بسم الله الرحمن الرحيم
غزة على موعد مع قتل يستحرّ، وتضييق يستعر، إن لم تتحرك الأمة الإسلامية لنصرتها
غزة هاشم تدخل مرحلة جديدة من القتل والدمار بعد أن قرر مجلس الوزراء المصغر للكيان المجرم صبيحة اليوم الجمعة 08/08/2025 توسيع عملياته لبسط سيطرته على مدينة غزة بشكل كامل، وهذا القرار جاء بغطاء من أمريكا على لسان ترامب وروبيو وغيرهم من سكان البيت الأسود.
إن قرار الاحتلال الجديد لا يحمل في معناه إلا مزيداً من القتل، ومزيداً من التجويع، ومزيداً من النزوح، حتى يقضي على أية إمكانية للحياة في غزة، إن بقي فيها إمكانية، وليجعل أهل غزة بين خيارين لا ثالث لهما: الموت أو التهجير، وهم إلى خيار الموت أقرب.
وعلى الجانب الآخر من فلسطين الأسيرة يقرر الكيان المجرم قولاً وفعلاً فرض سيادته على الضفة الغربية، فيقتل ويعتقل ويهدم البيوت ويصادر الأراضي ويتمدد في مستوطناته تمدداً سرطانياً، ويحول المدن والقرى بوضعه البوابات على مداخلها إلى معازل تشبه معازل الهنود الحمر في أمريكا ومعازل الاستعمار الغربي في أفريقيا.
أيها المسلمون:
ما كان للمغضوب عليهم أن يقوموا بجرائمهم إلا بحبل من أمريكا والدول الغربية وأوليائهم وعملائهم من حكام المسلمين، وما تلك التصريحات التي يطلقونها عن تعاطفهم مع أهل غزة أو تلك الدعوات المتهافتة لإدخال المساعدات إلا محاولات لتضليل الشعوب وإلهائها، فهذه الدول هي من يمد كيان يهود بالسلاح، وهي التي توفر الغطاء لجرائمه، ومراكز المساعدات التي أنشأتها أمريكا أصبحت مصائد للموت والقتل، فجعلوا لقمة عيش الناس مغموسة بالدماء والإذلال.
وفي هذا اللجاج يظهر دور السلطة الفلسطينية التي ما فتئت تُحمّل المجاهدين مسؤولية جرائم اليهود في غزة، وتدعو لنزع سلاحهم، لعلها بهذا الخزي والذل تنال اعترافاً بدولة على الورق، تدوس أمريكا عليها بكلامها ويمزقها يهود على أرض الواقع بقرارات السيادة، ومع ذلك يبقى رئيس السلطة يحلم أن يحكم شيئاً من غزة ولو كان على شكل بلدية أو سلطة محلية هي أقرب لمرتزقة يعملون على خدمة أهداف كيان يهود.
إن قضية فلسطين وغزة لا شية فيها، واضح سببها وبيِّن حلها، إلا أن الأمة الإسلامية تحت حملة التضليل قد أصبحت ترى إدخال الطعام لأهل غزة إنجازاً، وقبلها كانت ترى تحقيق هدنة إنجازاً، وكانت ترى أن وقف العدوان هو إنجاز كذلك، ولعل الكيان والعالم والحكام العملاء يريدون أن يوصلوا الأمة الإسلامية إلى خلاصة مفادها أن التهجير والاستسلام هو خيار أفضل من فناء أهل غزة، أو أن فناء نصفهم أفضل من فنائهم جميعا، مع أن الأمة تدرك في عميق وعيها أن سبب الداء هو وجود الكيان الغاصب ووجود الأنظمة التي تحميه وتمنع أمة بأكملها من نصرة غزة، وتدرك أن العلاج لا يكون إلا بتحرير فلسطين كلها، من بحرها إلى نهرها، وأنه يجب على الأمة الإسلامية أن تحرك جيوشاً جرارة نصرة لإخوتهم، وعليها أن تجتاز وتدوس من أورثوها وهم العجز ووهن الهمة، ومزقوها بحدود جعلتها أحاديث ومزقتها كل ممزق.
يا أمة محمد ﷺ، خير أمة أخرجت للناس:
إن قضية فلسطين اليوم بلغت مبلغاً لم تبلغه من قبل، فالمسجد الأقصى تقام به صلوات وطقوس يهود، وأهل غزة يذبحون ويجوعون، وأهل الضفة الغربية يحاصرون في معازل وهم مقبلون على ما هو أشد فظاعة مما حصل في غزة إن لم يتغمدنا الله برحمته ونصره، وإن كل خطوة تقوم بها الأمة الإسلامية اليوم دون خلع العروش وفتح الحدود ثم التحرك للجهاد في سبيل الله لتحرير المسرى، ستزيد من الأوزار التي تحملها الأمة فوق أوزار دماء وجوع وحصار أهل غزة، وما لم تتحرك تحركاً جاداً بعلمائها وعامتها ومفكريها ونخبها وجيوشها نحو توحيد كلمتها تحت راية واحدة، راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" في ظل خلافة على منهاج النبوة تقيم الدين وتجاهد في سبيل الله تعالى، فسوف يزداد القتل ويستحر في أهل غزة خاصة وفي فلسطين عامة، وسوف تسألون عما كنتم تعملون.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
التاريخ الهجري :14 من صـفر الخير 1447هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 08 آب/أغسطس 2025م
حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين