السبت، 29 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

انحرافات وتحريفات علماء السوء

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1565 مرات

 

لم يكن مستغرباً أن ينفضح عدد كبير ممن تسموا بأسماء العلماء ويظهروا وجههم القبيح تقرباً لأسيادهم وليشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً؛ والثمن القليل هنا هو رضا أسيادهم عنهم، نعم لم يكن مستغرباً وإن رآه البعض غريباً؛ ذلك لأن تاريخ البشرية الطويل لم يخل أبداً منهم، فأنت تجدهم في كل عصر ومصر خصوصاً إذا علا صوت الباطل وانتفخ ريشه.


إن حال هؤلاء هو كحال أولئك الذين وصفهم رب العزة في كتابه بقوله: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون﴾ [الأعراف:175-176] يقول القرطبي: الآية عامة في كل من تعلم القرآن ولم يعمل به، وأن لا يغترَّ أحد بعلمه ولا بعمله.

 

وهؤلاء تعلموا القرآن ولم يعملوا به، وغرهم حلم الله عليهم، فوالله إن أمر هؤلاء لغريب! فلا يمكن أن نتصور أن أحداً ممن سمع سعد الدين الهلالي ينافق السيسي ومحمد إبراهيم قد صدق نفاقه هذا، وحتى اللذان نافقهما لا نتصور إلا أنهما يقولان في قرارة نفسيهما؛ والله إنك لمنافق وما أنت إلا كذاب أشر.

 

أو أن أحداً ممن سمع بفتوى تطليق الإخوانية من هذا المدعي أو تلك المدعية أخذ بفتواهما حتى لو كان من أشد الناس كرهاً لجماعة الإخوان المسلمين.

 

أو أن من سمع المفتي السابق يقول "اضرب في المليان" قد صدق أن المفتي يقول هذا الكلام تقرباً إلى الله، فالجميع، حتى الذين صفقوا له، يعلمون أنه ما قال هذا الكلام إلا لوجه السلطة والعسكر.


إذا لم تكن أهلاً لقول كلمة الحق فانسحب بسلام:


قد لا يستطيع الواحد من علماء السوء أولئك أن يصدع بكلمة الحق، إما لطمعٍ في منصب دنيوي، أو خوفٍ من بطش السلطان، أو هربٍ من غلبة الدَّين وقهر الرجل، وهذا الصنف من العلماء ليس أهلاً لقول كلمة الحق والجهر بها على رؤوس الأشهاد، وهنا يكون عجزه وصمتهُ عن الصدع بكلمة الحق خيرًا له من الفجور؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت»، وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُخَيَّرُ فِيهِ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيَخْتَرْ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ» رواه أحمد، لأن في صمته وعجزه نجاةً له من الوقوع في الإثم والمعصية، وجر غيره من الناس لذلك الإثم.

 

فانظروا ماذا فعل بهم كلام السوء ونفاقهم لأصحاب السلطان، لقد أرداهم وأسقطهم من عيون الأمة وخسروا الدنيا قبل أن يخسروا الآخرة، برغم أنهم ما فعلوا ذلك إلا طمعاً في متاع الدنيا الزائل والثمن القليل.

 

ألم يكن الأجدر بهم أن ينسحبوا بسلام من المشهد السياسي إذا لم يكونوا أهلاً ليكونوا قادة الأمة وورثة للأنبياء؟!.


المؤسسة الدينية في مصر هي تابع لتجميل النظام:


لم يكن أحد ينتظر من الأزهر أن يقف في صف المتظاهرين ضد نظام مبارك الإجرامي في 25 يناير، فالكل يعلم أن مشيخة الأزهر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالدولة ولا تملك أي استقلالية حقيقية، فَقَدْ فَقَدَ الأزهر دوره الريادي في تحريك جموع المسلمين للثورة ضد الظلم والقهر، وتحول لأداة طيعة في يد الأنظمة الطاغوتية التي جثمت على صدر الأمة لعقود طويلة بعد هدم خلافتها على يد مجرم العصر مصطفى كمال.

