الثلاثاء، 25 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أحيانا تولد القوة من رحم الضعف (مترجم)

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 495 مرات


الخبر:


عُقدت يوم الأربعاء 1 شباط/فبراير مائدة مستديرة علمية للنقاش، بعنوان "التطرّف تهديد للأمن الاقتصادي للبلاد" في عاصمة تتارستان بقازان. وقد حضر علماء ومستشرقون إسلاميون من كل أنحاء روسيا لنقاش سبل النضال ضد التطوّر الأيديولوجي لمسلمي روسيا.


حيث قال ليونيد جوكيانين وهو عالم إسلامي وأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد "لقد حان الوقت لندرك أن الزمن قد تغيّر، وأنه هناك مواجهة أيديولوجية ويجب أن أقرّ أننا الآن نخسر المواجهة لصالح القوى المتطرفة". وقال توفيق إبراهيم وهو أستاذ في معهد الدراسات الشرقية (أكاديمية العلوم الروسية) "للأسف، كثير من الناس لا يعرفون كيفية مواجهة ومعارضة الفكر المتطرّف... وحججه. ولكن الشباب اليوم متعطّش للمعرفة ولتفسيرات حقيقية. يجب أن يتعلموا الدين ليس كمجموعة من المسلّمات وليس فقط من خلال قوالب جاهزة بل من خلال شرح معمّق للغة العربية وترجمات القرآن وآياته. ومرة أخرى، فإنه من الضروري استخدام تراثنا الإسلامي في روسيا، وسيكون من المؤسف عدم استخدامه".

 

التعليق:


لأكثر من عشر سنوات وروسيا تحاول إيجاد طريقة لمكافحة الإسلام. فقد أصبح البحث والتحاليل لهذا الصراع محلّ نقاش في المستويات العليا من السلطة وأوساط الخبراء. يقول أنصار النضال الفكري ضد المسلمين الذين يحملون القيادة الفكرية الإسلامية "ينبغي للمرء أن لا يصارع الفكرة إلا بفكرة أخرى". وهذا الموقف هو ما يميز المثقفين وأولئك الذين يرفضون العنف واستخدام القوة. أما أنصار القمع واستعمال العنف والذين يرتبط معظمهم بخدمات الأمن ووكالات تطبيق القانون فيقولون "إن المسلمين لا يفهمون إلا بالقوة الغاشمة"، وفي محاولة لكبح وضبط الانتشار الإسلامي، حاولت السلطات تقسيم المسلمين لجميع أنواع الاختلافات، وبالتالي وضع حد لانتشار الإسلام هناك. لكن تزايد عدد المسلمين وعدد الذين يفهمون دينهم كأيديولوجية تزايد أيضا وبشكل مثير، وتعرض المسلمون على إثر ذلك إلى الاضطهاد وتزايدت موجة القمع بشكل غير مسبوق. ولكن أنصار "القوة الغاشمة " لم يفوزوا إلا على أولئك الذين يتبنون وسائل أخرى لمكافحة الإسلام.


لا يمكن أن يُهزم الإسلام بالقوة، بل على العكس فقد أدى القمع إلى اتحاد المسلمين وتكاتف نشاطاتهم. فتقاربت المذاهب المختلفة وتضامنت لحماية مصالح الأمة الإسلامية ضد سياسات الحكومة القمعية. غريبة ولكن صحيحة، لم تضعف صفوف المسلمين الذين يريدون نشر دينهم بل على العكس فقد أصبحت أكثر سمكا وصلابة. أما العملاء من المسلمين الذين يعملون ضمن الهياكل الرسمية للكهنوت والذين يبررون القمع من جانب السلطات ضد المسلمين قد أصبحوا أخيرا مهمشين من قبل المسلمين هناك وفقدوا مصداقيتهم لدى الناس. وتسبب القمع الوحشي والافتراءات ضد أبناء الأمة البسطاء في تفعيل دور شخصيات مهمة من صحفيين ومثقفين مسلمين، وهذا ما أدى إلى تثبيط السلطات وإحباطهم.


وقد حاولت السلطات أن تخيف المسلمين وأن تطردهم خارج البلاد، لكن محاولتها باءت بالفشل، بل تمت مواجهتها بوحدة وتفاعل غير مسبوقين. ولهذا فقد بدأوا بالبحث عن حلول جديدة لمكافحة الإسلام والمؤمنين الصادقين، وهذا ما تمت مناقشته في هذه المائدة العلمية المستديرة في قازان يوم 1 شباط/فبراير. أما السلطات فليس لديها ما تواجه به الإسلام. ولهذا فهي تتقلّب بين أسلوب وآخر في معاداتها للإسلام، في حين يستمر الانتشار الطبيعي له. أما الآن، فيقترب أعداء الإسلام والمسلمين شيئا فشيئا من وقت إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي ستدافع عن المسلمين المضطهدين في أي بلد من بلدان العالم. ويقول الله سبحانه وتعالى:


﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾




كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق علماء ودعاة اليمن يدعمون مخرجات الحوار الوطني

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 740 مرات


الخبر:


جاء في صحيفة الثورة الرسمية الصادرة الاثنين 3 ربيع الثاني 1435هـ الموافق 3 شباط/ فبراير 2014م اختتام الملتقى الخامس للعلماء والدعاة برعاية وزير العدل والأوقاف حمود عباد، وقالت الصحيفة أن الملتقى أصدر عددًا من التوصيات لدعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وجهود القيادة السياسية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والحفاظ على المصالح والمكتسبات الوطنية وترسيخ مبادئ الولاء وقيم ومعاني الوحدة الوطنية.

 

التعليق:


إن من أهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي أعلنت عنها الدولة هي دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وتقسيم اليمن إلى 6 أقاليم يجمعها نظام فدرالي وتعديلات دستورية تم وضعها بمساعدة الدول (الصديقة) على رأسها فرنسا. هذه هي أهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بالإضافة إلى قانون تأخير الزواج وتحريم زواج الفتيات الأقل من ثمانية عشر عاماً التي أشادت بها كندا في بيان رسمي من وزير خارجيتها الذي أشاد بهذا القانون على وجه التحديد، بالإضافة إلى تحديد كوتا نسائية بنسبة 30% في الوظائف والمناصب العامة. هذه هي أهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي لا يمت أي منها للإسلام بصلة، وهذا الأمر يدركه كل مسلم دون الحاجة إلى أي عمق في فهم الإسلام، فالدولة المدنية اسم رديف للدولة العلمانية التي تقصي الإسلام عن الحكم، وتقسيم البلاد إلى فدراليات فيها قابلية للانقسام تحت دستور علماني وضع منسوخا عن دساتير الغرب، كل ذلك أمر لا يقبله الإسلام.


ورغم ذلك لم يتوان هؤلاء العلماء والدعاة (ومنهم من النساء) من الإشادة والدعم لمخرجات مؤتمر الحوار هذا، وقد جمعتهم الدولة من جميع المحافظات ليكونوا شهود زور لمخرجات غربية الفكر والاعتقاد.


وكان حريًّا بهم وقد اجتمعوا أن يدعوا الأمة لإعادة سلطان الله بالحكم بشريعته سبحانه وتعالى وجمع المسلمين على خليفة واحد يحكمهم بما أنزل الله.


قال تعالى في محكم التنزيل ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب - اليمن

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الرئيسة التنفيذية لجنرال موتورز تحصل على 48% من أجر سلفها

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 874 مرات


الخبر:


كتبت الصحفية إليزابيث مكدونالد مقالة في الصحيفة الأمريكية فوكس بيزنس بتاريخ 2014/2/3 بعنوان "إخفاق البيت الأبيض في عدم المساواة لدى جي إم" أشارت فيها للفارق المذهل في مستحقات الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة "جي إم" جنرال موتورز "ماري بارا" مقارنة بسلفها "دان أكيرسون" إذ إنها ستتقاضى 48% فقط من دخل الرئيس السابق للمجموعة. وقد أثارت هذه المقالة موجة من الانتقادات وجدلا واسعا حول مساواة المرأة بالرجل في الأجر في الولايات المتحدة في 2014 فيما حاولت الشركة تبرير هذا الفارق والتشكيك في المقالة.


التعليق:


استقبل الإعلام العالمي خبر تعيين ماري بارا كاول رئيسة تنفيذية لجنرال موتورز أكبر شركة سيارات في الولايات المتحدة وإحدى كبريات شركات العالم وجعلوا منه إنجازاً كبيراً وتقدماً في مكتسبات المرأة. بلغ الاهتمام بهذا التعيين أن أشاد به الرئيس الأمريكي أوباما في الخطاب الرسمي السنوي الذي يوضح فيه حالة الاتحاد الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أشار أوباما في الخطاب إلى أن العاملات يحصلن في المتوسط على 77 سنتاً لكل دولار يحصل عليه العمال الذكور واعتبر هذا "أمراً مخجلاً". هذا في حال المرأة التي تعمل دواماً كاملاً وفي الحالات العادية، أما في حالة المناصب العليا (التي يعتبر وصول المرأة لها أمراً نادرا) فالأمر مختلف ومتفاوت؛ حيث ستحصل الرئيسة الجديدة على أقل من 50% من دخل سلفها الذَّكَر بالرغم من تميزها وخبرتها التي تعود لأكثر من 33 عاماً في الشركة، بما في ذلك تدرجها في مناصب إدارية رفيعة مقارنة بسلفها الذي لم يكن لديه أية خبرة في إدارة شركة سيارات.


هذا التفاوت بين أجر المرأة والرجل والتمييز ضدها بسبب النوع لا يؤثر عليها من الناحية المعنوية فقط، في حالة كبار الرأسماليين ورؤساء الشركات الكبرى الذين يحتكرون الثروة ويتركون الفتات للعمال، بل إنه قد يتسبب في معاناة المرأة المعيلة من الفقر وضيق ذات اليد في مجتمعات رأسمالية تربط الحصول على كل الخدمات بالقدرة المالية بدلاً من رعاية الشؤون وتوزيع الثروة بين الناس. هذه الناحية أشار إليها الرئيس الأمريكي حين قال "إن المرأة هي التي تعيل كثيرا من الأسر، وعندما تحصل على أجر أقل من الرجل فإن هذا يعني أنها لن تتمكن سوى من توفير أقل من رعاية الطفل والتعليم والإيجار، وسيعاني الجميع جراء ذلك" (واشنطن - أ ش أ 2012/6/4). سيتقاضى دان أكيرسون مبلغ 4,68 مليون دولار كمستحقات خبير متقاعد، وهذا المبلغ بعد التقاعد يفوق إجمالي مستحقات الرئيسة الجديدة التي تقدر بـ 4,4 مليون دولار سنوياً.


ومن جهة أخرى وضح خبراء أمريكيون أن الأجر الذي تحصل عليه المرأة الأمريكية لن يتساوى مع الأجر الذي يحصل عليه الرجل عن نفس العمل إلا بعد 40 عاماً، وتعود سياسة الأجور الحالية إلى حقبة الستينات. (دويتشه فيله 2014/1/30).


هكذا سياسات هي التي تؤنث الفقر يا دعاة التغريب، وهذه هي الرأسمالية التي تلهثون وراءها، وهذه هي المجتمعات التي تتدخل في كل شؤوننا بذريعة الدفاع عن حقوق المرأة، فنقول لهم وبصوت عالٍ احموا المرأة عندكم من جشع رأسماليتكم التي قهرت النساء عبر العالم، فالمرأة عندنا محمية مصونة مقدرة بأحكام الله وأوامره التي نسعى لتطبيقها واقعاً فعلياً في حياتنا في دولة الخلافة الراشدة الثانية التي أظل زمانها. وإنا ندعو نساءكم ليتفكرن في مبادئ ديننا الحنيف والوقوف على تفاصيل معالجات الإسلام لمشاكل هذا الزمان عسى أن يشرح الله صدورهن للهدى.


﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1137 مرات


قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ( يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته.. ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته.. قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال - وأنت على الذنب - أعظم من الذنب.. وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب.. وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب.. وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك - وأنت على الذنب - ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب).

 

 

 

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب _ الجزء الثاني




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف القسامة

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (3 أصوات)
  • قراءة: 647 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف", ونبدأ بخير تحية: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنَا الزَّمْعِيُّ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْقُسَامَةَ قَالَ فَقُلْنَا: وَمَا الْقُسَامَةُ؟ قَالَ: الشَّيْءُ يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَجِيءُ فَيَنْتَقِصُ مِنْهُ".


حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْقَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ شَرِيكٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ قَالَ الرَّجُلُ يَكُونُ عَلَى الْفِئَامِ مِنْ النَّاسِ فَيَأْخُذُ مِنْ حَظِّ هَذَا وَحَظِّ هَذَا.


قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:

(إِيَّاكُمْ وَالْقُسَامَة):

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْقُسَامَة مَضْمُومَة الْقَاف اِسْم لِمَا يَأْخُذهُ الْقَسَّام لِنَفْسِهِ فِي الْقِسْمَة كَالْفُضَالةِ لِمَا يَفْضُل، وَالْعُجَالَة لِمَا يُعَجَّل لِلضَّيْفِ مِنْ الطَّعَام، وَلَيْسَ فِي هَذَا تَحْرِيم لِأجرة الْقَسَّام إذا أَخَذَهَا بِإِذْنِ الْمَقْسُوم لَهُمْ، وَإِنَّمَا جَاءَ هَذَا فِيمَنْ وَلِيَ أَمْر قَوْم وَكَانَ عَرِيفًا أَوْ نَقِيبًا، فَإِذَا قَسَمَ بَيْنهمْ سِهَامهمْ أَمْسَكَ مِنْهَا شَيْئًا لِنَفْسِهِ يَسْتَأْثِر بِهِ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ جَاءَ بَيَان ذَلِكَ فِي الْحَدِيث الْآخر أَيْ الَّذِي يَأْتِي بَعْد هَذَا. وَقَالَ فِي النِّهَايَة: هِيَ بِالضَّمِّ مَا يَأْخُذهُ الْقَسَّام مِنْ رَأْس الْمَال مِنْ أجرته لِنَفْسِهِ كَمَا يَأْخُذهُ السَّمَاسِرَة رَسْمًا مَرْسُومًا لَا أجراً مَعْلُومًا، كَتَوَاضُعِهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنْ كُلّ أَلْف شَيْئًا مُعَيَّنًا وَذَلِكَ حَرَام اِنْتَهَى


(يَكُون بَيْن النَّاس): لِلْقِسْمَةِ. (فَيَنْتَقِص): الْقَسَّام (مِنْهُ): أَيْ مِنْ ذَلِكَ الشَّيْء فَيَأْخُذ مِنْ حَظّ هَذَا وَحَظّ هَذَا لِنَفْسِهِ.


قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: فِي إِسْنَاده مُوسَى بْن يَعْقُوب الزَّمْعِيّ وَفِيهِ مَقَال.

(نَحْوه): أَيْ نَحْو الْحَدِيث السَّابِق


(الرَّجُل يَكُون عَلَى الْفِئَام):


قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْفِئَام الْجَمَاعَات. قَالَ الْفَرَزْدَق: فِئَام يَنْهَضُونَ إلى فِئَام.


قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: هَذَا مُرْسَل.


إن الإجارة لها أحكامها الشرعية التي تمنع الخلافات وتحفظ الحقوق.


ومن أحكام الإجارة التي وردت في الحديث الشريف حرمة مقاسمة الأجير أجره, وهذا من الأحكام التي يجب أن يفقهها أصحاب الأعمال.


فإن اتفق شخص مع صاحب عمل على القيام بعمل من الأعمال على أجر معين ثم أعطاه ذلك الشخص لآخر مقابل أجر أقل, وربح الباقي فهذا جائز, إذا كان الاتفاق بينهما على عمل موصوف بالذمة ولم يكن على شخصه هو.


مثال ذلك خياط يتفق مع شخص على خياطة ثوب له مقابل أجرة معينة. ثم يعطي ذلك الخياط العمل إلى خياط آخر مقابل أجر أقل ويربح الباقي.


وإن يتفق شخص مع صاحب عمل على أن يحضر له عمالاً للقيام بعمل معين ويأخذ أجره من صاحب العمل فجائز لا شيء فيه, فهو من باب الوكالة التي يستحق عليها الأجر.


وكذلك أن يتفق مقاول مع صاحب عمل على أن يحضر له عمالاً مقابل مبلغ من المال دون أن يحدد أجرة العامل الواحد, فأعطى المقاول العمال أجراً أقل من المقاولة واحتفظ بالباقي لنفسه فهو جائز, لأنه لم ينتقص من أجرهم إذ لم يتفق مع صاحب العمل على أجر معين للعمال, بل كان هو صاحب صلاحية تحديد أجرة العامل.

 

أما أن يتفق معه على ان يحضر عدداً معيناً من العمال, ويحدد له أجراً معيناً لكل عامل ثم يعطي المقاول العمال أجراً أقل مما اتفق مع صاحب العمل ليحتفظ لنفسه بباقي المبلغ المعين للعمال فلا يجوز. وهو ما يستفاد من هذا الحديث إذ إنه يكون قد قاسم العمال في أجورهم إذ أنقص من أجر كل واحد منهم وأخذه لنفسه ....وهذا حرام كما دل عليه الحديث.


ومثال آخر: أن يعين صاحب العمل شخصاً مشرفاً على عمال عنده ويكون أجره مقتطعاً من أجور العمال, أي يقتطع جزءاً من أجر كل عامل ويعطيه للمشرف مقابل إشرافه عليهم فهذا حرام بنص الحديث.


إن أحكام الإسلام التي شملت نواحي حياة الناس المختلفة, حفظت حقوق الأفراد, ورفعت الشقاق والخلافات, وضمنت للإنسان الرفاه والسعادة.


فإلى متى نظل نعاني من أحكام الأنظمة الوضعية المرهقة الظالمة ..ونسكت عن إبقاء أحكام الله معطلة, فلا نعمل على إعادتها إلى الحياة ولا نعيد دولة الخلافة التي ستضعها موضع التطبيق؟


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

حلب

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 404 مرات
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع