Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دولة الخلافة هي وحدها التي تقطع اليد التي تمتد إلى القرآن بسوء

وليس الأنظمة الوضعية التي تشارك الأعداء في الإساءة إليه

 

بعد أن توقفت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية الأسبوعية التي يدعو لها الحوثيون في مناطق سيطرتهم، المناصرة لغزة على حد زعمهم، في شهر تشرين الأول/أكتوبر المنصرم إثر موافقة حماس وكيان يهود المجرم على خطة ترامب التي صنعها بموافقة أتباعه من حكام المسلمين منذ أن ترأس اجتماع الأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر عام 2025م حيث ضم الاجتماع السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وباكستان وإندونيسيا، والخطة هي تقوية ليهود وضياع للأرض المباركة فلسطين... فقد دعت اللجنة المنظمة لمناصرة الأقصى التابعة للحوثيين والتي كانت تنظم المظاهرات والوقفات خلال عامين، دعت الخميس الموافق 18/12/2025م، للخروج يوم الجمعة 19/12/2025م في مظاهرات نصرة للقرآن إثر تدنيس المصحف الشريف من أحد الساقطين من أعداء الأمة.

 

إن إساءات أعداء الأمة المتكررة للقرآن الكريم التي تحدث بين الفينة والأخرى ما كانت لتحدث لو كان للمسلمين خليفة يرد الصاع صاعين؛ فعندما عزمت فرسنا ثم بريطانيا على إقامة مسرح يسيء للإسلام ونبيه الكريم ﷺ وعلم بذلك خليفة المسلمين (في عهد الخلافة العثمانية) أرسل لهم رسالة شديدة اللهجة فلم يتجرؤوا على فعل ذلك لأنهم يهابون دولة الخلافة العثمانية ويخشون أن تغزوهم في عقر دارهم.

 

إن التعبير عن الغضب الشديد تجاه الإساءة للقرآن الكريم بالمسيرات والوقفات والخطب وغيرها، كل ذلك فيه خير وهو من أعمال الأفراد والجماعات، أما الدولة فعملها هو الرد العسكري والمقاطعة الاقتصادية الحقيقية لجميع بضائع الدول الاستعمارية كلها واتخاذهم جميعا أعداء، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً﴾.

 

إن الدول والأنظمة الخائنة ليس في قاموسها الدفاع عن الإسلام ورموزه ومقدساته لأنها أنظمة علمانية اتخذت الإسلام عدوا لها كما اتخذه أسيادها الغرب.

 

أما الحوثيون الذين ما زالوا يتظاهرون بحبهم للإسلام ويرفعون شعار المسيرة القرآنية والموت لأمريكا ويحشدون الجموع للتنديد بالإساءة للقرآن الكريم فإنهم قد أساؤوا إليه كما أساء إليه غيرهم من الأنظمة الخائنة؛ فقد ألقوه وراء ظهورهم ولم يحكموا به مطلقا بل حكموا بالعلمانية وهذا هجر للقرآن الكريم، قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾.

 

فدولة القرآن هي الخلافة التي يحارب الحوثيون العاملين لإقامتها تحت الشعار الأمريكي (مكافحة الإرهاب) حتى أصبح لهم جهاز أمني خاص يسمى مكافحة الإرهاب! وما زالوا يعتقلون شباب حزب التحرير في اليمن لا لشيء إلا لأنهم وزعوا منشورا يبين حقيقة المؤامرة على غزة وأهلها تحت عنوان (ترامب يقود أتباعه من الحكام في بلاد المسلمين إلى صفقة خزي وعار فيطأطئون رؤوسهم وراءه بجعل غزة هاشم تحت الوصاية والاستعمار).

 

وهذا يؤكد أنهم مع غزة ظاهرياً فقط وإلا لبادروا برفض خطة ترامب وهم يرفعون شعار (الموت لأمريكا)، فالخطة في صالح كيان يهود المجرم تقوّيه وتحقق له ما لم يحققه بالحرب، فالخطة تمنح "مجلس السلام"، وهو مجلس حكم ويديره أعداء الأمة لحكم غزة، وهو بدوره ينشئ قوة استقرار دولية وإدارة حكم انتقالية غير سياسية لإبعادها عن شؤون الحكم، كما يتحكم بحركة الأشخاص عند دخولهم غزة وخروجهم منها.

 

إن دولة القرآن هي التي تطبق شرع الله وتحكم بما أنزل الله وتقيم الحدود وتحمي الثغور وتجاهد في سبيل الله لنشر رسالة الإسلام إلى العالم كله، وتقطع كل يد تمتد إلى القرآن بسوء، بينما نجد أن الأنظمة الخائنة القائمة اليوم لا تحكم بالقرآن ولا تطبق أحكامه، وهذه إساءة إلى الإسلام كله؛ القرآن والسنة، وفوق ذلك فهي تحكم بالقوانين الوضعية التي شرعها البشر، وتشيع الفواحش والمنكرات والرذائل، وتحارب العمل لإعادة أحكام الإسلام إلى الحياة والدولة والمجتمع حرباً لا هوادة فيها، وهم يحكمون بأنظمة ملكية وجمهورية تسيّر دفتها قوانين وضعية ما أنزل الله بها من سلطان، بل حرم الله الاحتكام إليها تحريما مطلقا، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾.

 

فجميع الأنظمة الوضعية القائمة اليوم في بلاد المسلمين تستميت في حكمها بالطاغوت والاستمرار فيه وتطبيق القوانين الوضعية وملاحقة كل من يعارضها ويبين خطأها ومخالفتها للإسلام وتجعل السيادة للشعب وتكرس التجزئة بين المسلمين وتسهل هيمنة الكفار عليهم.

 

فالدولة التي تطبق القرآن وجميع أحكام الإسلام هي دولة الخلافة التي تجعل السيادة للشرع وتوحد المسلمين وتجاهد أعداء الإسلام.

 

أيها المسلمون: إن دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي وحدها التي تطبق الإسلام وتقيمه في حياتكم وهي التي تقطع كل لسان يسيء للإسلام أو لنبيه أو للقرآن أو للمسلمين، فسارعوا للعمل الجاد مع حزب التحرير ورصوا صفوفكم خلف قيادته لإعادة الإسلام إلى الحياة والدولة والمجتمع بإقامة الخلافة، فالخلافة هي فرض ربكم ومبعث عزكم وقاهرة عدوكم وحامية دينكم ومقدساتكم ومحررة أرضكم، وهي منارة الخير والعلم والعدل في ربوع العالم.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حاشد قاسم – ولاية اليمن

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.