- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
حرائق الغابات هي نتيجة لعجز وعدم مبالاة المسؤولين عديمي الكفاية والمواقف
الخبر:
أعلن وزير الصحة التركي، كمال مميش أوغلو، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس: "حتى الآن، تسببت حرائق الغابات في إصابة 538 شخصاً. نتولى حالياً علاج ثلاثة جرحى، أحدهم في حالة حرجة. وللأسف، فقد مواطنان حياتيهما". (Oxu.Az، 04/07/2025م)
التعليق:
حرائق الغابات! تلك الكارثة التي اعتدنا عليها في تركيا كل صيف. ومن يقف وراءها؟ مسؤولون عاجزون جهلة، لا همّ لهم إلا خدمة أسيادهم وحشو جيوبهم. ودائماً ما يتهربون من المسؤولية بإلقاء التهمة جزافاً على الحر الشديد أو على الناس! بنظرهم، هم ملائكة أطهار، والمجرم إما الشمس أو الناس! ولكن هيهات! إذا كانت هناك مشكلة، فهم المسؤولون أنفسهم، فهم أصل الداء وسبب كل بلاء. ألم يُسمَّوْا مسؤولين لهذا السبب؟ لكن لا! فبسبب إهمالهم المطلق، وجهلهم المطبق، وجشعهم الذي لا ينتهي، وخيانتهم لأمانة الشعب لحساب أسيادهم، وتحويلهم الناس إلى مجرد أرقام في صناديق الاقتراع، أصبحوا لا يستحقون إلا اسماً واحداً وهو سماسرة الأصوات.
يهطل المطر، فتغرق تركيا في السيول! يضرب الزلزال، فينهار البلد تحت الركام! يشتد الحر، فتلتهمه النيران! يحل الصقيع، فيتجمد كل شيء! يتساقط الثلج، فتُشلّ الحياة! وإياكم أن تظنوا أن عجز الحكام وجهلهم يقف عند هذا الحد! فهذه هي فقط الكوارث التي اعتدناها كل سنة. وهناك ألف مصيبة ومصيبة أخرى، فشلوا في مواجهتها. أهذه هي المرة الأولى التي يرون فيها هذه الكوارث حتى لا يعرفوا كيف يتصرفون؟! كل عام المآسي نفسها، ولكن بسبب هؤلاء الحكام الجهلة، الذين لا عقل لهم ولا ذاكرة، يحترق البلد اليوم بنيرانهم! دعك من الحريق الاقتصادي، فتلك قصة أخرى! وفي النهاية، من يدفع الفاتورة؟ نحن! الشعب هو من يتجرع مرارة إهمالهم وغبائهم. تقوم الحرب، فيموت الشعب... أما هم فلا! يقع الزلزال، فيُدفن السكان تحت الركام... أما هم فلا! تأتي السيول، فيغرق الناس... أما هم فلا!
قلناها وسنستمر في قولها: إن أكبر كارثة تتعرض لها الأمة اليوم هي حكامها. فهم المهندسون والمسببون لمختلف المشاكل، سواء أكانت حروباً أهلية كما في السودان واليمن، أو غلاءً فاحشاً كما في تركيا ولبنان وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين، أو إبادة جماعية كما في غزة والضفة، أو فقراً مدقعاً كما في قرغيزستان وأفغانستان وبنغلادش، وغيرها من المشاكل التي لا تُحصى. وما لم تتخلص الأمة من هؤلاء الحكام الخونة والعملاء، فسنظل نواجه هذه المشاكل، بل ربما ما هو أعظم منها. لهذا السبب، أكدنا أن الكارثة الكبرى التي حلت بالأمة هي حكامها. وعندما نتخلص من هذه الكارثة الأم، فإننا سنتخلص من الكوارث الأخرى بشكل تلقائي.
إذن، فهؤلاء الحكام هم أصل الداء وعقدة كل بلاء! هم رأس الأفعى! فإذا قُطع هذا الرأس، انفرط عقدهم وتهاوى بنيانهم، وحُلت كل العُقد، وتبددت كل المشاكل التي نعرفها والتي لا نعرفها، وستُحل حتماً بإذن الله وقدرته!
فيا أمة الإسلام، ويا أهلنا في تركيا: إن كنتم تريدون النجاة من نيران الغابات، فعليكم أولاً أن تطفئوا النيران التي أشعلها حكامكم. إن لم نخمد هذه النار، فصدورنا تحترق اليوم، ولكن غداً والله سيحترق البلد كله ويغدو جحيماً. ولهذا، يجب أن ندفن هذه النار إلى الأبد حتى لا تعود. والطريق لذلك واحد لا ثاني له! طريق الخلاص الأوحد هو: أن ندفن هذا الرماد بالتراب، ونغرس على أنقاضه شجرة الخلافة الراشدة التي تظلل الأمة كلها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش