة بالأمة؛ لأنني أعيش معها عيشا طبيعيا، الأمة كلها في خارج هذا المبنى الذي يبدو عظيما في نظرك، والذي لا يعدو في نظري حجم علبة الكبريت، فانظر إلى حجمك فيها كم يكون! قال له المحقق ذات مرة: عد إلى بيتك، واحضر إلينا في يوم آخر، فقال الشاب: إنني إذا خرجت من عندك، فلن أعود إلا بإحدى حالتين الأولى: أن يحضرني جنودك رغما عني وأنا مقيد اليدين. والثانية: أن أحضر مع جند دولة الخلافة لأهدم هذا المبنى على رأسك، ورؤوس من معك!


حضر رجال المخابرات مرة من أجل تفتيش بيت هذا الشاب بحثا عن منشورات الحزب من كتب ونشرات ومجلات وغيرها، ولاحظ الضابط المسئول وجود مشكاة مرتفعة في ناحية من نواحي البيت، فأوعز لضابط آخر أقل منه رتبة وقال له: اصعد إلى تلك المشكاة، وأحضر ما فيها، فقالت زوجة هذا الشاب - ساخرة - اصعد وأحضر الأسلحة والمتفجرات، فقال الضابط المسئول: ليتها تكون أسلحة ومتفجرات، إذا فالأمر هين يا خالة، لأننا حينئذ سنأتي بأسلحة أقوى منها، لكن هذا فكر قوي فمن أين نأتي بفكر أقوى منه! ولله در الشاعر حيث قال :


وشمائل شهـد العدو بفضلها والفضل ما شهدت به الأعداء


أجل أيها المسلمون هكذا كان موقف حاملي الدعوة من شباب حزب التحرير، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام! لم يكتفوا بالثبات على الحق أثناء حمل الدعوة، بل يطمحون إلى أن يكونوا ثابتين أيضا أمام الكفار في ساحات القتال، وفي ميادين الجهاد في سبيل الله! وقد صدق فيهم قول الشاعر:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إنما الحيـاة عقيـدة وجهـاد


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


محمد احمد النادي

 

 

إقرأ المزيد...

الولاية لله ولرسوله تستوجب نصرة المؤمنين

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 548 مرات

 

الحَمدُ للهِ المَعرُوفِ بِدَليلِهْ, المُحكِمِ لآيَاتِهِ وَتَنزِيلِهْ, الصَّادِقِ في قِيلهْ, الهَادِي إلى سَوَاءِ سَبيلهْ, المَحمُودِ عَلَى كَثيرِ الإنعَامِ وَقليلهْ, وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيدنا مُحمَّدٍ عَبدِهِ وَرَسُولِهْ, وَآلهِ وَصحبِهِ الذين اهتدوا بِهديهْ, ودعوا لنهج منهجهِ في دَقيقِ الأمرِ وَجَليلهْ, وَاجعلنَا مَعَهُم, وَاحشرنَا في زُمرَتِهِم, يَومَ لا يُغنِي مَولىً عَن مَولَىً شَيئاً, وَتذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمَّا أرضَعَتْ, وَيتَخلَّى كُلُّ خَليلٍ عَنْ خَليلِهْ.


أيها المسلمون:


قال الله تعالى وهو أصدق القائلين: ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). (المجادلة22)


أيها المؤمنون:


إنَّ قضيةَ الوَلاءِ وَالبَراءِ تُعدُّ مِنْ أَهَمِّ القَضَايَا المَصيريَّة, ومَوضُوعُها من المَوضُوعَاتِ التي لهَا مَساسٌ بالعقيدة. عنِ البَراءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَال: " إنَّ أوثَقَ عُرَى الإيمانِ أن تُحِبَّ في اللهِ, وتُبغِضَ في الله ". وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: " مَنْ أَحَبَّ في اللهِ, وَأبغَضَ فِي اللهِ, وَوَالَى في الله, وَعَادَى في الله, فإنَّما تُنالُ وَلايَةُ اللهِ بذلك, وَلَن يَجِدَ عَبدٌ طعمَ الإيمانِ, وَإنْ كَثُرتْ صَلاتُه وَصومُه حتَّى يَكونَ كذلك ".


أيها المؤمنون:


المسلمُ يُحبُّ اللهَ وَرَسُولَه, وَيُحِبُّ أحبَابَ اللهِ وَأحبَابَ رَسُولِه, فَينصُرُهُم وَيُؤيِّدُهُم, وَيَكرهُ أعدَاءَ اللهِ, وَأعدَاءَ رَسُولِهِ الذينَ يَصدُّونَ عَن سَبيلِ اللهِ وَيَبغُونَها عِوَجاً, فيُقاتلُهُم, وَلا يُعطي الوَلاءَ لَهُم بِحَالٍ مِنَ الأحوَال, بل يُعطي وَلاءَهُ الخَالِصَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلجَمَاعَةِ المُؤمِنينَ, ويُعلِنُ انخِلاعَهُ مِنَ الكُفرِ وَأهلِهِ, وَالجَاهِليَّةِ وَحُمَاتِهَا, وَيتبرَّأُ مِنَ الكافِرينَ وَأعوَانِهم, كمَا تَبرَّأ مِنهُمُ اللهُ ورَسُولُهُ وَكُلُّ المُؤمِنين.


أيها المؤمنون:


إنَّ قضيةَ الوَلاءِ وَالبَراءِ قَضيَّةٌ عَقَديّةٌ مُهمَّة, ومِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهمِيَّتِها اعتناءُ القُرآنِ الكَريمِ وَالسُّنةِ النَّبويَّةِ بِهَا، وَكثرَةُ النُّصُوصِ الوَاردَةِ في تَقريرها, مِنهَا قَولُهُ تَعَالَى في سُورَةِ المَائِدَةِ: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). وَقولُهُ تَعَالَى في سُورَةِ الأنفَالِ: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ). وَقَولُهُ تَعَالَى في سُورَةِ التَّوبَةِ: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).


أيها المؤمنون:


إنَّ مِنْ مَظَاهِرِ المُوَالاةِ حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالمُؤمِنينَ, وَالانتِمَاءَ إِليهم ومُنَاصَرَتَهُم، فَالحُبُّ وَالمُنَاصَرَةُ وَالتأييدُ مِن أبرَزِ مَظَاهِر المُوالاة. وَقَد أثنَى اللهُ عَلَى المُؤمِنينَ الذينَ يُناصِرُ بَعضُهُم بَعضاً، وَحثَّهُم عَلَى ذَلِكَ. وَقَد حَذَّرَتِ الآياتُ مِن مَودَّةِ الكَافِرينَ وَمُجَاملَتَهُم؛ لأنهمُ اتَّخذُوا دينَ الإسلامِ هُزواً وَلَعِباً. وَإِنَّ الإيمَانَ وَالهِجرَةَ في سَبيلِ اللهِ إلى دَولَةِ الإسلامِ دَولَةِ الخِلافَةِ, التي سَتَقُومُ قَريباً بِإذنِ اللهِ سَبَبٌ في مُوالاةِ المُؤمِنينَ. أَمَّا الذينَ لَم يُهَاجِرُوا وَآثرُوا البَقَاءَ في دِيَارِ الكُفر، فَلا يُوالِيهمُ المُؤمِنُونَ حتَّى يُهَاجِرُوا وَيلحَقُوا بِالمُسلمين.


وَإِنَّ مِنْ مَظَاهِرِالمُوالاةِ أيضاً نُصرَةُ المُؤمِنينَ إذا طَلَبُوا مِنهُمُ النَّصرَ؛ لِحِمَايَةِ عَقِيدَتِهِم وَدِينِهِم وَأرضِهِم. فَقَد أوجَبَ اللهُ عَلَى المُؤمِنينَ مُوَالاةَ بَعضِهم بَعضاً وَأَمَرَهُم أَنْ يَقُومُوا بِالأمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِّ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤتُوا الزَّكاةَ وَيُطيعُوا اللهَ تَعَالَى؛ حتَّى يَرحَمَهُمُ اللهُ تَعَالَى. وَقَالَ (صلى الله عليه وسلم): " مَنْ عَادَى لِي وَلياً فَقَد آذنتُهُ بِالحَربِ ". وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " مَثَلُ المُؤمِنينَ في تَوادِّهمْ وَتَراحُمِهِم وَتَعاطُفِهم مَثَلُ الجَسَدِ الوَاحِدِ إذَا اشتكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى ".


أيها المؤمنون:


إخوةٌ لكُم في الشامِ يُقتَّلُون ويُذبَّحُون, شِيباً وَشُبَّاناً, نِسَاءً وَأطفَالاً, تُنتَهَكُ حُرماتُهم, وتُغتَصبُ بناتهُم, وتُهدَّمُ بُيوتُهم علَى رُؤوسِ سَاكِنيها, ويُعتدى على أموالهم وممتلكاتهم, وَتُقصفُ مَساجِدُهُم وَمَآذِنُهُم بِالصَّوارِيخِ وَالمَدَافِعِ الثقيلة, وَتُداسُ مَصَاحِفُهُم بِالنِّعَالِ, وَيُؤمَرُونَ بِالسُّجُودِ لِلطَّاغِيَةِ بَشَّارَ مِن دُونِ اللهِ, يَحدُثُ كُلُّ هَذَا وَأنتُمْ سَاكِتُونَ لا تُحرِّكُونَ سَاكِناً كَأَن شَيئاً لَم يَكُنْ, وَكَأَنَّ الأَمرَ لا يَعنيكُمْ لا مِن قَرِيبٍ وَلا مِنْ بَعيد! فَأَينَ نَخوَتُكُم؟ وَأَينَ نَجَدتُكُم؟ وَأَينَ شَهَامَتُكُم؟ بَل أيَنَ إِيمَانُكُم؟ أَينَ وَلاؤُكُم للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِجَمَاعَةِ المُؤمِنين؟ أَينَ أنتُمْ يَا قَادَةَ جُيُوشِ المُسلِمِينَ؟ أَينَ أنتُمْ يَا أَهلَ القُوَّةِ وَالمَنَعَةِ؟ أَمَا آنَ الأَوَانُ لَكُم أَنْ تَكُونُوا مِنْ أَنصَارِ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ أَمَا آنَ الأَوَانُ لَكُم أَنْ تَكُونُوا مِنْ جُندِ اللهِ الذينَ قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيهِمْ في سُورَةِ الصَّافَّاتِ: ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْ‌سَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُ‌ونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )؟ أَلستُمْ مِنَ المُؤمِنينَ المَعنِيِّينَ بِالخِطَابِ حِينَ يُنادِيكُمْ رَبُّكُم بِقولِهِ: ( يا أيها الذين آمنوا )؟ أَلستُم مُخَاطَبِينَ بِقَولِهِ: ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ )؟ فَعَلامَ تَباطُؤُكُم, وَعَلامَ تَخَاذُلكُم عَنْ نُصرَةِ إِخوَانِكُمْ في الشَّامِ شَامِ العِزِّ عُقرِ دَارِ الإِسلام؟ ألم تسمعوا وَتَقرَأوا قول الله تعالى في سورة التوبة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُ‌وا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْ‌ضِ ۚ أَرَ‌ضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَ‌ةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَ‌ةِ إِلَّا قَلِيلٌ (٣٨) إِلَّا تَنفِرُ‌وا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَ‌كُمْ وَلَا تَضُرُّ‌وهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ )؟ ألم تسمعوا وَتَقرَأوا قول الله تعالى في سورة الصف: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَ‌ةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ‌ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) وَأُخْرَ‌ىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ‌ مِّنَ اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِ‌يبٌ ۗ وَبَشِّرِ‌ الْمُؤْمِنِينَ )؟


أيها المؤمنون:


أَسألُكُم بِاللهِ عِبَادَ الله, فَكُونُوا صَادِقينَ مَعَ أَنفُسِكُم وَلَو لِمَرَّةٍ وَاحِدَة! هَل كَانَ شَيءٌ مِمَّا ذَكَرنَا, يَحدُثُ لإخوَانِكُم فِي الشَّام, أَو فِي أَيِّ قُطرٍ آخَرَ مِنْ بِلادِ الإسلامِ لَو كَانَتْ دَولَةُ الخِلافَةِ مَوجُودَة؟ بَل لَو حَدَثَ اعتِدَاءٌ يَسيرٌ مِنْ قِبَلِ أَعدَاءِ الإسلامِ عَلَى أي مُسلِمٍ أو مُسلِمَة, فَهَل تَبقَى هَذِهِ الدَّولَةُ مَكتُوفَةَ اليَدَينِ لا تُحرِّكُ سَاكِناً؟ تِلكَ الدَّولةُ التي تَحرِصُ عَلَى رَاحَةِ وَسَلامَةِ الحَيَوانِ الأَعجَمِ, فَضلاً عَنِ الإنسَانِ الذِي كَرَّمَهُ اللهُ عَلَى سَائِرِ مَخلُوقَاتِهِ, لا شَكَّ في أَنَّ الإجَابَةَ تَكُونُ بِالنَّفي لِكُلِّ مَن لَهُ أدنى اطلاعٍ عَلَى تَارِيخِ الدَّولَةِ الإسلامِيَّة, التي حَكَمَتِ العَالَمَ مِن شَرقِهِ لِغَربِهِ, وَمِنْ شِمَالِهِ لِجَنوبِه قُرُوناً طَوِيلَةً مِنَ الزَّمَان. فَهيَّا إِخوَةَ الإيمَانِ, هَيَّا ( استَجِيبُوا للهِ وَلِرَسُولِهِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحييكُم وَاعلَمُوا أنَّ اللهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ, وَأنَّهُ إِليهِ تُحشَرُونَ ). هَيَّا اعمَلُوا مَعَ العَامِلينَ المُخلِصِينَ لإقَامَةِ دَولَةِ الخِلافَةِ, كَي تَفُوزُوا بِخَيرَيِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ. أقَولُ قَولِي هَذَا وَأستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم.

 

 

 

الأستاذ محمد أحمد النادي

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق رئيس الوزراء اليمني باسندوة والديمقراطية

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 510 مرات

 

في يوم الاثنين الماضي 23 جمادى الثانية 1433 للهجرة 14 أيار/مايو 2012م ألقى رئيس الوزراء اليمني كلمة في افتتاح ورشة العمل التقييمية للانتخابات الرئاسية المبكرة في صنعاء، بحضور ممثلين دوليين كان أبرزهم السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فايرستاين.


وجاء في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء باسندوة وبثتها إذاعة صنعاء الرسمية في اليوم نفسه، جاء فيها تعريف للديمقراطية بأنها تعريب ل " ديموقراطيس " وتعني حكم الشعب، وقال باسندوة " نريد إيجاد حكم الشعب في اليمن "، بيد أن صحيفة الثورة الرسمية الصادرة في اليوم التالي امتنعت عن وضع ذلك المقطع من الكلمة رغم أنها نشرت الكلمة كاملة، التي اعتبر باسندوة فيها الانتخابات الرئاسية المبكرة البوابة الأولى للعبور إلى تحقيق التغيير الشامل والمنشود وصولا إلى قيام دولة مدنية حديثة على أساس من المواطنة المتساوية وسيادة النظام والقانون وقيم العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان. ولا يخفى على كل ذي بصيرة أن كل التعبيرات التي جاءت في كلمة رئيس الوزراء هي تعبيرات غربية تبين بشكل فاضح مدى التبعية الفكرية لحكام المسلمين للغرب الكافر المستعمر، ولم يفوت باسندوة الفرصة لشكر الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقوفهم لمساندة اليمن! داعيا إلى تعاون الجميع في إرساء الديمقراطية وترك الشعب يختار من يشاء ليكون حاكما عليه، وقال " يجب القبول بنتائج الانتخابات طالما أنها نزيهة. "


هكذا هم حكامكم أيها المسلمون، فهل يبقى عذر لأحد اليوم يقول أننا نقصد بالديمقراطية الشورى واختيار الحاكم؟! بيد أن رئيس الوزراء اليمني يقول أن الديمقراطية هي حكم الشعب، وقد صدق في ذلك.


قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

 

 

 

د. عبد الله باذيب

حضرموت - اليمن

 

إقرأ المزيد...

نعي الدكتور سلمان زلوم ( أبو شاهر )

  • نشر في نبض الأمّة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1208 مرات

 

( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ  فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)

 

تنعى إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير بمزيد من الرضا والتسليم لقضاء الله تعالى وقدره، أحدَ محاضريها، الشيخ الجليل:

الدكتور سلمان عبد الجليل زلوم- (أبو شاهر)

 

الذي وافاه أجله المحتوم هذا اليوم السبت 28 جمادى الآخرة 1433هـ، الموافق 19-5-2012.

وكان رحمه الله قد قضّى سني حياته الطويلة في حمل الدعوة، وضحّى في سبيلها، ولقي اللهَ على ذلك.

 

نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة، والدرجة العالية على حوض حبيبنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

 

تتقدم إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير بأحر التعازي للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير، ولرئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ولشباب حزب التحرير، كما نسأله تعالى لذوي المرحوم بإذن الله جميل الصبر وحسن الاحتساب.

 

وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع