Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
أمريكا تسعى لتعديل خارطة الطريق للأزمة اليمنية وذلك بنزع سلاح الحوثيين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمريكا تسعى لتعديل خارطة الطريق للأزمة اليمنية وذلك بنزع سلاح الحوثيين

 

 

الخبر:

 

ضغوط أمريكية وسعودية على الحوثيين لتعديل خارطة الطريق تتضمن نزع سلاح الحوثيين. (جريدة الأخبار اللبنانية 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2025م).

 

التعليق:

 

كانت السعودية قد كشفت عن خارطة طريق بينها وبين الحوثيين بمباركة أمريكية تتعلق بوقف إطلاق النار وفتح الطرق والمطارات ودفع المرتبات ثم البدء بمفاوضات سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة مناصفة مع حكومة رشاد العليمي، إلا أن حكومة العليمي رفضتها كونها تهب الحوثيين حوالي ثلثي عائدات النفط وامتيازات أخرى.

 

ومجددا عاد الحديث عن إحياء عملية السلام في اليمن، وقال الحوثيون إنهم جاهزون لتنفيذ خارطة الطريق تلك، وكذلك كرر وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان أن خارطة الطريق جاهزة للتطبيق. بينما يقول قادة المجلس الرئاسي اليمني ووزير خارجيته أنها لم تعد مناسبة ويطالبون بحل سياسي وفق مرجعياتهم الثلاث وهي: المبادرة الغربية المسماة بالخليجية التي بموجبها تمت تنحية الهالك علي عبد الله صالح عن الحكم، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد برعاية غربية وأسفر عن شكل نظام الحكم الفيدرالي في إطار النظام الجمهوري الديمقراطي القائم على الحريات وتمكين المرأة ومحاربة الإرهاب، والمرجعية الثالثة القرار الأممي 2216 الذي يعتبر الحوثيين مليشيا مغتصبة للحكم! إلا أن السعودية والحوثيين متمسكون بخارطة الطريق الأمريكية التي لم تنص على تلك المرجعيات.

 

وفي السياق نفسه شدد مجلس التعاون الخليجي على أن الحل في اليمن ينبغي أن يستند إلى المرجعيات الثلاث دون المساس بوحدة اليمن، في إشارة إلى رفضهم مشروع تقسيم اليمن الذي يتبناه المجلس الانتقالي الذي أنشأته الإمارات عام 2017م.

 

وبالعودة إلى الحديث عن عودة المسار السياسي كشفت جريدة الأخبار اللبنانية أن هناك تعديلا ستقوم به أمريكا مع السعودية يتضمن نزع سلاح الحوثيين، ويبدو أن هذا التعديل سيكون من أجل أن تقبل به حكومة العليمي المسنودة من بريطانيا. فيما يستمر التنافس الدولي على النفوذ في اليمن يبقى الناس هناك تحت سلطان الاستقطاب العسكري والسياسي بين السعودية والإمارات اللتين تمثلان التنافس بين أمريكا وبريطانيا على النفوذ والثروة في اليمن، وقد أشارت إلى ذلك التنافس توكل كرمان تعليقا على افتتاح مطار المخا التي يديرها عضو مجلس الرئاسة طارق صالح والواقعة تحت النفوذ الإماراتي، قائلةً إنه وكيل الوكيل (تقصد بذلك طارق صالح والإمارات الوكيلة عن بريطانيا)، وقالت إن بريطانيا قامت بإنشاء مطار عدن والمنازل والمستشفى فيها خدمة لجنودها وتركت باقي المستوطنات شذر مذر، أي دون أية عناية في إشارة إلى ما تفعله اليوم في المخا حيث بنت مطارا هناك خدمة لمصالحها العسكرية بينما المدن المكتظة بالسكان لا تحظى بأية عناية!

 

والحاصل أن هذه القيادات المحلية تسلم البلاد وقضاياها وثرواتها للوكلاء المتحكمين فيها نيابة عن الغرب الكافر، ويخدعون الناس بشعارات طائفية ومناطقية وحتى دينية كي يخفوا جرائمهم بحق البلاد والعباد.

 

إن الإسلام أمر بعدم السماح للكفار بالسيطرة والتحكم في بلادنا، قال تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وقال ﷺ: «إِنَّا لَا نَسْتَضِيءُ بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ» أي لا نستعين بهم لحل قضايانا، وجعل الإسلام السيادة لله وحده دون أي شريك من البشر في تنظيم الحياة وشكل نظام الحكم فيها وكافة التشريعات التي تصون دماء المسلمين وثرواتهم وتدير شؤون حياتهم وفق أحكام الإسلام في الحكم والاقتصاد والسياسة الخارجية والأموال والتعليم وغيرها، وليس كما يفعل حكام المسلمين اليوم أن جعلوا الغرب الكافر متحكما في البلاد والحكم ونظم العيش ومسيطرا على الثروة والسيادة، وواضعا الناس، وهم أصحاب البلاد وثرواتها، في فقر مدقع ودمار وحروب تدار عن بعد بجنود محليين!

 

يا أهل اليمن: إن نظام الخلافة هو النظام الذي ارتضاه ربكم لكم وليس النظام الجمهوري والفيدرالي الديمقراطي ولا النظام الطائفي ولا النظام الملكي، وقيام الخلافة أمر ممكن ومتاح بل إنه قد آن أوانه بعد الحكم الجبري الذي نعيش تحته اليوم، ولكن الخطوة الأولى نحو الخلافة تكمن في عدم اتخاذ هذه القيادات المحلية شمالا وجنوبا، حكاما، بل إنهم مغتصبون للحكم بتمكين من الغرب الكافر ليسهل عليه نهب الثروة والسيطرة على البلاد وممراتها ومنافذها الدولية في إطار التنافس الاستعماري بين بلدانهم.

 

فهلم إلى العمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ليرضى عنكم ربكم سبحانه وتعالى وتنالوا عز الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد العزيز الحامد – ولاية اليمن

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.