- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقات بين باكستان وبنغلادش
الخبر:
قال رئيس حزب جماعة العلماء الإسلامية، مولانا فضل الرحمن، يوم الثلاثاء إن باكستان تجاوزت الذكريات المريرة، وحثّ على بناء مستقبل جديد مع بنغلادش في ظل الدفء الأخير في العلاقات بين البلدين. (المصدر)
التعليق:
يجب فحص النشاط المكثف الأخير الذي يشير إلى تحسن في العلاقات بين إسلام آباد ودكا، والذي شمل اجتماعات عسكرية رفيعة المستوى وزيارات سياسية، وهي ليست علامة على تقارب بين البلدين، بل لذر الرماد في العيون ويقصد منه ترسيخ الانقسامات التي تتوق الأمة إلى تجاوزها، ويؤكد هذا الخبر على أنه بعد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في بنغلادش في آب/أغسطس من العام الماضي، شهدت العلاقات الثنائية والتجارة تحسناً ملحوظاً، وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، زار رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال ساهر شمشاد ميرزا، بنغلادش، حيث تعهد هو ورؤساء القوات الجوية والبحرية البنغالية بتحسين التعاون في قطاعي الدفاع والأمن، وأعرب الطرفان عن تفاؤلهما بتوسيع العلاقات العسكرية فيما بينهما، وأكدا على التزامهما بتعميق العلاقات على أساس المساواة السيادية والاحترام المتبادل.
ومع ذلك، تظل هذه التأكيدات على الإيمان المشترك والتعاون العسكري محصورة ضمن الحدود الوطنية الحديثة للدولة الوطنية. وبينما يشدد القادة العسكريون في باكستان وبنغلادش على الحاجة إلى شراكة دائمة للبقاء صالحة ضد التأثيرات الخارجية، فإن هذا التركيز المحلي يبدو فارغاً عند النظر في سياق العقود الماضية.
فقد شهدت الأمة مشهداً مروّعاً للإبادة الجماعية في غزة، حيث منعت الانقسامات الوطنية بين البلاد الإسلامية أي رد عسكري موحد ذي معنى، وعلى الرغم من امتلاك هذه الدول قدرات دفاعية كبيرة، فقد فرضت الحدود الوطنية عدم التحرك، معززة أولوية المساواة السيادية على حاجات الجسد الموحد للمسلمين. وعلى النقيض من ذلك، فإنه عندما تعرّضت أي من هذه البلاد الإسلامية لهجوم مباشر، كان ردها فورياً ومناسباً، ما يثبت وجود القدرة، ولكن الإرادة السياسية الجماعية مشلولة بسبب الحدود التي فرضها الاستعمار البريطاني في جميع أنحائها.
لقد حان الوقت للاعتراف بالطبيعة المدمرة لهذه الانقسامات الوطنية، التي ابتليت بها الأمة منذ هدم الخلافة عام 1924م. لقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا الوحدة وحرم علينا التفرق، حيث قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وتشمل الانقسامات التي يحذرنا الله منها هذه التقسيمات الوطنية المصطنعة. وهذه التعاونات العسكرية المؤقتة المحدودة باتفاقيات الاحترام المتبادل هي لتكريس سيادة الدول المقسمة، وما هي إلا واجهة تخفي الوحدة الحقيقية التي يشتاق إليها المسلمون. لقد آن الأوان لندرك هذه الحقيقة ونغيرها من خلال الكفاح السياسي والصراع الفكري متبعين المنهج الواضح للنبي ﷺ. ويجب أن نتجاوز الذكريات المريرة للانقسامات السياسية الماضية ونعمل نحو تشكيل القوة الموحدة التي فرضها الله علينا، والوحدة، لا الاتحاد، يجب أن تكون النداء، وهي الخلافة على منهاج النبوة، لا دول التعاون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الدين عرفان – ولاية باكستان