الثلاثاء، 25 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

دنيا الوطن: مقالة بعنوان "الخلافة المشروع الحقيقي لتحرير فلسطين المُغَيَّبُ سياسيا وإعلاميا"

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 733 مرات

 

2014-05-28

 

 


م. باهر صالح/ عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

 

ما من شك أنّ فلسطين درة بلاد المسلمين، فهي الأرض التي باركها الله، وفتحها الصحابة الكرام، وروى ثراها الشهداء والأبطال بدمائهم الزكية، وحافظت عليها خلافة المسلمين وجندها، فما من شك أنها أرض إسلامية يجب أن تعود إلى حظيرة الإسلام والمسلمين، وأنّ الطريق إلى ذلك هو تحريرها من دنس يهود وقلعهم من جذورهم من هذه الأرض المباركة.

 

وليس ثمة شك أيضا أنّ الحديث عن التحرير الحقيقي لفلسطين هو حديث عن حرب الجيوش التي تطحن الأعداء وتزلزل الأرض من تحت أرجلهم، فتجبرهم على العودة خائبين مكسورين يجرون أذيال الهزيمة إلى حيث كانوا مشتتين في أقطار أوروبا وروسيا وأمريكا.

 

ولتحقيق ذلك كان لا بد من إزالة الأنظمة التي حبست الجيوش عن تأدية واجبها في تلبية نداء الجهاد واستغاثة المسلمين في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين المحتلة، ولا بد من توحيد العالم الإسلامي من جديد على مشروع رباني عظيم تحت قيادة مخلصة تحرك الجيوش من فورها لتحرير فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، فمن هنا كانت الخلافة هي الطريق الحقيقي العملي لتحرير فلسطين.

ومن سقط الكلام القول بأنّ المفاوضات أو المعاهدات أو السلام، أو طرق أبواب المجتمع الدولي ومؤسساته طريق لتحرير فلسطين، فحتى دعاة المفاوضات والمعاهدات والسلام لا يطرحون ذلك كطريق لتحرير لفلسطين، بل يسوقونه على أنّه طريق لإنهاء الصراع.

 

وهنا تكمن الكارثة، إذ باتت الأطروحات المتعلقة بفلسطين، جهلا من البعض وتآمرا من الآخرين، أطروحات تتعلق بكيفية إدارة الصراع أو إنهائه، ولم يعد لتحرير فلسطين مكان في أجندتهم أو أبحاثهم، حتى ولو من باب الأمنيات، مع أنّ أصل القضية ولب المشكلة هو احتلال فلسطين، وحلها البديهي والوحيد هو تحريرها.

 

وأحد أسباب التشوه في تناول القضية جاء جراء الجهد الكبير الذي بذله الغرب من خلال أدواته من الحكام والعملاء والمفكرين والأحزاب، حينما عملوا على انتزاع فلسطين من حضنها الأصيل، وهي الأمة الإسلامية، إلى حضن العرب ثم الفلسطينيين ثم منظمة التحرير ثم رئيس المنظمة.

 

ولما ترسخت هذه الفكرة في أذهان هؤلاء وغيرهم باتوا يرون أنفسهم أقزاما أمام مجرد التفكير بالتحرير وطرد يهود، وصار التفكير بإدارة الصراع أو إنهائه هو أعلى مراتب التفكير في قضية فلسطين.

 

وهذه الرؤية متوقعة ممن دخل هذا النفق لأنه صار ينطلق في طموحاته وأهدافه من هذا المكان الذي يبدو فيه كيان يهود عملاقا وقدرا لا مفر منه، بعد أن كان النظر إلى كيان يهود من سقف الأمة ومستواها كالنظرة إلى حشرة في فناء البيت يسهل القضاء عليها في طرفة عين.

 

وهكذا، فقد عمل الحكام ومن معهم من الأدوات والأحزاب والمفكرين على تغييب الطرح الأصيل لحل قضية فلسطين عن الساحة السياسية، وبات الطرح الأصيل من قبل المخلصين يقابل بالاستغراب أو الاستخفاف من قبل هؤلاء المجرمين. حتى وصل الأمر بأحد هؤلاء الأدوات أن عد الطرح الأصيل خروجا عن الموضوع في أحد الحوارات المباشرة على إحدى الفضائيات!!.

