Logo
طباعة
مآسينا التي لا تنتهي!  أهل آسفي غرقى والنظام المغربي يتلهى بكأس أفريقيا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مآسينا التي لا تنتهي!

أهل آسفي غرقى والنظام المغربي يتلهى بكأس أفريقيا!

 

 

الخبر:

 

ارتفاع عدد القتلى بمدينة آسفي جراء الفيضانات والسيول إلى 37 قتيلا بالتزامن مع استمرار البحث عن ضحايا آخرين ومفقودين.

 

التعليق:

 

إن أردت العجب فاعجب لضياعنا معشر المسلمين؛ تتقاذفنا وحوش الغرب الضارية وكلابها الضالة بين ظهرانينا بين نهش ونهب.

 

فمع كل فصل أمطار تتكشف حقيقة البنية التحتية المنعدمة، وإن وجد منها شيء فمهترئ متهالك، وغياب الخدمات والمرافق اللازمة، فسويعات من زخات مطرية كفيلة بتحويل مدن لبرك ماء وقرى لركام طمي، بسبب الاختناق السريع لحفنة لا تغني ولا تجدي من بالوعات ضيقة متهالكة، مهملة الصيانة والترميم، وسيئة التصميم والتجهيز والتركيب.

 

وها هي مدينة آسفي تمتحن وتختبر إجرام تقصير وتدبير هذا النظام الفاسد المتعفن بالمغرب، فيغرق أهلها وتزهق أرواحهم وتنهك أموالهم جراء فساد نظام لا يرعوي عن غيه وظلمه ونهبه وسوء رعايته، سويعات لا تكاد تُحسب من مطر حولتها سياسة السفهاء لكارثة فمأساة، ما كان القضاء فيها إلا مطر السماء، وتكفلت سوء الرعاية وفساد الراعي ولؤم البطانة بتحويلها إلى فيضانات عارمة وسيول جارفة. لك أن تعلم أننا ما سمعنا بهلاك زرع أو ضرع بريف أو بادية، ولكن رأينا خرابا حل بالمدن لفقدها شبكة مجارٍ لتصريف المياه، وإن وجد منها شيء فمهترئ متهالك بفعل عدم الصيانة وفساد التجهيز والتركيب ثم ضيق سعة المجاري، ما حَوَّل البالوعات إلى قاذفات للمياه عوض بلعها، أغرقت شوارع وأحياء وأسواقا بل ومدينة آسفي بأكملها!

 

ثم إجرام هذا النظام في انعدام التصميم والتخطيط للمدن وأحيائها، فمدننا فوضى وعشوائية تامة وأبنية على حافة الوديان تنبت كالفطر، وهي ما أبقى النظام المفترس لبؤساء البلد من خراب أرض، متى أمطرت غرقوا!

 

ما كانت مأساة مدينة آسفي قضاء وقدرا ولكنها يقينا جريمة تقصير وتدبير لنظام فاسد متعفن، فبلاؤنا بهذه الأنظمة الخسيسة هي المصيبة التي تأكل كل المصائب، ففيها وبها ترى معنى الضلال والخيانة والفساد والرذيلة والقحط والجدب والوباء والفقر والبؤس والجريمة والعداوة والبغضاء، فهي طرف في كل جائحة، ومعنى لكل آفة، بها يمحق الصبر وتسحق السكينة ويفسد الرأي ويفتق العزم ويحار في مصيبتها الحليم، فإن كان للبؤس والشقاء من معمل فهذه الأنظمة حتما آلته ومعمله.

 

لك أن تموت كمداً وأنت ترى أهل آسفي غارقين في أوحال الفيضان والسيول ولا مغيث، بينما ساسة الإجرام غارقون في تبديد المال على كأس جلدة الريح والإعداد لكأس أفريقيا وكأس العالم لكرة القدم، تجهيزات ومروحيات وأطقم طبية وفنادق خمس نجوم لكل فريق واقتناء حافلات جديدة ومنصات إعلامية ولوحات إشهارية لأصحاب الركل والرفس ووو... وكل هذا من مال البؤساء المنكوبين المفجوعين في كل حين!

 

لفواجعنا حفر القبور وطمر الضحايا، ولكأس أفريقيا وكأس العالم مروحيات وتداريب على الإنقاذ، إن حدث لا قدر الله لمعتوه جلدة الريح طارئ أو أصابه مكروه أو تمزق عضلة، ذلك ما قرره لنا سفهاؤنا كسياسة!

 

بينما فاجعة آسفي توجب استدعاء وتحريك الجيش ومهندسيه العسكريين وأطقمه المعدة والمجهزة لهكذا طوارئ وكوارث، فمعداتهم هي القادرة على التحرك في الأوحال والسيول والميادين المنكوبة، وعندهم المركبات والمروحيات والمعدات والتجهيزات لنقل المنكوبين وضحايا الكوارث، فالجيش هو المؤهل للتعامل مع الكوارث، لكن نظام السفاهة والتفاهة له رأي سفيه آخر في إدارة كارثة سوء رعايته.

 

فقد ارتأى ترك الأمر لعناصر الشرطة وكأنه يتعامل مع أحداث شغب، وترك الناس هملا غارقين في طمي أوديتهم عرضة للهلاك! ما أحقرها من أنظمة وما أشقانا بها!

 

فهذا النظام البائس كريم في الشر، يبدد مال البؤساء على لهوه ولغوه وسفاهته وملاعبه وعلى أصحاب الركل والرفس وكأس أفريقيا 2026 وكأس العالم 2030 لكرة القدم، وعلى اللغو الخبيث الساقط وأفلامه ومسلسلاته وقنواته وأقزامه من الساقطين التافهين، ومهرجانات الدعارة الفاضحة التي خصص لها وأنفق عليها 400 مليون سنتيم من دماء البؤساء لإنتاج فيلم استُحلت فيه فاحشة الزنا وأذيعت في مهرجان مراكش السينمائي الساقط ونشرت إفسادا لأبناء المسلمين!

 

ما أشقاها من حال بأنظمة العار، لك أن تموت فقرا أو سقما أو غرقا أو كمداً، فهذه الأنظمة المجرمة تتكفل بحفر قبرك!

 

هي أنظمة الضرار وما أبقت من عذر، فنحن معها أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما خلاصنا بالإسلام في اقتلاعها وتحكيم شرع ربنا بإقامة خلافة إسلامنا العظيم، أو السكوت على بوائقها فتسوقنا للكفر والضلال والهلاك والخسران المبين سوقا.

 

﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مُناجي محمد

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.