 

فقد دعا الأزهر على لسان شيخه أحمد الطيب إلى الهدوء حين كانت الثورة في أوج عنفوانها، متعللاً برفض الاقتتال بين المصريين، متغافلاً عن حقيقة أن النظام هو الذي اعتدى على الناس بشرطته وبلطجيته ومجرميه!.


ولا يمكن أن ينسى الناس فتوى علي جمعة المفتي آنذاك بعدم الخروج لصلاة الجمعة في "جمعة الرحيل"، لتفويت الفرصة على الثوار، وها هي مشيخة الأزهر ودار الإفتاء وبمشاركة وزارة الأوقاف تعيد لعب الدور نفسه باعتبارها مؤسسات تابعة للنظام تكرس كل جهودها لتجميله وحمايته من السقوط وتبرير كل نقيصة يقوم بها، مستعينة ببعض علماء السوء الذين لا يبالون بتحريف النصوص وليِّ أعناقها في سبيل أن يرضى عنهم أسيادهم الحكام.

 

فيصبح المتظاهرون خوارج!، وقتلاهم كلاب أهل النار!، ويصبح من يرفع لواء تطبيق الشريعة في دولة الخلافة متطرفًا وإرهابيًّا بل وعميلاً للخارج!، بينما في المقابل يصبح من يستحلون الدماء والأعراض، رُسلاً وأنبياء يجب أن نصلي ونسلم عليهم إذا ذُكرت أسماؤهم أمامنا!... ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾.


الحديث المتناقض عن مشروعية المظاهرات:


كان شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أباح المظاهرات وأجاز الخروج على محمد مرسي بعد اللقاء الذي جمعه مع البابا تواضرس، هو نفسه الذي أفتى من قبل بحرمة الخروج على مبارك قبل أن يتنحى!، مما يدل أن هؤلاء العلماء يكيِّفون الفتوى حسب الطلب، وأنهم مجرد شيوخ تحت الطلب جاهزون ومستعدون للمداهنة والمسايرة ولا يترددون في تكييف الفتوى على مقاس الحاكم الظالم.

 

وإذا كان النظام الحالي أعلنها في الظاهر حرباً على جماعة الإخوان المسلمين، وفي الحقيقة هو يسعى لاجتثاث الإسلام كمبدأ من نفوس المسلمين تنفيذاً لأجندة الغرب في صراعه مع الإسلام الذي يشكل العقبة الكَئُود أمام هيمنته على العالم، باعتبار تلك الهيمنة هي نهاية التاريخ.

 

لقد فطن النظام الحالي على أنه حتى ينجح في ذلك، فلا يكفيه أن يمتلك سلطان القوة، بل لا بد من فرض السيطرة الدينية من خلال المؤسسات الدينية الرسمية كالأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، لما للإسلام من سلطان على نفوس الناس.

 

فكان لا بد من الاستعانة بعلماء السوء لتلفيق الفتاوى.


الحديث عن الفتنة وتجنبها والتدجيل على الناس:


إدراكاً من سلطة الانقلاب أن هناك فصيلاً مُهماً وكبيراً من المسلمين في مصر لا يكنُّ الكثير من الاحترام للمؤسسة الدينية الرسمية أو لا يثق فيها، وأنه يستقي تعاليم الإسلام من غيرها فيتوجه إلى علماء من خارج المؤسسة، فكان لا بد من استقطاب رموز من هؤلاء العلماء ليكونوا من ضمن جوقة المزينين والمجمِّلين لسلطة الانقلاب.

 

ولقد وقع هؤلاء في الفخ سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه، ولكن هؤلاء لم يكن أمامهم إلا أن يبرروا فعلتهم تلك حتى لا يسقطوا من أعين أتباعهم، فكانت القشة التي تعلقوا بها أنهم ما فعلوا ذلك ولا وقفوا هذا الموقف إلا درءا للفتنة، ثم ذهبوا إلى أحكام طاعة أولي الأمر وعدم جواز الخروج على الحاكم، وطاعة المتغلب وأنزلوها في غير محلها، وبرروا مباركتهم لدستور كفري ليحكم أمة محمد بأنه كأكل الميتة!


لم يكن ممكناً للأمة أن تستطيع في وقت قياسي أن تكشف الغطاء عن بعض هؤلاء العلماء وتنفض عنهم وتنبذهم لولا ما حدث في مصر بعد 30 يونيو، فقد تمايزت المواقف وكانت الأمة في مجملها تنتظر من هؤلاء مواقف أكثر وضوحا، فإذا بها تتفاجأ من البعض بمواقف مائعة لا طعم لها ولا لون، وتُصدم في البعض الآخر الذي وقف في الجانب الخطأ فسقط سقوطاً مدوياً، وبعد أن كانت دروسه وندواته يتهافت عليها الناس من كل حدب وصوب، إذا به لا يستطيع أن يعقد مثل هذه الندوات إلا في حراسة الشرطة والجيش.

 

ولهذا فإن مواقف هؤلاء وانحرافاتهم وتحريفاتهم لا يجب أن تحبط أبناء الأمة التواقين للتغيير، فلا يخلو هذا الأمر من فائدة، وهو يضع دعاة الإسلام وحملة لوائه على المحك ليميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأنفال:37].

 

فنسأل الله لنا وللمسلمين جميعاً أن يثبتنا على الحق والطريق المستقيم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق وتستمر المؤامرة

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 748 مرات


الخبر:


اعتذر الأخضر الإبراهيمي مبعوث السلام الدولي للشعب السوري يوم السبت لعدم إحراز تقدم في محادثات السلام في جنيف بعدما انتهت جولتها الثانية دون نتيجة سوى الاتفاق على اللقاء مجددا.


وقال الدبلوماسي الجزائري إن الاتفاق على إجلاء السكان من مدينة حمص المحاصرة أثار آمالا لم تتحقق في محادثات السلام في جنيف بين جماعات معارضة وممثلين عن الرئيس السوري بشار الأسد.


وقال الإبراهيمي للصحفيين عقب المحادثات "أنا آسف جدا جدا وأعتذر للشعب السوري عن آماله التي كانت كبيرة للغاية هنا..(آماله) في أن شيئا سيحدث هنا.


... وفي الولايات المتحدة قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة إنه يدرس سبلا جديدة للضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لكنه لا يتوقع حلا للصراع في أي وقت قريب.

 

التعليق:


لك الله أيها الشعب السوري، فهذا الأخضر يعتذر ويأسف جدا جدا على عدم تحقيق الآمال الكبيرة للغاية لهذا الشعب والتي يظن من يسمعه أنها نهاية المأساة وتوقف آلة القتل والدمار وخروج الطاغية وزبانيته وحزب إيران ومقاتليها وإعادة السلطان والأمان لهذا الشعب ليختار قيادته ونظام حياته وعلاقاته، فإذا بهذا الأخضر يأسف على عدم إجلاء أهل حمص عن مدينتهم وبيوتهم وأحيائهم التي دمرها ويحاصرها الطرف المقابل على طاولة البيع والاستسلام أو المفاوضات كما يسميها الأخضر وأسياده.


ومن ناحية أخرى كان سيد الأخضر في أمريكا صادقا وواضحا وضوح الشمس عندما قال أنه لا يتوقع حلاً للصراع في وقت قريب، وهذا جوهر الخبر فالمفاوضات يراد لها أن تصبح هدفاً بحد ذاتها وديمومة استمرارها نجاح للسياسة الأمريكية؛ فهي تريد من جهة أن توهم أهل الشام أن إحراز أي تقدم أو اتفاق حتى لو كان في جزئية صغيرة، هو إنجاز كبير أو كما وصفه الأخضر الأمريكي آمال كبيرة للغاية ليقبلوا بأقل القليل في المستقبل، وفي الوقت نفسه لو وصل الطرفان لأي اتفاق فسيعطي هذا نوعا من المصداقية لبائعي دماء الأطفال والنساء والشيوخ ليكون لهم أثر وسلطة على الأرض بعد أن ثبت لأمريكا وغيرها من اللاعبين أنهم لا يمثلون أحدا في الشام.


