المكتب الإعــلامي
المركزي
| التاريخ الهجري | 10 من جمادى الأولى 1447هـ | رقم الإصدار: 1447هـ / 024 |
| التاريخ الميلادي | السبت, 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 م |
بيان صحفي
هل السيطرة على الفاشر نهاية المخطط أم لا تزال في الجُعبة سهام مسمومة؟!
شهد السودان منعطفا كبيرا في حربه المستمرة منذ أكثر من عامين، إذ تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة الفاشر التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غرب البلاد، ما أحكم قبضتهم عليه، وتتركز المواجهات الآن في إقليم كردفان المجاور.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فقد نزح أكثر من 36 ألف مدني منذ الأحد الماضي من الفاشر معظمهم من النساء والأطفال بسبب المعارك، بعد أن تعرّضوا لانتهاكات عديدة، شملت القتل على الهوية والحرق وعمليات الاغتصاب التي طالت الفتيات والنساء، إضافة إلى السلب والنهب والخطف مقابل فدية مالية. وتوجه معظمهم إلى بلدة طويلة التي تبعد 70 كيلومترا وكانت تؤوي في الأساس نحو 650 ألف نازح، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في تلك البلدة التي أصبحت الملاذ الآمن الأخير للسكان في عموم شمالي دارفور. وقد حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في الفاشر بعد إقرار البرهان بانسحاب الجيش منها. وأوضحت أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم مروّعة جديدة هناك، حيث أظهرت مقاطع فيديو توثّق قيام عناصر تابعة لها بتنفيذ عمليات تصفية جماعية بحق سكان مدنيين وأسرى من الجيش والمجموعات المتحالفة معه. كما اتهمت شبكة أطباء السودان، التي تعمل في المجال الإنساني، قوات الدعم السريع بتصفية المرضى والمرافقين معهم في المستشفى الوحيد الذي يعمل في الفاشر. وقالت الحكومة السودانية، التي تتخذ من مدينة بورتسودان في أقصى شرقي البلاد عاصمةً مؤقتةً بدل الخرطوم، إن انتهاكات قوات الدعم السريع ترقى إلى جرائم إبادة جماعية، حيث قتلوا نحو ألفي مدني منذ سيطرتهم على مدينة الفاشر، ومن حاول الخروج من المدينة تعرّض أيضا لانتهاكات، من بينها الاغتصاب والسلب والخطف مقابل الفدية. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف إن نحو 130 ألف طفل في الفاشر والذين كانوا محاصرين منذ أكثر من 500 يوم، معرضون لانتهاكات جسيمة، تشمل القتل والتشويه والاختطاف، والعنف الجنسي، مؤكدة في بيان أنه لا يوجد طفل في مأمن هناك في ظل نقص الغذاء والمياه والأدوية، ويواجهون أوضاعا إنسانية متدهورة.
وكعادته عبّر مجلس الأمن عن قلقه من الفظائع المبلّغ عنها التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين، ودعا جميع أطراف النزاع إلى الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار. هذا المجلس الذي كان غائبا طوال فترة الحرب حتى عن الإدانة والانتقاد لأن الدول الكبرى أو المؤثرة داخله هي التي تؤجج النزاع في السودان.
فيا أهل السودان: إلى متى يبقى الصراع في السودان وغيرها وقوداً للأطماع الدولية وصراعهم بخططهم الخبيثة وتدخلاتهم وإمداد الأطراف المتنازعة بالأسلحة للسيطرة عليه تماما؟! إن نساءكم وأطفالكم يعانون منذ أكثر من عامين من هذا الصراع الدامي الذي لا يحقق إلا مصالح الغرب وأعوانه في التحكم بمصير السودان الذي طالما كان مطمعا لهم لموقعه وثرواته، فمن مصلحتهم تمزيقه وتشتيته. وما استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر إلا حلقة أخرى من هذه المخططات، حيث تريد أمريكا بذلك سلخ إقليم دارفور وتركيز نفوذها في السودان والقضاء على النفوذ البريطاني فيه.
إن الحل ليس في حكومة ديمقراطية ولا في حكومة عسكرية، بل هو في التخلص من نفوذ الغرب الكافر المستعمر بكل أطيافه وأشكاله وتابعيه، الحل هو في إيصال الإسلام إلى سدة الحكم، في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون﴾.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
| المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 https://www.hizb-uttahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-uttahrir.info |