- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أرواح الأبرياء تُزهق والمسؤولون في سبات!
افتحوا الطريق قبل أن يُفتح عليكم الحساب
الخبر:
مأساة في منحدر الموت... لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب تسعة آخرون، بينهم إصابات خطرة، إثر انقلاب مروّع لحافلة ركاب في نقيل حيفان بمحافظة تعز، أثناء توجههم إلى عدن. الحادثة أعادت تسليط الضوء على خطورة هذا الطريق الجبلي المُهمَل. وأفادت مصادر محلية بأن الحادث وقع في منحدر حاد تشهد مساحاته تكراراً للحوادث المميتة، وذلك في ظل غياب أي تدخلات فاعلة لتحسين البنية التحتية أو فرض معايير السلامة المرورية. (الأمناء نت، 18/11/2025م)
التعليق:
هذه الفاجعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة في ظلّ نظام مهترئ لا يرعى شؤون الناس ولا يكترث لأرواحهم، بل لا يعرف من الحكم إلا النهب والفساد والولاء للدول الاستعمارية.
في ظل غياب دولة ترعى شؤون الناس بحق، تتحوّل الطرق إلى مقابر مفتوحة، والبنية التحتية إلى شِراك موت، والإنسان إلى ضحية دائمة لسوء الإدارة والإهمال المتعمد، وفساد لا يعرف حدوداً، الحكومة وأشباهها من سلطات الأمر الواقع تتقاذف المسؤوليات، ولا تقدم شيئاً يُذكر، لأن النظام القائم في اليمن هو جزء من النظام الرأسمالي الذي لا يرى الإنسان إلا رقما، أي لا قيمة للحياة إلا القيمة المادية فقط!
يا أهلنا في يمن الإيمان والحكمة: واجب شرعي عليكم جميعا الوقوف ضد الباطل وإهمال الدولة المتعمد، وعلى المؤثرين جميعا وفعاليات قادة القبائل، وسائقي الباصات، أن يتقوا الله في أرواح الناس، ولا يكونوا جزءاً من هذه المأساة! فالأمر أمانة ومسؤولية. يجب عليكم الضغط على هؤلاء الحكام لفتح الطرقات المغلقة وصيانتها، ارفعوا صوتكم ولا تسكتوا عن هذه الكارثة المستمرة، واضغطوا بكل الوسائل المشروعة على هؤلاء الحكام المتسببين في إغلاق الطرق الرئيسية، فالضغط يكون عبر إيجاد رأي عام وزيارة المشايخ والأعيان وأصحاب الرأي في المناطق الخاضعة لسلطات الأمر الواقع؛ الحوثيين في الشمال والمجلس الانتقالي في الجنوب، ليطالبوا فوراً بفتح وتأهيل الطريق الرئيسية تعز – عدن، وغيرها من الطرق، فالصمت على هذه الأنظمة العميلة يعني استمرار معاناة الناس ومزيداً من سقوط الأبرياء.
أما أنتم أيها المسؤولون فستقفون أمام الله وتُسألون عن هذه الدماء التي سفكت، ستقفون أمام الله، فلا مهرب من ذلك اليوم، إن لم تغيروا وتتحركوا لفتح الطرقات والحفاظ على سلامة الناس.
إن إعادة تأهيل الطرقات، وإنشاء بنية تحتية سليمة، ليست منّة من حاكم ولا مشروعا تنمويا، بل هي واجب شرعي على الدولة، وحقٌ من حقوق الرعية، وقد أثبتت الأيام أن هذه الدويلات الكرتونية لن تحقق للرعايا إلا المعاناة، فالرعاية لن تكون إلا في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، تحكم بشرع الله، وتضع رعاية شؤون الناس على رأس أولوياتها وتُحاسب كل من يقصر أو يفرط، فإلى متى يستمر هذا الذل والموت البطيء؟!
أما آن للأمة أن تخلع هؤلاء الحكام الخونة، وتعمل مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة التي تحفظ الأرواح والدماء؟! قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تُسَوِّ لَها الطريق؟"، فنحن نريد عمر وأمثال عمر، فأين هؤلاء الحكام من عمر؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الإدريسي – ولاية اليمن