Logo
طباعة
حرب المحاصيل بين ملاوي وتنزانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حرب المحاصيل بين ملاوي وتنزانيا

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في يوم الجمعة، 2 أيار/مايو 2025، عقد وزير الزراعة التنزاني، حسين باشي، ونظيره الملاوي، سام كاوالينجا، اجتماعاً ثنائياً في دودوما بهدف حلّ نزاع تجاري أدّى إلى تقييد استيراد المنتجات الزراعية بين البلدين. (صحيفة ذا سيتيزن، 2025/05/03)

 

التعليق:

 

دخلت الدولتان في حرب تجارية في نيسان/أبريل 2025 عقب حظر ملاوي استيراد المنتجات الزراعية من تنزانيا.

 

وردّت تنزانيا على الحظر في 2025/04/23 ورفعته بعد يومين. وقد منعت ملاوي دخول العديد من السلع الزراعية من تنزانيا، بما في ذلك الدقيق والأرز والزنجبيل والموز والذرة.

 

فيما يتعلق بالواردات من ملاوي، حظرت تنزانيا استيراد جميع السلع الزراعية بما في ذلك التفاح والبرتقال. لقد عطلت الحرب بشدّة سبل عيش التجار والمصدرين التنزانيين والملاويين، ومعظمهم من الفقراء الذين يعتمدون على هذه التجارة في بقائهم على قيد الحياة والوصول إلى الغذاء والأسواق.

 

تشير حرب المحاصيل هذه إلى قدر كبير من الإهمال والتهور من جانب السياسيين الرأسماليين وحكوماتهم. فعلى الرّغم من العواقب الوخيمة المترتبة عليهما من الحظر المذكور، فإن كلتا الدولتين لا تُراعيان البائعين المحليين، وعرقلة التجارة عبر الحدود، وتأثير ذلك على حياة الناس العاديين، ولذلك اتخذتا إجراءات العين بالعين دون مبالاة، بغضّ النظر عن العواقب. فقد صرّح بائعون صغار من بلدة كارونجا الملاوية لبي بي سي في 25 نيسان/أبريل 2025 بأن أطناناً من منتجاتهم تتعفن ببطء، ثم تُلقى في البحر بعد منع دخولها إلى تنزانيا. كما حدث سيناريو مماثل لأطنان من الطماطم والموز من تنزانيا التي فسدت في النهاية عند نقطة التفتيش الحدودية.

 

إن حرب المحاصيل هذه هي نتاج صراع طويل الأمد بين ملاوي وتنزانيا بسبب الحدود التي فرضها الاستعمار الغربي. حيث يتورط البلدان بشكل دوري في نزاع حدودي حول بحيرة نياسا (بحيرة ملاوي) منذ استقلالهما عن بريطانيا في ستينات القرن الماضي.

 

لقد تركت الحدود التي رسمها الاستعمار واقعاً قاسياً مع آثار وخيمة على الدول الأفريقية، ما جعلها تتصارع مع العديد من أعمال العنف الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية التي تسببت في دمار هائل.

 

لحلّ نزاع تجاري عبر الحدود بشكل جذري مثل هذا، يلزم القضاء التّام على المبدأ الرأسمالي الغربي الذي خلق مثل هذه النزاعات، واستبدال الإسلام به في ظلّ دولة الخلافة، التي من خلالها سيتمّ تحقيق التحرير التاريخي في بلاد المسلمين والدول النامية الأخرى بما في ذلك تلك الموجودة في قارة أفريقيا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.