ولنا في فتوح الشام دروس في الصبر والإقدام ح5
- نشر في أخرى
- قيم الموضوع
- قراءة: 323 مرات
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أيها المؤمنون:
إن إثبات وجود الخالق سبحانه وتعالى له طريقتان:
الأولى: طريقة سهلة ميسـرة, يفهمها كل إنسان, وهي الطريقة التي دعا القرآن إلى استخدامها, يهتدي بها كل من تفكر في مخلوقات الله, كطريقة الأعرابي الذي قال: "البعرة تدل على البعير, والأثر يدل على المسير, فسماء ذات أبراج, وأرض ذات فجاح, وبحار ذات أمواج, ألا تدل على الواحد القدير؟
والثانية: طريقة يحتاج فهمها إلى تركيز وإعمال عقل , تعرض فيها الأدلة والبراهين بشيء من التفصيل, يحتاجها كل من لم يقتنع بالطريقة السهلة الميسرة.
أولا: إثبات وجود الخالق بالطريقة السهلة الميسرة:
إن وجود الخالق حقيقة ملموسة, والبرهان عليه في منتهى البساطة, فإن الإنسان يحيا في الكون فهو يشاهد في نفسه وفي الحياة التي يحياها الأحياء, وفي كل شيء في الكون تغيرا وانتقالا من حال إلى أحوال, ويشاهد وجود أشياء وانعدام أشياء, ويشاهد دقة وانتظاما في كل ما يرى ويلمس, فيصل إلى أن هناك موجدا لهذا الوجود المدرك المحسوس, وهذا أمر قطعي وطبيعي جدا, فإن الإنسان يسمع دويا فيظن أنه دوي طائرة, أو سيارة, أو مطحنة, أو أي شيء آخر, ولكن يوقن أنه دوي ناتج عن شيء, فيوقن بوجود شيء ما خرج منه هذا الدوي, فكان وجود الشـيء الذي ينتج عنه الدوي أمرا قطعيا عند من سمعه, فقد قام البرهان الحسـي على وجوده, وهو برهان في منتهى البساطة, فيكون الاعتقاد بوجود شيء ينتج عنه الدوي اعتقادا جازما قام البرهان القطعي عليه, ويكون هذا الاعتقاد أمرا طبيعيا ما دام البرهان الحسـي قد قام عليه, وكذلك فإن الإنسان يشاهد التغير في الأشياء, ويشاهد انعدام بعضها, ووجود غيرها, ويشاهد الدقة والتنظيم فيها, ويشاهد أن كل ذلك ليس منها, وأنها عاجزة عن إيجاده, وعاجزة عن دفعه, فيوقن أن هذا كله صادر عن غير هذه الأشياء, ويوقن بوجود خالق خلق هذه الأشياء, وهو الذي يغيرها, ويعدمها, وينظمها, فكان وجود هذا الخالق الذي دل عليه وجود الأشياء وتغيرها وتنظيمها أمرا قطعيا عند من شاهد تغيرها ووجودها وانعدامها ودقة تنظيمها, فقد قام البرهان الحسي بالحس المباشر على وجوده, وهو برهان في منتهى البساطة. يقول الشاعر العباسي أبو العتاهية:
فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيـف يجحده الجاحد
وفي كـل شــيء لـه آية تـدل على أنــه الواحـد
ولله في كـل تحريكة وتسكينة في الـورى شاهـد
فيكون الاعتقاد بوجود خالق لهذه الأشياء المخلوقة, والتي تنعدم وتتغير, ولا تملك إيجاد ذلك لها ولا دفعه عنها, اعتقادا جازما قام البرهان القطعي عليه. ولذلك كان من الطبيعي جدا أن من يشاهد الأشياء المدركة المحسوسة, وما يحصل لها وفيها مما لا يستطيع إيجاده لها, ولا دفعه عنها, أن يصل من هذا عن طريق الإدراك الحسي إلى أن هناك موجدا لهذا الوجود المدرك المحسوس, وهذا أمر عام يشمل جميع البشـر, ولا يستثنى منهم أحد مطلقا؛ ولذلك كان الإقرار بوجود الخالق عاما عند جميع بني الإنسان في جميع العصور, والخلاف بينهم إنما كان في تعدد الآلهة أو توحيدها, ولكنهم مجمعون على وجود الخالق, لأن أدنى إعمال للعقل فيما يحسه من الموجودات يري أنها مخلوق لخالق؛ لهذا كان البرهان بسيطا في منتهى البساطة, لأنه لا يعدو لفت النظر إلى ما يقع تحت الحس من الموجودات, فإن مجرد النظر فيها مما لا تستطيع إيجاده لنفسها ولا دفعه عنها يوصل إلى أنها مخلوقة لخالق, وإلى أن هناك خالقا خلقها؛ ولذلك جاءت أكثر براهين القرآن الكريم لافتة النظر إلى ما يقع عليه حس الإنسان للاستدلال بذلك على وجود الخالق, فهذه براهين قاطعة على وجود الخالق, فلينظر الإنسان إلى كيفية خلق الإبل, ورفع السماء, ونصب الجبال, ليدرك وجود الله لا إله إلا هو؛ ولذلك فإن "تيتوف" رائد الفضاء الروسي حين قام برحلته الفضائية حول الأرض قال: "إنه رأى الأرض معلقة في الفضاء لا يمسكها شيء أبدا لا من فوقها ولا من تحتها ولا عن جوانبها, فهي معلقة بنفسها هكذا في الفضاء دون أن يمسكها شيء, وإنه تذكر ما تقوله الديانات". وصدق الله العظيم حيث قال: ]إن اللـه يمسك السماوات والأرض أن تزولا ? ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ? إنه كان حليما غفورا[. (فاطر41)
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

2014-02-07

خالد عادل
حذر حزب التحرير في فلسطين من مطالبات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بانتشار قوات حلف الناتو في فلسطين، واعتبر الحزب أن ذلك يمهد الطريق أمام غزو صليبي جديد.
وقال الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي أن الحزب سيتصدى لهذا المخطط سياسيا، وسيمارس كفاحية عالية لسحب البساط من تحت أرجل عباس ومن معه من قادة المشروع الوطني الذين اختطفوا قضية فلسطين ووضعوها في حضن المستعمرين، الذين يسعون اليوم لإخضاع فلسطين لاحتلال مركب من اليهود ومن القوات الغربية، حيث "سيضاف إلى الاحتلال اليهودي احتلال دولي تقوده أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين".
جاء ذلك تعقيبا على ما أكد عليه عباس في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في 2/2/2014، من أنه اقترح على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، نشر قوة من حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأنها ستبقى في حالة انتشار لمدة طويلة في كل مكان تريده وعلى جميع المعابر الحدودية وكذلك داخل القدس.
واعتبر الحزب أن هذه التصريحات نوع من "الخيانة العظمى" التي لو قالها رئيس أية دولة في العالم لأطيح به، "ولكن هيهات هيهات أن يكون هذا في أشباه الدول التي تُسخر مؤسساتها وأجهزتها لقمع الشعوب وحماية الفاسدين وخدمة المستعمرين".
واستنكر الحزب دور الأجهزة الأمنية الذي حصره عباس في حماية أمن الاحتلال وأنها حسب تعبير عباس "تقوم بعمل واحد هو منع أي إنسان يهرب أسلحة أو يريد أن يستعمل هذه الأسلحة سواء في الأراضي الفلسطينية أو في "إسرائيل"، هذا هو الشغل الشاغل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية، وهذا -وأنا لا أخفي سراً- بالتعاون الكامل بيننا وبين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأجهزة الأمنية الأمريكية".
وقال الحزب في بيان وزعه في المساجد بعد صلاة الجمعة "لقد دأب عباس وسلطته ومنظمته التآمر على فلسطين وأهلها، فاقترفوا جريمتهم في أوسلو لمنح كيان يهود شرعية على الأرض المباركة، ولبسوا ثوب الخزي والعار بالتنسيق الأمني لحفظ أمن يهود،وسعي السلطة اليوم لإعطاء الشرعية لاحتلال دولي يجثم على صدر المسلمين في بيت المقدس وأكنافه هو جريمة كبرى ليس بعدها جريمة".
واعتبر الحزب أن ذلك هو امتداد لسعي بريطانيا من قبل ومن بعدها أمريكا لإرسال قوات دولية إلى فلسطين، وإلى القدس تحديدا، لتحقيق الأطماع الصليبية. وربط الحزب هذه المطالبات بالسعي الغربي لحماية كيان الاحتلال اليهودي خصوصا في ظل التحديات في ثورة الشام، وقال بيان الحزب: "إن أمريكا والغرب حذروا قادةَ الاحتلال بأن كيانهم في خطر وأنهم أمام فرصة تاريخية للحفاظ على دولتهم إذا قبلوا الرؤية الأمريكية للسلام، فأمريكا والدول الغربية يدركون أن الأمة تتحفز لاستعادة سلطانها وإزالة حكام الضرار العملاء الذين حافظوا على حدود الاحتلال، وحذّروا من الخلافة التي ستقتلع نفوذهم من بلاد المسلمين وتحرّك جيوشها لتحرير فلسطين كاملة وتقضي على كيان الاحتلال، لذلك فإنهم يسعون لتوقيع اتفاقية سلام شاملة تحفظ أمن يهود وتستجلب القوات الدولية الأمريكية والغربية إلى القدس وإلى الحدود الأردنية ومعظم المناطق الحدودية حتى تقف في وجه جيوش الخلافة الزاحفة لتحرير الأرض المباركة".
ووجه الحزب نداء لأهل فلسطين محذرا ومنذرا "من هول هذه الجريمة الكارثية على فلسطين وأهله"، قال فيه: "إنكم عانيتم من السلطة وهي تعمل تحت احتلال يهود فما ظنكم إذا تحولت السلطة إلى أداة تعمل تحت احتلال دولي مهمته مواجهة الأعمال الإرهابية كما يسميها عباس؟!" وأضاف "إن أبناءكم الذين يتوقون لتحرير فلسطين من رجس يهود لن تطاردهم دوريات الاحتلال أو أجهزة الأمن الفلسطينية فقط بل ستطاردهم أيضا قوات حلف الناتو"، مذكرا باعتقالات المسلمين في سجون "أبو غريب" وباغرام في أفغانستان، والسجون السرية الأمريكية.
ودعا الحزب أصحاب الرأي من الوجهاء والمؤثرين والمخلصين في القوى السياسية والحركات والتنظيمات والمؤسسات، "ليقفوا في وجه المشاريع الأمريكية ويكفوا يد العابثين في الأرض المباركة، وأن ينزعوا الغطاء عنهم". كما وجه خطابا إلى الجيوش الإسلامية قائلا "إن تحرير الأرض المباركة من رجس يهود هو بمقدوركم وشرف كبير لكم ومنزلة رفيعة لكم في الدنيا والآخرة".
وأكد الجعبري أن الحزب مستمر في مواجهة كافة مشاريع التفريط بفلسطين وأهلها، حتى يأذن الله بتحرك الجيوش في خلافة تخلع الاحتلال اليهودي من جذوره وتنهي الكيان للأبد.
المصدر: الإسلاميون
السلطة الفلسطينية تؤكد على دورها الخياني ومحاربة أهل فلسطين كما قال حزب التحرير - فلسطين في بيانه لأهل فلسطين "إنكم عانيتم من السلطة وهي تعمل تحت احتلال يهود فما ظنكم إذا تحولت السلطة إلى أداة تعمل تحت احتلال دولي مهمته مواجهة الأعمال الإرهابية كما يسميها عباس؟!.
إن أبناءكم الذين يتوقون لتحرير فلسطين من رجس يهود لن تطاردهم دوريات الاحتلال أو أجهزة الأمن الفلسطينية فقط بل ستطاردهم أيضا قوات حلف الناتو.
ولن يكون أبناؤكم في معتقلات يهود أو سجون السلطة فحسب، بل سيكونون في سجون شبيهة بسجن "أبو غريب" في العراق وسجن "باغرام" في أفغانستان، والسجون السرية الأمريكية".
والسلطة تظن أن الاعتقالات ستمنع شباب حزب التحرير من مواصلة كفاحهم لمنع جرائم السلطة، ألا ساء ما يحكمون وما يمكرون، فشباب حزب التحرير لم تردعهم أنظمة الطغيان في الدول الحقيقية كالأردن وسوريا ومصر وباكستان وليبيا وأوزبكستان وروسيا وأمريكا وبريطانيا وغيرهم عن مواصلة الكفاح للوصول إلى تطبيق شرع الله وإقامة الخلافة وتحرير بلاد المسلمين المحتلة ومنها فلسطين المباركة، حتى تردعهم سلطة هزيلة تحت الاحتلال ما لها من قرار.
فقد قامت الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية باعتقال العشرات من شباب الحزب وأنصاره في كافة أنحاء الضفة الغربية، على خلفية توزيع بيان للحزب كان شديد اللهجة ينتقد فيه تصريحات رئيس السلطة لمجلة نيويورك تايمز التي قال فيها "أنه اقترح على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، نشر قوة من حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن هذه القوة من حلف الناتو ستبقى لمدة طويلة وسيكون بإمكانها الانتشار في كل مكان تريده وعلى جميع المعابر الحدودية وكذلك داخل القدس، وأن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون بلا جيش ومنزوعة السلاح ولن تمتلك إلا قوة شرطية بحيث تتولى القوة الدولية مهمة منع تهريب الأسلحة ومواجهة الأعمال الإرهابية التي تخافها "إسرائيل".
واعتبر الحزب في البيان الذي وزع على أبواب المساجد في كافة أرجاء الضفة الغربية وغزة بعد صلاة الجمعة، أن المنظمة ارتكبت جريمة في أوسلو لمنحها كيان يهود شرعية على الأرض المباركة، وأن السلطة لبست ثوب الخزي والعار بالتنسيق الأمني لحفظ أمن يهود، وسعي السلطة اليوم لإعطاء الشرعية لاحتلال دولي يجثم على صدر المسلمين في بيت المقدس وأكنافه هو جريمة كبرى ليس بعدها جريمة.
وأضاف البيان لقد سعت بريطانيا من قبل لإرسال قوات دولية إلى فلسطين، وإلى القدس تحديدا، لتحقيق أطماعها الصليبية ولكنها فشلت في ذلك، ثم تلقفت أمريكا هذا المشروع وتبنته بشكل عملي بعد حرب عام 67 وسعت لتنفيذه مراراً عبر عملائها ولكنها فشلت في تنفيذه حتى الآن، والقاصي والداني يدرك أن محمود عباس لا يملك أن يقترح على أمريكا في هذا الشأن فهذا المشروع هو مشروع أمريكي بامتياز وما عباس ومنظمته وسلطته إلا أداة في تنفيذه.
وعن أهداف أمريكا من وراء نشر قوات النيتو قال البيان "إن أمريكا والغرب حذروا قادةَ الاحتلال بأن كيانهم في خطر وأنهم أمام فرصة تاريخية للحفاظ على دولتهم إذا قبلوا الرؤية الأمريكية للسلام، فأمريكا والدول الغربية يدركون أن الأمة تتحفز لاستعادة سلطانها وإزالة حكام الضرار العملاء الذين حافظوا على حدود الاحتلال، وحذّروا من الخلافة التي ستقتلع نفوذهم من بلاد المسلمين وتحرّك جيوشها لتحرير فلسطين كاملة وتقضي على كيان الاحتلال، لذلك فإنهم يسعون لتوقيع اتفاقية سلام شاملة تحفظ أمن يهود وتستجلب القوات الدولية الأمريكية والغربية إلى القدس وإلى الحدود الأردنية ومعظم المناطق الحدودية حتى تقف في وجه جيوش الخلافة الزاحفة لتحرير الأرض المباركة".
هذا واستنكر بيان الحزب بشدة ما صدر عن رئيس السلطة من تأكيد على دور الأجهزة الأمنية المتمثل في حماية أمن الاحتلال بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" والأجهزة الأمنية الأمريكية.
ونحن في المكتب الإعلامي للحزب نقول أن السبب الرئيسي للاعتقالات هو كفاحية شباب حزب التحرير في توزيع البيان ولأنهم لا يعترفون بشرعية الاحتلال اليهودي ولا يريدون احتلالا دوليا يكون فيه أبناء فلسطين في سجون أمريكا السرية ويطالبون المسلمين بتحرير فلسطين وإقامة الخلافة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين