Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
ولاية بنغلادش

التاريخ الهجري    12 من ربيع الثاني 1447هـ رقم الإصدار: 1447 / 13
التاريخ الميلادي     السبت, 04 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

حل الدولتين مهزلة هذا القرن

﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

 

يدين حزب التحرير/ ولاية بنغلادش إدانة شديدة ما قاله البروفيسور يونُس في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "فقط على أساس حدود ما قبل 1967، مع عيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام، يمكن تحقيق العدالة". بينما يُباد الفلسطينيون أمام أعيننا ويَغتصب يهود 78% من فلسطين، كيف يمكن أن تُحقق العدالة بالسماح لكيانهم أن يعيش بجانب دولة فلسطين؟! لماذا نُسمِّي بعض الجيوب داخل كيان يهود الغاصب دولة فلسطين، بينما لا تملك حتى جيشاً خاصاً بها؟!

 

تُذكّرنا هذه المهزلة بمسرحية إعلان ياسر عرفات إقامة دولة فلسطين في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988 من الجزائر. حيث كانت دولة على الورق، لكن ثمرة اتفاقيات أوسلو كانت سلطة هزيلة تحت بنادق يهود. ورغم ذلك، رَحَّبَ بهذا الإعلان الرُّوّيبِضات حكام المسلمين، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. والمفاجئ أنه لاقى ترحيباً من منظمات فلسطينية اعتبرته ثمرةً لصمودها، كما لو أن فلسطين قد تحررت وكيان يهود قد اُزيل! ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.

 

يهدف حل الدولتين الذي صمّمته أمريكا إلى تطبيع العلاقات بين كيان يهود الغاصب والبلاد الإسلامية. وبدون دعم حكام المسلمين الخونة، ما دام هذا الكيان يوماً واحداً، حتى مع مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي يتلقاها من الغرب، ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾. وقد بدأت أمريكا على وجه الخصوص، تمارس نفوذها لحل الدولتين في تسعينات القرن الماضي، واستغلته لخدمة أهدافها الجيوسياسية بتقوية وكيلها كيان يهود. وهي تعمل على إبقاء الأمة الإسلامية منقسمة بإبقاء كيان يهود قويا عسكرياً ويثير التوتر مع محيطه. وفي الوقت نفسه، فهي تحرص على إحكام توازن يمنع كيان يهود من إشعال صراع قد يخلّ بالنظام الدولي بأسره. وهذا النظام من الضوابط والتوازنات هو ستار لهيمنتها في الشرق الأوسط، فهي ليست وسيطاً عادلاً يوازن بين القوى؛ بل هي مدير منظومة يُهيمن عليها كيان يهود على العرب، وتتحكم هي فيه بشكل مباشر، وأحياناً بالضغط عليه بشكل غير مباشرة عبر إيران، ويظل الجميع معتمدين عليها.

 

أيها المسلمون: اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بما يُسمَّى "دولة فلسطين"، وتلتها دول عدة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عُقد من 22 إلى 30 أيلول/سبتمبر 2025، وترأسته فرنسا والسعودية. ومن الواضح أن بريطانيا، رأس الكفر السابق، وغيرها من دول الكفر اعترفت بما يُسمَّى دولة فلسطين لإخفاء وجههم القبيح المخادع أمام الناس جميعاً وخاصة أمام شعوبهم. حيث تؤكد تقارير إخبارية عدة استمرار الدعم العسكري لكيان يهود؛ فعلى سبيل المثال، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن وسائل إعلام البلد أن "بريطانيا أرسلت أكثر من مئة ألف طلقة إلى إسرائيل في شهر واحد (آب/أغسطس الماضي) وسط المجزرة في غزة. وشملت الشحنات في آب/أغسطس دبابات وبنادق قنص وبنادق، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المتفجرات".

 

ومن خلال وعد بلفور المخادع عام 1917، منحت بريطانيا الاستعمارية الماكرة في البداية أجزاء من الخلافة العثمانية (فلسطين) ليهود. وبعد الحرب العالمية الثانية، استولت أمريكا على المشهد في الشرق الأوسط وصارت هي القوة العظمى عندما أفلست بريطانيا. ومنذ ذلك الحين، عملت أمريكا مع الغرب على هذه الفخاخ الخادعة، وهي التي تمنح كيان يهود حقوقاً دائمة للتنكيل بالأمة ونهبها. وكجزء من هذا الجهد، يخططون الآن لتشكيل هيئة دولية تُسمى "الهيئة الانتقالية الدولية لغزة"، والتي سيكون لها تفويض لتكون "السلطة السياسية والقانونية العُليا" لغزة لمدة قد تصل إلى خمس سنوات، ويرأسها توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي شارك في غزو العراق عام 2003.

 

أيها المسلمون: إن الإبادة الجماعية في غزة ليست مأساة بعيدة؛ بل هي الجبهة الملتهبة لصراع أمتنا في تلك الأرض المباركة. إخواننا وأخواتنا في فلسطين لا يقاتلون من أجل سلطة أو متاع زائل؛ بل يقفون كحراس، يضحون بأرواحهم من أجل كل شبرٍ من أرض المسلمين، مدافعين عن قداسة أمتنا في وجه هجوم الكفار المجرمين. والمحصلة أن المسلمين يجب أن يتذكروا أن حل الدولتين يعني إقرار يهود على اغتصاب الأرض المباركة، وهذه كبيرة في دين الله، فقد رواها الصحابة والمجاهدون بدمائهم، وهي أيضاً ثالث الحرمين الشريفين، الذي يشد المسلمون الرحال إليه من جميع أنحاء العالم. ومنه كانت رحلة الإسراء والمعراج. وبما أنها أرض إسلامية، فلا يجوز للمسلمين التنازل عنها أو عن شبر واحد منها.

 

إن أعظم مصيبة أصابت أمّتنا هي حكّامها، الذين يُبقون أبناءنا الشجعان في الجيوش محبوسين في الثكنات. وبدل إرسالهم للقتال تحت راية الإسلام لإنقاذ المسلمين من الإبادة، وحماية قبلتهم الأولى، وتحرير أرضنا المباركة، يرسلونهم في مهام تابعة للأمم المتحدة تحت قيادة الكفار المستعمرين. ومنذ إسقاط الخلافة قبل أكثر من مئة عام، افتقد المسلمون خليفتهم الذي يجتمعون تحت رايته ويتقون به كما قال ﷺ: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ عَنْهُ وَيُتَّقَى بِهِ» رواه البخاري ومسلم. لذلك، ندعو المسلمين في كل مكان والضباط المخلصين إلى أن يتكاتفوا ويعيدوا الخلافة تحت قيادة حزب التحرير. قال الله تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية بنغلادش

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية بنغلادش
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 8801798367640
فاكس:  Skype: htmedia.bd
E-Mail: contact@ht-bangladesh.info

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.