المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 13 من ربيع الثاني 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 17 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 05 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م |
بيان صحفي
تصريحاتُ التطبيع إعلانٌ صريح عن الاندماج مع العدو والانفصال عن الأمة
شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مشاركته في مؤتمرات دولية، كان أبرزها تأكيده على "أهمية أن تعيش إسرائيل بسلام وتندمج في المنطقة"، و"الاستعداد الكامل للتطبيع مع إسرائيل" إلى جانب السعودية ودول أخرى، وتصريحه بأن "الحل الوحيد للمستقبل يتمثل في إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام مع إسرائيل"... هذه التصريحات تعكس بوضوح النهج الذي تسير عليه الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين؛ نهج التطبيع الكامل مع الكيان الغاصب، بل والسعي إلى تأمينه وإدماجه في المنطقة، بما يخدم المشروع الاستعماري الغربي.
حين يقول وزير خارجية بلد مسلم إن "من المهم أن تعيش إسرائيل بسلام وتندمج في المنطقة"، فهو لا يتحدث عن ضرورة وقف عدوان عابر، بل عن إقرار بوجود هذا الكيان واعتباره جزءاً طبيعياً من المنطقة. فالاندماج في المنطقة لا يتحقق إلا بالاعتراف السياسي والقانوني بوجوده، والتعامل معه باعتباره دولة طبيعية لها حق البقاء، وليس كجسم غريب مغروس في خاصرة الأمة، وهذا الموقف يتناقض جذرياً مع الحكم الشرعي الواضح في هذه المسألة؛ ففلسطين أرض إسلامية فتحها المسلمون، وهي وقفٌ للأمة الإسلامية، لا يجوز التنازل عنها ولا عن شبر واحد منها، وكيان يهود هو كيان غاصب أقامه عليها الغرب الكافر المستعمر بعد هدمه دولة الخلافة.
إن الدعوة إلى التطبيع الكامل هي ترجمة عملية للتبعية، بل خيانة صريحة للأمة، لأن التطبيع مع عدو غاصب هو تمكين له وتثبيت لوجوده، وإضعاف لموقف الأمة الإسلامية التي ترفض الاعتراف به. فالرضا عن الكيان الغاصب ومحاولة إرضائه بالسلام والتطبيع لن يغيّر من حقيقته شيئاً، ولن يجبر الشعوب على قبوله والتطبيع معه.
هذه التصريحات تكشف عن الفجوة العميقة بين الأنظمة الحاكمة وبين الأمة. فالأمة لا تزال تعتبر فلسطين قضيتها المركزية وترفض الاعتراف بكيان يهود أو التطبيع معه، وهي تعبر عن ذلك في كل مناسبة. أما الأنظمة، فقد انخرطت في مشاريع التطبيع والدعم السياسي والأمني للكيان، بل شاركته حصار غزة، ومنعت أي تحرك فعلي لنصرة أهلها.
إن تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، سواء حول "الاندماج" أو "التطبيع الكامل" أو "الدولة منزوعة السلاح"، ليست مواقف شخصية، بل هي تعبير صريح عن سياسة الأنظمة العربية المرتبطة بالغرب، والتي تعمل على تصفية قضية فلسطين، وهي كذلك تعبير عن انفصال هذه الأنظمة عن عقيدة الأمة ومشاعرها. فالكيان الغاصب جسم خبيث مغروس في جسد الأمة، لا يجوز التعايش معه ولا إدماجه، بل يجب قلعه من جذوره.
يا أجناد الكنانة: إن هذه التصريحات المذلّة التي يطلقها المسؤولون، والتي تقرّ بشرعية الكيان الغاصب وتعتبر وجوده وأمنه أمراً طبيعياً، ليست صادرة عن الأمة ولا تعبّر عنها، بل تصدر عن أنظمة مرتبطة بالمستعمر، تسوّق لمشاريعه وتعمل على حمايته. وإن الأمة التي أنتم منها، والتي أقسمتم أن تحموا أرضها وكرامتها، ترفض هذا الكيان رفضاً قاطعاً، وترى فيه عدواً مغتصباً لا يُساكَن ولا يُعاهد، بل يُقاتل ويُقتلع من جذوره... وإن الواجب الشرعي عليكم اليوم هو أن تتحركوا نصرة لدينكم وأمتكم ومقدساتكم، وأن تخلعوا عنكم طاعة الحكام العملاء المفرّطين، وتعيدوا توجيه سلاحكم نحو عدو الأمة الحقيقي، فتسطروا ملاحم النصر كما سطّرها أجدادكم.
﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |