العقدة الكبرى والعقد الصغرى ح30
- نشر في ثقافية
- قيم الموضوع
- قراءة: 444 مرات
قال صلى الله عليه وسلم:" إخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان " رواه ابن أبي الدنيا.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى عند كل لسان ناطق، فليتق اللهَ امرؤٌ علم ما يقول ". رواه ابن المبارك في الوهد.
وقال صلى الله عليه وسلم:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ". رواه مسلم 48.
وقال صلى الله عليه وسلم:" رحم الله عبدا قال خيرا أو صمت ".رواه الطبراني.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه ". رواه ابن أبي الدنيا.
وقال صلى الله عليه وسلم:" لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام رجع إلى قلبه، فإن كان له تكلم، وإن كان عليه أمسك، وقلب الجاهل من وراء لسانه، فهو يتكلم بكلّ ما عرض له ".
وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة ".رواه الترمذي وابن ماجه.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها إلى الجنة ".رواه البخاري.
بحر الدموع
للإمام جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم " مع الحديث الشريف " ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في شرح السيوطي، لسنن النسائي "بتصرف" في " باب وضع الصيام عن الحبلى والمرضع ".
أخبرنا عَمْرُو بْنُ منصورٍ قال: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ عن وُهَيْبِ بنِ خالدٍ قال: حدثنا عبدُ الله بن سَوادَةَ القُشَيرِيُّ عن أبيه عن أنسِ بنِ مالكٍ رجلٍ منهم، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتغدى فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " هَلُمَّ إلى الغَداء، فقال إني صائم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل وضع للمسافر الصومَ وشَطْرَ الصلاة، وعن الحبلى والمرضع ".
إن الحامل والمرضع تفطران فهذا ما لا خلاف فيه بين الفقهاء، فإن الحبلى إذا خشيت بسبب الحبل على نفسها فإن لها أن تفطر، وإن المرضع إذا خشيت بسبب الإرضاع على ولدها فإن لها أن تفطر، وأما إن عُدمت الخشيةُ من الحبلى والمرضع فلا يصح لهما الإفطار، فالعام يحمل دائما على الخاص. أما القضاء فإنه لا بد منه، فالحديث الذي بين أيدينا قد أعطى حكما واحدا لكل من المسافر والحبلى والمرضع، وهو أن الله سبحانه قد وضع عنهم الصوم، ولم يفرق بينهم بخصوصه، ولذا فإن القائلين بالتفريق قد أخطأوا فيما ذهبوا إليه. وحيث إن المسافر يقضي صومه، فإن كلا من الحبلى والمرضع تقضيان صومها كذلك، ولا يُلتفت إلى رأي من قال إن الحبلى والمرضع لا تقضيان الصوم. أما القول إن الحامل والمرضع تفطران وتطعمان، فإنه لا دليل عليه من الشرع، لا من كتاب الله سبحانه، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها المؤمنون :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :
الرحمن :
اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من الفعل (رحم)، والرحمة في اللغة: هي الرقة والتعطف والشفقة، وتراحم القوم أي رحم بعضهم بعضا، والرحم القرابة. وهو اسم مختص بالله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره، فقد قال عز وجل: ( قل ادعوا اللـه أو ادعوا الرحمـن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ). (الإسراء110) معادلا بذلك اسمه الرحمن بلفظ الجلالة "الله" الذي لا يشاركه فيه أحد، ورحمن على وزن فعلان, وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة والزيادة في الصفة. فالله تعالى هو الرحمن أي كثير الرحمة! قال تعالى: ( قال رب احكم بالحق وربنا الرحمـن المستعان على ما تصفون ). (الأنبياء112).
الرحيم :
اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق أيضا من الفعل (رحم). والرحمن الرحيم من صيغ المبالغة، يقال: راحم ورحمن ورحيم. فإذا قيل: راحم فهذا يعني أن فيه صفة الرحمة، وإذا قيل: رحمن, تكون ثمة مبالغة في صفة الرحمة، وإذا قيل: رحيم, فهي أيضا مبالغة في الصفة أيضا. والله سبحانه وتعالى رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. رحمن الدنيا لكثرة عدد الذين تشملهم رحمته فيها، فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر، يعطيهم الله مقومات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم، يرزق من آمن به ومن لم يؤمن به، ويعفو عن كثير. إلا أن الرحمة يخص الله منها المؤمنين بنصيب متميز، فهي قريبة منهم، فينجيهم من كروب الدنيا ويبعثهم يوم القيامة، يوم الفزع الأكبر آمنين، قال تعالى: ( إن رحمت اللـه قريب من المحسنين ). (الأعراف56) ولأن طاعة الله سبحانه تستجلب رحمته قال تعالى: ( وأطيعوا اللـه والرسول لعلكم ترحمون ). (آل عمران132) واستخدام صيغة المبالغة الرحمن فهو لكثرة عدد الذين تنطبق عليهم رحمانيته تعالى. ولكن الأمر في الآخرة مختلف، فالله رحيم بالمؤمنين فقط، والكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله سبحانه. فكما شمل الله المؤمنين في الدنيا باسمه الرحمن فإنه سوف يشملهم في الآخرة باسمه الرحيم فيغفر لهم خطاياهم ويرحمهم ويدخلهم جنته برحمته، وفي ذلك يقول تعالى: ( فأما الذين آمنوا باللـه واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما ). (النساء175) الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة أقل عددا من الذين تشملهم رحمته في الدنيا. فمن أين تأتي المبالغة في الرحمة في الآخرة؟ والجواب: تأتي المبالغة بكثرة النعم وخلودها، فنعم الله في الآخرة أكبر كثيرا منها في الدنيا، وهي خالدة. وكأن المبالغة في الدنيا بعمومية العطاء، والمبالغة في الآخرة بخصوصية العطاء وكثرة النعم والخلود فيها. والرحمة الإلهية تشمل في ثناياها العديد من الصفات، فمن رحمة الله تبارك وتعالى أنه الغفار، الوهاب، الرزاق، الشكور، الكريم، الواجد، التواب، العفو، الهادي. ورحمة الله جل وعلا تغمر المخلوقات جميعا منذ أن خلقها وإلى أن يرث الأرض ومن عليها. وإذا تأملنا الكون المحيط بنا تجلت لنا رحمة الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة.
أيها المؤمنون :
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.