 

وكان للإعلام حصة الأسد في تمرير المؤامرة على الشعوب، خاصة أهل فلسطين، إذ عمل الإعلام على جعل إدارة الصراع أو إنهائه هو أصل القضية وفرعها، فسلط الأضواء على النشاطات والأعمال التي تحمل هذا الطابع وترسخ هذه النظرة، مهما كانت تافهة أو ساذجة، ولو كان المنظمون لها بضعة أفراد مبتوروين، كقرية عين شمس والمقاومة الشعبية ومهرجانات التضامن ومسيرات الاحتجاج والاحتفالات بشتى صورها.

 

وواصل الإعلام إثارة القضايا من الزاوية التي تصب في نفس السياق، كموضوع اللاجئين والحل العادل لهم، والمصالحة لإدارة الصراع، ومواصلة الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى، ومصادرة الأراضي، وعكف على استضافة الشخصيات التي تنطق بهذا المنطق ولا تغرد خارج هذا السرب، بل وصنع منهم مفكرين وباحثين وقادة من كثرة النعوت واللبوس الذي ألبسهم إياه الإعلام، حتى صنع من عملاء فكريين للغرب منظرين وقادة للرأي العام!!

 

وفي المقابل، تجاهل الإعلام المشروع الحقيقي والوحيد المطروح لتحرير فلسطين بكاملها، وتعامى عن كل الأعمال والنشاطات التي تقود إلى الحل الأصيل، وغاب عن تغطيتها حتى عندما تكون من النوع الذي يملأ عين الشمس وتحت شباك الفضائية، وحينما يضطر إلى تناولها حفظا لماء وجهه أمام المشاهدين فتكون في سياق الحدث العابر وضمن عبارات وتقارير منتقاة لغرض التقزيم والتهوين من أمرها.

 

وتعمدت وسائل الإعلام تغييب المفكرين والناطقين بهذا الحل، وحينما تضطر لاستضافة أحدهم فنصيبه يكون أقل من نصيب قصة تروى نهفة لامرأة تعيش في أمريكا اللاتينية!!

 

وهذا التآمر على قضية فلسطين لتغييب الحل الحقيقي لها، وتغييب مشروع التحرير، من قبل السياسيين والإعلاميين لأنّهم يدركون عروشهم وملكهم قائم ما دام الحال على حاله، فهؤلاء وأن لا مكان لهم في حضن الأمة عندما تسترد عزتها وتقيم خلافتها، وأنّ الملك والجاه الذي صنعه لهم الغرب سيزول مع زوال سلطان الغرب وهيمنته من على بلاد المسلمين، لذلك هم مستميتون في التآمر على الحل الأصيل لقضية فلسطين وباقي بلاد المسلمين، وحالهم في ذلك كحال قادة قريش الذين مع قناعتهم بصحة الإسلام ودعوة محمد صلى الله وعليه وسلم إلا أنهم أبوا إلا محاربته ومحاولة القضاء على دعوته، لأنّهم أدركوا أنّه ليس كورقة بن نوفل ذلك العابد الذي لا يهدد سلطانهم أو يزعزع ملكهم، بل هو يحمل رسالة ستعيد ترتيب الأمور وقلب الطاولة.

 

وهكذا هم الآن، فهم مدركون أنّ عروشهم ستزول وأن سلطانهم سيندثر حال قيام الخلافة التي ستعيد ترتيب الأوراق وتنزل الأمور منازلها الحق كما أرادها الله سبحانه وتعالى.

 

فمشروع الخلافة هو المشروع الحقيقي لتحرير فلسطين وكامل بلاد المسلمين، وكل من لا يعمل لهذا المشروع فهو غير جاد في العمل للتحرير، إذ لا حديث عن فلسطين وحلها إلا في سياق التحرير، ولا تحرير إلا بالحرب والقتال، ولا قتال حقيقيا إلا بالجيوش التي حبسها الحكام، ولا زوال للحكام إلا بدولة الخلافة.

 

فلذلك ولغيره كان عملنا وبكل قوة من أجل إقامة الخلافة التي تحرر فلسطين وأفغانستان وكشمير والشيشان والقرم وتترستان والقفقاس وتركستان الشرقية، وتعيد كلَّ بلاد الإسلام إلى أصلها وفصلها.

 

فخير لكل السياسيين والإعلاميين أن ينحازوا لمشروع أمتهم الذي باتت بشائر نجاحه تلوح في الأفق القريب، قبل أن يأتي يوم يكونون فيه من النادمين المتحسرين على ما فاتهم من أجر وعلى ما اقترفوه من إثم في حق أمتهم وبلادهم.

 

وأما نحن فعلى دربنا، درب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سائرون، عازمون أمورنا متوكلون على الله، وكلنا ثقة ويقين بنصر الله المبين.

 


المصدر: دنيا الوطن

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق مواطن بريطاني أم مواطن من الدرجة الثانية؟

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 944 مرات


عندما سافر مُسلمانِ حديثا من بريطانيا إلى أوروبا، دارت بينهما محادثة غريبة قبل ذهابهما إلى المطار. إذا ما أوقف أحدهما في المطار من قبل السلطات البريطانية، فهل يكمل الآخر الرحلة دونه؟ لم يكن هذان الاثنان من تجار المخدرات أو المجرمين أو ما شابه وكانت رحلتهما بجواز سفر بريطاني في زيارة مشروعة إلى بلد أوروبي آخر. في الواقع، كان القلق كبيرا حول إمكانية التعرض للإيقاف في بريطانيا لأن هذا ما حدث سابقا ولعدة مرات. وقد عرفا أنه من غير المرجح أن يتعرض حاملو الجوازات من البريطانيين من غير المسلمين لمثل هكذا مصير.


ففي حين تحاول الحكومة البريطانية الظهور بمظهر الذي يتعامل مع مواطنيه بمساواة، إلا أن الواضح الآن أنها تعتبر بعض مواطنيها المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية. وفي حين أن شريحة كبيرة من المسلمين تعرف ذلك من خلال التجربة، إلا أنه تم تسليط الضوء عليها عندما كتب صومالي مسلم حائز على جائزة مقالا عن تعرضه الدائم للتحرش على مدى السنوات العشر الماضية. حيث كتب جمال عثمان:


"انضممت للعمل كمراسل مع القناة الرابعة وذلك في مهمة تغطية أخبار أفريقيا في أغلب الأحيان - وهذا جعلني أحتاج السفر بشكل كبير متكرر. وهنا بدأ كابوس من المعاناة على يد الأجهزة الأمنية في بريطانيا. فقد تعرضت للاعتقال والاستجواب والمضايقة في كل مرة تقريبا مررت بها عبر مطار هيثرو. بينما وخلال عشر سنوات، تم إيقاف واحد من زملائي فقط.


وخلال الخمس سنوات الماضية حاولت الأجهزة الأمنية مرارا وتكرارا تجنيدي لصالح خدمتها".


ويضيف "إذا كان هناك شيء تعلمته من هذه اللقاءات المتكررة بالأجهزة الأمنية، فهو بأن كونك حاملاً لجواز سفر بريطاني فلا يعني بالضرورة شعورك بأنك بريطاني. جئت لهذا البلد طالبا اللجوء. وأنا صحفي كُرمت بالحصول على جوائز مرارا. أنا مهاجر حصلت على إذن باللجوء - لكني أجبرت على الشعور بأنني لا زلت أنتظر موافقة على طلب اللجوء. أنا مسلم، أفريقي صومالي. ولا بد للأجهزة الأمنية هنا من قراءة ما يلي: أنا مواطن بريطاني. الرجاء معاملتي على هذا الأساس".


إن كثيرا من المسلمين الذين يقرؤون ما كُتب آنفا يتساءلون: إذا كان صحفيٌّ مسلمٌ بارزٌ قد تعرض لمعاملة من هذا القبيل، فكيف يُتوقع أن تكون معاملتهم هم؟!. لذلك فمهما ادعت الحكومة البريطانية الإنصاف، فإن تجربة المطارات أوصلت الكثير من المسلمين إلى استنتاج مفاده أنهم يتم التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية - على الرغم من كونهم من حملة جوازات السفر البريطانية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق التضحية والوعي عند الأمة

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1061 مرات


الخبر:


نقل موقع الجزيرة نت خبرا تحت عنوان (مقتل 25 شخصا بانهيار مبنى ببرميل متفجر في حلب).


أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 25 شخصا على الأقل إثر انهيار مبنى سكني من ستة طوابق في حي بستان القصر في حلب، وذلك نتيجة القصف المتواصل الذي يشنه الطيران الحربي بـالبراميل المتفجرة منذ يومين على غربي حلب.


وقال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إن حي بستان القصر يتعرض كغيره من أحياء حلب الغربية لقصف مكثف بالبراميل المتفجرة منذ يومين، وإن أحد البراميل سقط صباح اليوم على بناء من ستة طوابق فأحاله إلى دمار بالكامل، وهو ما أدى لمقتل 25 على الأقل وجرح العشرات حسب تقديرات فرق الإنقاذ.


وأضاف المراسل من موقع الحدث أن فرق الإنقاذ ما زالت تسعى لانتشال أكثر من سبع عوائل تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن بطء تقدم عملية الإنقاذ يعود لافتقاد هذه الفرق للكثير من الأدوات والمعدات.


وذكر المراسل أن القصف أدى أيضا لانهيار مبنى آخر في الحي، ولدمار جزئي في مبان أخرى مجاورة، حيث يواصل النظام القصف طوال الليل على أحياء أخرى مثل الميسر والقاطرجي وبعيدين ودوار الجندول.

 

التعليق:


ليس جديدا حجم الدمار الذي يخلفه نظام بشار المجرم، وليس جديدا أن دول الكفر قاطبة تدعم بشار سرا وعلانية، كل ذلك حقدا على الأمة الإسلامية من أجل تركيعها لرغباتهم وإبعادها عن مسارها الصحيح وهو مسار تطبيق الشريعة بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.


وليس جديدا أن الأمة عامة والثورة السورية خاصة ما زالت ثابتة بعون الله وتوفيقه، وليس جديدا حجم التضحية عند الأمة الإسلامية فلو نزلت نصف هذه البراميل أو ربعها لا بل عُشر معشارها على أي أمة أخرى لغيرت وبدلت واستجابت لمطلب عدوها مباشرة، وليس جديدا أن هذه البراميل يسبقها ويتبعها مؤامرات سياسية ليس آخرها ما يسمى "ميثاق الشرف الثوري" وحُق أن يسمى "ميثاق القرف التآمري".


ولكن الجديد الذي لا بد أن نلفت النظر إليه أن الأرض تشتعلُ اليوم تحت أقدام الاستعمار في الشام والعراق... وهي كذلك تهتز أيضاً في مصر وتونس وغيرها، في حالة متقدمة من الوعي والتحرر والنهضة والتضحية. جعلت شعوب الغرب تحاكيها لولا قمع دولهم لهم، كما حدث في بريطانيا وفرنسا وأميركا وإيطاليا... حتى ملأت الدماء الميادين والطرق عندهم.


لقد كانت في الأمة دائماً قوى عميلة مرتهنة في الغالب للمستعمر في بلادنا، وتبدد تضحياتها في خدمة الاستعمار، وهذه القوى تمثلت بدعاة القومية ورموزها في العرب والترك وباكستان وإندونيسيا... ومن هؤلاء دعاة البعثية في سوريا والعراق، ودعاة الوطنية في فلسطين... لكن الأمة اليوم صارت طرفاً يشار له بالبنان في الصراع الدائر وفي العمل السياسي عموماً، ولم يبقَ لها إلا أن تهتدي إلى قيادتها السياسية المخلصة والواعية لتأخذ بيدها إلى النصر والتمكين حتى تستطيع أن تقطف ثمار كفاحها في ظل هذه القيادة الجديدة . إن الأمة الإسلامية اليوم، ومعها حزب التحرير، يقفون أمام تحدٍّ كبير في إنجاز مشروع الخلافة الراشدة الثانية على أنقاض دول العمالة والخيانة والتبعية. وأميركا ومعها دول العالم جميعاً تحارب بكل وسيلة لمنع ذلك، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو إسراء

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات إلى حرائر الشام الثائر

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 655 مرات


أيتها الحرائر العفيفات النبيلات في الشام الثائر صحيح أن مأساتكن كبيرة، ومصيبتكن فظيعة...وصحيح أن أزمة مأساتكن اشتدت وتشتد، ولكنه صحيح أيضاً أن اشتداد الأزمة مؤذن بانفراجها، وبزوغ الفجر مقبل بعد عتمة الليل، ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))، ثم إن هناك إخوةً لكُنَّ من حزب التحرير، وحشداً أيضاً ممن آزروه وأيدوه ونصروه، وهم آلوا على أنفسهم أن لا تلين لهم قناة، ولا تضعف لهم عزيمة، ولا يكلِّوا ولا يملِّوا حتى يعيدوا فجر الخلافة من جديد بإذن الله سبحانه .


((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ))

 

 


وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف الاعلام

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 655 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اللهم أيده بروح القدس


روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: عَمْرٌو حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَحَظَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَجِبْ عَنِّي اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ.


حَدَّثَنَاه إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ حَسَّانَ قَالَ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

 

جاء في شرح النووي على مسلم:

 

قَوْله: ( إِنَّ حَسَّان أَنْشَدَ الشِّعْر فِي الْمَسْجِد بِإِذْنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )


فِيهِ جَوَاز إِنْشَاد الشِّعْر فِي الْمَسْجِد إِذَا كَانَ مُبَاحًا، وَاسْتِحْبَابه إِذَا كَانَ فِي مَمَادِح الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، أَوْ فِي هِجَاء الْكُفَّار وَالتَّحْرِيض عَلَى قِتَالهمْ، أَوْ تَحْقِيرهمْ، وَنَحْو ذَلِكَ وَهَكَذَا كَانَ شِعْر حَسَّان. وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الدُّعَاء لِمَنْ قَالَ شِعْرًا مِنْ هَذَا النَّوْع. وَفِيهِ جَوَاز الِانْتِصَار مِنْ الْكُفَّار، وَيَجُوزُ أَيْضًا مِنْ غَيْرهمْ بِشَرْطِهِ. وَرُوح الْقُدُس جِبْرِيل صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


إن الشعر من وسائل الإعلام المؤثرة في الرأي العام، وقد استغله الرسول صلى الله عليه وسلم للذب عن الإسلام والمسلمين، وفضح الكفر والكافرين.


روى أحمد في مسنده قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ فَقَالَ:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْلِ".


وجاء في سير أعلام النبلاء: قال ابن سيرين كان شعراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك. أما كعب فكان يذكر الحرب يقول فعلنا ونفعل ويتهددهم، وأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم، وأما ابن رواحة فكان يعيرهم بالكفر، وقد أسلمت دوس فرقاً من بيت قاله كعب:


نخيرها ولو نطقت لقالت قواطعهن دوساً أو ثقيفاً.


فالإعلام من الأمور المهمة للدعوة والدولة، إذ له دور كبير في التأثير على الناس، في صياغة أذواقهم وميولهم، وفي بناء معتقداتهم ومفاهيمهم وآرائهم، فقد كان كذلك في الماضي وهو اليوم أكثر تطوراً وأبعد أثرا ... فمسألة استعمال الإعلام للتأثير على الناس ومن ثم على الرأي العام في المجتمعات معروفة منذ القدم، وما تغير سوى وسائله، فبينما استعمل الإنسان قديماً المخاطبة بأساليبها المتنوعة للتواصل مع الغير، والتأثير فيهم، فتحدث وروى وخطب وحاور وناقش وناظر، وقرظ الشعر فافتخر ومدح وهجى ورثا وهدد وتحدى ... فقد استغل هذه الأساليب من المخاطبة من أجل التأثير على الناس، وإيجاد رأي عام لديهم على ما يطرح من قضايا وما يحمل من أفكار.


لذا فإن الإعلام في دولة الخلافة القادمة سيكون له دائرة خاصة تتبع مباشرة للخليفة


ذلك أن دولة الخلافة وهي دولة حاملة دعوة تحتاج إلى سياسة إعلامية مميزة:


1- تعرض الإسلام عرضاً قوياً مؤثراً من شأنه أن يحرك عقول الناس للإقبال على الإسلام ودراسته والتفكر فيه، ويسهل ضم البلاد الإسلامية لدولة الخلافة.


2- إن الكثير من أمور الإعلام مرتبط بالدولة ارتباطاً وثيقاً ولا يجوز نشره دون أمر الخليفة، ويتمثل ذلك في


كل ما يتعلق بالأمور العسكرية، وما يلحق بها، كتحركات الجيوش، وأخبار النصر أو الهزيمة، والصناعات العسكرية.


أخبار المفاوضات والموادعات والمناظرات التي تجري بين الخليفة أو من يستنيبه وممثلي دول الكفر.


فهذه الأخبار يجب ربطها بالخليفة مباشرة ليقرر ما يجب كتمانه منها، وما يجب بثه وإعلانه. فالله تعالى يقول في سورة النساء: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}.


3- أما الأخبار التي ليست ذات مساس مباشر بالدولة كالأخبار اليومية والبرامج السياسية والثقافية والعلمية والحوادث العالمية، فهي تتداخل مع وجهة النظر في الحياة في بعض أجزائها، ومع نظرة الدولة للعلاقات الدولية، ومع هذا فإن إشراف الدولة عليها يختلف عن إشرافها على النوعين السابقين.


وعليه فإن جهاز الإعلام يجب أن يحوي دائرتين رئيسيتين:


الدائرة الأولى: عملها المراقبة المباشرة للأخبار ذات المساس بالدولة كالأمور العسكرية والصناعة الحربية والعلاقات الدولية .... فلا تذاع في وسائل إعلام الدولة أو في وسائل الإعلام الخاصة إلا بعد عرضها على جهاز الإعلام.


الدائرة الثانية: مختصة بالأخبار الأخرى وتكون مراقبتها لها غير مباشرة, ولا تحتاج وسائل إعلام الدولة أو وسائل الإعلام الخاصة أي إذن في عرضها


ولا تحتاج وسائل الإعلام إلى ترخيص بل لكل من يحمل تابعية الدولة الإسلامية أن ينشئ أية وسيلة إعلامية: مقروءة أو مسموعة أو مرئية. ولا يحتاج إلا إلى "علم وخبر" يُعلم جهاز الإعلام عن وسيلة الإعلام التي أنشأها... وهو يحتاج كما بينا إلى إذن في نشر الأخبار ذات المساس بالدولة. وأما الأخبار الأخرى فينشرها دون إذن مسبق بها.


ويكون صاحب الوسيلة الإعلامية مسؤولاً عن كل مادة إعلامية ينشرها، ويحاسب على أية مخالفة شرعية كأي فرد من أفراد الرعية.


وحين تقوم دولة الخلافة فإنها ستصدر قانوناً يبين الخطوط العريضة للسياسة الإعلامية للدولة وفق الأحكام الشرعية، تسير بموجبه الدولة لخدمة مصلحة الإسلام والمسلمين، وبناء مجتمع إسلامي قوي متماسك، معتصم بحبل الله، يشع الخير منه وفيه، لا مكان فيه لأفكار فاسدة مفسدة، ولا لثقافات ضالة مضلة، مجتمع إسلامي ينفي خبثه، وينصع طيبه، ويسبح لله رب العالمين.

 

احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله،
والسلام عليكم ورحمة الله

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع