الثلاثاء، 25 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

إضاءات على تاريخ الدولة الإسلامية- الدولة العثمانية ج1

  • نشر في مع التاريخ
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1794 مرات


لا يملك من يبحث في التاريخ الإسلامي إلا ان يقدر كل التقدير ويجل كل الإجلال التاريخ المجيد الذي سطرته الدولة العثمانية، فهي رائعة وهي في أوج قوتها وهي عظيمة حتى في ضعفها، فلقد حكمت هذه الدولة ستمائة وثمان وثلاثين عاما تعاقب على حكمها ستة وثلاثون سلطانا، حازت المجد من جميع أطرافه، فهي في الجهاد سباقة وهي في العمران رائعة وهي في معاملتها لرعاياها رحيمة صهرتهم جميعا في بوتقة الإسلام لم تميز في أغلب فترات حكمها بين عربي وأعجمي كلهم مسلمون خضعت لها رعيتها أكثر من ثلاثة قرون دون تبرم يذكر.


بينما من يود كتابة إضاءة أو إضاءتين على تاريخها ليحار عمن يكتب، أيكتب عن عثمان المؤسس ووصاياه الرائعة لأولاده فقد أوصاهم رضي الله عنه بوصايا ثلاث: الحكم بما أنزل الله، والجهاد في سبيل الله، ونبذ الخلاف فأي وعي كان يتمتع به ذلك الأمير وأي إخلاص خالص كان يتمتع به ولقد انطلق العثمانيون من عِليِّ إلى أعلى يوم أن حافظوا على وصايا جدهم. هذا بعض مزايا عثمان فكيف كان حال ابنه اورخان الذي أسس الجيش الانكشاري ورباه تربية إسلامية وأرضعه الجهاد رضاعة وعليه فلن يستغرب أحد عظمة الانتصارات العثمانية واتساع الفتوحات العثمانية والانجازات المدهشة التي قامت على كاهل هذا الجيش العظيم، أما مراد الأول وما أدراك ما مراد الأول والذي اختاره الله شهيدا بعد معركة قوصوة عندما انحنى ليقبل جريحاً من جرحى أعدائه فطعنه هذا الجريح فمات شهيداً وإن ذكرت هؤلاء السلاطين فهل أنسى بايزيد الصاعقة الذي كان ينقض على أعدائه بسرعة خاطفة كالصاعقة والذي أبى أن ينسحب من ميدان معركة غير متكافئة فقد كان يقود جيشا عدده عشرين ألفا وتيمورلنك يقود جيشا يزيد على المئتي ألف فأبى الصاعقة أن ينسحب فقاتل وقاتل فعثر به جواده فأسره الأعداء ولم يقدروا هذا المجاهد حق قدره فسرعان ما مات في الأسر وقد ظن الأعداء أن أيام العثمانيين قد ولت بعد أسر بايزيد، إنهم ظنوا أن العثمانيين دولة عادية كسائر الدول ألم يعلموا أنها كانت دولة تحمل رسالة خالدة تحمل رسالة الإسلام الى العالم وترفع راية الجهاد، دون كلل أو ملل، إن هزيمة بايزيد في معركة أنقرة وأسره على يدي تيمور لنك التتري كان عثرة على الطريق إذ سرعان ما لملم العثمانيون شعثهم ليتولى بعد هزيمة أنقرة بأقل من نصف قرن أعظم سلاطين آل عثمان بل أعظم سلاطين الدنيا ألا وهو محمد الفاتح شاب مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ولادته بثمانية قرون ونصف ومدح جيشه أعظم مدح، ألم تقرأوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها والجيش جيشها» هذا الشاب الذي لم يتجاوز الخمسة والعشرين ربيعاً يمن الله عليه بفضل فتح القسطنطينية التي استعصت على جند الصحابة والتابعين ومن أتى بعدهم، لقد ادخر الله لك هذا الفضل يا سلطاننا فهنيئا لك بهذا الفضل وهنيئا لك بهذا المجد ألم تقرأوا قوله تعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(الحديد: من الآية21) ففتح سلطاننا أعظم مدن الدنيا وأكثر مدن الدنيا حصانة وأعظم عاصمة بناها بشر وأعظم قلعة من قلاع النصرانية التي صارعت المسلمين وطاولتهم في جهادهم دون كلل أو ملل إلى أن تولى القيادة أسد الإسلام محمد الفاتح فكيف تم فتح هذا الحصن الحصين لقدت تمكن العثمانيين في جهادهم قبل محمد الفاتح من إكمال فتح آسيا الصغرى حتى وصلوا أسوار القسطنطينية وعبروا مضيق الدردنيل إلى البر الأوروبي وفتحوا شبه جزيرة البلقان فقطعت طرق إمداد القسطنطينية إلا عن طريق البحر الذي كان يمدهم بإمدادات محدودة ولكن كيف يتأتى اقتحام أسوراها؟ يرسم سلطاننا خطة عسكرية مدهشة لم يعرفها ولم يتوصل إليها بشر إذ صنع سفنا تزيد على عشرين سفينة على سواحل البحر الأسود، وكان لا بد لهذه السفن المجهزة بالمدافع من الاقتراب من أسوار المدينة وكان مضيق البسفور مقفلاً بالسلاسل فلا بد إذن من وصول السفن من البحر إلى مياه القرن الذهبي عن طريق البر فيأمر سلطاننا جيشه بنقل هذه السفن إلى مياه القرن الذهبي، لتقترب من الأسوار وتتمكن المدفعية من دك أسوار القسطنطينية: يلبي شباب الإسلام هذا الأمر، وفي ليلة واحدة تنقل هذه السفن إلى القرن الذهبي وتبدأ المدافع تمطر القسطنطينية بحممها الهائلة كما أمطرت قذائف المدفع العظيم القسطنطينية من جهة الغرب فبدأت تتكون ثغرات في سور المدينة ولكن راية الإسلام لا بد من رفعها على الأسوار ليعجل هذا في انهيار معنويات المدافعين فيأمر سلطاننا شباب الإسلام بركز راية الإسلام على الأسوار فينطلق ثمانية عشر شابا لركز الراية فيستشهدون جميعاً، ثم يأمر بركز الراية فينطلق ثمانية عشر شابا لركز الراية فيستشهدون جميعاً ثم يأمر بركز الراية فيتقدم ثمانية عشر شابا لركز الراية، فيستشهد بعضهم وينجح البعض الأخر في ركز الراية وسلطاننا يبتسم، يبتسم سلطاننا أيها السادة من شدة سروره بجيشه الذي كان يقبل على الموت دون خوف أو وجل، وما هي إلا ساعات ويدخل جيش الإسلام المدينة لينطلق شباب الإسلام لفتح الباب الغربي ويفتح ذلك الباب ويتدفق عشرات الآلاف من الجيش العثماني عبر شوارع القسطنطينية ويدخل سلطاننا على حصان أبيض المدينة، يدخلها دخول المتذلل إلى ربه فيصادفه نصب أو صنم بحية ذات رؤوس ثلاث فيقف على جواده ليطعن هذا الصنم وينزله إذ لا أصنام بعد اليوم في القسطنطينية التي أصبح اسمها اسلامبول أي مدينة الإسلام ثم يسير سلطاننا إلى أعظم كنيسة بناها بشر ليجد الروم خائفين يائسين يدعون الله, يصل سلطاننا كنيسة أيا صوفيا وقد خاف النصارى من الإبادة فماذا فعل سلطاننا، لقد فعل مع النصارى في اسلامبول ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مشتركي مكة عندما قال اذهبوا فأنتم الطلقاء لقد قالها سلطاننا كما قاله رسولنا كما دعا الهاربين إلى العودة إلى إسلامبول وسمح لمن يريد الرحيل بالرحيل بكل أمان واطمئنان هذا تاريخنا أيها السادة هذه أمجادنا أيها السادة صبر في الحرب صدق عند اللقاء عفونا عند المقدرة أيتها البشرية في طول الكرة الأرضية وعرضها استحلفكم بالله هل دخول رسولنا مكة ودخول سلطاننا القسطنطينية كدخول هولاكو بغداد أو دخول الصليبيين بيت المقدس أو كدخول حديثي النعمة الأمريكان بغداد؟ الجواب واضح والحق أبلج.


يا شباب الإسلام: يا خير أمة أخرجت للناس لا يفتن أحد في عضضكم هذه الأيام ولا تجعلوا اليأس يتسلل إلى نفوسكم فالليل الذي يظلنا في آخره وسيبزغ فجر الإسلام قريبا إن موعدنا الصبح أيها السادة أليس الصبح بقريب نحن ننتظر بشائر النصر فقد وعدنا ربنا بالعز والتمكين ووعدنا ربنا بالخلافة الراشدة التي ستعم الأرض ووعدنا ربنا على لسان رسوله بفتح روما بعد القسطنطينية وقد تحقق فتح القسطنطينية وسيتحقق بإذن الله فتح روما قريبا. يسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.


لنعود إلى سلطاننا فماذا فعل بعد فتح القسطنطينية: اتخذ سلطاننا القسطنيطينية عاصمة للدولة وسماها اسلامبول وبفتح القسطنطينية أسدل الستار عن الإمبراطورية البيزنطية لتتبوأ مكانها دولة الخلافة العثمانية وتنطلق بكل همة لاتمام فتح بلاد البلقان ويصمم سلطاننا على تحقيق البشارة الثانية ألا وهي فتح روما ويعبر البحر الأدرياتي إلى البر الإيطالي ويفتح اترنتوه لكن الله جل شأنه ادخر فتح روما لفاتح آخر، يكفيك يا سلطاننا فضل فتح القسطنطينية يكفيك يا سلطاننا مدح رسول الله لك قبل ولادتك بقرون وقرون، ويشاء الله أن يتوفى سلطاننا وهو غازيا ويخيم حزن شديد على المسلمين يقابله سرور شديد عند النصارى وبخاصة بابا روما الذي أمر بالاحتفال بوفاة محمد الفاتح ثلاثة أيام ولكن هل توقفت الدنيا بموت محمد الفاتح؟ هل انهارت الدولة العثمانية بوفاة الفاتح كلا وألف كلا فلقد خلفه سلاطين لا يقلون عنه عظمة ورغبة في رفع راية الإسلام وتوحيد كلمة المسلمين، يخلف سلطاننا عدد من السلاطين منهم سليم الأول الذي ضم شرق الأناضول و مصر والشام والحجاز إلى الدولة العثمانية ثم يخلفه ابنه سليمان القانوني الذي ضم العراق للدولة كما خلص سواحل الجزيرة العربية من وحشية البرتغاليين و خلص شمال إفريقيا من البطش الاسباني وتوغل في أوروبا ففتح وفتح وفتح حتى وصل فينا فحاصرها حصارا شديدا كادت تسلم له مقاليد أمورها ولكن الله لم يرد ذلك. ثم يأتي مراد الرابع فيجاهد ويجاهد ويحاصر فينا مرة ثانية ولكن الله لم يرد فتحها.


هذه إضاءات بسيطة عن تاريخ الدولة العثمانية التي بقيت أكثر من خمسة قرون وهي أعظم دول الدنيا خطب ودها القاصي والداني كان ملوك أوروبا يخاطبون سلطانكم في مستهل الرسالة بمولاي وينهونها بخادمكم المطيع.


بقي أن نعرف عن هؤلاء العثمانيين الذين حقق المسلمون في عهدهم من العز والمجد ما لم يحققوه في عهود الإسلام الأولى، لقد كان الجيش العثماني يسمى بالجيش الذي لا يقهر وكان إذا بسط لواء الإسلام لتحقق أمر معين لا يطوي هذا اللواء مرة أخرى إلا بعد تحقيق الأمر المذكور فأي عز هذا وأي عظمة هذه.


انحدر العثمانيون أيها السادة من قبيلة قاربي التركية التي كانت تسكن أواسط آسيا ولما شن التتار بقيادة جنكيز خان وأولاده هجمة شرسة على بلاد الإسلام هربت هذه القبيلة من وجه التتار حتى وصلت إلى القرب من حلب وبعد انحسار الهجمة التترية ترددت قبيلة قابي بين العودة إلى موطنها الأصلي في أواسط آسيا أو البقاء في بلاد الشام، فقررت البقاء حيث هي، ولكن بعد شهور قررت الاتجاه شمالا إلى آسيا الصغرى، فوصلت إلى سلطنة السلطان علاء الدين السجوقي الذي كان يقود جيشا يحارب به البيزنطيين فانضمت قبيلة قابي إلى السلاجقة فحقق الله النصر للمسلمين، وسر الأمير علاء الدين السلجوقي بمقدم هذه القبيلة، فأقطعهم قطعة من الأرض تكفيهم للاستقرار في جنوب غرب آسيا الصغرى. سرت قبيلة قابي بموطنها الجديد، وأخذت تحاول توسيع رقعة سلطانها بمهاجمة البيزنطيين، ثم نخر الضعف سلطنة السلاجقة فتمكنت قبيلة قابي بقيادة عثمان وبعض حلفاؤه من توسيع رقعة الأرض التي تسيطر عليها وضم سلطنة السلاجقة إليها ووضع عثمان لبنة تأسيس الدولة العثمانية بوصاياه الثلاث آنفة الذكر.


يا شباب الإسلام: اعتبروا بتاريخكم، وثقوا بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق المدبر، يعز من يشاء ويذل من يشاء، قبيلة كانت هاربة من بطش التتار، وتترك أرضها لتستقر في أرض جديدة، تأخذ بأسباب القوة وأسباب النصر، وتنصر الله فينصرها الله، وتشيد دولة من أعظم بل أعظم دول الدنيا فسبحانك اللهم ما أعظمك.


اللهم من علينا بالتوفيق ومن علينا بفضلك واجعلنا ممن يعلي راية الحق وينقذ البشرية من الظلمات إلى النور وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو بكر

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات - فما ظنكم

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1038 مرات

 

قال الحسن البصري رحمه اللّه فما ظنكم بيوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا شربة حتى انقطعت أعناقهم عطشاً واحترقت أجوافهم جوعاً ثم انصرف بهم إلى النار فسقوا من عين آنية أي متناهية في الحرارة أوقدت عليها جهنم منذ خلقها.


اللهم نعوذ بك من النار ومن كل ما قرب منها من قول أو عمل

إقرأ المزيد...

قانتات صغيرات- قصتي مع الحجاب

  • نشر في النظام الاجتماعي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1624 مرات

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا تأخذني في الله لومة لائم..." (أخرجه الطبراني في الكبير، وأحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه، والبزار في المسند).

لذلك فإن الحكمة لا تعني السكوت عن قول الحق بل الحكمة هي قول الحق حين ورود محله ووجوب الصدع به وإن خالفت الناس كلهم أو خالفوك.

وإليكم هذه القصة، قصتي مع الحجاب

أنا فتاة في الحادية عشر من عمري أصبحت مكلفة وملزمة بلبس اللباس الشرعي الذي فرضه الله علينا معشر نساء المسلمين لقوله تعالى: { يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما }(الأحزاب 59) وإذعانا منا لقوله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها أن ‏‏أسماء بنت أبي بكر ‏دخلت على رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏وقال يا ‏أسماء ‏‏إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه ‏.(رواه أبو داود). فلكوني صغيرة في السن صار الطالبات يضايقونني ودوما ينادونني بالمعلمة ولكن لم أهتم لهم لأني لم أفعل أي خطأ بارتدائي للحجاب وإنما أنا أمة طائعة لله ولرسوله أفعل ما أمرنا به وانتهي عما نهانا عنه والله أسأل أن أكون مخلصة في نيتي هذه له والله ولي التوفيق.

لكن قصتي لم تنته عند ذلك فالبنات عذرهن أنهن صغار لا يفقهون من الحياة شيئا ولكن ماذا نقول بالمعلمة التي يجب أن تكون قدوة لنا لا أن تكون هي المفسدة لنا، فمن أغرب ما حصل معي يوم ارتديت الجلباب هو موقف أحدى المعلمات من ذلك فقد قالت لي أثناء الحصة أنت ما زلت صغيرة على الحجاب وغدا أريدك أن تلبسي زي المدرسة الرسمي الذي كنت تلبسينه من قبل -وللعلم الزي المدرسي هو عبارة عن بلوزة زرقاء وبنطال جينز ومريول للبنات ومن أرادت الحجاب تلبس منديلا فوق الزي المدرسي-. لم أرد عليها ولم أجبها بشيء قلت ستعتاد على ذلك ولتقل ما أرادت فما دمت لم أفعل ما يغضب الله فلا يهمني غضب العباد.

وفي اليوم التالي فوجئت بنفس المعلمة تأتي للصف وتطلب أن أخرج معها لأنها تريد أن تتحدث معي بأمر مهم، خرجت معها فإذا بها تبادرني بنفس الطلب الذي طلبته بالأمس قالت لي: لماذا لم تخلعي الجلباب ؟ فحينئذ قلت لها: أنا لم أعد صغيرة، لقد أصبحت مكلفة وملزمة بارتدائه. فقالت المعلمة: ولماذا لا ترتدي الزي المدرسي الخاص بالبنات؟ فقلت لها: يا معلمتي، أنت مخلوق والله خالق والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" ‏لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل" رواه أحمد في مسنده. هكذا انتهى حواري مع المعلمة وبعدها لم تعد تكلمني بأمر الحجاب لأني لم أخضع لها ولن أفعل ذلك بإذن الله وسأقول كما قال جعفر بن أبي طالب عندما طلبهم النجاشي ليقولوا ما عندهم عن عيسى ابن مريم فقال جعفر للصحابة الذين معه: نقول والله فيه ما قال الله، وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن.  على فكرة بفعلي هذا كسبت احترام الهيئة التدريسية كلهم لي واحترام طلبة صفي كذلك فلليوم هنالك بعض الطلاب ما زالوا يضايقونني ولكن أجد طلاب صفي هم الذين يتولون الدفاع عني ويبعدون باقي الطلاب الجهلة .

هذا ما حدث معي خلال السنة الماضية، أما الآن فلا مضايقات ولا انتقادات بل هنالك احترام متبادل بيني وبين المعلمين والمعلمات مع وجود بعض الطلاب الجاهلين المشاكسين وهؤلاء لا ألقي لهم بالا فهم لا يفقهون ولا يفهمون ما معنى الالتزام. فانظروا إلى هذا المقياس الذي غفل عنه كثير من الناس في هذا الزمن: " نقول والله فيه ما قال الله، وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن"؛ فقد تخلى عنه الناس اليوم وظنوا أن قول غير الحق سيقودهم إلى نصرة الحق، وإن من الناس من يخجل من الحق ويستحي من نشره سدا لذريعة اتهامهم بالتطرف أو خوفا من مواجهة التيار كما يقال، ولكن ما جلبت المداهنة إلا الذلة، وما عادت المداراة على الأمة إلا بالضعف والوهن.

لاحظتم مستمعينا الكرام أن معلمتي هذه تحمل أفكارا غربية غريبة عن ديننا سموم مزينة بالدسم وتسعى بكل جهدها لدسها وبثها فينا على اعتبار أنها قدوة للبنات، ولكن أحمد الله عز وجل أن يسر لي أبوين متفهمين يخافونه ويلتزمان أوامره، فالحمد لله على ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل..

نعم حسبنا الله ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إعداد: إسراء

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع