- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الصراع على السلطة داخل القيادة العسكرية الباكستانية
منافسةٌ رخيصة حول مَن يمكنه خدمة أمريكا
الخبر:
في 11 كانون الأول/ديسمبر، أصدر الجناح الإعلامي للقوات المسلحة الباكستانية بياناً صحفياً جاء فيه: "في 12 آب/أغسطس 2024، بدأت إجراءات محاكمة عسكرية ميدانية عامة ضد الفريق السابق السيد فيض حميد، بموجب أحكام قانون الجيش الباكستاني، واستمرت المحاكمة لمدة 15 شهراً. وقد أدين المتهم بأربع تهم تتعلق بالانخراط في أنشطة سياسية، وانتهاك قانون الأسرار الرسمية بما يضر بأمن الدولة ومصالحها، وإساءة استخدام السلطة والموارد الحكومية، والتسبّب في خسائر غير مشروعة للأفراد. وبعد إجراءات قانونية مطوّلة وشاقة، أدانت المحكمة المتهم بجميع التهم، وحكمت عليه بالسجن 14 عاماً مع الأشغال الشاقة. وقد صدر الحكم في 11 كانون الأول/ديسمبر 2025". (الجناح الإعلامي العسكري).
التعليق:
دار جدل واسع في باكستان حول نبأ حكم محكمة عسكرية على رئيسٍ سابقٍ لجهاز المخابرات بالسجن أربعة عشر عاماً بتهم تشمل انتهاك أسرار الدولة والتدخّل في السياسة. وفيما يلي خمس نقاط للنظر فيها، بهدف توجيه هذا النقاش نحو عملٍ مثمر، بإذن الله تعالى:
1. ليس سرا أنّ القيادة العسكرية في باكستان تتدخّل في السياسة منذ عقود، بدأ هذا التدخّل بعد سيطرة أمريكا عبر هذه القيادة على باكستان في ستينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، وأمريكا هي التي تُحدِّد جميع السياسات الرئيسية لباكستان، بينما تسمح لهذه القيادة بتحديد دور القيادة السياسية وشكلها.
2. عندما يُقدِم قائد الجيش على إزاحة القيادة السياسية يُطلَق على ذلك انقلاب، وعندما يُقدِم رئيس المخابرات على تغيير الوجوه في القيادة السياسية يُطلَق عليه انتخابات. وتحدث الاضطرابات الكبرى في البلاد عندما ينشأ تنافس داخل القيادة العسكرية نفسها. وكلّ هذا تتغاضى عنه أمريكا وتُقِرّه ما دامت مصالحها مضمونة داخل باكستان وفي منطقتها، وهذا هو الخطّ الأحمر الحقيقي للقوات المسلحة الباكستانية.
3. أمّا بالنسبة للمنافسة الأخيرة، فقد تنافس فيض حميد مع عاصم منير على منصب رئيس أركان الجيش. ويتمتع كلا الرجلين بخبرة واسعة في مجال الاستخبارات، ما يجعلهما بارعين في التنافس على أهم منصبٍ في البلاد، لذا كانت منافستهما طويلةً وشرسة، ومع ذلك، بالنظر إلى سجليهما الوظيفيين، يتضح جلياً أنّ كليهما يخدم أمريكا قدر استطاعته في جميع القضايا الرئيسية، كما يتضح أيضاً أنّهما علمانيان في توجهاتهما السياسية، ويعتبران تطبيق الإسلام تطبيقاً كاملاً تطرّفاً وإرهاباً وتشدّداً، لذلك، وبغضّ النظر عمّن فاز في هذه المنافسة، فإنّ استمرار الاستعمار الأمريكي لن يجلب إلا الضرر للإسلام والمسلمين.
4. يجب على المسلمين في باكستان وقواتهم المسلحة أن يُنهوا هذه المنافسة الرخيصة من أجل خدمة أمريكا، فلن تُفضي هذه المنافسة إلى حشد القوات المسلحة لتحرير كشمير وفلسطين، ولن تمنع سيطرة أمريكا على الموارد المعدنية في باكستان، بما فيها العناصر الأرضية النادرة، ولن تؤدي إلى تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى أو اتخاذ خطوات عملية لتوحيد الأمة الإسلامية لتصبح أكبر دولةٍ في العالم.
5. يجب على المسلمين في باكستان وقواتهم المسلحة أن يركّزوا على أجندة واحدة لإنهاء الاستعمار الأمريكي، وهي إقامة الخلافة على منهاج النبوة. روى مسلم عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي ﷺ قال: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ تَكْثُرُ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ» رواه مسلم.
أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية: أوقفوا استهزاء قيادتكم الفاسدة المؤلم بكم، واكسبوا احترام الأمة الإسلامية جمعاء وقبل ذلك وفوقه رضوان الله تعالى بالقبض على الخونة، وأعطوا نصرتكم لحزب التحرير فورا، لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ليقودكم خليفة راشد في القضاء على أعدائكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصعب عمير – ولاية باكستان