الأربعاء، 26 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

حرية المعتقد عند أرباب الإسلام المعتدل كفاك كذبا يا غنوشي!!

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1300 مرات

 

نقل عن راشد الغنوشي في التاسع عشر من تموز/يوليو عام ألفين وثلاثة عشر ميلادية في محاضرة له في الغرب قال فيها: "حرية الضمير حرية جديدة خاصة بالبلاد الإسلامية، نحن في حركة النهضة أكدنا باستمرار أن مدخلنا الحياة السياسية منذ عام واحد وثمانين وتسعمائة وألف كان قيمة الحرية باعتبارها قيمة مركزية في الإسلام على نحو لا معنى لاعتقاد لا يستند إلى حرية ولذلك مبدأ ﴿لا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ كما يقول الشيخ ابن عاشور مبدأ حاكم على غيره، ورغم أن هناك مفسرين من قدامى ومحدثين اعتبروا أن هذه الآية منسوخة بآيات تأمر بالجهاد لنشر الدعوة الإسلامية، لكننا تمسكنا تماشيًا مع الإيمان بقيمة الحرية أن مبدأ ﴿لا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ ينسخ كل فهم مخالف له".


الرد: لقد علق الغنوشي الترويج لحرية المعتقد بما يفهم من كلام عالم جليل من علماء جامع الزيتونة هو الإمام والعالم الطاهر بن عاشور رحمه الله صاحب المواقف، وتفسير "التحرير والتنوير" وقد أردت أن أرد على الغنوشي كلامه بأمرين اثنين ثم أناقش الموضوع من خلال الأدلة الشرعية:


أولاً: أثبت للقارئ الكريم كذب الغنوشي، وأنقل له كلام هذا العالم الكبير من كتابه التفسير.


ثانيًا: إن الغنوشي في كلامه الأخير قد أتى بطامة كبرى حيث علم أن بعض العلماء قال: إن آية ﴿لا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ منسوخة بآيات الجهاد على أحد قولين: إما أنها منسوخة بآيات الجهاد، أو أنها غير منسوخة مع علمه بما قاله علماؤنا في حقيقة البحث في المسألة يقلبها الغنوشي فيجعل آية الإكراه في الدين ناسخة لكل ما يخالفها، ويقدس قيمة الحرية كما هي عند الغرب، محاولاً الاستناد إلى هذه الآية، وهو يعترف بداية بالتلاعب، ولا يعطي دليلاً على ما قال، بل يعتبر مجرد الولوج إلى الحياة السياسية يكفي دليلا على قيمة الحرية؛ حتى يرضي الغرب الكافر محرفًا لكلام الله، فهل نستكثر عليه أن يحرف كلام العلماء أو يكذب عليهم؟!


وإليكم بعض نقولات الطاهر بن عاشور في المسألة من خلال تفسيره المعروف بـ "التحرير والتنوير":


أولاً: "الردة لقب شرعي على الخروج من دين الإسلام، وإن لم يكن في هذا الخروج رجوع إلى دين كان عليه الخارج. (الجزء الثاني، صفحة 332)


ثانيًا: وقال: "وحكمة تشريع قتل المرتد مع أن الكافر بالأصالة لا يقتل أن الارتداد خروج فرد أو جماعة من الجامعة الإسلامية، فهو بخروجه من الإسلام بعد الدخول فيه ينادى على أنه لما خالط هذا الدين وجده غير صالح، ووجد ما كان عليه قبل ذلك أصلح، فهذا تعريض بالدين واستخفاف به، وفيه أيضا تمهيد طريق لمن يريد أن ينسل من هذا الدين، وذلك يفضي إلى انحلال الجامعة، فلو لم يجعل لذلك زاجرٌ ما انزجر الناس، ولا نجد شيئًا زاجرًا مثل توقع الموت، فلذلك جعل الموت هو العقوبة للمرتد؛ حتى لا يدخل أحد في الدين إلا على بصيرة، وحتى لا يخرج منه أحد بعد الدخول فيه، وليس هذا من الإكراه في الدين المنفي بقوله تعالى: ﴿لا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ على القول بأنها غير منسوخة لأن الإكراه في الدين هو إكراه الناس على الخروج من أديانهم، والدخول في الإسلام، وأما هذا فهو من الإكراه على البقاء في الإسلام". (الجزء الثاني، صفحة 336 - 337)


ثالثًا: وقال رحمه الله: "وقد أشار العطف في قوله تعالى (فَيَمُتْ) بالفاء المفيدة للتعقيب إلى أن الموت يعقب الارتداد وقد علم كل أحد أن معظم المرتدين لا تحضر آجالهم عقب الارتداد، فيعلم السامع حينئذ أن المرتد يعاقب بالموت عقوبة شرعية، فتكون الآية بها دليلا على وجوب قتل المرتد". (الجزء الثاني، صفحة 335)


فيقول الشيخ: إن الردة لقب شرعي، إن انتقل من المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي، فلا يطلق إلا على من ارتد عن الإسلام. ويقر الشيخ بعقوبة المرتد بالقتل، ويبحث في كتابه، وإن لم أنقله هنا اختلاف العلماء في آية ﴿لا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ منسوخة أم لا، لكنه لا يقول بحرية المعتقد، بل بقتل كل من يبدل دينه ولا يجعل آية ﴿لا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ ناسخة للآيات، بل لا يجد تعارضًا بين الآيات، ويؤخذ بعقوبة المرتد من خلال الآية (فَيَمُتْ) فأين أنت يا غنوشي مما قاله هذا الشيخ الفاضل؟!


والآن دعونا ننظر إلى الآيات والأحاديث نظرة أصولية:


أولاً: قوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. [البقرة: 256] (لا): النافية و(إِكرَاهَ) نكرة، والنكرة مع النفي تفيد العموم أي جنس الإكراه. والإكراه هو أن تدفع شخصًا على فعل أو قول يكرهه. والهمزة فيه للجعل والتحويل، نقول: (أكرهه، يكرهه، إكراها) أي جعله ذا كراهية. و(الدين) هنا جاءت معرفة بأل التعريف العهدية، أي الدين المعهود والمعروف وهو دين الإسلام، وليس أي دين آخر. ونفي الإكراه جاء خبرًا يفيد الطلب، وهو هنا تحريم الإكراه، أي لا يجوز أن تكرهوا أحدًا على الدخول في الإسلام جبرًا وقسرًا وكراهيةً.


وأيضًا تحريم الإكراه في الدين؛ لأن الإيمان هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، ولا يتصور أن يكره الإنسان على قناعاته، إذ لا سلطة لأحد عليها، وإنما تكون السلطة على الجوارح لا على القناعات، فلا يملك أحد أن يكره أحدًا على التصديق أو التكذيب، بدليل قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾. [البقرة: 256] والإيمان قائم على البحث والنظر والاستدلال والاختيار، بدليل قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾. [الكهف: 29] لذا كان الإكراه في الدين غير متصور لا شرعًا ولا عقلاً. هذا جانب من الآية الكريمة التي قال الله فيها: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾. [البقرة: 256]


ثانياً: أما قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾. [البقرة: 193] فقد شرع الجهاد وهو القتال في سبيل الله لمقاتلة الكافرين حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، فكيف لنا أن نقاتل حتى يكون الدين لله، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾. [البقرة: 256]؟!


وحتى ننفي وجود التعارض بين الآيتين نقول: إن الآية الأولى وهي قوله: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾. إنما تتكلم عن العقيدة فالدين عقيدة ونظام (سلطان) فقد منع الله تعالى الإكراه على الاعتقاد وعلى دخول الإسلام، ولكنه ألزم بالقيام على سلطان الإسلام، والآية الأولى إنما تتحدث عن الكفر الفردي ولو كثر، فلا يجوز الإكراه على الإسلام؛ لأنه سيكون من أهل ذمة المسلمين. ولكن الآية الثانية وهي قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾. تتحدث عن سلطان الإسلام فيترك للكافر أن لا يؤمن لكن بشرط الالتزام بسيادة الإسلام وسلطانه، وأن يخضع لأحكامه، والآية الأخرى التي تؤكد هذا المعنى هي قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾. [التوبة: 29]


وهذا الفهم ما كان عليه السلف الصالح والعلماء بناء على حديث بريدة كما في صحيح مسلم في وصيته عليه الصلاة والسلام لأمراء الجيوش، فَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ: «اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمْثُلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ أَوْ خِلاَلٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ والفيء شيء إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ».


وَلِكَي نَفْهَمَ حَدِيثَ بُرَيدَةَ هَذَا فَهمًا أُصُولِيًا نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:


أولاً: قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ». هذا هو الخيار الأول، فإن قبلوا بالخيار الأول أي إن أسلموا بإرادتهم فادعهم إلى التحول من سلطان الكفر إلى سلطان الإسلام، بقوله: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ». ونسب الدار لهم بقوله: «دَارِهِمْ» نسبة سكنى، ونسب المدينة بقوله: «دار المهاجرين» نسبة للسيادة والسلطان معًا، حيث كانت الهجرة لها من دار الكفر إلى دار الإسلام، وهي دولة الإسلام حيث السيادة والسلطان معًا، وقد ورد في الرواية: «وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ». فلهم جميع الحقوق التي للمسلمين، وعليهم جميع الالتزامات التي على المسلمين، ولكن إن أسلموا وظلوا في ديارهم ولم يهاجروا، فهم مسلمون، ولكن هناك أحكام تترتب على اختلاف الدارين، وليس كما يزعمون أنه تقسيم واقعي، ودليل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: «فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ والفيء شيء إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ». فهناك اختلاف في الأحكام الشرعية تترتب على اختلاف الدار. إن كانت دارًا للمهاجرين أي إن كانت دار إسلام: للإسلام فيها سيادة، أو للمسلمين عليها سلطان. أو إن كانت دارًا للكفر: ليس للإسلام فيها سيادة، أو ليس للمسلمين عليها سلطان، وهنا ذكر الحديث بعض الاختلاف الذي يترتب على اختلاف الدارين فيها التزامات الدولة المالية تجاه تابعيها، ويحق لهم من الفيء والغنيمة إن اشتركوا في الجهاد.


ثانياً: قَولُهُ عليه الصلاة والسلام: «فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ». هذا هو الخيار الثاني وفيه تتجلى آية: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾. [البقرة: 256] أي لا إكراه في العقيدة فقط، فإن أبوا الإسلام، أي إن أبوا أن يؤمنوا فاطلب منهم الخضوع لسلطان الإسلام، وأن يعطوا الجزية. ولكن إن رفضوا الخيار الثاني، فلا نتركهم، بل نقول لهم: كما تريدون، ونحن قادمون على رأس جيش لقتالكم!! ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ». وهنا تتجلى آية: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾. [البقرة: 193] ولفظة (الدين) هنا بمعنى السلطان، فخضوعهم لسلطان الإسلام ليس خيارًا اختياريًا إن لم يؤمنوا بل خيار يترتب عليه الحرب بين دولة الإسلام ومن يقف في وجهها حاجزًا ماديًا وعائقًا يحول بينها وبين بقية شعوب العالم لتبلغهم رسالة الإسلام! نعم نحن لا نكره أحدًا على العقيدة أي أن يؤمن بها، ولكن لن نقبل بغير سلطان الإسلام أن يسود الأرض، وهنا ننفي أي ادعاء للتعارض بين الآيات والله تعالى أعلم!


ثالثاً: أما الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه». فمسألة أخرى لا علاقة لها بالمسألة الأولى، ولا علاقة لها بموضوع الإكراه على الدخول في الإسلام. بل إن مسألة الردة هي بحث آخر وموضوع قائم بذاته بعيدًا عن المسألة الأولى، فمسألة الحفاظ على العقيدة غير مسألة الإكراه عليها؛ لأنه سبق أن بينَّا أن الإكراه المحرم والمحدد في الآية الكريمة التي يقول الله تعالى فيها: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾. [البقرة: 256] هو الإكراه على دخول الإسلام قسرًا وجبرًا، ولم تتناول الآية مسألة الكفر بالإسلام لنقول بالتعارض. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تعالوا بنا نقرأ تفسير الطاهر بن عاشور لهذه الآية. يقول رحمه الله: "وليس هذا، أي قتل المرتد، من الإكراه في الدين المنفي بقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾. [البقرة: 256] وقال رحمه الله: وقال: "وحكمة تشريع قتل المرتد مع أن الكافر بالأصالة لا يقتل أن الارتداد خروج فرد أو جماعة من الجامعة الإسلامية، فهو بخروجه من الإسلام بعد الدخول فيه ينادى على أنه لما خالط هذا الدين وجده غير صالح، ووجد ما كان عليه قبل ذلك أصلح، فهذا تعريض بالدين واستخفاف به، وفيه أيضا تمهيد طريق لمن يريد أن ينسل من هذا الدين، وذلك يفضي إلى انحلال الجامعة، فلو لم يجعل لذلك زاجرٌ ما انزجر الناس، ولا نجد شيئًا زاجرًا مثل توقع الموت، فلذلك جعل الموت هو العقوبة للمرتد؛ حتى لا يدخل أحد في الدين إلا على بصيرة، وحتى لا يخرج منه أحد بعد الدخول فيه، وليس هذا من الإكراه في الدين المنفي بقوله تعالى: ﴿لا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ على القول بأنها غير منسوخة لأن الإكراه في الدين هو إكراه الناس على الخروج من أديانهم، والدخول في الإسلام، وأما هذا فهو من الإكراه على البقاء في الإسلام". (الجزء الثاني، صفحة 336 - 337)


رابعًا: وكيف لهؤلاء أن يفهموا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسائله للملوك والرؤساء: «أسلم تسلم». يسلم من ماذا، وهي رسالة دعوة وتهديد، وإن وراء هذا التهديد دولة تطبق ما تقول؟؟!!


خامسًا: أمَّا مسألة الآية الكريمة في قوله تعالى: ﴿وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. [البقرة: 217] فهذه الآية تبحث ارتداد المسلم عن دينه أي عن الإسلام لقوله تعالى: (منكم) فالردة عن الإسلام جريمة كبرى، وليست حرية معتقد للفرد أو الجماعة أو المجتمع. يقول ابن عاشور رحمه الله تعالى: "وقد أشار العطف في قوله تعالى: (فيمت) بالفاء المفيدة للتعقيب إلى أن الموت يعقب الارتداد، وقد علم كل أحد أن معظم المرتدين لا تحضر آجالهم عقب الارتداد، فيعلم السامع حينئذ أن المرتد يعاقب بالموت عقوبة شرعية، فتكون الآية دليلا على وجوب قتل المرتد". (الجزء الثاني، صفحة 335) ويعضده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ، الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ». وخلاصة المسألة أن الإكراه قد يراد به الإكراه على الاعتقاد، وهو هنا الدخول في الإسلام، وقد يراد به الإكراه على السلطان أي على الالتزام بحكم الله، وقد دلت الآية على الإكراه في الاعتقاد بدليل قوله تعالى بعدها: ﴿قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾. [البقرة: 256] ويبقى الإكراه على الالتزام بحكم الله قائمًا من هذه الآية وغيرها من أدلة سبق ذكرها.

 

قال القرطبي رحمه الله: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾. [البقرة: 256] الدين في هذه الآية المعتقد والملة بقرينة قوله تعالى: ﴿قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾. [البقرة: 256]


سادسًا: ومسألة الإكراه على الدخول في الإسلام ليست عامة لكل الناس، فقد يكره بعض الناس على الدخول في الإسلام قسرًا وجبرًا، وهذه المسألة خروج من عموم الإكراه، والدليل عليها قوله تعالى: ﴿قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾. [الفتح: 16] فقد حددت الآية لهؤلاء الأعراب خيارين فقط: إما الإسلام، وإما القتل. قال أبو عبيد رحمه الله: "تتابعت الآثار عن رسول الله عليه السلام والخلفاء من بعده في العرب من أهل الشرك أن من كان منهم ليس من أهل الكتاب، فإنه لا يقبل منه إلا الإسلام أو القتل". وقال ابن جرير الطبري رحمه الله: "أجمعوا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أخذ الجزية من عبدة الأوثان من العرب، ولم يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف". وقال ابن حزم رحمه الله: "لم يختلف مسلمان في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل من الوثنيين العرب إلا الإسلام أو السيف إلى أن مات عليه السلام فهو إكراه في الدين". فأسألكم بالله أين أضع كلام الغنوشي وشيخه من قبله؟؟!!


سابعًا: وأخيرًا أنقل لكم كلام بعض العلماء وليس كل العلماء في هذه المسألة:


1. يقول الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله في كتابه "السير الصغير": قلت والكلام لأبي حنيفة: أرأيت الرجل إذا ارتد عن الإسلام كيف الحكم فيه؟ قال: يعرض عليه الإسلام فإن أسلم وإلا قتل مكانه". (صفحة 197)


2. ورد في كتاب "الأم" للشافعي رحمه الله قوله: "فلم يختلف المسلمون أنه لا يحل أن يفادى بمرتد بعد إيمانه، ولا يمنُّ عليه، ولا تؤخذ منه فدية، ولا يترك بحال حتى يسلم أو يقتل". (الجزء السادس صفحة 169)


3. يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مسائل عبد الله: سمعت أبي يقول في المرتد: يستتاب ثلاث، فإن تاب، وإلا قتل على حديث عمر بن الخطاب". (صفحة 430)


4. ويقول الإمام الطبري رحمه الله: "المسلمون جميعًا قد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه أكره على الإسلام قومًا، فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام، وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه، وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب، وكالمرتد عن دينه دين الحق إلى الكفر". (الجزء الثالث صفحة 17)


5. ويقول الإمام ابن عبد البر: "من ارتد عن دينه حل دمه، وضربت عنقه، والأمة مجمعة على ذلك".


6. ويقول ابن حزم في كتابه "المحلى": هذه الآية ليست على ظاهرها؛ لأن الأمة مجمعة على إكراه المرتد عن دينه، وذكر أقوال العلماء".

 


والحمد لله رب العالمين




كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء

 

 

 

إقرأ المزيد...

نيوزيمن: شرطة تعز تقوم بإزالة اللافتات التابعة لحزب التحرير    

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 862 مرات

 

 

2014-05-27

 

 

 

قال شهود عيان لنيوزيمن أن شرطة تعز قامت بإزالة اللافتات التابعة لحزب التحرير من العديد من شوارع

المدينة، بعد أسبوعين من تعليقها.

 

ونشر حزب التحرير لافتتات كتب عليها " الخلافة الاسلامية سبيل الخلاص من الاستعمار بكافة أشكاله".

 

ولم توضح السلطات أسباب الازالة.

 

إلى ذلك طالب ناشطون حقوقي في صفحات التواصل الاجتماعي السلطات بإزالة لافتتات لجماعة الحوثي المسلحة والمنتشرة في العديد من المحافظات .

 

 

المصادر : نيوزيمن / الوطن نيوز

 

إقرأ المزيد...

الخلافة مشروع الأمة للنهضة والتحرر وخصمٌ لدود للغرب وأعوانه

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 995 مرات


إنّ مما لا تخطئه العين ولا يخفى على عاقل أنّ بلاد المسلمين قاطبة ترزح تحت الاستعمار الغربي بكافة أشكاله، الفكرية والسياسية والاقتصادية، وكذلك العسكري في بلاد عدة.


ففكر الغرب من ديمقراطية ورأسمالية وعلمانية وليبرالية هو المهيمن على أنظمة الحكم والتشريعات والقوانين في بلاد المسلمين، وعلى مناهج التعليم ووسائل الإعلام، وأنماط الحياة، وإذا ما استثنينا ما كان ضمن قدرة أفراد المسلمين على التحكم به كالأمور الشخصية وبعض العلاقات الاجتماعية والعبادات الروحية، فإنّ كافة مناحي الحياة في بلاد المسلمين يسيطر عليها فكر الغرب وثقافته.


وأما الحياة السياسية فيهيمن عليها الغرب بدرجات متفاوتة جعلت الأنظمة في العالم الإسلامي تترنح ما بين العمالة العمياء والتبعية المذلة والمحاباة المخزية، حتى انعدمت الاستقلالية السياسية لدى كل أنظمة الحكم في العالم الإسلامي، وأصبحت بلاد المسلمين مرتعا ومسرحا لقوى الاستعمار الغربي، يملكون فيها ما لا يملكه الحكام من قرار وسلطان.


وأما الحياة الاقتصادية، فهي رأسمالية تحارب الله في دينه وسلطانه، تنتظم بالقوانين والقيم الرأسمالية التي جعلت من حياة أتباعها جحيما لا يُطاق، مؤسسات ربوية، وأسواق أسهم وبورصة وهمية، وحيتان أكلت الأخضر واليابس.


وأما عسكريا، ففلسطين محتلة من قبل يهود الأنجاس بمؤازرة من قوى الكفر قاطبة، وأفغانستان والعراق وكشمير والشيشان والقرم وتترستان والقفقاس وتركستان الشرقية محتلة من قبل الغرب الذي يعيث فيها فسادا وإجراما.


فعند التفكير في هذه الحال للبحث عن سبيل لتحرير المسلمين وبلادهم من الاستعمار بكافة أشكاله وصوره، لا يجد المرء إلا الخلافة سبيلا وحلاّ.


فالخلافة مشروع نهضة متكامل، مشروع حضاري سياسي اقتصادي اجتماعي وعسكري، فهي تتضمن منهاج حياة وتعبر عن الشكل السياسي للحكم، والنظام الاقتصادي والحياة الاجتماعية وحمل الدعوة والجهاد، فلا يمكن أن يتصور حدوث نهضة لدى المسلمين بغير الإسلام الذي ستطبقه وتحمله دولة الخلافة، ولا يتصور أن يتحول المسلمون إلى قادة للعالم أصحاب سيادة وسلطان إلا بنظام الحكم في الإسلام، ولا يتصور أن تعود الحياة الاجتماعية والاقتصادية لتنتظم بأحكام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  إلا في ظل دولة الإسلام.


وأما عسكريا، فلا تحرير إلا بالحرب والقتال، ولا قتال حقيقيا إلا بالجيوش التي حبسها الحكام، ولا زوال للحكام إلا بدولة الخلافة، وأي حديث عن بلاد المسلمين المحتلة وعلى رأسها فلسطين خارج سياق الجهاد والتحرير هو تضليل وتآمر عليها.


لذلك فقد أدرك الغرب منذ أمد بعيد هذه الحقيقة، أدرك أنّ الإسلام والخلافة هما سبيل تحرر المسلمين ونهضتهم، وهما سبيل وحدة الأمة التي إن اتحدت فعلى الغرب وحضارته المهترئة الزوال. فالغرب رأى في الخلافة الخصم الحضاري القوي والعدو السياسي والعسكري العظيم، لذلك حشد قواه وأمواله، وجند جنوده وأتباعه من أجل التصدي لهذا المشروع.


سياسيون ومفكرون وأحزاب وإعلام، من أجل الصد عن مشروع الخلافة، وأكثر الطرق التي رأى الغرب فيها نجاعة في التصدي لهذا المشروع العظيم، هي الإلهاء، إلهاء كل حزب وكل قطر وكل بلد بقضايا فرعية وجزئية تصل إلى درجة حبات الفسيفساء، فهذا بلد يُشغل بالانتخابات الرئاسية وحكومات التوافق، وآخر يُشغل بتشريع الدستور والقوانين، وثالث يُشغل بملفات الفساد، ورابع بالأمراض والأوبئة المعدية، وخامس بالإرهاب والتكفيريين، وسادس بالحدود والجيران، وسابع بالمصالحة وإدارة الصراع، وثامن بالمجلس التأسيسي والمجلس الوطني، وتاسع وعاشر،... وهكذا دواليك. وهي قضايا مع اختلافها باختلاف البلاد إلا أنّها كلها تجتمع في قاسم مشترك أكبر وهو التفكير بالجزء دون الكل، والتفكير بالتفاصيل والفروع دون الأصول والأساسات.


ففي فلسطين مثلا، أُلهي الناس بكيفية إدارة الصراع أو إنهائه، ولم يعد لتحرير فلسطين مكان في أجندة الحركات والأحزاب والسلطة أو أبحاثهم، مع أنّ أصل القضية ولب المشكلة هو احتلال فلسطين، وحلها البديهي والوحيد هو تحريرها وهو لا يكون في ظل تخاذل الحكام وإنما بإقامة الخلافة التي تجيش الجيوش وتحرك الجحافل.


وهكذا في باقي قضايا المسلمين، في الأردن ومصر وتركيا وباكستان والعراق وأفغانستان، وكل بلاد المسلمين، انشغال وإشغال بالفروع والتفاصيل دون الربط بالحل الأصيل أو البحث فيه حتى.


ولقد تمكن الغرب من اتخاذ مفكرين وسياسيين وأحزاب ووسائل الإعلام أداة له، وتمكن من تجييشهم ضد الأمة والعاملين للتغيير، معتمدا على ما غرسه لدى هؤلاء من أنّ عروشهم وملكهم قائم ما دامت الحال على ما هي عليه الآن، وأن لا مكان لهم في حضن الأمة عندما تسترد عزتها وتقيم خلافتها، وأنّ الملك والجاه الذي صنعه لهم الغرب سيزول مع زوال سلطان الغرب وهيمنته من على بلاد المسلمين، لذلك هم مستميتون في التآمر على مشروع الخلافة.


وفي المقابل فإنّ هناك حملة دعوة مستميتين في العمل للخلافة، وعبر القارات الخمس، في عمل دؤوب ومتواصل من أجل حمل الأمة وأهل القوة على المضي قدما في مشروع الخلافة، يقدمون في سبيل ذلك المهج والأرواح من أجل بلوغ المرام، لا يضرهم من خالفهم ولا يفت في عضدهم من خذلهم، وحالهم في ذلك ﴿كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾.


ونحن في المكاتب الإعلامية المنتشرة عبر العالم، نغذ الخطا ونأتي الممكنات ولو كانت من الصعاب الصعاب، محاولين اختراق الطوق الإعلامي الذي فرضه علينا الغرب من خلال وسائله المأجورة، وحالنا في ذلك أشبه بمن يحفر بمعول في صخرة كأداء، ولولا توفيق الله ورعايته لدعوة الخلافة لبقيت الخلافة والعاملون لها مجهولين منكرين من شدة الطوق المفروض عليهم.


ولكننا نسير وبكل عزم تحت قيادة أميرنا، العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، حفظه الله، صاحب الرؤية الحكيمة والخبرة الإعلامية، وكلنا ثقة بنصر الله وحفظه لدعوته وللعاملين لها. ولا نرجو في ذلك كله إلا رضا الله ومغفرته، وحسن القبول.


﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

فلسطين: الآلاف يشاركون في توجيه النداء إلى الأمة وجيوشها من داخل المسجد الأقصى تلبية لدعوة حزب التحرير

  • نشر في مسيرات وفعاليات
  • قيم الموضوع
    (1 تصويت)
  • قراءة: 4577 مرات

شهدت باحات المسجد الأقصى بعد صلاة جمعة هذا اليوم حشودا غفيرة من القدس وحولها وممن استطاع الوصول من أهل الضفة الغربية للمشاركة في توجيه نداء حار من المسجد الأقصى إلى الأمة الإسلامية وجيوش المسلمين من أجل إقامة الخلافة وتحريك الجيوش لتحرير المسجد الأقصى وسائر فلسطين من الاحتلال اليهودي.


جاءت مشاركة الحشود التي قدرت بالآلاف تلبية لدعوة وجهها حزب التحرير في فلسطين من أجل توجيه هذا النداء ضمن فعالياته في كافة مدن الضفة الغربية وقطاع غزة في الذكرى الثالثة والتسعين لهدم الخلافة الإسلامية، تحت شعار "المسجد الأقصى يستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة"، وقد رددت الحشود هتافات ورفعت يافطات تستنهض أمة الإسلام وجيوش المسلمين لنصرة الدين وإقامة الخلافة وتحرير المسجد الأقصى من الاحتلال.


وقد تحدث الخطباء في ندائهم وسط الجماهير التي كبرت وهللت خلال إلقاء النداء، عن جرائم اليهود تجاه المسجد الأقصى، ومما قاله الخطباء "أيهون عليكم مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدنسه يهود برجسهم، اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا، احتلوا بيت المقدس، وأحرقوا الأقصى ومنبر صلاح الدين... أما تحرقت قلوبكم ألما وكمداً لحرق معلم عزتكم، اليهود يقتحمون الأقصى ليقيموا فيه طقوسهم... ليدنسوا أرضه برجسهم، أيدنس الأقصى ويُعظم فيه غير الله... وأنتم ترقبون!! فأين أنتم يا خيرة المؤمنين؟؟، حملات يهود ضد الأقصى على أشدها لبناء هيكلهم المزعوم... فماذا أنتم فاعلون؟؟، أما سمعتم بأنفاقهم تحت الأقصى... أما سمعتم بحفرياتهم... أيهدم الأقصى وأنتم تنظرون ... أيقوض بنيانه وأنتم سامدون؟!!.


وقد خاطب النداء جيوش مصر وباكستان وبلدان المغرب العربي واليمن وتركيا وقوى الشام، وكافة جيوش المسلمين، مستصرخهم ومستنهضا هممهم ومحرضا إياهم على نصرة الدين وإقامة خلافة المسلمين والزحف تجاه المسجد الأقصى لتحريره وفك أسره من المحتلين الغاصبين لفلسطين، وأضاف المتحدثون "بيت المقدس يستغيث بكم والأقصى يستصرخكم... وينادي فيكم، الله أكبر الله أكبر... حي على الصلاة حي على الفلاح... ينادي فيكم حي على الجهاد... فهل أنتم ملبون، هل أنتم له محررون من رجس يهود، وهل أنتم لله مُخلصون؟


المسجد الأقصى على موعد مع النصر والتحرير، على موعد مع خليفة المسلمين، على موعد مع جيش الخلافة... وهذا هو نداء الأقصى إليكم... الخلافة مرضاة ربكم ومبعث عزتكم فأقيموها أيها المسلمون، أقيموها أيها الضباط والجنود."


وقد ختم النداء بدعاء مؤثر تضرعت فيه الجموع إلى الله أن يبلغ النداء هذا إلى المسلمين وإلى جيوش المسلمين، وأن يؤيدهم بخيرة جنده وأوليائه، وأن يطهر المسجد الأقصى من رجس يهود ويوحد صفوف المسلمين ويجمع كلمتهم على إقامة الدين، وأن يمن عليهم بخلافة على منهاج النبوة، وبيعة لأمير المؤمنين.


المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة (فلسطين)

- التسجيل الكامل لأعمال النداء -

تم حذف هذا التسجيل من قبل إدارة اليوتيوب بذريعة انتهاكه لسياسات اليوتيوب

لمزيد من الصور في المعرض

لقراءة نص النداء اضغط هنـا

التغطية الإعلامية لأعمال النداء

- نداء من الأقصى فهل من مستجيب -

palestine

- الدعوة لحضور نداء حزب التحرير من المسجد الأقصى المبارك -

palestine


منبر الأمة: بيت المقدس والخلافة.. إلى متى هذا الافتراق؟!


شعبان 1435هـ - حزيران/يونيو 2014م

 

 

#الأقصى_يستصرخ_الجيوش
    
#Aqsa_calls_armie

 

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع