المكتب الإعــلامي
أمريكا
| التاريخ الهجري | 7 من جمادى الأولى 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 05 |
| التاريخ الميلادي | الأربعاء, 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م |
بيان صحفي
استئناف الإمبراطورية هجومها على غزة واعتقال سامي حمدي لكتم صوت الحق
بعد أن أبلغ كيان يهود الولايات المتحدة بقراره استئناف عملياته الإجرامية في غزة، استُشهد أكثر من 109 من أبناء الأرض المباركة فلسطين، بينهم 46 طفلاً، وأصيب آخرون منذ مساء الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في غارات جوية شنّها جيش الكيان على أنحاء قطاع غزة، واستهدفت منازل مدنيين ومدرسة تؤوي نازحين في بيت لاهيا شمالي القطاع.
وعقب الموجة الأخيرة من الهجمات، صرّح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس يوم الثلاثاء قائلاً: "لقد حقق ترامب سلاماً تاريخياً في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يعني أنه لن تحدث بعض المناوشات الصغيرة هنا وهناك".
تُظهر هذه التصريحات مدى استخفاف الإدارة الأمريكية بدماء المسلمين، إذ ترى في قتل 46 طفلاً بريئاً مجرد "مناوشات صغيرة"، بينما تعتبر التأخر في استعادة جثث أسرى يهود جريمة لا تُغتفر تبرّر المزيد من المجازر! ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 68.643، غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م.
لقد باتت ازدواجية المعايير الأمريكية ونفاقها الصارخ أمراً يزكم الأنوف ولا يُحتمل. فالكذب ونقض العهود والانتهازية والتلون باتت السمات الأساسية لسياساتها. وبينما تبقى أمريكا الداعم الأول والقائد الحقيقي للمجازر في غزة على مدى العامين الماضيين، فإنها تتظاهر في مؤتمر شرم الشيخ للسلام بأنها "وسيط محايد" و"صانع سلام" و"ضامن للسلام"!
ولم يكن مفاجئاً، بل كان متوقعاً، أن تكون أمريكا وقاعدتها العسكرية المتقدّمة في المنطقة، أي كيان يهود، قد استدرجا المقاومة عبر اتفاق شرم الشيخ لاستعادة الأسرى والجثامين، ثم نقضا الاتفاق ليستأنفا قتل الأبرياء. وهذا ليس بغريب على صُنّاع القرار في أمريكا الذين لم يلتزموا يوماً بعهد أو ميثاق قطعوه على أنفسهم مع أي طرف دولي، فكيف إذا كانوا يضمنون كياناً فاسداً منحطّاً أخلاقياً أكثر من سيده الأمريكي وقد قال فيهم الله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾!
إن الضوء الأخضر الذي منحته الإدارة الأمريكية لكيان يهود لارتكاب المزيد من المجازر في الأرض المباركة يُدين كذلك القادة الذين حضروا وشهدوا اتفاق شرم الشيخ، وفي مقدمتهم حكام مصر وباكستان وتركيا وإندونيسيا، فصمتهم على هذه المجازر، كما على سابقاتها، ليس إلا تواطؤاً وخيانة جديدة، وحضورهم في المؤتمر لم يكن سوى حضور شهود زور على اتفاق لم يضمنه لا سيدهم ترامب ولا أي من الرويبضات.
تسعى الإدارة الأمريكية تحت حكم "الملك ترامب" إلى تأكيد استراتيجيتها في الهيمنة العالمية، مصوّرةً إياه على أنه من يُملي على فلسطين وأهلها، وعلى كل من يتعاطف مع المظلومين فيها، سياسة القمع إما بالقتل أو بالاضطهاد. ومن تجليات ذلك اعتقال الصحفي والناشط سامي حمدي أثناء جولته الخطابية في الولايات المتحدة، بعد أن وصف جرائم الاحتلال في غزة بأنها جرائم إبادة جماعية.
إن اعتقال حمدي ليس حادثاً معزولاً، بل هو انعكاس مرعب لتآكل القيم وانحدار النظام الأمريكي نحو الاستبداد القمعي. فترهيب وإسكات وتجريم الصحفيين والنشطاء والأكاديميين والجماعات الإسلامية المنتقدة لسياسة أمريكا الخارجية يكشف زيف شعارات "سيادة القانون" و"أرض الحرية". وبهذا، لم تكتفِ الإدارة الأمريكية بتوسيع سجلّها الأسود في قيادة ودعم المجازر في غزة، بل ارتدت كذلك عن المبدأ الذي طالما ادّعت الدفاع عنه "حرية التعبير" التي كانت تُعدّ يوماً ما من أقدس القيم في أمريكا. فهل يستيقظ العقلاء والمفكرون والأكاديميون الأمريكيون قبل فوات الأوان لإنقاذ بلادهم من قادةٍ عادوا العالم بأسره وداسوا على كل القيم الإنسانية والأخلاقية تحت حذاء إمبراطوريتهم المتغطرسة؟
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا
| المكتب الإعلامي لحزب التحرير أمريكا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة https://www.facebook.com/HTAmerica تلفون: https://hizb-america.org/ |