- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعقد واشنطن صفقةً مع مجلس الرئاسة اليمني؟
الخبر:
رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي اليمني مع لجنة عسكرية يستعدون للتوجه إلى واشنطن. (قناة بلقيس الفضائية، 11 أيلول/سبتمبر 2025م).
التعليق:
استدعت أمريكا المجلس الرئاسي اليمني مع لجنة عسكرية إلى واشنطن في وقت عادت التهديدات الحوثية في البحر الأحمر وعلى كيان يهود، ولم تجدِ نفعاً ضربات يهود الجوية على صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، إذ لا تعدو كونها ضربات على البنية التحتية المدنية وعلى شخصيات غير مؤثرة في الهيكل السياسي والعسكري للحوثيين.
وتعمل أمريكا اليوم على تسويق كيان يهود على أنه القوة الأولى في المنطقة وأنه يمتلك ذراعاً تستطيع أن تصل إلى صنعاء والدوحة وحتى طهران وقتما تشاء، وأن الأنظمة في المنطقة لا تملك إلا أن ترهن نفسها لأمريكا لحمايتها وتستمر في تشغيل مصانع الأسلحة الأمريكية وخصوصا منظومات الدفاع الجوي، وبهذا يكسب ترامب ورقة اقتصادية على منافسيه الديمقراطيين، وليس هذا فحسب بل سيفرض ترامب على الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية أن تسير نحو التطبيع العلني مع كيان يهود، في وقت تضطر بعض دول العالم لسحب سفرائها منه أمام ما يقوم به من مجازر في فلسطين وفي المنطقة عموما.
إذن هكذا تخطط أمريكا لربيبها كيان يهود؛ أن يكون بعبعا بديلا لإيران في المنطقة، وأن يتوسع صوب جنوب لبنان وسوريا وربما أكثر من ذلك، وأن يكون ضمن نسيج النظام الحاكم في المنطقة تحت سطوة البندقية الأمريكية.
ولما لم تجد الضربات الأمريكية على الحوثيين في وقف تهديدهم على كيان يهود، ولم تجد ضربات الكيان نفسه عليهم، واستمرار الدعم الإيراني لهم، دعت أمريكا المجلس الرئاسي اليمني إليها مع لجنة عسكرية ربما لعقد صفقة معه لدعمه عسكرياً لإخضاع الحوثيين على الدخول في مفاوضات سلام وتشكيل حكومة يمنية موحدة مع الحوثيين، تحافظ على مصالح أمريكا في اليمن، مع الوجود السعودي داخل اليمن، وبهذا يكون المجلس الرئاسي المدعوم أوروبياً محاطاً بالوجود الحوثي والوجود السياسي السعودي للحفاظ على مصالح أمريكا دون اللجوء إلى عمل عسكري واسع قد لا تعرف أمريكا كيف تنهيه، فوجود الإمارات الذي يخدم مصالح بريطانيا لا يستهان به في عدن وفي المدن الساحلية وفي الجزر اليمنية، وكذلك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أنشأته الإمارات يمتلك حضوراً جماهيرياً واسعاً كونه يستخدم ورقة القضية الجنوبية ويلوح بفصل جنوب اليمن عن شماله، علاوة على أن المجلس الرئاسي يمثل مجموعة من الأحزاب اليمنية التي توالي بريطانيا في عدن مع وجود بقايا من مخلفات نظام الهالك علي صالح الذي يمثله طارق صالح وجيشه في الساحل الغربي، وقد أعلنت بريطانيا مؤخراً تسليح خفر السواحل اليمنية تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية.
وعليه فإن دعوة المجلس الرئاسي ولجنته العسكرية إلى واشنطن قد تثمر عن صفقة عسكرية لحماية البحر الأحمر من الحوثيين وربما إعاقتهم عن إطلاق المسيرات والصواريخ على كيان يهود.
هكذا تخطط أمريكا لإدارة الشرق الأوسط الجديد مستخدمةً في ذلك حكاما خانعين لا يستطيعون حتى رفع رؤوسهم أمامها، حتى وهي تنتهك سيادتهم وتسلب أموالهم دون اعتراض! ومستخدمةً مليشيات عسكرية ترفع شعار الموت لأمريكا في وقت لا يعرف الموت منها إلا أبناء اليمن!
إلا أن أمريكا قد لا يسعفها الوقت، والأمة تغلي في كل مكان ضدها وضد كيان يهود والغرب برمته، ولم يبق إلا القليل حتى ترفع الأمة الإسلامية رايات الخلافة التي ستطرد الغرب الكافر من كل البلاد وتحرر العالم من النفوذ الصهيوأمريكي، ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد العزيز الحامد – ولاية اليمن