الحوار الحي- تقرير غولدستون وهجمة التهويد على المسجد الاقصى ج2
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 781 مرات
لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم. وباذل نفسه في عرض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.
لا مروءة لمن لا دين له.
العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة.
أبو محمد علي بن أحمد بن حزم
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
شرح لمواد الدستور المتعلقة بالنظام الاقتصادي في الإسلام
من مشروع دستور دولة الخلافة (من منشورات حزب التحرير).
(ح39)
شرح المادة 165
نص المادة 165:
(يمنع استغلال واستثمار الأموال الأجنبية في البلاد كما يمنع منح الإمتيازات لأي أجنبي).
الشرح: تشتمل هذه المادة على ثلاثة أمور، الأول الاستغلال، والثاني الاستثمار، والثالث الامتيازات، وكل واحد منها له مدلول.
أما الاستثمار، فهو اصطلاح غربي استعملته الدول الإستعمارية الكافرة وطبقته عمليا، فأخذت تضخ الأموال بقصد استثمارها في البلد المستعمَر (بالربا)، أي أن ينتج المال مالا.
وبقي هذا الاستثمار على هذه الحال ، الى أن أوجدت هذه الدول الإستعمارية أساليب أخرى، للسيطرة على البلد اقتصاديا وبالتالي سياسيا، كصندوق النقد الدولي الذي أنشأ بعد الحرب العالمية الثانية، ليقوم بنفس الغرض وبسط النفوذ، بحجة مساعدة الدول الفقيرة كي تقوم بمشاريع تنموية، ولكنه على شكل قروض ربوية مجحفة.
لقد نصت المادة على منع الإستثمار الأجنبي، تبنيا لحكم أن الكافر الحربي، يحرم الاشتغال معه بالربا كالذمي وكالمسلم سواء بسواء، وذلك لعموم قوله سبحانه تعالى: ((وحرم الربا))، إذ هناك من يجيز الإشتغال بالربا مع الكافر الحربي لأن أمواله مباحة.
وهذا القول خطأ محض.
لأنه لو صحت هذه العلة لكانت سرقته جائزة، مع أنه لا خلاف في تحريمها.
على أن هذه العلة غير صحيحة على إطلاقها فيكون مالُه حلالٌ على المسلمين حين يؤخذ غنيمة، أما سرقته فحرام، ويقاس عليها التعامل معه بالربا فإنه حرام، على أن عموم الآية وهي نص تحتاج الى نص آخر يخصصها، ولم يرد أي نص يخصصها فتظل عامة، فيكون استثمار الأموال الأجنبية حرام، كالأموال التي يملكها الرعايا من مسلمين وذميين.
وأما ما أستدلوا به كذلك من حديث (لا ربا بين المسلمين وأهل الحرب في دار الحرب) فإنه حديث ضعيف لا يصلح أن يكون حجة على الربا، ولا على تخصيص لآية الربا.
وأما كلمة الإستغلال فإنها إصطلاح أجنبي أيضا ومعناها تشغيل المال بالصناعة، أو الزراعة، أو التجارة، كي يعطي ربحا.
فالأموال الأجنبية التي تدخل البلاد بحجة الإستغلال فإنها توصل إلى حرام محقق، لأن الثابت المحسوس، والمعلومات الموثوق بصحتها، تري أن إستغلال الأموال الأجنبية في البلاد، هو طريق لبسط نفوذ الكفار عليها، وبسط نفوذ الكفار على البلاد حرام، لقوله تعالى: ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).
والدليل الآخر هو القاعدة الشرعية ( الوسيلة الى الحرام حرام).
فإذا كانت هذه الأموال لا توصل الى بسط نفوذهم ولا إلى ضرر فإنها في هذه الحالة لا تنطبق عليها القاعدة الشرعية ولا الآية، فتكون حينئذ مباحة كسائر القروض.
وأما الامتيازات، فإنها اصطلاح غربي، ولها معنيان أحدهما:
أن تعطى دولة اجنبية في البلاد حقوقا معينة دون سائر الدول بإعتبار ذلك فرضا لهذه الدولة على الدولة الإسلامية، وذلك كالامتيازات التي أعطيت للدول المستعمرة في القرن التاسع عشر من قبل الدولة الإسلامية حين كانت ضعيفة، وكالامتيازات التي تعطى للدول الطامعة في بلادنا والتي تملي علينا شروطا مجحفة (كالأرامكو) في ما يسمى بالسعودية (والكي أو سي) في الكويت وغيرها من الشركات الأجنبية التي تعمل في الخليج والعراق وغيرها من الدول النفطية أو الدول الغنية ببعض المعادن كالفوسفات واليورانيوم والحديد والنحاس، وكالامتيازات التي كانت لأنجلترا وفرنسا في مصر، وذلك مثل أن يحاكم الرعايا الأجانب بقانون بلادهم لا بقانون الإسلام، ومثل أن لا يكون للدولة سلطان على الأجانب.
فهذه الامتيازات بهذا المعنى حرام من وجهين:
الأول: أنها تخل بسيادة الدولة الإسلامية، وتجعل للدول الكافرة سلطانا على بلاد المسلمين وذلك حرام قطعا.
والثاني: أنها تمنع حكم الإسلام من أن يطبق على غير المسلمين في بلاد الإسلام وتجعل حكم الكفر هو الذي يطبق وذلك حرام أيضا، فهذا النوع من الإمتيازات حرام .
أما المعنى الثاني للامتيازات: فهو إعطاء الترخيص بعمل من الأعمال المباحة، على أن يمنع عن غير المعطى له، وهذا كذلك حرام، سواء أكان لأجنبي أم لغير أجنبي، لأن المباح مباح للجميع فتخصيصه بشخص ومنعه من غيره، هو تحريم للمباح على الناس، صحيح أنه يجوز للدولة أن تنظم هذا المباح بأسلوب يمكن من الإنتفاع منه على أحسن وجه، ولكن لا يصح أن يكون هذا التنظيم محرما المباح على أحد.
وأما ما نصت عليه المادة، على منع الأجنبي من أخذ الإمتيازات في بلاد الإسلام، وذلك لأنه يسبب ضررا، ولأنه يؤدي إلى جعل سيطرة له في البلاد، كما هي الحال في إمتيازات البترول والإمتيازات الأخرى في بلاد المسلمين.
ومن المعلوم أن الاشتغال في المباح لا يحتاج إلى ترخيص، وأن غير المباح لا يعطى أي ترخيص، فهذا يعني أن الترخيص الذي تزاوله الدول القائمة اليوم، غير جائز في الإسلام، اللهم إلا ما كان لتنظيم المباح.
والى حلقة قادمة ومادة أخرى من مواد النظام الإقتصادي في الإسلام نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو الصادق
نحييكم من ستوديو البث المباشر من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ونرحب بكم في هذا اللقاء المتجدد في كل أسبوع، وقد اخترت لكم موقفاً كلنا نعرفه، والحمد لله قد شحذ همتي للعمل أكثر فأكثر، وبلا شك سيشحذ من هممكم ويدفعكم للعمل أكثر.
مستمعينا:
من خلال جولة توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للمنطقة، كان له زيارة وكأنها مقصودة في غير وقت الصلاة للحرم الإبراهيمي الشريف، وبينما كان يتجول بصحبة شخصيات إسلامية وفلسطينية وبحماية أمنية من أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أنه لم يسلم، فقد فوجئ بصوت شاب يدعي علي محمد وقد تعالى صوته صادعاً بالحق قائلاً لبلير في وجهه:
أنت إرهابي.
أنت من ذبح المسلمين في العراق وأفغانستان.
وبالرغم مما حدث له بعد ذلك إلا أننا نقف عند وضوح الشاب واستقامته في دعوته حيث تبين بأنه من شباب حزب التحرير الإسلامي، ونرجو أن يكون ما تعرض له عند اعتقاله من خشونة السلطة الفلسطينية في ميزان حسناته.
مستمعينا:
يكون هذا الخبر بالغ التأثير بأن حمل الدعوة يقتضي الجرأة والوضوح ولو خالف جمهور الناس، كما خالف رأي على محمد رأي مذيعة قناة الجزيرة عندما قال: هم كفار أنجاس لا يجوز أن يدخلوا مساجدنا أو كما جاء في المقابلة مع قناة الجزيرة،
لذلك حامل الدعوة وبشكل عام لا يجامل الناس، ولا يداهن الحكام، ولا يتملق الشعب، كما تملق الوفد توني بلير سواء أصحاب عمامات أو حتى شخصيات سياسية، فحامل الدعوة متمسك بفكرته ويحملها بشكل واضح محدد ومستقيم.
كما ونعتبر من هذا الحدث بأن حامل الدعوة صادق اللهجة وفصيح اللسان لا يعرف اللف والدوران، ولا يخفي أنه حامل دعوة، بل يجب أن يعرف الناس أنه من شباب الدعوة، فهذا الشاب لم يخف ولم يتردد بأن يقول بأنه من شباب حزب التحرير الإسلامي، واصفاً أن انتمائه هذا شرف له... وكلنا شرف بانتمائنا واهتدائنا للحزب الذي نسأل الله تعالى بأن يكون انتماؤنا هذا مبرئ لذمتنا أمامه عز وجل.
ونعتبر أيضاً بأن حامل الدعوة يصدع بكلمة الحق لا يخشى في الله لومة لائم، ولم يدفعه الجبن الذي هو ليس من صفات المسلمين ولا الخوف على المصالح الشخصية بأن لا يصدع بالحق في وجه هذا الكافر، وأن ما يحدث له من عواقب لا يكون إلا بما قدر الله له، ولنتذكر وصية الرسول عليه السلام لابن عباس رضي الله عنهما قال:
" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"... وبالتالي يكون عند حامل الدعوة اليقين أنه لن يصيبه شيء من أذى الظالمين والواقفين في طريق الحق إلا بإذن الله.
مستمعينا:
بدون شك هذا الموقف فيه الكثير من العبر، لأن حمل الدعوة وصفاؤها ونقاؤها هو الضمانة الوحيدة للنجاح ولاستمرارية النجاح، فالنصر يكون مع وضوح الدعوة، ولو رمي حملة الدعوة بكل ما في قاموس دول الضرار القذر من أوصاف جارحة أو نعوت قادحة، فالحق أحق أن يتبع، سيما ونحن نعيش في زمان سيطرة الكفار وأدواتهم من الحكام وجنودهم من علماء السوء على وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وقدرتهم إلباس الباطل ثوب الحق والفساد ثوب الصلاح... وإذا سلكنا إخوتي هذا الطريق الواضح فلننتظر من الله أن يحقق لنا وعده بالاستخلاف والتمكين، ويتحقق النصر، دون أن يتسرب الملل أو الفتور أو اليأس من عدم تحقق النصر، أو حتى من التعذيب في سجون الظلمة فعلينا بالعمل المتواصل والصبر على الأذى ، فالصحابة رضوان الله عليهم بالرغم من ثباتهم إلا أنهم شكوا إلى رسول الله وطلبوا منه أن يدعو لهم ويستنصر لهم ، فكان جوابه عليه السلام ما رواه البخاري عن خباب ابن الأرت قال:
"شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون "
وفي الختام
بالرغم من ما يتعرض له حملة الدعوة في كل مكان، إلا أننا واثقون من نصر الله ولو بعد حين، ولكن هذا يتطلب منا أن نصبر، فالرسول عليه السلام يقول: " إنما النصر مع الصبر"
ذلك ونحن نعلم بأن طريق الدعوة طريق شائك ومليئ بالعقبات، وعلى حامل الدعوة أن يجتاز هذه العقبات والاشواك، فعلينا تحدي الصعاب حتى تتحقق غاية الغايات وهو إقامة شرع الله في الأرض. وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"
فتاة الإسلام