Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    15 من جمادى الأولى 1447هـ رقم الإصدار: 1447هـ / 026
التاريخ الميلادي     الخميس, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

تذكير للمسلمين بحرمة المسلم: دمه وماله وعِرضه

 

تناقلت وسائل الإعلام أخبار الجرائم المروّعة التي وقعت في مدينة الفاشر السودانية، من قتل واغتصاب وتشريد أدى إلى نزوح آلاف العائلات.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يهون على مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويؤمن باليوم الآخر؛ كيف يهون عليه دم أخيه المسلم وماله وعِرضه؟! كيف يهون عليه أنْ يروّعه؛ والرسول ﷺ يقول: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»؟!

 

ولقد حدث مثل هذا من قبلُ في عدد من بلاد المسلمين كسوريا ومصر واليمن وليبيا والعراق وغيرها، فهل غاب عن المسلمين حرمة دم بعضهم على بعض؟!

 

إنّ من المعلوم من الدين بالضرورة حرمة قتل المسلم عمداً بنصّ القرآن القطعي، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ فهل هناك تغليظ أشدّ من هذا في عقوبة القاتل العمد؟ ويقول الرسول ﷺ: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»، وكان من أواخر ما أوصى به رسول الله ﷺ في خطبة الوداع تحريم المسلم دمه وماله وعرضه على المسلم، والنصوص الشرعية مستفيضة في وجوب حفظ حرمات المسلم، وغلّظ الشرع تغليظاً شديداً في حق من ينتهك شيئاً من هذه الحرمات.

 

ما بالكم أيها المسلمون؟ أيُعقل أن يقوم مسلمٌ بانتهاك حرمات إخوته من المسلمين لمجرد أنْ ملكَ سلاحاً؟ أبهذه السهولة يستطيع الكفار المستعمرون أنْ يتحكّموا ببعض المسلمين فيزودوهم بالقوة والسلاح ويجعلوهم ينتهكون حرمات إخوانهم من المسلمين؟ كيف يقوم شرطي أو جندي في جيوش المسلمين برفع السلاح في وجه السكان الآمنين؟ هل يظن أنه ينفعه عند الله تعالى أن يقول إنه عبد مأمور؟

 

أيها المسلمون:

 

عليكم أن تدركوا خطورة هذا الأمر وعِظَمَه عند الله تعالى، فقاتل المسلم يستحقّ غضب الله ويستحق لعنته وطرده من رحمته ويستحق الخلود في جهنم، فكما قال رسول الله ﷺ: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي فَسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً»، فمهما أصاب من الذنوب دون القتل العمد فهو في فسحة من دينه، لكنّه بالقتل العمد يفقد هذه الفسحة، ويعدم التوفيق، ويصيبه غضب الله تعالى، ولا ينفعه أي عذر، حتى لو قابله أخوه المسلم بالسلاح، يقول رسول الله ﷺ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ. قِيلَ: هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ». ولو سأل سائل عما يفعله في هذه الحالة فإن رسول الله ﷺ يجيب عن هذا السؤال، وذلك حين وقوع الفتن، روى أبو موسى الأشعري أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا سُيُوفَكُمْ بِالْحِجَارَةِ، فَإِنْ دُخِلَ - يَعْنِي عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ - فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ».

 

إلى كل مسلم، إلى كل ضابط وجندي وشرطي، إلى كل من ملك سلاحاً:

 

إن الله تعالى منحنا العقل لنفكر فيه، وأوجب علينا استعماله الاستعمال الصحيح، فلا يتصرّف المرء ولا يقوم بأي عمل ولا يلفظ بأي قول قبل أن يعرف حكمه الشرعي، ومعرفة الحكم الشرعي تقتضي فهم الواقع المراد تنزيل الحكم الشرعي عليه، فلا بد أن يتمتع المسلم بالوعي السياسي، فيدرك الأمور على حقائقها، ولا ينساق وراء مخططات الكفار المستعمرين الذين لا يريدون خيراً بنا ولا بالإسلام، ويسعون جاهدين بكل ما أوتوا من قوة ومكر ودهاء لتمزيقنا والسيطرة على بلادنا ونهب مقدراتنا وثرواتنا، فكيف يقبل مسلم أن يكون أداة بأيدي أولئك الكفار المستعمرين، أو منفذاً لأوامر عملائهم؟! أيطمع بشيء قليل من متاع الدنيا الزائل فيخسر آخرته ويكون من أصحاب النار خالداً فيها، ملعوناً مطروداً من رحمة الله؟ أيقبل مسلم أن يُرضِيَ أحداً من البشر المخلوقين العاجزين وهو يُغضِبُ الله سبحانه وتعالى الذي بيده الدنيا والآخرة؟! اقرأوا قول الله تعالى وحدّدوا موقفكم: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾، أترضون أنْ تكونوا كالأنعام بل أضلّ منها؛ فلا تنتفعون بأعينكم ولا آذانكم ولا عقولكم، وتكونوا من أصحاب النار؟!

 

أيها المسلمون:

 

إن حزب التحرير يحذّر كلّ مسلم من أن ينال من مسلم شيئاً: من دمه أو ماله أو عِرضه، ويخوّفكم من غضب الله تعالى وعذابه الشديد، والله إنّ الأمر لجدٌّ وليس بالهزل، فلا تكونوا من الغافلين الذين لا ينتبهون إلا حين الموت، ولات حين مندم، وحين لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، ولا يغرّنّكم متاع الدنيا القليل، فإنه زائل لا محالة، وإنّ الموت أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، فلا يسمح أحدكم لنفسه أن ينال من أخيه شيئاً بغير حق. وإنّ حزب التحرير يدعوكم لرفع مستوى الوعي السياسي، والتزام أحكام الله سبحانه وتعالى، وإلى العمل معه للحكم بما أنزل الله، فيرفع عنكم أيدي الكفار المستعمرين وعملائهم، ويفشل مخططاتهم في بلادنا.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

 

المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-uttahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-uttahrir.info

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.