نواصل حديثنا مع عقدة الغرور:
إن غيابَ المفاهيمِ الصحيحةِ عن الإنسانِ يجعلُه يرى نفسَه على غيرِ حقيقتِها، فيحسُّ بذاته، بل تتضخمُ ذاته لتصيرَ أكبرَ من حجمِها الطبيعي، حجمُها الطبيعي أنها مخلوقةٌ لله تعالى، تدينُ له بالعبودية، وتمتثل أوامرَ الله تعالى ونواهيَه، وتدركُ أنَّ كلَّ ما أوتيتْهُ إنما هو من عند الله، ومن كرمِ الله تعالى، ومن فضله عليها، ومن نعمِهِ عليها، وتدركُ أنها لا تملك شيئاً من النفعِ والضرِّ، لا لنفسها ولا لغيرها، هذا الرسولُ الذي اصطفاهُ اللهُ سبحانه وتعالى واختاره يأمرُه الله تعالى أن يقول: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، فإن كان الرسولُ لا يملك لنفسه شيئاً إلا بإذن الله، وهو من هو عندَ الله تعالى، فما بالُنا بأنفسنا؟