الخميس، 27 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق يا ثوار الشام أملنا معقود عليكم فلا تخيبوا رجاءنا (1)

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 959 مرات


الخبر:


نشر موقع بي بي سي بالعربية الأحد، 2 فبراير/ شباط: قال ناشطون سوريون أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" قتل القائد العسكري لميليشيا لواء التوحيد في سوريا.


ومن المتوقع أن تؤدي العملية إلى تصعيد القتال بين الفصائل الإسلامية المسلحة الساعية لإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد.


ونُقل عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن عدنان بكور، قائد لواء التوحيد كان بين 26 قتيلا في هجوم شنه تنظيم "داعش" السبت على قاعدة للواء في حلب. وأشار المرصد، ومقره بريطانيا، إلى أن مسلحي "داعش" نفذوا الهجوم بسيارتين مفخختين. ويذكر أن ائتلافا يضم جماعات مسلحة عدة يخوض منذ أسابيع معارك ضد "داعش".

 

التعليق:


بلغ معاوية أن ملك الروم يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين، وعرض عليه أن يعينه على عليٍّ رضي الله عنه، فكتب إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكونن مقدمته إليك فلأجعلن القسطنطينية الحمراء حمما سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الأصطفلينة ولأردنك أريسا من الأرائسة ترعى الدوابل (الخنازير).


رغم وطأة الفتنة، وشدة القتال، ورغم وهج أسنة الرماح المصطلية، وصليل السيوف الملتهبة، وبحور الدماء التي سالت في تلك الحرب المستعرة؛ إلا أن الوعي السياسي لم يفارق معاوية، ويقينه بكيد الكفار بالإسلام والمسلمين لم يغب عن ذهنه لحظة واحدة، فلم نجده يفرح بعرض ملك الروم معاونته على عليّ كرم الله وجهه؛ لأنه أدرك أن هذه المساعدة ثمنها احتلال الروم لبلاد المسلمين، وهدم الدولة الإسلامية، وغياب حكم الإسلام من الأرض، وتفرق المسلمين وتشرذمهم، فوقف بالمرصاد لهذه الخطة الاستعمارية الخبيثة، مستعدا للتنازل عن الخلافة لعليّ، وأن يكون "مقدمته" أي قائد جيشه وأمير جهاده في قتال الروم وحرق بلادهم، إن استمر ملكهم في سعيه لزيادة الشقة بين المسلمين وتغذية الفرقة فيما بينهم.


أولئك الذين كان القتال دائرا بينهم، والصراع على أشده، لما علموا أن الكافر يريد أن يستغل خلافهم، ليغزو بلاد المسلمين ويحتلها، دفعهم إيمانهم ووعيهم السياسي إلى أن يضعوا كل خلافاتهم جانبا، ويتنازلوا عن الرتب مهما علت وعن المناصب مهما سمت، في سبيل الحفاظ على حكم الله مطبقا، ودولة الإسلام قائمة، وفي سبيل الحفاظ على البلاد والعباد.


فكيف بكم يا ثوار الشام الأبرار، وقد جمعكم هدف عظيم وهو تحكيم شرع الله، ووحدكم عمل عظيم وهو إسقاط عدو الله، كيف يغيب عن أذهانكم الوعي السياسي، كيف يغيب عن بالكم تآمر الغرب الكافر عليكم وعلى ثورتكم ليحرفوها عن مسارها الإسلامي، كيف يغيب عنكم أنهم المستفيدون الوحيدون من اقتتالكم فيما بينكم، كيف يغيب عنكم أنهم هم الذين يسعرون هذا الاقتتال؛ ليفرقوا وحدتكم ويشقوا عصاكم، لتضعفوا وتذهب ريحكم، فيتمكنوا من القضاء عليكم، وإفشال مشروعكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة، ويبقوا على النظام العلماني الكافر مسلطا على رقابكم، يسومكم ويسوم المسلمين سوء العذاب.


لقد أثلجتم صدورنا، وأفرحتم قلوبنا، عندما أعلنتم أن محطتكم الثانية بعد إسقاط بشار وإقامة الخلافة هي بيت المقدس لتحرروها من دنس إخوان القردة والخنازير ورجسهم، بل لعلكم أسعدتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقدكم العزم على تحرير مسراه وقبلته الأولى، لقد عقدنا عليكم الأمل وبتنا نتابع ثورتكم لحظة بلحظة، وننتظر إسقاطكم للنظام البعثي العميل، ونتشوق قدومكم لتحرير فلسطين، فأستحلفكم برب السماوات والأرضين أن لا تخيبوا أملنا فيكم، ولا تخيبوا رجاءنا فيكم، ولا تخذلونا، كما خذلنا حكام المسلمين على مدى عقود طويلة.


"يا أهل الشام، الأمل عليكم معقود، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم... » فاعتصموا بحبل الله المتين فهو سبيل نجاتكم."
"يا أهل الشام اجعلوا مواقفكم كلها لله، فثواركم هتفوا "هي لله، هي لله" فاجعلوها لله قولاً وعملاً والله لن يتركم أعمالكم".


﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق وزارة الأوقاف المصرية تحجر على إبداع الأئمة والخطباء

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 845 مرات


الخبر:


قررت وزارة الأوقاف أن تكون خطبة الجمعة المقبلة الموحدة بكل مساجد الجمهورية حول الشباب ودوره في بناء الوطن وذلك في إطار الموضوعات التي تطرحها الوزارة لخطب الجمعة وفق متطلبات المجتمع.


ونبهت الوزارة على أئمتها ضرورة الالتزام بالخطبة الموحدة للحفاظ على استقرار المساجد وإبعادها عن أي صراعات حزبية أو سياسية أو مذهبية. [وكالة الشرق الأوسط للأنباء: 2014/1/2م]


التعليق:


1- إن مثل هذا الإجراء يهدف في المقام الأول إلى وضع مساجد مصر تحت التوجيه الأمني عبر وزير الأوقاف، الذي أمر من قبل بتوجيه لجان مراقبة لرصد أداء المنابر في خطب الجمعة بالاستعانة بأفراد الأمن الوطني (أمن الدولة سابقًا) الذين يملكون حق الضبطية القضائية.


2- لم يُقدم على مثل هذا الإجراء المخلوع مبارك، ولكن يبدو أن قادة الانقلاب يتعلمون من درس 25 يناير وهم حريصون على عدم تكراره مرة ثانية، فقد كانت تخرج المليونات من المساجد بعد صلاة الجمعة بعد أن تستمع لخطب نارية تلهب مشاعر جماهير المصلين وتثيرهم ضد طغيان وظلم السلطة.


3- يبدو أن وزارة الأوقاف حريصة جدا على ألا تتعب أئمة مساجدها، فبعد أن كان العمل الوحيد الذي يقوم به الخطيب هو بذله الوسع في تحضير خطبة الجمعة، مما يستلزم منه البحث والتنقيب في الكتب الإسلامية ليلمّ بموضوع خطبته، فإذا بالوزارة تقول له؛ لا عليك، هون على نفسك فسوف نكفيك مؤنة البحث والتنقيب، فخذ هذه الورقات ورددها كالببغاء على المنبر، حتى لو كان موضوعها لا علاقة له بمشاكل منطقتك أو الحي الذي فيه مسجدك، وهي بهذا تحجر على إبداع أئمة وخطباء المساجد.


4- الحديث عن إبعاد المساجد عن أية صراعات حزبية أو سياسية أو مذهبية هو لذر الرماد في العيون، فالهدف الحقيقي هو إبعاد المساجد عن دورها الحقيقي الذي يجب أن تكون عليه، وهو أن تكون منبرا لإيجاد الوعي العام على الإسلام وعقيدته وأفكاره وأحكامه، وأن يكون لأئمتها دورٌ بارزٌ في فهم الواقع ومعالجته بالأحكام الشرعية، ومن ثم حمل هذا الفهم الصحيح للناس. ولكن يبدو أن وزارة الأوقاف لا يعنيها كل هذا، ورضيت أن تستمر في دورها المرسوم لها من قبل النظام بأن تكرس في المجتمع فكرة فصل الدين عن الحياة.


5- هذا القرار هو استمرار لحزمة القرارات التي أصدرتها الوزارة في ظل الوزير الجديد الذي تم تعينه في 17 تموز/يوليو بعد الانقلاب، وكلها قرارات يقصد منها محاربة كل فكر تغييري في الأمة، ومنع أي إمام قد يُشتمّ منه رائحة الاعتراض على النظام الجديد من طرح أفكاره على المصلين ورواد مسجده.


6- وختاما نقول للسيد الوزير ومساعديه ومن يخطط لهم أن كل قراراتكم تلك لن تثني الأمة عن استكمال طريقها نحو التغيير الحقيقي الذي يضع الإسلام موضع التطبيق في دولة الخلافة الإسلامية التي ستعيد للأمة هيبتها بين الأمم، كما وتعيد للمسجد دوره الريادي في بناء الشخصيات الإسلامية الفذة التي ستغير بهم دولة الخلافة وجه العالم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أسبوع التقارب والوئام الإنساني تضليل وخداع للرأي العام

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 812 مرات


الخبر:


أقيم في مسقط خلال الفترة من 4-6 من شهر فبراير ملتقى أسبوع التقارب والوئام الإنساني الثالث. وقد شارك فيه مجموعة من علماء ومفكرين معنيين بالوئام والتقارب الإنساني من مختلف دول العالم بهدف تيسير التواصل بين الثقافات الإنسانية؛ من أجل تحقيق وتأكيد دور الحوار في تعزيز السلام والاستقرار في العالم؛ عبر زيادة وعي الرأي العام بالقضايا الرئيسية ذات الصلة بالموضوع، وتعزيز التفاهم من أجل إبراز ما تحث عليه الأديان والمبادئ الإنسانية العامة، من التسامح والتعاون على ما فيه الخير للبشرية. [المصدر: جريدة عمان]

 

التعليق:


لعل الأسئلة التي تتبادر إلى أذهاننا عند قراءة مثل هذا الخبر هي من يقف وراء دعوات الحوار هذه؟ وعلى أي قيم ومبادئ وأفكار يدعوننا لكي نتفق ونتحاور ونتقارب؟ وهل يمكننا أن نجد قواسم مشتركة ونقاط التقاء بين النور والظلمات، والحق والباطل، والطيب والخبيث؟ وكيف يمكن أن يتحقق الخير للبشرية عن طريق التفاهم والتعاون والتسامح مع من أساء لنبينا الكريم وهاجم ديننا ودنس مقدساتنا وقضى على دولتنا؟ ثم كيف يمكن أن نتوهم تحقيق السلام والاستقرار في العالم عن طريق التواصل والتقارب والتعايش مع من يحتل ويقصف أراضينا ويدمر مساجدنا ويهدم البيوت على ساكنيها ويرتكب المجازر والجرائم ضد إخواننا باسم الديمقراطية وغيرها من شعارات الحضارة الغربية الرأسمالية المسمومة؟


إن عقد هذا الملتقى وغيره من المؤتمرات يقف وراءها بلا شك دول الغرب التي تسعى إلى ترسيخ مفهوم الحوار والتعايش بين الأديان. وهو يؤكد ما جاء في كتيب "مفاهيم خطرة لضرب الإسلام وتركيز الحضارة الغربية" الذي أصدره حزب التحرير سنة 1998م حيث ورد فيه: "وبعد أن فشل الغربيون الكفار في إبعاد المسلمين عن عقيدتهم، عن طريق المبشرين والمستشرقين، والمؤلفات الثقافية، والتضليل الفكري والسياسي الإعلامي، لجأوا إلى الجهات الرسمية في دولهم وفي دول عملائهم، وبدأوا يعقدون المؤتمرات والندوات، ويشكلون فرق العمل المشتركة، ويؤسسون مراكز الدراسات في بلادهم وبلاد المسلمين،... وعمدوا إلى استعمال مصطلحات وألفاظ عامة براقة، تدل على معان غير محددة، من أجل التضليل والخداع، مثل: التجديد، والانفتاح على العالم، والحضارة الإنسانية والمعارف العالمية، وضرورة التعايش السلمي، ونبذ التعصب والتطرف، والعولمة، وغيرها...". ونذكر هنا على سبيل المثال المبادرة التي أطلقها الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، في 2005، والتي تدل على أن هذه المؤتمرات تتم بوصاية ورعاية الغرب ومؤسساته حيث شدد فيها على ضرورة إقامة جبهة واسعة لإعادة تنشيط الحوار بين الحضارات وتنفيذ التوصيات التي صدرت عن مؤتمرات عدة نظمتها الأمم المتحدة، ومنظمات ثقافية وديمقراطية عالمية تحت عنوان "حوار الحضارات". وقد استجابت للمبادرة حكومات الدول العميلة في العالم الإسلامي وأبدت حماسا للمشاركة في عملية الحوار. وتلا ذلك إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في عام 2007 والذي يعتبر الدور الرئيسي له نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات.


فالغرب يعمل جاهدا عبر دوله وعبر المؤسسات الدولية بالتعاون مع الحكام العملاء في بلاد المسلمين ومع السياسيين والمفكرين والعلماء المضبوعين بالرأسمالية والمفتونين بطريقتها في العيش على صبغ العالم بصبغة الحضارة الغربية الرأسمالية، وعلى جعل الحوار معها دليلاً على التقدم والرقي والخير والسلام، ورفض الحوار دليل التخلف والانحطاط والتعصب المفضي للإرهاب والشر.


إن الكافر يدرك أن الأمة اليوم لديها مشروع عظيم هو إقامة الخلافة الإسلامية وإعادة حكم الله في الأرض وأن هذا المشروع ينبع من عقيدة الأمة وانتمائها الديني والحضاري. لذلك فإن دول الغرب الكافرة تحشد كل قواها للحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة كنظام. ولعل إقامة هذا الملتقى في عُمان وللعام الثالث على التوالي مؤشر على أن الغرب الكافر لا يترك شبرا واحدا من بلاد المسلمين إلا ويعمل فيه بكل ما أوتي من قوة وبشتى الوسائل والأساليب الخبيثة لإبعاد أهلها عن هذا المشروع العظيم الذي يهدد مبدأهم الرأسمالي وحضارتهم ويقضي على مصالحهم ونفوذهم.


فعلى المسلمين أن يكونوا على وعي تام من هذا الهدف الفظيع وأن لا ينخدعوا ببريق هذه الدعوات المضللة المدعومة من قبل حكوماتهم التي تستهدف ضرب الإسلام. وأن يقفوا الوقفة الشرعية تجاه هذه الهجمة الشرسة والممنهجة على عقيدتهم وحضارتهم، بأن يجعلوا حوارهم مع أهل الكتاب مرتكزا على المفهوم القرآني للحوار، وهو الحوار الوحيد الذي يمكن له أن يثمر ويساهم في حل القضايا والخلافات والذي وضعه الله سبحانه وتعالى في قوله: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.


وأن يجمعوا قواهم للعمل من أجل إقامة دولة الخلافة ليسود الإسلام العالم من جديد وعندها فقط سيكون العالم بأمن وسلام واستقرار.

 



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات مواهب الرحمن

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 679 مرات


وتلك مواهب الرحمن ليست تحصل باجتهاد أو بكسب

ولكن لا غني عن بذل جهد بإخلاص وجد لا بلعب

وفضل الله مبذول ولكن بحكمته وعن ذا النص ينبى

فما من حكمة الرحمن وضع ال كواكب بين أحجار وترب

فشكرا للذي أعطاك منه فلو قبل المحل لزاد ربي

 

 

 

مدارج السالكين




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف المضاربة

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 581 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


روى أبو داوود في سننه قال:


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ:


"إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أحدهُمَا صَاحِبَهُ فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا"


قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:


(أَنَا ثَالِث الشَّرِيكَيْنِ):


أي مَعَهُمَا بِالْحِفْظِ وَالْبَرَكَة أَحْفَظ أموالهمَا وَأُعْطِيهِمَا الرِّزْق وَالْخَيْر فِي مُعَامَلَتهمَا


(خَرَجَتُ مِنْ بَيْنهمْ):


وَفِي بَعْض النُّسَخ " مِنْ بَيْنهمَا " بِالتَّثْنِيَةِ وَهُوَ الظَّاهِر، أي زَالَتْ الْبَرَكَة بِإخراجِ الْحِفْظ عَنْهُمَا.


وَزَادَ رَزِين "وَجَاءَ الشَّيْطَان" أي وَدَخَلَ بَيْنهمَا وَصَارَ ثَالِثهمَا.


قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: الشَّرِكَة عِبَارَة عَنْ اِخْتِلَاط أموال بَعْضهمْ بِبَعْضٍ بِحَيْثُ لَا يَتَمَيَّز، وَشَرِكَة اللَّه تَعَالَى إِيَّاهُمَا عَلَى الِاسْتِعَارَة، كَأَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ الْبَرَكَة وَالْفَضْل وَالرِّبْح بِمَنْزِلَةِ الْمَال الْمَخْلُوط، فَسَمَّى ذَاته تَعَالَى ثَالِثهمَا، وَجَعَلَ خِيَانَة الشَّيْطَان وَمَحْقه الْبَرَكَة بِمَنْزِلَةِ الْمَخْلُوط وَجَعَلَهُ ثَالِثهمَا، وَقَوْله خَرَجَتُ مِنْ بَيْنهمَا تَرْشِيح الِاسْتِعَارَة.


وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الشَّرِكَة فَإِنَّ الْبَرَكَة مُنْصَبَّة مِنْ اللَّه تَعَالَى فِيهَا بِخِلَافِ مَا إِذَا كَانَ مُنْفَرِدًا، لِأَنَّ كُلّ وَأحد مِنْ الشَّرِيكَيْنِ، يَسْعَى فِي غِبْطَة صَاحِبه، وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى فِي عَوْن الْعَبْد مَا دَامَ الْعَبْد فِي عَوْن أَخِيهِ الْمُسْلِم.

 

في هذا الحديث الشريف دلالة على جواز الشراكة في الإسلام بل فيه حث عليها ....إذ يخبر تعالى أنه مع الشريكين يبارك رزقهما ويحفظه ما داما يلتزمان أحكام الشرع في تعاملهما.


والشركة في الإسلام عقد بين اثنين أو أكثر يتفقان على القيام بعمل مالي بقصد الربح.


وعقد الشركة كسائر العقود يقتضي الإيجاب والقبول فيه معاً.


فالإيجاب أن يقول أحدهما للآخر شاركتك في كذا, والقبول أن يقول الآخر قبلت.


وليست العبرة بذات الألفاظ بل بالمعنى، أي: لا بد أن يتحقق في الإيجاب والقبول ما يفيد أن أحدهما خاطب الآخر بالشركة على شيء, سواء أكانت المخاطبة مشافهه أو كتابة. وأنَّ الآخر قَبِلَ ذلك.


ويشترط في صحة العقد أن يكون المعقود عليه تصرفاً قابلا للوكالة, ليكون ما يستفاد بهذا التصرف مشتركاً بينهما. أي أن العقد يجب أن يكون على بدن أحد الشريكين أو كليهما ....وهذا من استقراء وتتبع أنواع شركات العقود التي كان الناس يتعاملون بها زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي أقرهم عليها, ومن تتبع الأحكام الشرعية المتعلقة بها.


فالبدن عنصر أساسي في جميع أنواع الشركات في الإسلام.


فإن اشترك اثنان في تجارة, المال من أحدهما والعمل من الآخر على أن يكون الربح بينهما بنسبة معينة مناصفة مثلاً أو ثلثاً لأحدهما وثلثين للآخر أو أي نسبة محددة يتفقان عليها سميت هذه الشراكة: المضاربة.

 

والمضاربة من الأعمال المشروعة لكسب المال وتملكه. فالمضارب قد اشترك بجهده في الاِتِّجار بمال شريكه - مقابل حصوله على نسبة معينة من الربح. فكان عمله هذا سبباً لكسبه المال. ووسيلة لتنمية مال شريكه. فما أرفعها وأرقاها من معاملة, يقدم فيها ذوو الأموال من أموالهم لإخوان لهم, يحتاجون للعمل ويملكون الخبرات لكنهم لا يملكون المال اللازم لإدارة عمل تجاري, فيضارب العامل بمال شريكه ويجني الربح فيتقاسماه معاً وفق ما اتفقا عليه في عقد الشراكة.


إذ بهذه الطريقة يَعِفُّ صاحبُ الخبرةِ الفقيرُ عن الاقتراض من البنوك الربوية لإقامة مشروع تجاري, أو عن الجلوس عاطلا عن العمل يتكفف الناس ويتناول الصدقات من أيديهم, فيتجرع معها الذل والانكسار.


حقاً إن ديننا دين عظيم من لدن عليم حكيم ......شرع لنا من العلاجات لما يواجهنا من مشكلات في كل مجالات الحياة ......لكن كثيرا من الناس لا يدركون الكنوز المدفونة والدرر المكنونة في كتاب ربهم وسنة نبيهم ..والتي تحل مشاكلهم وتحفظ عليهم كرامتهم وتزيل الحسد والحقد والبغضاء من قلوبهم وتسعدهم في دنياهم وآخرتهم ....فيلجأون إلى قوانين الغرب يلتمسون عندها النجاة ....وما دَرَوْا أن حلول الغرب هي الهلاك بعينه.


اللهم أنر بصائر أمة محمد وافتح قلوبها لترى وتدرك أين مصالحها الحقة لتعود إليك تائبة آيبة ... فتعيد حكمك ودولة نبيك .....لترضى عنها وتوفقها في الدنيا والآخرة.


اللهم آمين



أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

معالم الإيمان المستنير م4 ح1 إثبات وجود الخالق

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1108 مرات

 

أيها المسلمون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


أيها المؤمنون:


إن إثبات وجود الخالق سبحانه وتعالى له طريقتان:


الأولى: طريقة سهلة ميسـرة, يفهمها كل إنسان, وهي الطريقة التي دعا القرآن إلى استخدامها, يهتدي بها كل من تفكر في مخلوقات الله, كطريقة الأعرابي الذي قال: "البعرة تدل على البعير, والأثر يدل على المسير, فسماء ذات أبراج, وأرض ذات فجاح, وبحار ذات أمواج, ألا تدل على الواحد القدير؟


والثانية: طريقة يحتاج فهمها إلى تركيز وإعمال عقل , تعرض فيها الأدلة والبراهين بشيء من التفصيل, يحتاجها كل من لم يقتنع بالطريقة السهلة الميسرة.


أولا: إثبات وجود الخالق بالطريقة السهلة الميسرة:


إن وجود الخالق حقيقة ملموسة, والبرهان عليه في منتهى البساطة, فإن الإنسان يحيا في الكون فهو يشاهد في نفسه وفي الحياة التي يحياها الأحياء, وفي كل شيء في الكون تغيرا وانتقالا من حال إلى أحوال, ويشاهد وجود أشياء وانعدام أشياء, ويشاهد دقة وانتظاما في كل ما يرى ويلمس, فيصل إلى أن هناك موجدا لهذا الوجود المدرك المحسوس, وهذا أمر قطعي وطبيعي جدا, فإن الإنسان يسمع دويا فيظن أنه دوي طائرة, أو سيارة, أو مطحنة, أو أي شيء آخر, ولكن يوقن أنه دوي ناتج عن شيء, فيوقن بوجود شيء ما خرج منه هذا الدوي, فكان وجود الشـيء الذي ينتج عنه الدوي أمرا قطعيا عند من سمعه, فقد قام البرهان الحسـي على وجوده, وهو برهان في منتهى البساطة, فيكون الاعتقاد بوجود شيء ينتج عنه الدوي اعتقادا جازما قام البرهان القطعي عليه, ويكون هذا الاعتقاد أمرا طبيعيا ما دام البرهان الحسـي قد قام عليه, وكذلك فإن الإنسان يشاهد التغير في الأشياء, ويشاهد انعدام بعضها, ووجود غيرها, ويشاهد الدقة والتنظيم فيها, ويشاهد أن كل ذلك ليس منها, وأنها عاجزة عن إيجاده, وعاجزة عن دفعه, فيوقن أن هذا كله صادر عن غير هذه الأشياء, ويوقن بوجود خالق خلق هذه الأشياء, وهو الذي يغيرها, ويعدمها, وينظمها, فكان وجود هذا الخالق الذي دل عليه وجود الأشياء وتغيرها وتنظيمها أمرا قطعيا عند من شاهد تغيرها ووجودها وانعدامها ودقة تنظيمها, فقد قام البرهان الحسي بالحس المباشر على وجوده, وهو برهان في منتهى البساطة. يقول الشاعر العباسي أبو العتاهية:


فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيـف يجحده الجاحد
وفي كـل شــيء لـه آية تـدل على أنــه الواحـد
ولله في كـل تحريكة وتسكينة في الـورى شاهـد


فيكون الاعتقاد بوجود خالق لهذه الأشياء المخلوقة, والتي تنعدم وتتغير, ولا تملك إيجاد ذلك لها ولا دفعه عنها, اعتقادا جازما قام البرهان القطعي عليه. ولذلك كان من الطبيعي جدا أن من يشاهد الأشياء المدركة المحسوسة, وما يحصل لها وفيها مما لا يستطيع إيجاده لها, ولا دفعه عنها, أن يصل من هذا عن طريق الإدراك الحسي إلى أن هناك موجدا لهذا الوجود المدرك المحسوس, وهذا أمر عام يشمل جميع البشـر, ولا يستثنى منهم أحد مطلقا؛ ولذلك كان الإقرار بوجود الخالق عاما عند جميع بني الإنسان في جميع العصور, والخلاف بينهم إنما كان في تعدد الآلهة أو توحيدها, ولكنهم مجمعون على وجود الخالق, لأن أدنى إعمال للعقل فيما يحسه من الموجودات يري أنها مخلوق لخالق؛ لهذا كان البرهان بسيطا في منتهى البساطة, لأنه لا يعدو لفت النظر إلى ما يقع تحت الحس من الموجودات, فإن مجرد النظر فيها مما لا تستطيع إيجاده لنفسها ولا دفعه عنها يوصل إلى أنها مخلوقة لخالق, وإلى أن هناك خالقا خلقها؛ ولذلك جاءت أكثر براهين القرآن الكريم لافتة النظر إلى ما يقع عليه حس الإنسان للاستدلال بذلك على وجود الخالق, فهذه براهين قاطعة على وجود الخالق, فلينظر الإنسان إلى كيفية خلق الإبل, ورفع السماء, ونصب الجبال, ليدرك وجود الله لا إله إلا هو؛ ولذلك فإن "تيتوف" رائد الفضاء الروسي حين قام برحلته الفضائية حول الأرض قال: "إنه رأى الأرض معلقة في الفضاء لا يمسكها شيء أبدا لا من فوقها ولا من تحتها ولا عن جوانبها, فهي معلقة بنفسها هكذا في الفضاء دون أن يمسكها شيء, وإنه تذكر ما تقوله الديانات". وصدق الله العظيم حيث قال: ]إن اللـه يمسك السماوات والأر‌ض أن تزولا ? ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ? إنه كان حليما غفور‌ا[. (فاطر41)


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع