Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
روسيا تستهدف أماً مسلمة من تتار القرم وبناتها  لأوّل مرّة في اعتقالات بتهم إرهاب لا أساس لها من الصّحة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

روسيا تستهدف أماً مسلمة من تتار القرم وبناتها

لأوّل مرّة في اعتقالات بتهم إرهاب لا أساس لها من الصّحة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في تصعيدٍ مُرعب، اعتُقلت زوجة رمزي نعمتولايف السجين السياسي، وثلاث شابات أخريات في مداهماتٍ صباحية، مُمثلةً بذلك أوّل اعتقال جماعي للنساء في حزام القمع الروسي المُستمر.

 

ومع الأسف، لم تكن هناك مفاجآت في 16 تشرين الأول/أكتوبر، حيث أمرت محكمة الاحتلال في سيمفيروبول باحتجاز أسماء نعمتولاييفا مواليد 1985، وإلفيزا علييفا مواليد 2005، وفوزية عثمانوفا مواليد 2004، ونسيبة سعيدوفا مواليد 2006. جاء ذلك على الرغم من عدم توجيه أي تهمةٍ مُحددةٍ إلى أيٍّ منهن، وأنّ أسماء نعمتولاييفا، زوجة سجين سياسي، لديها خمسة أطفال صغار.

 

على الرّغم من الزيادة الحادة في عدد السجينات السياسيات منذ أن شنّت روسيا غزوها الشامل على أوكرانيا، إلا أنّ العملية الجماعية في 15 تشرين الأول/أكتوبر، واستهدافها نساء تتار القرم، شكّلت خطاً أحمر بالغ الخطورة تجاوزته روسيا لأول مرة.

 

وقد أدت هذه المحاكمات بالفعل إلى إصابة عدد كبير من أطفال تتار القرم بصدمات نفسية جراء عمليات التفتيش المسلحة، وإجبارهم على العيش دون آبائهم. الرسالة الآن واضحة تماماً، وهي أنهم قد يصبحون أيتاماً تماماً دون أن يكونوا في مأمن من الاضّطهاد.

 

التعليق:

 

منذ احتلالها شبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤، دأبت روسيا على اضّطهاد مسلمي القرم بلا هوادة.

 

حتى الآن، اقتصرت اعتقالات هذا النظام الملحد لشباب حزب التحرير على الرّجال فقط، لكننا نشهد الآن أولى الاعتقالات ضدّ النساء المنتميات لحزب التحرير في شبه جزيرة القرم. هؤلاء النساء الأربع هنّ أسماء نعمتولاييفا، صانعة حلوى وأم لخمسة أطفال؛ وإلفيزا علييفا طالبة جامعية؛ وفوزية عثمانوفا عاملة في متجر؛ ونسيبة سعيدوفا معلمة وعاملة في حضانة أطفال.

 

روت علية بكيروفا، والدة أسماء، والبالغة من العمر ٧٣ عاماً، فظاعة مداهمة الساعة الرابعة فجراً، واصفةً كيف كانت هي وابنتها وخمسة أحفاد في المنزل وقتها، حيث قالت: "دخلوا فجأةً دون طرق الباب. قالت ابنتي: لا تكسروه، سأفتحه بنفسي". وعلى الفور، دخلت مجموعة كاملة من قوات الأمن المدجّجة بالسلاح؛ وكانوا أكثر من عشرة، بينما يقول حفيدها إنهم كانوا خمسة عشر على الأقل". بعد وصول وحدات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، استيقظ الأطفال على الضّجيج والصّراخ، بينما كان الكبار قلقين على عائلاتهم. تتذكر المرأة أن قوات الأمن قلبت الأغراض، وفتشت كل شيء في غرفة الأطفال، بل وفتشت حتى الكتب الإسلامية. لم يسمحوا لحفيدتهم الكبرى، وهي تلميذة، بالدخول إلى الغرفة عندما قرأوا أمر التفتيش. صودرت بعض الهواتف، وأُعيد الباقي.

 

خلال المداهمة، حذّر الضباط علية بكيروفا من التقدم بطلب الوصاية الرسمية على أحفادها، مهدّدين بأنه "إذا لم يكن هناك وصي، فقد تأخذ الدولة الأطفال". سألتهم: "لماذا تفعلون هذا؟ أنتم تُيتمون الأطفال وآباؤهم على قيد الحياة!"، "ماذا فعلوا بكم؟ إنهم لا يمارسون سوى عقيدتهم". وحسب قولها، أُخذت أسماء حوالي الساعة السابعة صباحاً. وعلقت والدتها لاحقاً: "ألا يكفي عدد قوات الأمن من أجل امرأة واحدة؟".

 

الرسالة، كما يُحذر النشطاء، واضحة: أطفال تتار القرم، الذين عانوا بالفعل من صدمة عمليات التفتيش المسلحة واعتقال آبائهم، يُمكن الآن أن يُيتموا تماماً.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مسلمو القرم للاضطهاد من روسيا. ففي البداية كانت روسيا القيصرية، ثم نظام الكرملين الشيوعي، والآن نظام بوتين الاستبدادي. واليوم، يذكرنا حملة الدعوة الإسلامية في القرم بمكانة المسلمين الأوائل في مكة المكرمة. أخواتنا صامدات بشموخ وكرامة كسمية بنت خياط رضي الله عنها، يحدقن في وجه النظام الروسي المحتل الغاشم، معتمدات على وعد الله وحده، وهن يواصلن الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية.

 

من المعروف عالميا أن حزب التحرير ليس منظمة إرهابية، وأن جميع الاتهامات التي يوجهها الكرملين إليه هي محض أكاذيب وتلفيقات. إن متابعة تاريخ حزب التحرير منذ نشأته عام ١٩٥٣ وحتى الآن، تُمكّن من دحض هذه الأكاذيب بسهولة. فالحزب يتبنى الصراع الفكري والحجة والبرهان، ولن يتخلى عن هذا النهج. وسيواصل عمله الفكري والسياسي حتى يمن الله عليه بالنصر ويمكنه من استئناف الحياة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ونشر الإسلام دين الرحمة والعدل والطمأنينة، لتدخله الأمم أفواجا، هاربة من ظلم الرأسمالية وجبروت الحكام، وحتى يميز الناس الحق من الباطل.

 

يقول الله عزّ وجلّ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ثريا أمل يسنى

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.