Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم

 

 

الخبر:

 

قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة إن الاحتلال ارتكب 400 خرق موثق منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، مؤكدا أن هذه الانتهاكات تستهدف حياة المدنيين بشكل مباشر، وترمي إلى ترويعهم وتوسيع رقعة الدمار، بما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويهدد فرص الاستقرار.

 

التعليق:

 

 من كان يظن أن يهود يلتزمون بقانون أو معاهدة أو اتفاق فليقرأ قول الله تعالى: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾، فيهود لا يلتزمون بعهد ولا يستقرون على قرار. فإن قيل إن أمريكا تدعمهم وتقدم لهم الضمانات، فقد تمردوا من قبلُ على أوامر الله وعلى أنبيائهم، فهم يحسبون كل صيحة عليهم سواء أكانت في مصلحتهم أو غير ذلك. فهذا طبعهم وهذا ديدنهم، فهم منذ أن أقيم لهم كيان عام 1948 وهم يخونون كل عهد أو اتفاق. فقد كانوا يتعهدون بحفظ أمن أهل القرى في فلسطين، وحين يدخلون إليها يقتلونهم ويشردونهم. ولا يزالون يهدمون البيوت ويقتلون الشيوخ والنساء والأطفال في الضفة الغربية بعد أن وافقوا على تنصيب سلطة من سقط أهل فلسطين تديرها. ولا يزالون يشنون الغارات ويقتلون ويسفكون الدماء ويهدمون البيوت والمشافي في غزة بعد توقيع اتفاق الهدنة في شرم الشيخ.

 

فقد تجاوز الاحتلال بآلياته "الخط الأصفر" 17 مرة، وارتكب حوالي 400 خرق موثق منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مستهدفا حياة الناس بشكل مباشر، لترويعهم وتوسيع رقعة الدمار، بما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويهدد فرص الاستقرار. وقد أدت هذه الخروقات إلى استشهاد 279 شخصا، معظمهم أطفال ونساء وكبار سن، وإصابة 652 بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى اعتقال 35 شخصا خلال عمليات توغل تعسفية داخل الأحياء السكنية.

 

هكذا هي طبيعة يهود كما أثبتها الله عز وجل في محكم كتابه العزيز. وبالرغم من ذلك لا يزال رتل من أبناء أمتنا ممن تسنموا مراكز في الحكم أو السياسة، أو قل العمالة، يعقدون مع يهود المعاهدات ويوقعون الاتفاقيات وكلما خرق يهود اتفاقا لهم سارعوا إلى من هم أشد عداوة لهم يتباكون ويشكون ويستجدون!

 

والله تعالى لا يزال يحذر المؤمنين من مغبة مواقفهم ويستحثهم ليكونوا أكثر حذرا وانضباطا. فمرة يقول لهم: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾. وتارة يقول: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾. ومن ثم يحذرهم صراحة من يهود والمشركين بقوله: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾.

 

ولما قام رسول الله ﷺ في المدينة يبني دولة الإسلام الأولى ويرسي قواعدها، ويصنع أمة واحدة عمد شاس بن قيس ليخلق فتنة بين الأنصار يثير فيهم نعرة الجاهلية ليبعث العصبية من جديد بينهم فيقتتل الأوس والخزرج، فأنزل الله على رسوله محذرا المسلمين بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾، إلى أن قال مخاطبا المؤمنين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

 

فهذه نتيجة الركون إلى الذين ظلموا، ونتيجة الركون إلى معاهدات مع يهود وأوليائهم. وكل ذلك ليس إلا نتيجة حتمية لتخلي المسلمين عن قيادتهم الحقة التي أمرهم الله بها، والخاصة بوحدتهم وقوتهم ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾، ولا يكون ذلك إلا تحت قيادة خليفة يخشى الله ويتقيه، ويحكم بينهم بكتاب الله، ويقودهم للجهاد في سبيل الله، لتحرير نفوسهم وأنظمتهم قبل أراضيهم وبلادهم.

 

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جيلاني

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.