- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2025-11-26
جريدة الراية:
لماذا يريد الغرب فصل دارفور؟!
هناك ثلاثة أسباب تدعو الغرب للعمل على فصل إقليم دارفور عن السودان:
السبب الأول سياسي، حيث ترى الدول الاستعمارية الكبرى؛ أمريكا وبريطانيا على وجه الخصوص، وتدخل فرنسا لاعتبارات تخص دول الجوار، تشاد وأفريقيا الوسطى، لأن فصل دارفور وتفكيك السودان، هو هدف استراتيجي، يضمن عدم نهوض وقيام السودان كدولة قوية تتمتع بمساحة كبيرة، وثروات ضخمة، وإنسان يعشق الحرب والقتال، ما يهدد مصالحها ونفوذها في كل الإقليم، ولذلك نرى تدخلاً مستمراً في أي شأن من شؤون البلاد وخاصة من أمريكا وبريطانيا حيث يدسون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة ويحركون عملاءهم في الداخل لإشعال نار الحرب والفتنة بين مكونات أهل البلاد؛ حيث بدأ الإنجليز إبان فترة استعمارهم للسودان تطبيق ما يسمى بسياسة المناطق المغلقة عام 1922م؛ حيث أغلق الجنوب أمام أهل الشمال المسلم حتى إنهم منعوا لباس الطاقية ودخولها إلى الأسواق في الجنوب، لرمزيتها الإسلامية! وهكذا فعلوا في مناطق جبال النوبة، وحديثا حركوا التمرد في إقليم دارفور ضد الدولة تحت دعاوى التهميش ورفعوا شعار الانفصال، بدأ ذلك أحمد إبراهيم دريج عام 1963 بحركة نهضة دارفور.
السبب الثاني اقتصادي، حيث يزخر الإقليم بثروات وموارد هائلة تتمثل في الذهب بكميات ضخمة واليورانيوم والكوبالت والنحاس، كما أن الإقليم يقبع على بحيرة من النفط والمياه الجوفية، كما أنه ذو مناخات متعددة جعلت له منتجات زراعية على رأسها الصمغ العربي الذي هو عصب كل الصناعات الدوائية والغذائية، حيث يقدم السودان 80% من الصمغ العربي في العالم. كما يزخر الإقليم بثروة حيوانية ضخمة، تجعل السودان في المرتبة السادسة عالمياً وهو ما أسال لعاب كل طامع في هذه الثروة عاملا لفصل الإقليم لإقامة دويلة هزيلة يسهل معها نهب ما فيه من ثروات.
السبب الثالث ديني، لقد اهتم الغرب الاستعماري بالسودان منذ القرن قبل الماضي، حيث بدأت البعثات التنصيرية والتبشيرية المنظمة عام 1843 بمباركة خديوي مصر والمدعومة استعماريا من الدول الكبرى آنذاك البرتغال والنمسا وبريطانيا وفرنسا وروما لمواجهة تمدد الإسلام إلى قلب أفريقيا السمراء، حيث رأوا أن السودان هو البوابة التي يدخل الإسلام من خلالها إلى قلب أفريقيا، ورأوا وجوب إغلاق تلك البوابة. انتشرت الكتابات في الغرب بوجوب إغلاق بوابة الإسلام إلى أفريقيا عبر السودان بغرس العلمانية والوطنية ونصب الصليب حتى عقد مؤتمر كولورادو بتاريخ 15/10/1978 الذي ضم 150 من أكبر المنصرين في العالم وخرجوا بإقامة مركز للبحوث والتدريب لتنصير المسلمين ليكون بمثابة جهاز عصبي ينبه إلى كل ما هو ضروري في تنصير المسلمين. وقد أنشئ المعهد بمعهد صمويل زويمر في كاليفورنيا تمجيدا لذكرى المنصر زويمر، رائد مشروع التنصير في فلسطين والشام المباركة. واستمر الحقد الصليبي واليهودي لتفتيت السودان وفصل دارفور حيث عقد مؤتمر الكنائس الأفريقية لومي توجو عام 1987 حيث قدمت الكنائس السودانية ورقة دعت فيها إلى إخراج العرب والمسلمين من السودان كما أخرجوا من الأندلس، تحت اسم إنقاذ السودان. سبحان الله وقد جاء العسكر بانقلاب عام 1989 تحت ثورة الإنقاذ بعسكر أمريكا وبتخطيط الثعلب الماكر القس جيمي كارتر، وهي نفسها مقولة قائد التمرد في الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق الذي شهد مجزرة وقتل المسلمين في زنجبار، وهو صاحب المقولة نفسها، والذي أدى تمرده إلى فصل جنوب السودان، بمباركة البشير والعسكر. وها هم عسكر أمريكا يسيرون على الطريق ذاته بإشعال الحرب في السودان تمهيدا لفصل دارفور. وقد جاءت انسحابات القوى العسكرية من المدن الكبيرة في دارفور وتسليمها لمجرمي قوات الدعم السريع، في نيالا والجنينة وآخرها في الفاشر، وبذلك تكون قوات الدعم السريع قد سيطرت على كل الإقليم بولاياته الخمس وتشكيل حكومتها مؤشرا لفصل الإقليم، حيث تدعو أمريكا ورباعيتها والاتحاد الأوروبي لاتفاق سلام بين الجيش وقوات الدعم السريع لن يفضي إلا إلى الفصل أو تمهيدا لتفتيت كل السودان.
في الختام أقول إن وجود حزب مبدئي مخلص لله ولرسوله وللأمة يصل شبابه ليلهم بنهارهم، من أجل كشف خطط الكافر المستعمر، وإقامة الخلافة التي بها يقام الدين ويذب عن حياض المسلمين وتقطع يد العابثين والطامعين في ثروات الأمة، وترد الصاع صاعين لهذه الدول المستعمرة، تنسيهم وساوس شيطانهم... إن وجود حزب التحرير هو صمام الأمان للأمة، وأسال الله أن يمن علينا ويكرمنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بقلم: الأستاذ ناصر رضا
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان
المصدر: جريدة الراية