بدأت المفاوضات في جنيف وزاد ولوغ المجرم في دماء أهل الشام قصفاً بالطائرات وبالبراميل المتفجرة، والأسلحة والعتاد والدعم الروسي والإيراني لم يتوقف بل ازداد، وجرائم الحرب كما يسميها الغرب الحاقد المنافق تقع أمام عينيه وتحت ناظريه، والمؤتمر واستمرار المفاوضات هو الهدف والغاية وليس وقف القتل والتدمير، وهكذا تتكالب على أهل الشام قوى الشر الروسي والإيراني بشكل مباشر وقوى الشر الغربي بشكل مماطلة وإطالة لعمر النظام.


اللهم إنا أودعناك أهلنا في الشام فاحفظهم وثبتهم ورد كيد أعدائهم في نحورهم فإنك عليهم قادر.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاتم أبو عجمية / أبو خليل
ولاية الأردن

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق إنفاق دول الخليج على السلاح يُضاهي إنفاق الدول الكبرى

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 698 مرات



الخبر:


قالت مؤسسة "آي إتش إس جاينز" الاستشارية للفضاء والدفاع والأمن: "إن ميزانيات الإنفاق العسكري سترتفع هذا العام إلى 1.547 تريليون دولار مقارنة بالتكلفة العسكرية للعام الماضي والتي بلغت 1.538 تريليون دولار".


وأشارت إلى الزيادة الكبيرة في نفقات روسيا والصين والهند والسعودية وعُمان الدفاعية خلال العامين الماضيين، بينما تقلِّص دول كبرى في حلف شمال الأطلسي ميزانياتها العسكرية.


ولفتت إلى تسارع في زيادة الميزانيات العسكرية لدول الشرق الأوسط التي احتلت المراتب الأولى في الأسواق العسكرية، من خلال الإنفاق الطائل لشراء طائرات مقاتلة وحوامات هجومية.


وأوضحت المؤسسة أنّ النفقات العسكرية في الشرق الأوسط تتزايد بسرعة منذ العام 2011، حيث شهدت سلطنة عمان والسعودية ارتفاعًا يفوق 30 بالمائة بين العامين 2011 و2013".

 

التعليق:


إنّ الإنفاق الخيالي الهائل لدول الخليج - لا سيما السعودية - على السلاح، ليس له أي تفسير واقعي مقنع بالنسبة لدول لم تؤسس باعتبارها دولاً مقاتلة، اللهم إلا إذا فُسّر على أنّه إنفاق إجباري مفروض على الدولة السعودية وعلى الدول الخليجية الأخرى فرضا، فلا تملك الأسرة السعودية الحاكمة رفضه، بل هو جزء لا يتجزأ من منظومة السياسة الخارجية الدولية التي تُجبر السعودية ودول الخليج الأخرى على دفع إتاوات مستمرة لأمريكا وبريطانيا تحت اسم الإنفاق العسكري.


فالسعودية منذ تأسيسها في بدايات القرن الماضي لم تخض ولو حرباً واحدة، ولم تستخدم ترسانتها الدفاعية (الضخمة) في أية معركة، فالسلاح الكثير الذي اشترته بمليارات الدولارات لم ينفعها البتة، وهو بشكل عام لم يُستخدم إلا نادرًا.


وهي حتى عندما زُعم أنّها تعرضت لمخاطر الغزو من جهة إيران والعراق، احتمت الدولة السعودية ودول الخليج بأمريكا وبريطانيا للدفاع عنها، ولم تنفعها مطلقاً أسلحتها المكدسة في الدفاع عن نفسها.


إذاً فلماذا تشتري السعودية السلاح؟ ولماذا تُهدر نسبة كبيرة من ثرواتها على سلاح لا يُستخدم، فيُكدّس في المخازن، ويعتليه الغبار، أو يُتلفه الصدأ؟!.


إنّ إنفاق السعودية على السلاح أصبح يُضاهي من حيث النسبة المئوية بالأرقام إنفاق الدول الكبرى كروسيا وبريطانيا والصين، لكنّ فاعليته من حيث الأثر لا يُقارن حتى بفاعلية سلاح الميليشيات، أو سلاح الدول الهزيلة.


فلا أحد في العالم يحسب لقوة السعودية أي حساب، لا الدول ولا الميليشيات، وهؤلاء لا يتعرضون لآل سعود ليس خوفاً منهم، بل لأنّهم يحسبون حساباً لأمريكا والدول الغربية بوصفها هي المسؤولة عن حماية عرشهم ودولتهم.


وعندما ساند الجيش السعودي الدولة اليمنية في حربها ضد الحوثيين، ودخلت قوات سعودية الأراضي اليمنية قبل مدة، وحارب الجيش خارج حدوده المرسومة له، هُزم هزيمة مُنكرة، وخسر عشرات القتلى من جنوده في غضون أيام معدودة على أيدي الحوثيين، فارتد على أعقابه مدحورا يجر أذيال الخزي والخيبة على أيدي ميليشيات قليلة العدد بسيطة التسليح.


لقد بات معروفاً أنّ أمن السعودية هو جزء لا يتجزأ من أمن أمريكا وبريطانيا، وهذه حقيقة لا يُنكرها آل سعود أنفسهم، ولا يجهلها العالم، فالسعودية منذ إنشائها تُعتبر محمية أنجلو أمريكية، والسبب في ذلك يعود إلى وجود النفط الذي تعوم عليه جزيرة العرب، والذي يُعتبر في معظمه ملكاً للشركات الغربية الاستعمارية.


وبسبب هذه الاعتبارات، نجد أنّ دولة آل سعود لا تهتم بالجيش، ولا بتدريب رعاياها على القتال، ولا تزرع فيهم حب الجهاد والاستشهاد بالرغم من ادعائها الإسلام، وزعمها بأنّها تلتزم بالكتاب والسنّة.


إنّ حكام آل سعود لو كان لديهم ذرة من إخلاص، لَبَنَوْا قوة عسكرية ضاربة بما أنفقوه على التسلح، ولأوجدوا صناعة عسكرية متقدمة تُضاهي ما لدى القوى العظمى، ولحرّروا فلسطين منذ زمن بعيد، لأنّ ما ضخّوه من أموال في الخمسين سنة الماضية على شراء السلاح (الخردة) كان يكفي لبناء أكثر المصانع تقدماُ في هذا المجال، وكان يصلح لهزيمة دولة يهود هزيمة ماحقة.


لكنّهم لكونهم مأجورين عملاء، فهم لا يملكون الإرادة التي تجعلهم قادرين على الاستفادة من الأموال الطائلة التي ما أنفقت إلاّ من أجل تحريك عجلة الاقتصاد الأمريكي والغربي، ورفع مستوى معيشة الشعوب الغربية بدلاً من الشعوب المسلمة، بينما يُلقى بالفتات لحكام دول الخليج العملاء الخونة، فينفقونها على أسرهم ببذخ وإسراف، فيما تبقى الشعوب المسلمة محرومة من الانتفاع بثرواتها وخيراتها التي حباها الله سبحانه وتعالى بها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أمريكا محبطة لفشلها بتطويع ثورة الشام

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 784 مرات


الخبر:


الجزيرة نت - قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بواشنطن قبل عدة أيام في معرض حديثه عن الوضع في سوريا "لا أحد ينكر أن هناك قدرا كبيرا من الإحباط"، ولمّح إلى أنه قد يعيد التفكير في سياسته. وأضاف "لا نعتقد في الوقت الراهن بوجود حل عسكري في حد ذاته لهذه المشكلة، إلا أن الموقف متقلب ونحن نواصل استكشاف كل سبيل ممكن لحل هذه المشكلة".

 

التعليق:


سيذكر التاريخ يوما ما أن أعظم مؤامرة سياسية حاكتها القوى الاستعمارية في العصر الحديث، بعد مؤامرة هدم الخلافة، هي مؤامرة محاولة إجهاض قيامها من جديد، حيث تشير معظم الدلالات إلى أن الشام ستكون عقر دارها، ولذلك كانت أرض الشام المباركة مسرحا لتنفيذ مؤامرة الغرب بقيادة أمريكا المجرمة لإجهاض الثورة وحرفها ووأدها.


إنه بات من الصعب حصر خيوط هذه المؤامرة الكونية الكبرى لكثرتها واتساع رقعتها، وتنوع أدواتها ووسائلها وخططها وأساليبها، لتكون بحق أم المؤامرات، حيث لم تترك أمريكا سبيلا إلا وطرقت بابه، ولا وسيلة إلا وسخرتها، أو حيلة إلا ورسمتها، حتى باتت ثورة الشام معضلة لأمريكا وباتت محاولات إحباطها الشغل الشاغل لها، وكأنها قضيتها المصيرية التي اتخذت من مسألة إجهاضها خطة استراتيجية اعتبرتها ركنا من أركان أمنها القومي.


لقد أدركت أمريكا خطورة تحرر الشام من قبضتها، وأدركت أن المشروع الإسلامي في الشام، والمتمثل ببناء صرح الخلافة فيها هو المنافس الحقيقي لهيمنتها واستعمارها وجبروتها ليس في الشام فحسب، بل ينطلق من الشام ليصل كافة جنبات القارات الخمس في حال نجاحه في عقر دار الإسلام، ولهذا فقد قدرت أمريكا خطورة الموقف واتخذت حياله أفظع مؤامرة للحد من خطورته، ووضعت كل ثقلها السياسي والدبلوماسي وخبرة عقود من العمل السياسي الخارجي سخرته للنيل من ثورة الشام بهدف تطويعها، ومع هذا فالفشل تلو الفشل كان حليفها، وتكسرت على صخرة ثورة الشام مؤامراتها.


إن حالة الإحباط المرافقة للسياسة الأمريكية إلى الآن تجلت في فشلها بإيجاد معارضة تمثيلية للشعب السوري لتكون عنوانا للخيانة، تمرر من خلالها حلها السياسي عبر جنيف 2، فالثورة والكتائب في واد، وعملاء أمريكا من الائتلاف وهيئة الأركان في واد، مما رفع من وتيرة إحباطها وزاد من قلقها وهي ترى الشام تتنسم فجر الخلافة وتتحرر من قبضتها.


إن حروف التاريخ تكتب من جديد بماء الذهب في الشام، وستسطر في أروقتها قصة أفول نجم أمريكا والغرب، وبروز نور الإسلام العظيم.


فالخلافة وعد الله، وأمريكا والغرب وعد الشيطان، وما يعدكم الشيطان إلا غرورا.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات الجهل بالله

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 609 مرات


إن أغلظ الحجب هو الجهل بالله وألا تعرفه.. فالمرء عدو ما يجهل، وإن الذين لا يعرفون الله يعصونه، ويعبدون الشيطان من دونه.

 

ولذلك كان نداء الله بالعلم أولاً: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [ محمد:19]


والدواء أن تعرف الله حق المعرفة، وفصل الخطاب في معرفة الله تعالى حق معرفته أنه يتضمن قسمين أساسيين:


أولاً: معرفة الله تعالى حق معرفته


ثانياً: أثر معرفة الله تعالى حق معرفته على ترقيق القلب

 

 

 

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب _ الجزء الثاني




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف الأجرة على الأعمال والمنافع المحرمة

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 588 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لعن الله آكل الربا

 

روى ابن ماجة قال: - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدِيهِ وَكَاتِبَهُ".


في هذا الحديث بيان لحرمة التعامل بالربا فالتحريم لم يقتصر على آكل الربا بل شمل الطرف الآخر من المعاملة ....وهو دافع الربا ومن يشهد على هذه المعاملة المحرمة بل ومن يكتبها ......رغم أن الكاتب قد لا يكون طرفاً في المعاملة ...أي قد لا يكون أحد طرفي المعاملة آكل الربا أو مؤكله بل قد يكون أجيرا أو موظفاً .....ومع هذا شمله اللعن الذي هو الطرد من رحمة الله. فلا ينجو الأجير من إثم الربا بحجة أنه ليس صاحب مصلحة .....كلا بل إن الإجارة على العمل المحرم محرمة هي أيضاً. والموظف أو الأجير الذي يشارك فيها آثم مهما كان العمل الذي قام به، سواء أكان كتابة العقد أو إيصال المال أو استلامه أو استقبال المراجعين أو أي عمل متعلق بالمعاملة الربوية فهو معرض للعنة الله، ولو كان عمله جزئيا ورآه الأجير بسيطا أو بسطه له صاحب عمله ........


فليحذر الذين يعملون في مؤسسات تتعامل بالربا كالبنوك والشركات فإن عملهم هذا حرام ما دام يتعلق بالربا ....وليتركوه حالا ويبحثو عن عمل آخر ليس فيه تعرض لنقمة الله وسخطه ... فالأعمال المباحة كثيرة ومتنوعة وما عليه إلا أن يبحث ويتحرى الحلال ....وحتى إن لم يجد عملا فليصبر على البطالة إلى أن يأتيه الفرج ولا يوقع نفسه بالمعصية بحجة عدم توفر فرص كثيرة للعمل .....فالرزق مصدره الله تعالى وليس العمل...بل العمل هو سبب من الأسباب التي يتحصل فيها الرزق ....وقد يحصل منها الرزق وقد لا يحصل ....إذ الرزق بيد الله يهبه لمن يشاء وبقدر ما يشاء ....لا مانع ولا معقب لحكمه وهو الرزاق الكريم.


وكما أن الأعمال المحرمة تحرم الإجارة عليها فكذلك المنافع المحرمة تحرم الإجارة عليها فتحرم الإجارة على الميتة والخمرة والخنزير وأي صنف آخر من المحرمات.


لما رواه أبو داوود في سننه قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَاهُمْ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَافِقِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ".


فالحديث فيه دلالة على تحريم الخمر وتحريم العمل بها كالإجارة على عصرها أو نقلها أو تسويقها أو اسقائها للزبائن أو أي معاملة تتعلق بها.


وقد يقول قائل أن مثل هذه المعاملات لا يستطيع الإنسان التحرز منها لأنها عامة وطامة .....والتحريم يحتاج إلى أن يتبع بالمنع والمحاسبة والعقوبة لمن لم يرتدع ........


وأقول أن هذا بسبب النظام الوضعي المطبق علينا من قبل حكام رويبضات طائعين للغرب عاصين لله .....أما لو كان لنا دولة راعية وحاكما حانا رشيدا لما وجدنا تلك الأعمال رائجة ولا تلك المعاملات متاحة, وإذن لأعفينا ضعاف النفوس من الوقوع في إثم استحلال حرمات الله, وإغواء البسطاء للمشاركة في تلك الأعمال المقيتة.


فلنحذر إخوتي الكرام من العمل في أي عمل محرم أو في أي منفعة محرمة لأنها ما كانت لتزيد في رزقنا شيئا, اللهم إلا إنقاصاً للمال وذهابا لبركته بل وَمَحْقَهُ ....

 

هذا في الدنيا, أما في الآخرة فغضب ولعن من الله شديد ....اللهم إنا نعوذ بك من سخطك وغضبك ونسألك العافية من كل إثم والسلامة من كل بر, ولا حول ولا قوة إلا بك.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع