المكتب الإعــلامي
ولاية السودان
| التاريخ الهجري | 26 من جمادى الأولى 1447هـ | رقم الإصدار: ح/ت/س/ 1447 / 56 |
| التاريخ الميلادي | الإثنين, 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 م |
بيان صحفي
لن يقطع جذور الاستعمار الغربي من بلادنا إلا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة
بدعوة من السفير البريطاني، كومار آير، إلى جانب ألمانيا وإيرلندا وهولندا والنرويج، عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، 14/11/2025م، جلسة بشأن الانتهاكات في مدينة الفاشر، اعتمد المجلس بالإجماع قراراً يقضي بتفويض بعثة تقصي الحقائق المستقلة، والتي شكلها المجلس في 11/10/2023، بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في المدينة، حيث أمرها المجلس بتحديد هويات جميع المتورطين، للمساعدة في جلبهم للعدالة. واستمراراً لنهجها الرافض لهذه البعثة منذ تشكيلها، أعلن وزير العدل عبد الله درف، في مقابلة مع موقع المحقق الإخباري أمس الأحد 16/11/2025م، أن "السودان يرفض إحالة التحقيق في جرائم الدعم السريع في الفاشر إلى لجنة تقصي الحقائق".
إن الصراع الدائر في السودان، هو حلقة من حلقات الصراع الاستعماري الغربي، بين الكافر المستعمر القديم بريطانيا ومعها أوروبا من جهة، وبين المستعمر الجديد أمريكا من جهة أخرى، ولكل أدواته المحلية والإقليمية والدولية، وقد أشار لهذا الصراع المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، حيث قال في جلسة المجلس المذكورة: "إن السودان واقع تحت وطأة صراع بالوكالة على موارده الطبيعية وسلعه، ويشمل ذلك دولاً عديدة داخل المنطقة وخارجها".
وعلى خلفية سقوط الفاشر، الذي شكل ضربة قوية لنفوذ بريطانيا العسكري؛ ممثلاً في القوات المشتركة، نشط رجال بريطانيا، وباستخدام آلة إعلامية ضخمة، مسنودة بفضائيات مرموقة، في الدعاية ضد جرائم قوات الدعم السريع، مصحوباً بتفعيل كل رجال بريطانيا، والأوروبيين في المنظمات الدولية، وبخاصة وكالات الأمم المتحدة، نشطوا جميعاً في ملف ما يسمى بحقوق الإنسان، بتسليط الضوء على جرائم قوات الدعم السريع التي هي أهم أداة تعتمد عليها السياسة الأمريكية في دارفور، من أجل تجريمها وإضعافها، وإخراجها من معادلة الصراع الدولي، لذلك كان تحرُّك مجلس حقوق الإنسان، الذي هو أداة خالصة للسياسة الأوروبية، وخاصة بريطانيا، في حلبة الصراع الدولي، خاصة بعد أن وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 04/02/2025، مرسوماً رئاسياً يقضي بانسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ولأجل عرقلة تحركات رجال بريطانيا ومن معهم، أوعزت أمريكا للحكومة السودانية، أن ترفض لجنة تقصي الحقائق، ولقوات الدعم السريع أن تقبل باللجنة، حتى تقوي موقفها في مواجهة الاتهامات، فتمر العاصفة بأقل الخسائر لأمريكا.
ثم لم تكتف أمريكا بذلك، بل خرج وزير خارجيتها، ماركو روبيو، بتصريحات شديدة اللهجة ضد قوات الدعم السريع، فهللت وزارة الخارجية السودانية، حيث قال روبيو في مؤتمر صحفي عقده في مطار هاميلتون بكندا، يوم 12/11/2025، وبحسب ترجمة الموقع الرسمي للحكومة الأمريكية، فإن نص حديثه هو: "وعندما تثيرون مسألة هذه الفظائع، فإنهم؛ الدعم السريع، دائما ما يتذرعون بحجة أن هذه عناصر مارقة. حسنا، إنها ليست عناصر مارقة. إنهم يفعلون ذلك بشكل منهجي، وهذا أمر نأخذه على محمل الجد ونبذل قصارى جهدنا لإقناع الدول المعنية بالجلوس الى طاولة المفاوضات لوقفه". فبالرغم من أنه وصف ارتكاب قوات الدعم السريع للجرائم بحق المدنيين، بأنه عمل منهجي، وليس محض تفلتات لعناصر مارقة، لكنه لم يسر في اتجاه تجريمها، بل طلب من الدول الداعمة لها أن توقف ذلك! هذا هو ديدن خزان الشرور أمريكا، فعندما تتكشف جرائم عملائها، تتبني هي إدانة جرائمهم لتمسك هي بملف التجريم، لترميه في سلة المهملات، وكذلك يفعل الكفار المستعمرون، فأين ملفات جرائم السيسي في رابعة؟! وأين ملف بشار واستخدامه للسلاح الكيميائي في غوطة دمشق ومدن أخرى؟! وأين جرائم تقطيع ابن سلمان للصحفي خاشقجي في القنصلية بتركيا؟!
إنه لمن المؤسف حقاً أن تكون بلادنا ساحة للصراع الدولي، على النفوذ بين أمريكا وأوروبا، وبخاصة بريطانيا، يتاجرون بدماء أهلنا وأعراضهم، وهم العدو ملة واحدة، لا يريدون الخير للمسلمين في أي مكان وأي زمان، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾، إن الكفار المستعمرين لا يهمهم قتل المسلمين، ولا يهمهم انتهاك أعراضهم.
إن المسلمين فقدوا الراعي، فاستباحت الذئاب الرأسمالية حرماتهم، ولن يخلصنا من هذه المأساة إلا إعطاء النصرة لحزب التحرير، لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تقطع دابر الكافرين من بلادنا، وتمنع تدخلهم في شؤوننا، وتوقف متاجرتهم بدمائنا وأعراضنا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان
| المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية السودان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر تلفون: 0912240143- 0912377707 www.hizb-uttahrir.info |
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com |