Logo
طباعة
عدم إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزّة لا يغيّر الواقع!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

عدم إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزّة لا يغيّر الواقع!

 

الخبر:

 

تتزايد أعداد ضحايا الجوع في غزة في ظل الحصار، في وقت تتواتر فيه التحذيرات من اتساع نطاق المجاعة فيها.

 

ورغم الصور والأخبار المتواترة والفيديوهات التي تعكس حجم المأساة فإنّ الأمم المتحدة لم تعلن بعد رسميا المجاعة في غزّة بزعم نقص البيانات الدقيقة واكتفت من التحذير!

 

التعليق:

 

عجيب أمر عالمنا اليوم فرغم أنّه تغمره الصور والبيانات والبلاغات اليومية والفيديوهات ومواقع التواصل وغيرها ممّا يعكس الواقع إلا أنّ منظمة الأمم المتحدة عجزت عن إعلان المجاعة رسميا في غزّة بسبب نقص الإحصائيات حسب زعمها وعدم القدرة على جمع المعطيات الدقيقة بسبب الحصار!

 

إنّ عين الشمس لا تغطى أبداً بغربال وإعلان الأمم المتحدة من عدمه لا يقدّم ولا يؤخر، فالأخبار المتواترة التي تصلنا كل يوم عن استشهاد الرضع والأطفال والكبار جوعا وعن الطوابير الطويلة التي يقف فيها أهل غزّة للحصول على فتات طعام وصور الأطفال وقد برزت نتوءات أجسادهم الهزيلة، كفيلة بعكس المأساة والمجاعة التي يحياها أهل غزّة فالكارثة أوضح من أن تُخفى.

 

فهل الاعتبارات التقنية الجامدة تقدّم على الاعتبارات الإنسانية الملحّة خاصة مع وجود الأدلة الواقعية الواضحة للعيان؟!

 

إنّ من خبر حقيقة المنظمات الدولية ودورها لا يمكن أن يغفل عن وجود اعتبارات سياسية تمنع صدور إعلان من هذا النوع. فالأمم المتحدة لم تكن يوما بمنأى عن التوازنات السياسية والضغوط الدولية. وقد أظهرت التجارب السابقة أن قرارات مجلس الأمن، أو إحالات المحكمة الجنائية الدولية، أو حتى بعض تقارير الأمم المتحدة ذاتها، كانت عرضة دوما للمساومة أو التعطيل تحت وطأة صفقات سياسية أو ضغوط من الدول النافذة!

 

فهل يُرجى من الأمم المتحدة ذراع أمريكا أن تقوم بعكس مصالحها وأن تتسم بالموضوعية والنزاهة وتنصر أهل غزّة، ويدا أمريكا ملطخة بدماء الشهداء وهي المتواطئة فيما يحدث وهي التي تغذّي كيان يهود بمقومات بقائه وصموده؟!

إنّ تأخر المنظمة في إعلان المجاعة يعكس فشلاً أخلاقياً في مواجهة كارثة موثّقة بالصوت والصورة، وستبقى الحقيقة جليّة للعيان رغم زعمهم، فصور الأطفال وهم يموتون جوعاً وصور العائلات وهي تبحث عن الطحين في القمامة، وصور طوابير الإغاثة التي قصفت عمداً، كل ذلك سيبقى عالقا في الأذهان وموثقا على شاشات العالم، ولن يقدروا أبداً على تزييف الواقع.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منّة الله طاهر – ولاية تونس

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.