الأربعاء، 26 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الجولة الإخبارية 2014-12-14 ج1

  • نشر في جولات إخبارية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1542 مرات


العناوين:


• بريطانيا ما زالت تتمول من مستعمراتها القديمة في الخليج
• النظام اليمني يذر الحوثيين يتسلطون على رقاب الناس
• دي ميستورا يعمل على تنفيذ الخطة الأمريكية


التفاصيل:


بريطانيا ما زالت تتمول من مستعمراتها القديمة في الخليج:


أعلن بوريس جونسون رئيس بلدية مدينة لندن في 2014/12/10 كما أوردت الشرق الأوسط أنه تم بيع مبنى سكوتلاند يارد التابع لشرطة العاصمة البريطانية إلى مستثمرين إماراتيين. وقد تم بيع المبنى إلى مجموعة أبو ظبي المالية بمبلغ 370 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 580 مليون دولار. وتغلبت هذه المجموعة على 10 منافسين حيث دفعت مبلغ 120 مليون جنيه زيادة عن السعر الأول. وهذا السعر هو ثلاثة أضعاف السعر الأصلي للمبنى في عام 2008. ويأتي ذلك في إطار إجراءات على نطاق أوسع لخفض النفقات في أكبر قوة للشرطة البريطانية والتي ستنتقل إلى مقر أصغر. وسيستخدم جهاز الشرطة بلندن حصيلة هذه الأموال في دعم ميزانيته وشراء كاميرات وأجهزة كومبيوتر لوحي لضباطه إضافة إلى مبان وأنظمة كمبيوتر. وقال رئيس بلدية لندن: "إن المبنى سيصبح سكنيا وربما يحتوي على مكاتب وفندق وأن الشرطة كانت تستخدم هذا المبنى القديم منذ عام 1967". وقال: "إن شرطة العاصمة لها مكانة فريدة في التاريخ وتحتاج إلى مقر يناسب مستقبلها ولكن ميزانية الشرطة تتعرض لضغوط كبيرة. وإن بيع هذا المبنى غير المستخدم بالكامل والقديم يعني أننا نستطيع الآن ليس فقط حماية التراث الغني ولكن كذلك تمويل المقر الجديد وتجهيز الشرطة بأحدث أجهزة التكنولوجيا المتنقلة".


يبدو بشكل واضح أن الإمارات دفعت هذا المبلغ الضخم في مبنى كاستثمار لا قيمة له وبأضعاف سعره الحقيقي دعما لبريطانيا. أولا المبنى سيبقى في بريطانيا فتحافظ عليه بأموال المسلمين كتراث لها كما ذكر رئيس بلدية لندن، وثانيا ستمول قوات الشرطة البريطانية التي تعاني من عجز بسبب المشاكل الكبيرة في الاقتصاد البريطاني وبالتالي تتمكن هذه الشرطة من شراء أجهزة حديثة. وثالثا فإن قوات الشرطة ليست بحاجة لهذا المبنى فلا تستخدمه بالكامل وهو قديم يحتاج إلى ترميم وبذلك تتخلص من تكلفة ذلك فترممه بأموال المسلمين. وهكذا يتبين أن بريطانيا الدولة المستعمرة القديمة للخليج ما زالت تحتفظ بمستعمراتها القديمة بإعطائها استقلالاً شكلياً وتتمول منها وتعمل على سد العجز في ميزانيتها من أموال هذه المستعمرات.


والجدير بالذكر أن دول الخليج وخاصة الإمارات وقطر اشترت أسهما في بنك باركلينز الذي كان يعاني من عجز وغيرها من الشركات التي كانت على وشك الإفلاس والمحلات التجارية بعشرات المليارات منذ تفجر الأزمة المالية عام 2008، وما زالت الأزمة المالية مستمرة وما زال ما يسمى بالمستثمرين من دول الخليج يدعمون الاقتصاد البريطاني. مما يثبت أن هذه الدول ما زالت تابعة لهذا المستعمر الذي يفرض عليها استثمار الأموال أي ضخ الأموال في الاقتصاد البريطاني الذي يعاني من أزمات ولم يستطع أن يتخلص منها. ولو كانت دول الخليج مخلصة وجادة لما وضعت أموالها في بريطانيا أو في غيرها من البلاد الغربية وفي مشاريع لا طائل منها ولقامت ببناء صناعات ثقيلة في البلاد الإسلامية.


---------------


النظام اليمني يذر الحوثيين يتسلطون على رقاب الناس:


قال محافظ الحديدة صخر الوجيه للشرق الأوسط في 2014/12/9: "إن المطالب التي تقدم بها الحوثيون وفي مقدمتها اعتماد نفقات الآلاف من أنصارهم صعب الإجابة عليها وتتنافى مع اتفاقية السلم والشراكة". وقال: "كل المطالب التي ذكرت في البنود مخالفة للقانون وتنتقص من مسؤولية السلطات المحلية.. مثلا اعتماد نفقات 3820 شخصا، وهذا العدد لا يمكن تغطيته من قبل السلطات المحلية... وأيضا يفرضون علينا أن لا نتخذ أي قرار إلا بالعودة إليهم". وقال: "لا أستطيع العمل في مثل هذه الظروف. فعلى الرئيس أن يقبل استقالتي". وقال عبد العزيز جباري عضو برلماني يمني للصحيفة: "صحيح أن هناك فعلا محاولات لاقتحام مأرب والبيضاء من قبل الحوثيين بحجة أن هناك مخربين يستهدفون أنابيب النفط، وهناك حشد عسكري مسلح من قبل قبائل مأرب. والأوضاع على وشك الانفجار".


كل ذلك لتراخي وضعف النظام القائم في اليمن حيث تسلط عليه الأمريكان بعدما وجدوا فرصة لذلك بوجود قوى عميلة لهم في المنطقة تدعم قوى محلية داخل اليمن. فإيران التي تسير في ركب السياسة الأمريكية في المنطقة تمول الحوثيين وقوى أخرى في الحراك الجنوبي. وبذلك ازداد الضغط على النظام الذي يرأسه هادي وهو يوالي الإنجليز كسلفه علي صالح. فلا يجرؤ هذا النظام على خوض حرب سابعة مع الحوثيين من شدة ضعفه بسبب تسلط الأمريكان عليه وانسحاب النظام السعودي وأنظمة دول الخليج التابعة للإنجليز من دعمه بسبب الضغوط الأمريكية. ويظهر أن الحال ستستمر حتى تتمكن أمريكا من تركيز عملائها في المناصب المهمة لتستكمل السيطرة عليه وتطرد بريطانيا المستعمر القديم منه ولا تبقي لها إلا القليل. والمسلمون هناك هم وقود هذه الحرب بسبب وجود عملاء بينهم يتبعون أمريكا أو بريطانيا، وبسبب عدم بلورتهم للبديل وكيفية التغيير الجذري، ولذلك لم يتمكنوا من إحداث ثورة عقب سقوط علي صالح بإقامة نظام الإسلام الذي يدينون به والذي يصلح أحوالهم ومعاشهم وينهض بهم ويخلصهم من بريطانيا وأمريكا وعملائهما ومن كل هذه المشاكل التي تحيق بهم بسبب صراع هاتين الدولتين المستعمرتين عليهم.


--------------


دي ميستورا يعمل على تنفيذ الخطة الأمريكية:


صرح دي ميستورا مندوب الأمم المتحدة للشأن السوري في 2014/12/9 قائلا: "أنا في غازي عنتاب (بتركيا) منذ يومين لأشرح لهم خطة الأمم المتحدة، وهذه خطة للأمم المتحدة وليس لأحد آخر بخصوص التجميد، ليس وقفا لإطلاق النار كما حدث في حمص. هذا تجميد. وقف للقتال". ولكن الأمم المتحدة هي عبارة عن آلة بيد الدول الكبرى وخاصة بيد أمريكا لا غير، تنفذ الخطط الأمريكية، وقد اعترف بطرس غالي الأمين السابق للأمم المتحدة بذلك في برنامج شاهد على العصر بثته قناة الجزيرة. وأضاف دي ميستورا أن "نائبه سيسافر إلى دمشق ليحاول الحصول على تأييد حكومة الأسد". مع العلم أنه التقى بالأسد سابقا ويكون قد ناقش معه هذه الخطة قبل أن يأتي إلى غازي عنتاب، وهو يرسل نائبه ليخبر الأسد بوجود تقدم في موضوع خداع بعض الثوار في غازي عنتاب. مع العلم أن الكثير من المقاتلين والثوار والسياسيين وبعض الدبلوماسيين يرون أن الخطة تنطوي على مخاطر وأن حلب قد تواجه المصير نفسه لمدينة حمص التي استعادت السلطة السورية السيطرة عليها إلى حد بعيد بفضل خطة الأمم المتحدة المشابهة في وقت سابق. وادعى دي ميستورا أن "خطته لن تفيد نظام بشار أسد" وهو يخادع المقاتلين حتى يقبلوا بها ليتمكن النظام من السيطرة على حلب كما حصل في حمص. ويثبت خداعه وكذبه ما نقلته وكالة فرانس برس عن قيس شيخ رئيس مجلس قيادة الثورة الذي يضم العديد من التنظيمات وقد اجتمع مع دي ميستورا قوله بأن "خطة دي ميستورا التي عرضها لنا لم تكن مكتوبة ولا تحتوي على كل الآليات والضمانات المطلوبة". وأضاف قيس شيخ: "ناقشناه في قناعات بنى عليها خطته تختلف مع قناعاتنا". أي أنه لا يتعهد بشيء ولا يضمن شيئا وإنما يتكلم كلاما حتى يخدع به الثوار وأهل سوريا بقبول خطته، وعندئذ يوعز إلى النظام ليقوم بتنفيذ الخطة للقضاء على الثوار. وقال دي ميستورا: "جميعنا نعلم أن الحل ليس مجرد تجميد. التجميد نقطة انطلاق. لبنة في العملية السياسية". فهو يعلن هنا بكل صراحة أن هدفه هو العملية السياسية والتي تعني القضاء على الثورة أولا وعلى الثوار المخلصين، وإيقاف كافة الأعمال القتالية، ومن ثم الدخول في مفاوضات بين النظام وبين من يقبل التفاوض معه من العملاء حتى تتمكن أمريكا من تطبيق خطتها التي فرضتها في مؤتمر جنيف 1 و2 للمحافظة على النظام والحيلولة دون سقوطه وإقامة حكم الإسلام والخلافة الراشدة، وليجري التفاوض في كيفية انتقال السلطة من عميلها بشار إلى عملاء جدد. وهذه حقيقة سياسية لا مراء فيها أصبحت مدركة لدى القاصي والداني، ويمكن إفشالها برفض الثوار المخلصين لمقترحات دي ميستورا وإصرارهم على مواصلة العمل والكفاح حتى إسقاط النظام برمته وقلعه من جذوره حتى لا يبقى لأمريكا ولعملائها أثر على ظاهر الأرض، وأن يتوكلوا على الله لأنه ناصرهم إذا فعلوا ذلك. وما يفعله مبعوث الأمم المتحدة وأمريكا التي تسيّره من عرض خطط على الثوار لتجميد القتال إلا بسبب عجز أمريكا وحلفائها عن إسقاط الثورة ومشروعها، وإلا لما قامت بذلك ولتركت النظام وحلفاءه من إيران وحزبها في لبنان يواصلون ذبحهم للشعب المسلم في سوريا.

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف إحياء الأرض

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1035 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

روى البيهقي في السنن الكبرى قال:


(أخبرنا) أبو سعيدِ بنُ أبى عَمْرٍو حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ حدثنا الحسنُ بنُ عليٍّ حدثنا يحيى بنُ آدمَ حدثنا يونُسُ عن محمدِ بنِ إسحاقَ عن عبدِ الله بنِ أبى بكرٍ قال: "جاء بلالُ بنُ الحارث المُزَنِيُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقطعه أرضا فقطعها له طويلة عريضة. فلما ولي عمر قال له: يا بلال، إنك استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا طويلة عريضة قطعها لك وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليمنع شيئا يُسْألُهُ وإنك لا تطيق ما في يديك. فقال: أجل، قال:

 

فانظر ما قويت عليه منها فأمسكه وما لم تطق فادفعه إلينا نقسمه بين المسلمين. فقال: لا أفعل والله, شيء أقْطَعَنِيْهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر:

 

والله لتفعلن, فأخذ منه ما عجز عن عمارته, فقسمه بين المسلمين".


إن الأرض كنز يختلف عن غيره من الأموال والأملاك ....فهي تحتوي على مزايا ليست في كثير من الممتلكات فهي محل للزراعة ....ولاستخراج ما في باطنها من كنوز ومعادن .....ومحل لإقامة الأبنية عليها لمختلف الأغراض ....تجارية كانت كإقامة المباني التجارية والصناعية والمخازن أو شخصية كالمباني السكنية أو مرافق كالمباني الحكومية الخدماتية من مستشفيات ومدارس ودوائر.


فالأرض إذن لا يجوز أن تهجر أو تترك من غير استخدام لما في إهمالها من خسارة وضياع للمنافع الضرورية لحياة الناس ......من هنا فان الشرع أكد على ضرورة استغلال الأرض حين شرع تملكها بالمبادلة أو الإرث أو الإحياء أو الإقطاع .....بل لقد أكد على ضرورة استغلالها للزراعة خاصة ولسائر الاستخدامات المباحة على وجه العموم حين أعطى الدولة الحق في وضع يدها على الأرض التي يهملها صاحبها فيعطلها سنوات ثلات متتالية, لتعطيها لمن يريد زراعتها واستغلالها.


وفي الحديث إشارة إلى هذا التأكيد ......فبلال قد طلب من الرسول أرضاً واسعة, وقد أقطعه الرسول صلى الله عليه وسلم إياها ....لكنها كانت أكبر من أن يستطيع زراعتها كلها فتركها دون زراعة أو عمارة ....


لكن ولي الأمر ....خليفة المسلمين ....الذي كلفه الله برعاية مصالح المسلمين ...بتطبيق أحكام الله عليهم, قد انتبه إلى حقيقة أن بلالا أخذ أرضا وعطلها بتركه إياها دون إعمار ........وأدرك أن في هذا الإهمال والتعطيل ضياعاً لمصالح الناس فأجبر بلالاً على التخلي عن المساحة من الأرض التي لا يستطيع إعمارها ....وأبقى له منها ما يطيقه أي ما في طاقته إعماره وزراعته .....ولقد كان ذلك على مرأى من الصحابة رضوان الله عليهم فكان إجماعاً منهم على أن من عطل أرضا فقد حقه في ملكيتها.


وهذا عام في كل أرض ....وليس خاصا في الأرض المُقْطَعَةِ أو المُحْيَاةِ ....بل هو فيها وفي غيرها من الأراضي الموروثة أو المتبادلة ما دامت زراعية...


.....وعندنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه" ....فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ....لم يحدد نوع الأرض أو طريقة تملكها بل جعل التعبير عاما في كل أرض مهما كانت طريقة تملكها .... إحياء أو إقطاعا أو مبادلة أو إرثا.


وإجماع الصحابة على الرضى بعمل عمر في حديثنا اليوم بَيَّنَ أن من عطل أرضاً مقطعة له من قبل الدولة فللدولة أن تستردها وتقطعها لغيره.


من هذا الحديث  نفهم الحكمة من مشروعية الإحياء والإقطاع أنها من أجل العمل واستغلال الأرض وليس للمكاثرة في المساحات المملوكة. فمن أعطى الأرض حقها من العمل والاستثمار استمر تملكه لها....ومن عطلها إهمالا أو لعدم قدرته على استغلالها فقدَ حقه في ملكيتها إن استمر إهماله أو تعطيله لها ثلاث سنين متتالية ...وصار لغيره الحق في أخذها واستغلالها, أما إن كانت تلك الأرض إقطاعا من الدولة فقدْ صار للدولة الحق في استرجاعها وإقطاعها لغيره لزراعتها.


ومن الجدير ذكره أن العمل في الأرض ليس بالضرورة أن يقوم به مالك الأرض بنفسه .....بل له أن يعمل بها بنفسه وينفق عليها من أمواله, كما له أن يستأجر عمالا للعمل فيها ويدفع لهم أجوراً, ينفق من ماله أجرة للعمال وأثمان البذور والآلات المستخدمة فيها .... فإن عجز عن النفقة أعانته الدولة في النفقات.


لكن إن لم يرغب في زراعتها فإن عليه منحها لغيره ليزرعها دون مقابل ....لنهيه صلى الله عليه وسلم عن إجارة الأرض للزراعة.


أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

فكرة الحياد: وهمٌ زائف من أجل تثبيت منظومة الفساد

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 808 مرات

 

 

انتقلت عدوى الحياد في المواقف بخصوص دعم مترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بين الأحزاب السياسية، ومن أبرز الأحزاب المتخذة لهذا القرار حركة النهضة حيث التزمت الحياد في الدور الأول وكذلك الدور الثاني وفوضت الأمر لقواعدها لانتخاب الرجل الأنسب لرئاسة الجمهورية في هذه المرحلة.


وقد ترددت بعض الأخبار حول عدم رضا عدد من قيادات حركة النهضة عن قرار الحياد، حيث جدت بعض النقاشات الحادة في صلب مجلس الشورى بين عدد من القيادات ورئيس الحركة راشد الغنوشي إلى حد دفعت هذا الأخير إلى التهديد بالاستقالة.


وعن ذلك عقب الناطق الرسمي باسم حركة النهضة زياد العذاري يوم الاثنين 08 ديسمبر 2014 خلال مداخلته في حصة ستوديو شمس في إذاعة شمس آف آم، مبينا أن "الحوارات بين قادة الحركة قد يكون فيها بعض الحماسة وقد يكون الحوار قوياً ومفتوحاً"، مستدركا "لكن لم تصل لحد التهديد بالاستقالة من قبل رئيس الحركة".
كما نفى العذاري علمه بهذه الحادثة.


وفي سياق متصل أعلن تيار المحبة بقاءه على الحياد في المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية، أما الجبهة الشعبية فلم تحسم أمرها بعد وإن كان هناك ميل للبقاء على الحياد.


فما المقصود بالحياد؟ وهل يمكن الحديث عن النأي بالنفس وترك الساحة دون اتخاذ موقفٍ عمليٍّ وواضحٍ تجاه الواقع والأحداث؟


هذا المصطلح يستخدمه البعض في مجال العلم للدلالة على "ترك البحث في قضية من القضايا، والوقوف موقف العدل والإنصاف"، ويعدون التلبس به مما يمدح به الباحث، ويدل على عدم حيفه واستجابته لعواطفه التي قد تخالف ما يظهر له من حقائق.


ولكن لو نظرنا إلى معنى هذا المصطلح في اللغة لوجدناه لا يدل على شيء من هذا. فقد جاء في لسان العرب (مادة: حيد): "حاد عن الشيء: يحيد حيداً وحَيَداناً ومحيداً وحيدودة: مال عنه وعدل". ومثله في القاموس المحيط. فلا رابط بين معناها في اللغة وما استخدمت له في مجال العلم. إلا أن يراد أن يميل الإنسان أثناء البحث عن (الهوى) الذي يصده عن الحق، كما قال تعالى: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ..﴾ الآية، فعندها يحسن استعمال مصطلح (العدل) الذي يغني في هذا الباب، وقد أمر الله المؤمنين في كتابه بأن يتصفوا به أثناء تصديهم للحكم بين الناس أو بين الأفكار، قال سبحانه: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾ وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾. فالمسلم مطالب بالعدل في ما يصدره من أحكام، وهو أن يضع الشيء في موضعه الذي وضعه الله فيه شرعاً، فيمدح ما مدحه الله ويذم ما ذمه، ويدور مع ما دل عليه الكتاب والسنة، ولو خالف بذلك عواطفه أو أهواءه، فضلاً عن عواطف وأهواء الآخرين...


والذي يظهر أن مصطلح (الحياد) تسرب إلى المجال العلمي من المجال السياسي؛ حيث عرف هذا المصطلح حديثاً في عالم السياسة (بعد الحربين العالميتين) بمعنى عدم التحيز إلى أحد من الطرفين المتصارعين، وذلك بعد أن ذاق العالم ويلات الحربين. يقول الدكتور عبد المنعم زنابيلي في كتابه (تطور مفهوم الحياد عبر المؤتمرات الدولية، ص 5): "الحياد الإيجابي وعدم الانحياز ظاهرة من الظواهر السياسية لعالم كابد الحرب العالمية الثانية"، والحياد في السياسة نشأ كما يقول الدكتور أحمد زكي بدوي في معجم المصطلحات السياسية والدولية (ص 115): "بتأثير الجو العام الذي كان يسود العلاقات الدولية بسبب الحرب الباردة، وقد تجسد بشكل عملي لأول مرة في مؤتمر باندونج."


ثم استعمل هذا المصطلح في مجال البحث العلمي للدلالة على ترك الميل مع العواطف في بحث قضية من القضايا والوقوف منها - كما يزعمون - موقف الإنصاف، فأصبح الباحث (المسلم المتأثر بهذا المصطلح) يعرض المسائل العلمية عرضاً دون هوية، أو ميل للانتصار للحق أو مدافعة للباطل! ليثبت للآخرين بأنه (محايد)! أو لا يُحكم عواطفه بل عقله.


ويتضح خطأ هذا المصطلح وخطورته في ذات الوقت عندما يتلبس به الباحث المسلم والمشتغل بالسياسة أثناء حديثه عن أمور الديانات والعقائد أو لاتخاذ مواقف تجاه القضايا الراهنة حيث يضطره تأثره بهذا المصطلح واغتراره به إلى أن يستحيي من نصرة الحق والمدافعة عنه، والفخر والفرح بالتزامه.


وحري بمن يشتغل بالسياسة ويحمل مشروع تغيير أن يتخذ مواقفه وتوجهاته بناء على وجهة نظره في الحياة، فتكون قراءته للأحداث والوقائع انطلاقا من زاوية خاصة - زاوية العقيدة التي يحملها - ومن ثمّ يتخذ مواقفه وقراءته للأحداث.


إن المتمعن اليوم في واقع الأمة الإسلامية يلمس سعيها الحثيث من أجل الانعتاق والتحرر من أنظمة دكتاتورية أذاقتها الويلات، وما الثورات المتتالية والتي انطلقت شرارتها من تونس فمصر فليبيا فاليمن وسوريا إلا ثورة على نظام رأسمالي دموي خلف الفقر والحرمان وفرّط في ثروات الأمة وخيراتها وكمّم الأفواه وانتهك الأعراض والحرمات، فكان شعار الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام".


ولكن أنّى لهذه الثورات أن تنجح، والغرب الحاقد على الإسلام يمكر بالليل والنهار في سعي حثيث لحرفها عن مسارها مستعينا بأدواته المحلية - من حكام باعوا شعوبهم من أجل كراسي مهتزة ومعوجة - وبقروض مشروطة من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب؟!


إن الواقع الحالي الذي تعيشه بلادنا اليوم - وباقي البلاد الإسلامية - يحتم على المشتغلين بالسياسة ومن يروم التغيير الحقيقي أن يدرك طبيعة الصراع اليوم ليتمكن من معرفة عدوه والأسلحة التي يحتاجها في المواجهة.


ولا يخفى على ذي حصافة أن الصراع اليوم هو بين مشروعين: مشروع يسعى لتأبيد النظام الرأسمالي الفاسد - المحتضر واقعا - في محاولة لإنقاذه وتلميعه بعد أن بان زيف ديمقراطيته وعلمانيته الدموية الاستبدادية "نحكمكم أو نقتلكم"، وبين مشروع يعمل على تحرير الأمة من ربقة الاستعمار واستعادة عزها ومجدها ووحدتها بتحكيم شرع ربها في دولة تحقق الرعاية والكفاية؛ خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة.


فهل يعقل أن يكون الحياد موقفا وحلا صائبا في ظل الظروف التي يعيشها البلد اليوم؟


ألا يعد النأي بالنفس والبقاء على الحياد خيانة للأمانة وهروباً من المسؤولية؟


أليس الساكت عن الحق شيطاناً أخرس؟


كل الخشية أن يصبح حالنا كما وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه "حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق".


فعلى المسلم، ومن باب أولى من يشتغل بالسياسة ويسعى لقيادة الأمة أن يتقي الله ربه، ويحذر من الانسياق وراء هذه المصطلحات المخادعة التي هي في حقيقة أمرها تؤول إلى تعظيم العقل البشري القاصر على حساب النصوص الشرعية، كما أنها تجعل من المسلم إنساناً (مادياً) (متمرداً) لا يقبل التسليم لما قاله الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾. [الأنفال: 24]


ويقول كذلك: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد علي بن سالم

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع