- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
صورة بألف كلمة
الخبر:
مشهد أحمد الشرع (الجولاني) يدخل البيت الأبيض من الباب الخلفي دون أن يستقبله ترامب على الباب.
صورته هو ووزير خارجيته يجلسان قبالة ترامب مثل بقية موظفي البيت الأبيض بدل أن يجلس بجانبه.
صورة أحمد الشرع واقفا بجانب مكتب الرئيس الأمريكي الذي كان جالسا على كرسيه.
أما هدية ترامب للجولاني فهي قبعة كتب عليها MAGA أي "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.

التعليق:
آخر رئيس سوري زار أمريكا كان عام 1946، وبعد ما يقرب من 80 سنة تستقبل واشنطن الرئيس السوري الحالي. وقال بيان وزارة الخارجية والمغتربين السورية "بتوجيه من الرئيس ترامب، عُقد اجتماع عمل ضم وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني ووزير الخارجية الأمريكي السيد ماركو روبيو ووزير الخارجية التركي السيد حقان فيدان، لمتابعة ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين ووضع آليات تنفيذ واضحة له".
إذاً الذي عين شكل الاجتماع وتفاصيله ومن يحضر فيه (بمن فيهم وزير الخارجية التركي) هو ترامب. فترامب لا ينظر لأحمد الشرع بوصفه رئيس دولة بمعنى الكلمة، بل إن صيغة وشكل الاستقبال تؤكد أنه يستقبل صبي أردوغان ليس أكثر، ولهذا فإن كل صورة تم بثها مقصودة وتحمل رسائل عديدة لكل ذي عينين. في المقابل نشرت الخارجية السورية صورة لترامب يصافح أحمد الشرع أمام مكتبه في البيت الأبيض، أما الصورة الأخرى فتكاد لا تظهر في محركات البحث فهل كانت مجرد هفوة؟
السؤال المطروح كيف يقبل أحمد الشرع بهذا الإذلال له؟! قد يقول قائل إن هذه مجرد شكليات ورتوش لا تنفي كم المصالح التي ستجنيها سوريا بعد رفع العقوبات عن الجولاني في مجلس الأمن وتعطيل العمل في قانون قيصر لـ180 يوما. ونسي هؤلاء أو تناسوا أن الثمن باهظ جدا ولن يأتي على سوريا إلا بالويل والثبور؛ سواء القبول بإنشاء وإبقاء القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا وما يعنيه ذلك من سيطرة مباشرة على البلاد، أو بالانضمام للتحالف ضد الإسلام، أو كان ذلك بفتح البلاد للشركات الرأسمالية لتنهب ثرواتها بحجة تشجيع الاستثمار والسير بخطا حثيثة نحو التطبيع مع كيان يهود والتنازل عن الجولان.
يفعل الجولاني كل ذلك وفي المقابل لا يسمح له بمجرد صورة تذكارية واقفا كرئيس دولة بجانب ترامب، على أن صورة كهذه ليست شرفا أصلا لمسلم فكيف بتلكم الصور التي تكاد تنطق بمن هو أحمد الشرع وما هي وظيفته وكيف ينظر ترامب له!
أما قبعة ماغا، فتلك مهانة أخرى ورسالة عظمى... لو كانوا يعلمون!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى