Logo
طباعة
المنصّات: سلاح جديد يستخدمه الكيان لتزييف الحقائق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المنصّات: سلاح جديد يستخدمه الكيان لتزييف الحقائق

 

 

الخبر:

 

كشف موقع دروب سايت نيوز أنّ شركة غوغل أبرمت اتّفاقا بـ45 مليون دولار مع مكتب رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو، للتّرويج لرواية تل أبيب، والتنصّل من الجرائم التي يرتكبها الكيان بحقّ فلسطينيّي قطاع غزّة على مدار 700 يوم، في واحدة من أطول وأقسى المآسي الإنسانية في العصر الحديث.

 

وأفاد دروب سايت نيوز، الأربعاء الماضي، بأنّ "شركة غوغل، بموجب عقد مدّته 6 أشهر بقيمة 45 مليون دولار، أبرمته مع نتنياهو، تساهم في التّرويج لرسائل الحكومة الإسرائيليّة، والتّقليل من شأن الأزمة الإنسانيّة في غزّة".

 

التّعليق:

 

ليس غريبا أن تعقد شركة رأسماليّة كبيرة مثل غوغل اتّفاقا مع رئيس وزراء الكيان الغاصب للأراضي المقدّسة وقاتل الأطفال الأبرياء مقابل مبلغ ماليّ ضخم. فمثل هذه الشّركات لا يهمّها سوى الرّبح وكسب الأموال الطّائلة ضاربة بكلّ القيم الإنسانيّة عرض الحائط.

 

في عقدها لهذا الاتّفاق دعم لهذا الكيان ومساندة له ليتنصّل من الجرائم البشعة والإبادة الجماعيّة التي يقترفها في حقّ المدنيّين العزّل والنّساء والأطفال الأبرياء؛ اتّفاق يروّج لروايات هذا الكيان المجرم ويجعله في موقع الضّحيّة والمدافع عن نفسه تجاه هجوم "الإرهابيّين".

 

إنّ ما قامت به هذه الشّركة يظهر كيف أنّ النّظام الرّأسماليّ يستغلّ جميع آليّاته ووسائله كأسلحة يحارب بها ضدّ أعدائه. فوسائل التواصل الإلكتروني لها الأثر البالغ في توجيه الرّأي العام والضّغط على القرارات السّياسيّة، وقد تجلّى ذلك في كثير من الوقائع والأحداث التي تغيّرت نتائجها بعد أن تحوّلت إلى قضايا رأي عام أو لاقت من المتابعين مساندة ودعما.

 

ولأنّها شركة من أعرق الشّركات في العالم ويستخدمها الملايين سعى هذا الكيان ليستعملها سلاحا "إعلاميّا" يحبط به كلّ المساعي الصّادقة التي يقوم بها الصحفيّون ومستخدمو وسائل التّواصل الإلكتروني في نقلهم للحقائق ولما يحدث فعلا في غزّة من حرب إبادة يقتّل فيها الأبرياء بالقنابل والصواريخ أو جوعا بعد أن حوصروا ومنعت عنهم المساعدات التي تحوّلت إلى فخاخ يُصطاد بها من يسعون للحصول عليها.

 

إنّ ما يقوم به هؤلاء من طمس للحقائق وسعي لتزييفها ليظهروا في ثوب الضّحيّة يعكس بشاعة النّظام العالميّ الذي يحكم النّاس فهو نظام يساند المجرمين والقتلة ويوظّف كلّ الوسائل والآليّات حتّى يواليهم ويدعمهم، ولا يخفى على أحد دعم رئيس الولايات المتّحدة التي تتحكّم في العالم لسياسة نتنياهو واعتباره حرب الإبادة التي ينفّذها بحق أهل غزّة (حرباً على الإرهابيّين) بل شارك في تقتيل الأبرياء أثناء سعيهم للحصول على المساعدات وهو ما كشفته الأخبار والفيديوهات التي نقلت عبر وسائل التواصل.

 

هذا الاتّفاق الذي أبرم هو سلاح آخر يسعى الاحتلال وأعوانه ومؤيّدوه لاستخدامه حتّى يشوّهوا الحقائق وحتّى تتقلّص ردود فعل الشّعوب الغربيّة خاصّة، والتي خرجت مندّدة بما يقترفه كيان يهود وتنادي بوقف هذه الحرب.

 

بموجب هذا الاتفاق المبرم قامت الشّركة بنشر دعاية تظهر أناسا يعدّون الطّعام في قطاع غزة، وكان التّعليق على المشاهد بأنّه يوجد طعام وكلّ ما يقال دون ذلك هو كذب!

 

لم يقتصر هذا الكيان الخبيث على غوغل بل شملت حملته هذه مؤثّرين أمريكيّين إلى جانب إنفاق ضخم على الإعلانات المموّلة لصالح غوغل ويوتيوب وإكس وميتا وغيرها من المنصّات.

 

كما أنفقت حكومة كيان يهود - وفق تحقيق دروب سايت - 3 ملايين دولار على عقد إعلانيّ آخر مع منصّة إكس، ومنحت شركة الإعلان الفرنسيّة آوت براين تيادس نحو مليونين و100 ألف دولار أيضا.

 

هي حملة أطلقها الكيان حتّى ينفي الحقائق ويزيّفها ووصفها بأنّها "هاسبارا"، وهي كلمة عبرية تعني مزيجا بين العلاقات العامة والدعاية وتهدف إلى إنكار وجود الجوع.

 

يسعى هذا الكيان لتوظيف الإعلام والمنصّات كسلاح آخر يحارب به ليغيّر نظرة العالم لأعماله الشنيعة ويظهر بريئا ممّا يروّج عنه... ولكن سقط القناع.

 

وإنّه من المؤلم أن نلحظ أمّة الكفر وهي تتكاتف وتتآزر في حربها على أهل غزّة في حين أمّة الإسلام جامدة لا تحرّك ساكنا ولا تدفع بأبنائها ليخوضوا هذه الحرب المصيريّة!!

 

 فإلى متى الهوان والجمود يا خير أمّة أخرجها الواحد المعبود؟؟!

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.