بيان صحفي تأتي حكومة وتذهب حكومة والهاجس الأمني وما يسمى بمكافحة الإرهاب هو شغلها الشاغل
- نشر في مصر
- قيم الموضوع
- قراءة: 1448 مرات
2014-02-25م
نفذت القوات الفرنسية الموجودة في أفريقيا الوسطى عملية نزع للسلاح مما جعل المسلمين هناك هدفاً سهلاً لمليشيات مسيحية، فت
م قتل وحرق المئات بطريقة وحشية، ودمُر العديد من المساجد في العاصمة بانجي، وتم تهجير مليون مسلم من ديارهم أي ما يعادل 20% من مجموع سكان أفريقيا الوسطى، ولم يقف الأمر عند حد نزع سلاح جماعة سيليكا، بل شاركت القوات الفرنسية البالغة 1600 جندياً في قتل المسلمين. مما يعيد للأذهان ما قامت به القوات الفرنسية في مالي العام الفائت عندما بادرت بالتدخل العسكري لقتال الحركة الإسلامية في إقليم أزواد. ولا ننسى ما تعرض له مسلمو الروهينجا الأقلية في "بورما" من ممارسات قمعية من قتل واضطهاد وتهجير قسري من الأغلبية البوذية، ورغم التقرير الذي أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش في إبريل من العام الماضي 2013م، والذي اتهم سلطات بورما بتنفيذ حملات الإبادة العرقية ضد أقلية الروهينجا المسلمة، لكن لم يحدث أي تحرك فعلي لوقف هذه المذابح لا من حكام المسلمين، ولا من المنظمات الدولية البائسة!.
ولا أظن أن أحداً من المسلمين في العالم قد راهن على تحرك حكام المسلمين، فهؤلاء الحكام ليسوا من الأمة، بل إن الأمة تلعنهم صباح مساء، وتتوق لليوم الذي تتخلص فيه من حكمهم الجائر، ومن ظلمهم وخدمتهم لأسيادهم في الغرب الكافر المستعمر. ولم يقف الأمر عند حدود الصمت المخزي تجاه ما يرتكب في حق المسلمين هنا وهناك، فقد كشفت تقارير غربية عن أن ولي عهد أبو ظبي قد دفع 400 مليون دولار للجيش الفرنسي لدعمهم في عدوانهم على مالي، وقد نُقل عن الرئيس الفرنسي قوله إن باريس وأبوظبي لديهما نفس التوجهات فيما يخص الوضع هناك!.
وفي بنجلادش كان مصير مسلمي بورما الذين أفلتوا من الموت ولجئوا إليها، إما السجن في سجون الظالمين في بنجلادش- لأنهم حسب الحجة الساقطة للسلطات هناك دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية- أو الترحيل إلى بورما ليلقوا مصيرهم المحتوم. وصدق الشاعر حين قال:
لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما كان في الحكم عبيدُ الدرهم
لقد تسلط على هذه الأمة في العقود الأخيرة حكامٌ رويبضات تافهين، رضوا بأن يكونوا صنائع الغرب، سلطوا سيوفهم على رقاب الأمة وأعانوا عدوها عليها، ليهتك أعراضها ويقتل رجالها وينهب خيراتها وثرواتها، ويشتت شملها ويفرق جمعها، حكامٌ قلوبهم قلوب شياطين في جثمان أنس، غاشون لرعيتهم. لقد استطاع الغرب الكافر المستعمر بمعونة بعض الخونة من الترك والعرب أن يهدم خلافة المسلمين الأخيرة في استانبول سنة 1924م، والتي برغم ضعفها وهزالها في أواخر أيامها استطاعت أن تقف سداً منيعا أمام مخططات الغرب والصهيونية في فلسطين، وبعد هدمها أستطاع يهود أن يأخذوها غنيمة رخيصة، بعد أن أعملوا سيف القتل والتهجير في أبناء الأمة هناك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم لقد صرنا كالأيتام بعد أن فقدت الأمة الرأس، بعد أن فقدت الأمة خلافتها، بعد أن غاب الإمام الجنة الذي يقاتل من وراءه ويتقى به.
إن حال المسلمين المستضعفين في أفريقيا الوسطى يوجب على الأمة أن تهب جميعها ضد حكامها الذين يتفرجون على هذه المجازر بل ويشارك البعض منهم فيها، ليخلعوهم عن كراسيهم وينصبوا مكانهم خليفة تقيا نقيا يجيش الجيوش ليعيد للمسلمين هيبتهم في نظر عدوهم، قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا).
أيها المسلمون في كل بقاع الأرض: أترضون أن نأكل ونشرب وننام ونتنعم؛ وأخواننا في أفريقيا الوسطى يقتلون ويحرقون وتؤكل لحومهم لا لشيء إلا لأنهم مسلمون؟، قال تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
وتالله لنُسأل جميعاً عن هؤلاء المساكين الأيتام الذين لا بواكي لهم. أليس غريباً عجيباً أن تظل جيوشنا رابضة في ثكناتها لا تتحرك إلا للاستعراض والاحتفال أو لقتل أبناء الأمة؟، أرضيتم أيها الضباط والجنود أن تكونوا كما قال الشاعر:
أسَـدٌ عَلَيَّ وَفي الحُروبِ نَعامَــةٌ رَبْداءُ تجفلُ مِن صَفيرِ الصافِرِ
فمن للمسلمين في أفريقيا الوسطى وبورما وسوريا والعراق وفلسطين؟!. لو كان للمسلمين خلافة، هل كان يجرؤ هؤلاء الكفار على سفك دماء المسلمين هكذا بدم بارد؟، نعم والله إننا بحاجة لإمام يكون وقاية لنا كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإمام جنة يقاتل من وراءه ويتقى به" رواه الشيخان، ألم يكن الخليفة المعتصم جنة لإمرأة واحدة صرخت "وامعتصماه" فلبى النداء فورا وفتح عمورية وخلصها من الأسر، فكم من المسلمات يصرخن اليوم "وامعتصماه" ولكن ليس هناك من يلبي النداء، وصدق الشاعر حين قال:
لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد
فهل آن لكم أيها المسلمون أن تدركوا أن الخلافة وحدها هي التي ستضع حداً لكل ما نعانيه اليوم من ضنك في العيش وفتنة في الدين؟، وأنها هي التي ستنسي الكفار أعداء الأمة وساوس الشيطان؟. فهلموا لنصرة أخواننا في أفريقيا الوسطى، ولنغذ السير جميعاً لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الإسلامية. اللهم إنا مغلبون فانتصر، اللهم إنا مغلبون فانتصر، اللهم إنا مغلبون فانتصر.
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في مصر
المصدر: الإسلاميون
لا يحدث شيء في القارة السوداء دون أن تكون الأداة الاستعمارية واقفة عليه وتشرف عليه بعين بصيرة، هذه المستعمرات السابقة جزء أصيل في السياسة الخارجية للدول الاستعمارية القديمة ومن يزاحمها على خيرات مستعمراتها. لم تترك فرنسا مستعمراتها منذ ما يسمى زوراً بالاستقلال، فهي تتدخل متى ما أرادت بموجب ما يسمى "اتفاقيات الدفاع المشترك"، وقد تدخلت فرنسا في الفترة منذ 2011 وحتى اليوم في أربع دول هي ساحل العاج وليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى. تتحكم فرنسا بأفريقيا الوسطى وتضمن هيمنتها عبر سلسلة من الانقلابات وجنرالات بلا جيش وطني يأتون ويذهبون بحسب مصالحها، وييسر لهم هذا الأمر مراكز قوى في المنطقة وعملاء من الطراز الأول يسبحون بحمدها ويأتمرون بأمرها. اعتادت فرنسا على المواجهة وعدم إخفاء مغامراتها ومطامعها الاستعمارية ولم تأبه يوماً بضحايا هذه المغامرات، ولعل أحداث أفريقيا الوسطى مثال صارخ على دور الاستعمار في أفريقيا وإجرام المستعمر الفرنسي وعملائه. تدخلت لتفرض الأمن في أفريقيا الوسطى (حسب إدعائها) فإذا بها تشرف مباشرة على موجة من العنف في الثلاثة أشهر منذ تدخلها وصلت لحد الذروة في صورة حرب إبادة على الهوية وإجلاء كامل لمسلمي أفريقيا الوسطى.
إن عداء وحقد فرنسا على الإسلام وأهله لا يخفى على أحد وله شواهد كثيرة في تاريخ هذه الأمة، والحديث عن أحداث حرب الاستقلال في الجزائر والمليون شهيد والغزو الغاشم في مالي والتدخل السافر في شؤون تونس حديث ذو شجون وفيه الكثير من العبر، ولكن سنتجاوزه في هذا المقال لكي لا ننشغل عن مصابنا في أفريقيا الوسطى وما تقوم به فرنسا وأدواتها من كيد ومكر على عيون الأشهاد.
عم الهدوء العاصمة بانغي وغيرها من المدن بعد أن غادرها سكانها من المسلمين هرباً من الأعمال الانتقامية التي تقوم بها المليشيات النصرانية (مناهضو بالاكا). انحسر العنف لأن مرتكبيه أدركوا غايتهم فقد فر جل المسلمين من بانغوي وشمال غرب وجنوب غرب البلاد وغيرها تاركين أرضهم للمجهول. وذكرت السيدة جوانا مارينر من فريق منظمة العفو الدولية على حسابها في تويتر "أن آخر 130 مسلمًا من أصل الآلاف من سكان بلدة باورو (ولاية نانا- مامبيري) سيغادرون البلاد في 2014/2/23". نفروا خفافاً لدول الجوار، وأصبحت القرى العامرة مدن أشباح خاوية في أحيان وفي أحيان أخرى استولى المغتصبون على أملاك المسلمين وحلوا محلهم محتفلين بأن المسلمين خرجوا بلا عودة، فيما تواترت الأخبار عن ارتداء أعضاء (مناهضي بالاكا) لملابس المسلمين المميزة ونهبهم لأموالهم وفرضهم للأتاوات. انتقل مشهد الأحداث من مشاهد القتل لقوافل النازحين وأحوال اللاجئين وكان آخر هذه المشاهد مغادرة نحو 3 آلاف مسلم في أفريقيا الوسطى الجمعة، العاصمة بانغي متجهين نحو دولة تشاد تحت حراسة تشادية.
لم تكن هذه النتيجة مفاجئة لمن تتبع أزمة المسلمين في هذه الدولة الفقيرة الحبيسة، فبدا واضحاً منذ البداية أن مسلسل العنف سيؤدي لطرد المسلمين من البلاد وتوالت تصريحات المحللين لأهداف ونمط عمل هذه الحملة الشرسة لتؤكد أن الهدف هو إجلاء كامل للمسلمين من أفريقيا الوسطى. أكدت "ماري- إليزابيث إنجر" رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في أفريقيا الوسطى، في حوار مع صحيفة ليموند الفرنسية، 8-2-2014 "أن عدة مدن يتم الآن تفريغها من مواطنيها المسلمين، حيث تقوم قوات مناهضي بالاكا بمحاصرة عدة مدن وبمجرد خروج أحد منها يتم قتله".
إن سياسة القتل بالسواطير وأكل لحوم البشر أسلوب ممنهج لتخويف الناس والدفع بهم للهروب، هذه السياسة ذاتها (مع تفاوت درجة الوحشية) انتهكتها مليشيات السيليكا ذات الأغلبية المسلمة ضد أعضاء وأنصار الأنتي بالاكا في فترة هيمنة الأولى على البلاد. أشارت السيدة إنجر في اللقاء نفسه إلى أن متمردي جماعة سيليكا المسلمة كانوا "يتبعون سياسة الأرض المحروقة قبل رحيلهم إلى تشاد أو إلى معاقلهم في شرق البلاد، مما يدفع السكان المسيحيين إلى الفرار إلى الأدغال، إلا أنه وبعد فترة وجيزة تعود قوات مناهضي بالاكا لاستهداف الأقلية المسلمة مما يؤدى إلى قيامهم بهجرة جماعية إلى تشاد والكاميرون". أكد الشيء ذاته نشطاء من قلب الحدث من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرها من الهيئات.
أصبح مجرد وجود المسلم في أفريقيا الوسطى مصدر خطر عليه وأصبحت الاعتداءات أمراً محتوماً ولم يحفظ لهم جيرانهم النصارى أي فضل وجميل بالرغم من أن المسلمين كان لهم دور بارز في حماية السكان النصارى من اعتداءات السيليكا في السابق. لقد أصبح الحقد سيد الموقف وتحكمت الصيحات المنادية إلى إجلاء المسلمين من البلاد وإلغاء الوجود الإسلامي. واقتصر دور قوات حفظ السلام على محاولة حماية قوافل المسلمين الخارجة من أفريقيا الوسطى وتأمينها من اعتداءات مناهضي بالاكا المتربصين بهم، وأظهرت هذه القوات عبر مواقف متكررة التهاون والتقاعس عن حماية المسلمين، ولعل هذا يظهر في الحادثة الأخيرة التي نقلتها التايم ونيوز 24 بتاريخ (2014/2/24). ذكرت الأخبار أن الأنتي بالاكا يتربصون بحوالي 800 مسلم احتموا بالكنيسة الكاثوليكية في بلدة كارنوت (ولاية مامبره كادرئ) ووقفت قوات حفظ السلام بينهم وبين الغوغاء الذين أحضروا عشرة جالونات من الجازولين، وأمهلوا المسلمين أسبوعًا لمغادرة أراضي أفريقيا الوسطى وإلا سيقومون بإحراق الكنيسة بمن فيها من نساء وأطفال. من لهؤلاء المستضعفين الذين يروَّعون بالرصاص وبالحرق؟ هل يعول على قوات حفظ السلام أن تحميهم مع ما شهده العالم من تحجر أمام جرائم ترتكب أمام أعينها؟ وهل نعول عليهم بالرغم من تزايد انتقادات الهيئات الدولية لتخاذلها وفشلها في حماية المدنيين (ذكرت هذا منظمة العفو الدولية والهيومان رايتس ووتش وأطباء بلا حدود، وقد تناول الإعلام في الغرب وفي الشرق هذه التصريحات ومن آخرها ما ذكرته التلغراف "بحر دماء المسلمين في أفريقيا الوسطى يزداد بسبب تخاذل قوات حفظ السلام الدولية"). من للمسلمين في ظروف تجدد ذكرى أحداث رواندا ومجزرة سبرنتشا؟
لعل السؤال المُلحّ في مثل هذه الظروف هو أين مليشيات السيليكا من كل هذا، وما هي حقيقة هذه الهجمات الانتقامية من مليشيات السيليكا، ولماذا لم يكن للسيليكا أي دور في الأحداث الأخيرة؟
قامت الجماعات المقاتلة سيليكا (سيليكا تعني الائتلاف باللغة السانغوية وهي ائتلاف من مليشيات مناهضة لحكم الرئيس السابق بوزيزي تتكون من مسلمين ونصارى ووثنيين وإن كان أغلبية أعضائها من المسلمين)، قامت سيليكا بالانقلاب على النظام الحاكم في أفريقيا الوسطى في 2013/3/24 بدعم من تشاد حليفة فرنسا ذات الثقل في الوسط الأفريقي وبقيادة زعيمهم ميشيل جوتوديا الذي أعلن حل الجماعات المقاتلة في أيلول/سبتمبر 2013 إلا أن هذه الجماعات استمرت في أعمال القتل والترويع خصوصاً في القرى. قامت هذه المليشيات التي جلبتها وأيدتها دولة تشاد بسلسلة من الأعمال التي ظاهرها حماية مصالح المسلمين ولكنها جلبت الأحقاد وألَّبت المليشيات النصرانية وأصبح هذا العداء للمسلمين رأيًا عامًّا بين النصارى في البلاد خاصة بعد الأساليب الوحشية التي مارستها في النيل من خصومها. اقترن اسم مسلم بمليشيات موالية لتشاد ومحتمية بسلطة رئيس من أصل مسلم في بلد يُعَدّ المسلمون فيه أقلية وإن كانوا أقلية ناجحة وذات نفوذ اقتصادي.
وبالرغم من أن وجود سيليكا لم يخدم الإسلام في شيء يذكر إلا أن نزع سلاحها من قبل فرنسا على يد قوات السنجريس جعل ظهر المسلمين مكشوفًا، وزاد من ضعف موقف المسلمين اختفاء سيليكا بعد أن ترك الرئيس ميشيل جوتوديا لمنصبه بطلب من الدول الإقليمية وتحت إملاءات فرنسية نفذها الرئيس التشادي الذي استدعى البرلمان في أفريقيا الوسطى للمثول في العاصمة التشادية لحسم أمر الرئيس.
سارعت تشاد لإخلاء قادة السيليكا الذين فروا من أفريقيا الوسطى بعد أن أدوا مهمتهم وتركوا المسلمين المسالمين العّزل ليتلقوا ضربات أعضاء الأنتي بالاكا والهجمات الانتقامية من فترة هيمنة سيليكا، خرج أفراد السيليكا فارين تحت حماية القوات التشادية. لقد سلموا المسلمين للعدو نفسه الذي تحرشوا به وجوعوه ثم أطلقوه من قفصه لينهش لحوم المسلمين. وبالرغم من إنكار الحكومة التشادية لتهريب قادة السيليكا إلا أن باحثين من الهيومان رايتس ووتش تمكنوا من تصوير هذا المشهد المخزي على الفيديو ونشرت المنظمة المقطع لتدحض ما قالته الحكومة التشادية وتفضح تشاد ومن يقف وراءها.
الجيش التشادي يشرف منذ فترة على تحول الأوضاع في أفريقيا الوسطى؛ فهو الذي واكب حكم بوزيزي وجوتوديا ثم الرئيسة الحالية ووقف حامياً لمصالح فرنسا. الرئيس التشادي ضمن خروجاً آمناً لأول رئيس من أصل مسلم في أفريقيا الوسطى. أي قيادات هذه وأي أمن يجلبه أمثال هؤلاء للمسلمين؟! زعيم سيليكا والرئيس السابق جوتوديا ينعم اليوم برغد العيش والأمان في منفاه في دولة بينين بينما تفر قيادات مليشياته لتشاد بحماية مركبات تشادية مدججة بالسلاح ويتلقى المسلمون العزل طعنات السواطير والحرق بالنار وتترك ذراري المسلمين فريسة للأوغاد والكلاب السعرانة لتنهش لحومهم.. ﴿أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾.
الرئيس التشادي هو عراب هذه الأحداث في أفريقيا الوسطى وهو الأداة التي استخدمتها فرنسا الحاقدة، والنظام التشادي واكب التسلسل الخطير لعمل المليشيات الموالية للمسلمين وانقلاب رئيسهم ثم الحملة الإعلامية وتهييج الرأي العام ضده كونه من أصل مسلم وخلعه ومن ثم نفيه إلى بينين وجلب رئيسة نصرانية لترأس البلاد. رئيس تشاد غدر بمسلمي أفريقيا الوسطى ودبر لهم بليل ليغرس خنجراً مسموماً في ظهرهم ويحمي نفوذ سيدته فرنسا. خانهم ولم يكن مُكرهاً؛ فهو صاحب قدرة ونفوذ في هذا البلد، وقوته هذه هي التي فرضت على البرلمان بأن يشد الرحال للعاصمة التشادية لحل مسألة حكم الرئيس ذي الأصول الإسلامية، وحين بدأ القتل لم ينطق ببنت شفة. اقتصر الدور التشادي على إخلاء المسلمين من أفريقيا الوسطى من تنسيق لسرب الرحلات الجوية لتأمين للخط السريع بين بانغي وبنجامينا!. لعل هذا الإخلاء والهروب السريع خدم مناهضي بالاكا وقوّى شوكة عصاباتهم الجبانة؛ فالمليشيات التي كانت تفتك بهم في الأمس فرت والفرار فضيحة وأصبحت سيليكا من بعد البطش طريدة مختبئة، وفتك مناهضو بالاكا بالمستضعفين العزل وهم على يقين من أنهم في مأمن. سياسة تشاد لا تختلف عن سياسة قوات حفظ السلام سواء سنجريس أو ميسكا حين تتباهي بتأمين خروج المسلمين بينما هي في الحقيقة تتباهى بتسهيل التطهير العرقي وتيسير الإبادة الطائفية وإخلاء البلاد من أهلها وأصحاب الحق فيها.
هكذا يدبر لأمتنا ويغدر بالمستضعفين ويتم إجلاء المسلمين من أرضهم لتحول قضية مسلمي أفريقيا الوسطى من حق شعب مسلم لمشكلة نازحين أخرى ويتم التفاوض عليها على أساس حق العودة وتسوية شؤون اللاجئين إلى تشاد والكاميرون وغيرها من دول الجوار.
يحسب البعض أنَّ هذا الإجلاء لأهل أفريقيا الوسطى مكرمة من تشاد وأنها تستضيف اللاجئين وتحمي القوافل المسافرة لتشاد وتؤويهم في أرضها بالرغم من أن الحكومة التشادية تنكرت لمصاب المسلمين، فهل تعيد مخيمات اللاجئين لأهل أفريقيا الوسطى ما فقدوه؟ وهل تظن الحكومة التشادية أنها تصلح ما أفسدته عبر هذه المخيمات؟ تدعي تشاد أنها تستضيف اللاجئين الفارين من قمع العصابات النصرانية بينما تنتشر الهيئات في الأراضي التشادية وتتوج الأمم المتحدة أكبر الحملات لجمع التبرعات للنازحين من أفريقيا الوسطى وقد جاوز عدد النازحين المليون شخص. تدعي تشاد استضافة الفارين من القمع بعد أن حُطمت بيوتهم ودُمرت أعمالهم وبُددت ثرواتهم.. ألم يكن من الأجدى أن تحميهم في بيوتهم بما أوتيت من قوة وعتاد بدلاً من المغامرة بهم مع المستعمر وكشف ظهرهم للعدو المتربص؟ ثم كيف بالله عليكم تؤوي تشاد أو تستضيف النازحين وهي نفسها عالة على الهيئات المانحة؟!
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
نعم يا كرام، قد توقف سيل الصور التي تظهر وحشية الانتهاكات ضد أهلنا في أفريقا الوسطى، ولعل منكم من تأمّل أنها أزمة عابرة وقد انتهت، وظن أن الأمور بدأت تستقر وأن الله رفع الكرب عن أهلنا، ولكن الحقيقة غير ذلك.. لم تنته مأساة مسلمي أفريقيا الوسطى ولم تستقر أوضاعهم أو يتجدد عندهم الشعور بالأمن والسلام، بل على العكس من ذلك لقد اشتد الكرب وتأزم الوضع، فر الناس جموعاً بعد الهجمات الوحشية التي أتت على القرى العامرة فتركتها كالرميم وتعالت الصيحات المستنصرة بأمة الإسلام ومن في قلبه ذرة إنسانية قالوا واغوثاه ولم يجدوا ملبيًا، بل إن غرس الأخ فيهم خنجراً مسموماً فتركوا البلاد بما فيها وتضرعوا لبارئهم.
﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد
الخبر:
جاء على موقع سي أن أن العربي نقلا عن صحيفة ديلي ميل الخبر التالي:
خابت آمال البعض ممن خططوا لقضاء عطلة أحلامهم في جزر المالديف، بعد أن قام أمير سعودي باستئجار جميع الجزر لمدة ثلاثة أيام لحسابه الخاص. وأفادت تقارير أن ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود دفع مبلغ 30 مليون لحجز ثلاث جزر في المالديف من 19 وحتى 25 فبراير/شباط الحالي. وقالت التقارير إن الأمير سلمان من المفترض وصوله إلى الجزر برفقة مستشفى متنقل، ويخت فخم وأكثر من 100 حارس شخصي.
التعليق:
حقيقة لم يعد غريبا في عهد الجبابرة الرويبضات أن نسمع أو نقرأ مثل هذه الأخبار التي تطالعنا بها وكالات الأخبار عن تطاول هؤلاء السفهاء وحاشياتهم على أموال الأمة والتصرف فيها نهبا وسلبا، وإنفاقها على أهوائهم وشهواتهم وعلى شذوذهم وملذاتهم.
أموال طائلة وأرقام فلكية لو أنفقت في محلها ووجهت إلى وجهاتها الصحيحة، لما وجدنا هؤلاء الملايين من المسلمين الذين يغرقون في بحار الفقر المدقع، ويكتوون بسياط الجوع القارصة، ولما عشنا هذا التخلف العلمي والصناعي والتكنولوجي، ولسبقَنا العالم بمئات السنوات الضوئية.
بل الذي كان وما زال مستغربا، بل ومستهجنا هو صمت الأمة الرهيب القاتل على هؤلاء الأقزام الشواذ وهم ينهبون ثرواتها ويسلبون مقدراتها، ويستولون على أملاكها، نعم فإن النفط الذي تعوم فوقه بلاد نجد والحجاز هو الذي جعل هذا السلولي ينفق بهذا البذخ على نزواته، وكأن النفط ملك أمه وأبيه، وليس ملك الأمة الإسلامية جمعاء، وذلك ما قرره سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: «المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار».
ولذلك فعلى الأمة الإسلامية عامة أن تخرج عن صمتها، وتنفض غبار الذل والخوف والجبن عن نفسها، وتسعى لاستعادة أملاكها من أيدي الطغاة، لتنعم بها، وتخرج نفسها من حالة الفقر والجهل التي خيمت عليها لعقود طويلة.
أما الطريقة الوحيدة الصحيحة والسريعة التي يمكن للأمة أن تستعيد بها أملاكها التي سلبها إياها حكامها وحواشيهم، فهي أن تلتف الأمة بقوة وصدق حول شباب حزب التحرير، وتغذ السير معهم لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية، ومبايعة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير، خليفة للمسلمين، ليتمثل قول أبي بكر رضي الله عنه "القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له"، فيأخذ العَطَاْءُ الحقَّ للأمة من حكامها الحاليين، ويقتص لها من كل من ظلمها وتجبر عليها. فهبي يا أمة الإسلام لاستعادة أملاكك المنهوبة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
الخبر:
استجابة للحالة الإنسانية للأشقاء السوريين توجيهات سامية بإطلاق يوم للتضامن مع الأطفال السوريين يوم الثلاثاء 25/4/1435هـ. (وكالة الأنباء السعودية 20/02/2014م).
التعليق:
يأتي هذا الخبر بعد أسبوعين تقريبا من القرار الملكي المتعلق بمكافحة الإرهاب، فبعد منع كل دعم للمجاهدين وتهديد ووعيد كل من يبدي مجرد التعاطف معهم، وبعد منع كل تبرع مادي أو عيني لأهل الشام بعيدا عن يد الدولة، وبعد المساهمة في إثارة الفتنة والتحريض على الكتائب المجاهدة، وبعد المشاركة الخيانية في جنيف2 لتصفية الثورة والتآمر على المجاهدين... يأتي هذا الإعلان "الإنساني" (أي: غير العقائدي) للتضامن مع "الأطفال السوريين" (أي: دون أي نظر لشيوخهم ونسائهم ورجالهم) ليستهزئ بمشاعر المسلمين ويستخف بعقولهم في موقف مماثل لمواقف ساسة الغرب بل وممثلي السينما عندهم، في محاولة نراها يائسة لتبييض الوجه الذي اسود وتغطية العورة التي كشفت من مواقفه الخيانية التي باتت لا تخفى على أبناء بلاد الحرمين وعلمائهم، الذين يزداد تناقض مشاعرهم ومفاهيمهم مع قوانين هذا النظام وسلوكياته في كل يوم...
إن أي مسلم لديه أدنى إدراك لصلته بالله وشريعته، يدرك أن الواجب الشرعي تجاه أهل الشام هو تحريك الجيوش لنصرتهم وتخليصهم من البطش والتآمر، بل إن أي إنسان يتمتع بأدنى قسط من القيمة الإنسانية أو الخلقية يدرك أن هذا الواجب "الإنساني" يحتم وقف القتل ورفع الأذى عن أهل الشام وليس فقط بيوم للتضامن مع أطفالهم الذين يقتلون ويشردون في كل يوم من ثلاث سنين..
إن هذا النظام الفاسد في السعودية يعمل ليل نهار على فصل الناس عن واقعهم وعن أمتهم التي ينتمون لها، بل ويفرض عليهم القيود في تفكيرهم ومشاعرهم، ويضع العقوبات الصارمة عليهم. فبينما الناس يذبحون في الشام ويموتون جوعا في الحصار، فإن آل سعود يلهون الناس بالتضامن مع الأطفال السوريين وكأنهم قد أدوا الأمانة التي فرضها الله عليهم وفي الوقت نفسه يحتفلون بمهرجان الغناء والطرب، بما يسمى بمهرجان الفنون التراثية في الجنادرية السنوي، الذي ألغي في السنة الأولى للثورة المباركة في الشام خوفا من غضب الناس عليهم، لكنهم باتوا لا يستحون من الله.
إن هذا النظام قد تقوس ظهره وانحنى إلى شفا الأرض، ولا يعلم أي قشة هي تلك التي ستجعل أبناء بلاد الحرمين يقصمون ظهره، ويعيدون أرض الحرمين إلى طهرها، جزءا من أرض الخلافة الراشدة التي تملأ الأرض عدلا ونورا، ﴿إنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾ [المعارج: 6-7].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني - بلاد الحرمين الشريفين
الخبر:
نشرت بوابة الأهرام بتاريخ 2014/2/23م قرار النقابة العامة لأطباء مصر من أجل إطلاق حملة لكشف ما وصفوه بـ"الواقع المزري للمستشفيات الحكومية في جميع أنحاء مصر"، وأشارت إلى ما ذكرته النقابة في بيانها؛ أنها تبنت مقترح الدكتور أحمد حسين - عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ومقرر لجنة الحريات - بدعوة جميع الأطباء لتصوير واقع مستشفياتهم، وإرسالها للنقابة. وأضافت أن النقابة العامة ستقوم بتجميع كل تلك الصور، ونشرها في مؤتمر صحفي يكشف واقع المستشفيات في مصر ومستوى الخدمة الصحية داخل المستشفيات الحكومية.
التعليق:
إن الواقع المزري للمستشفيات الحكومية يثبت بما لا يدع مجالاً للشك إهمال الدولة وتقصيرها في رعاية شئون أهل مصر عامة ورعايتهم الصحية بصفة خاصة، ففضلاً عن ثبوت تلوث مياه النيل وعن أنواع الإنفلونزا المنتشرة في ربوع مصر، إلى فساد الأدوية وغشها والتلاعب فيها. فلا يلقى الناس في مصر ما يليق بهم من رعاية صحية تتناسب وحجم موارد الدولة الهائلة، والتي لا يعرف عنها أهل مصر شيئاً، لا من أين تأتى؟ ولا كيف تنفقها الدولة؟. بل تزداد معاناتهم بما ينتشر من أمراض وأوبئة إزاء ضعف وندرة الرعاية الصحية، ولا يستطيع الحصول عليها بشكل صحيح إلا من يمتلك ثمنها الباهظ في ظل جشع الرأسمالية الحاكمة.
ولن تحل هذه المشكلات ويحصل أهلنا في مصر الكنانة على رعاية صحية متكاملة، إلا في ظل دولة خلافةٍ تقوم بما أوجبه الله عليها؛ فترعى الناس رعاية صحية على أساس الإسلام، فتعيد بناء وتأسيس مستشفيات الكنانة بما يضمن رعاية الناس رعايةً صحيةً آمنة، تضمن لهم حسن تشخيص الداء وتوفر الدواء. وتقوم دولة الخلافة الراشدة بتوفير هذه الرعاية لكل رعايا الدولة بالمجان!، بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق، وهذا عين ما قامت به الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة حين كانت لنا دولة. كما أن دولة الخلافة الراشدة ستعمل على منع كل مسببات الأمراض والأوبئة، فستحرص على تطهير مياه النيل ومنع تلويثها على سبيل المثال. وسيلتزم أهلنا في مصر الكنانة بما تسنه الدولة من قوانين، كونها أحكاما شرعية ملزمة للحاكم والمحكوم تنظم بها أمور حياتهم، بما يضمن صحتهم وحسن رعايتهم على أساس الإسلام.
ولهذا لا بد من محاسبة الحكام على عدم تطبيقهم أحكام الإسلام، التي تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، فتكون الرعاية الصحية للجميع كما كانت في ظل دولة الإسلام الأولى.
وختاماً ندعو كما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ مَنْ وَليَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» [رواه مسلم].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل