- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مدعومة من الغرب، ومحمية من جيرانها
(مترجم)
الخبر:
نتنياهو يُشدد موقفه بشأن أمن كيانه قبيل لقائه مع فانس. (أسوشيتد برس)
التعليق:
في لقائه الأخير مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، أعلن بنيامين نتنياهو أن دولته ليست محمية أمريكية، مُدّعياً استقلالها التام في قراراتها الأمنية والسياسية. وقد صوّرها كقوة ذات سيادة، بعيدة عن نفوذ واشنطن. ومع ذلك، جاء هذا التصريح في الوقت الذي تُواصل فيه أمريكا فرض إيقاعها السياسي على المفاوضات وترتيبات وقف الحرب على غزة.
تُعدّ هذه الادعاءات بالاستقلال محاولةً مكشوفةً لإظهار القوة في وقتٍ تعتمد فيه شرعية كيان يهود واستقراره كلياً على درع الدعم الغربي. في الواقع، ليس هذا الكيان سوى قاعدة عمليات أمامية عسكرية واستخباراتية وسياسية للنظام الاستعماري الغربي المغروس في قلب البلاد الإسلامية. يعتمد وجودها وبقاؤها على التدفق المستمر للمساعدات العسكرية الأمريكية وتبادل المعلومات الاستخباراتية والدعم الاقتصادي بمليارات الدولارات سنوياً؛ من نظام القبة الحديدية إلى قواتها الجوية المعتمدة على الطائرات الأمريكية، واقتصاد مدعوم بالتجارة الغربية والاستثمار وأموال دافعي الضرائب الأمريكيين. كل شريان حياة حيوي لهذا الكيان مدعوم من الخارج. وبدون هذا الدعم، لا يمكنه أن يتحمل حتى يوماً واحداً من المواجهة العسكرية المستمرة.
إن خطاب نتنياهو هو محاولة يائسة للحفاظ على وهم القوة والسيادة بينما يشهد العالم على الحقيقة: كيان يهود موجود فقط كغرسة استعمارية تخدم المصالح الاستراتيجية الغربية لتقسيم البلاد الإسلامية ومنع وحدته السياسية والحفاظ على السيطرة الغربية على موارد المنطقة واتجاهها السياسي. إن استمرار بقائه مضمون أيضاً من خلال الأنظمة المحيطة في الأردن ومصر وتركيا التي تعمل كحراس شخصيين إقليميين. تُشكّل هذه الأنظمة معاً حلقةً واقيةً تحمي المشروع الصهيوني من المواجهة الحقيقية، وتحافظ عليه كبؤرةٍ غربيةٍ مُقامةٍ في قلب البلاد الإسلامية.
الحقيقة التي لا لبس فيها هي أنه لا وجود لكيان يهود إلا بفضل الحماية الغربية وخيانة الأنظمة المحيطة به. وإن إزالة طبقةٍ واحدةٍ من هذا الأمن المُصطنع سيُنهي المشروع بأكمله. فهو لا يبقى بقوته الذاتية، بل بخنوعِ من يدعمونه. فقط عندما تُدرك الأمة الإسلامية هذه الحقيقة وتُعيد الخلافة على منهاج النبوة، ستعود المنطقة إلى وضعها الطبيعي، خاليةً من هذه البؤرة الاستعمارية والأنظمة التي تحميها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هيثم بن ثبيت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا