- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2025-07-30
جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 558
إن الواجب على جيش السودان أن يشرع فورا في توحيد جميع القوى المسلحة المنتشرة في البلاد، تحت رايته فقط، لجعلها قوة واحدة قوية، وقادرة على فرض سلطان الدولة، ثم إعطاء النصرة لحزب التحرير ليقيم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وتوحيد الأمة على أساس الإسلام العظيم، وتطبيق أحكام الإسلام، وقلع نفوذ الكافر المستعمر من بلادنا، ومن جميع بلاد المسلمين.
===
لا يولد الأمل
في عالم الباطل
إن الأمل، وعلى مدار التاريخ الإنساني، لا يولد في عالم الباطل، ولا الأوهام والكذب والتضليل، بل يولد الأمل دائما مع الحق والحقيقة والصدق، يحمله الأنبياء المرسلون من عند الله، وختمهم سيدنا محمد ﷺ برسالة الإسلام العظيم، تحمل بياناً شافياً في العقيدة، وأنظمة الحياة في الحكم، والاقتصاد، والاجتماع، وسياسة التعليم، والسياسة الخارجية، يعقد المسلمون أصحاب السلطان، أو من ينوب عنهم من أهل القوة والمنعة، يعقدون في هذا النظام البيعة لرجل منهم خليفة للمسلمين، وعندها يصبح نظام الخلافة قائما، فيولد الأمل في حياة كريمة في ظل الإسلام، للآتي:
أولاً: الخليفة سيطوي آخر صفحة من عيش المسلمين بالأنظمة الوضعية المستجلبة، هي وخبراء تطبيقها من الغرب الكافر، وسيبدأ في تطبيق أنظمة الإسلام، المأخوذة من الوحي بقوة الدليل.
ثانياً: سيبدأ الخليفة فوراً في تعيين المعاونين والولاة وغيرهم من الحكام، أو من يستعين بهم، ويشرع فورا في علاج مشكلات الرعية، بعيداً عن أية محاصصات، فالسلطان شرعاً للأمة، وليس لمن يحمل السلاح ويتخابر مع الخارج.
ثالثاً: سيقتلع خليفة المسلمين نفوذ الغرب الكافر من بلادنا، ويطهر مؤسسات الدولة من أدواته، ويتخذ من ثروة الأمة الفكرية، ومن ثرواتها المادية، سلماً ترتقي به لتكون الدولة الأولى في العالم كما كانت من قبل، ولمدة ستمائة عام خلت.
رابعاً: سيطهر الإسلام الذي يطبقه خليفة المسلمين، الوسط السياسي من العملاء وأدوات الغرب الكافر المستعمر، ومن خطاب العنصرية، ودعاوى الجاهلية التي تفرق رعايا الدولة، وعندها تكون فكرة رعاية شؤون الرعية جميعهم بالعدل والإحسان كفيلة بتفكيك دعاوى التهميش وغيرها من مصطلحات هي وليدة العيش في ظل أنظمة الغرب الكافر.
خامساً: سيجعل خليفة المسلمين القوة المسلحة في الدولة قوة واحدة، يرأسها خليفة المسلمين، ويوقف عبث صناعة مليشيات جديدة مع كل صباح جديد، بل والأنكى والأمر، أن بعضها يتم تدريبها في دول خارجية! ثم ننشد أملا وحياة كريمة، تحت ظلال هذه القوى المسلحة المتعددة!
هذا غيض من فيض أحكام الإسلام، عندما نقدمها مشروعاً للأمة يمكنها أن تبعث الأمل في حياة كريمة، ويوم توضع موضع التطبيق والتنفيذ، ستنقلب حياتنا رأساً على عقب فيتبع الأمل عملاً ينقلنا إلى اقتعاد ذرى المجد كما كنا من قبل، وما ذلك على الله بعزيز.
===
هل من خيانة أعظم من جعل مصير أهل غزة
مرهوناً بقرارات ترامب ونتنياهو؟!
أيها المسلمون: أيهون عليكم أطفال غزة يموتون موتاً بطيئاً على أعين آبائهم وأمهاتهم وهم عاجزون عن فعل شيء سوى ذرف الدموع وتجرع الحسرات؟!
أطابت نفوسكم بمشاهد القتل والإبادة؟! أم راقت لكم خيانة حكامكم الذين جعلوا مصيركم ومصير أمتكم بيد أمريكا ويهود؟!
وهل من خذلان أعظم من ترك أهلكم وإخوتكم للذبح والجوع والعطش وأنتم قادرون على نصرتهم؟!
يا أبناء خير أمة أخرجت للناس: اصدقوا الله تعالى في إيمانكم، اصدقوا الله تعالى في نصرتكم، اصدقوا الله تعالى في مواقفكم، فأنتم تعلمون أنه لا سبيل لإقامة دينكم، ونصرة إخوتكم في غزة وسائر فلسطين، وتحرير أقصاكم، إلا بإسقاط عروش حكامكم الجبناء العملاء وكسر الحدود والزحف إلى الأرض المباركة فلسطين.
ولذلك لم يبق خيار لأمة الإسلام إلا أن تحزم أمرها وأن تحرك جندها، وأن تسقط العروش التي جوعت غزة مع يهود وأمريكا، لم يبق لأمة الإسلام إلا أن تستجيب لنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
===
حزب التحرير/ ولاية تركيا
مسيرة جماهيرية نصرة لغزة
منذ معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023م، يواصل كيان يهود الغاصب جرائم الإبادة الجماعية منتهكاً بذلك قوانين الحرب وكل القواعد الأخرى، وعلى الرغم من النداءات التي أطلقناها باستمرار "الجيوش إلى الأقصى" و"محمدتشيك إلى غزة"، والتي تخاطب القادة لاتخاذ خطوات ملموسة، وبسبب صمت الحكام المطبق الذين تنتظر الجيوش تحت قيادتهم، يواصل كيان يهود ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية. وفي الوقت الذي تدعو الأمة حكامها إلى "تحريك الجيوش نصرة لغزة"، فإنهم يواصلون تسليم واستباحة غزة ليهود القتلة ومن يقف خلفهم ويدعمهم بالمال والسلاح؛ الولايات المتحدة والغرب والنظام الدولي.
لذلك نظم حزب التحرير/ ولاية تركيا الأحد، 02 صفر الخير 1447هـ الموافق 27 تموز/يوليو 2025م، رغم منع النظام التركي، مسيرة جماهيرية واسعة على مستوى تركيا بعنوان:
"نحن نسير إلى المجمع الرئاسي من أجل غزة:
هل أنتم مستعدون للتحدث معنا إلى صاحب الصلاحية؟"!
حيث انطلقت المسيرة من مقر حزب العدالة والتنمية الرئيسي في أنقرة باتجاه المجمع الرئاسي "للتحدث إلى المخاطب" نيابة عن المسلمين في غزة الذين تُركوا وحيدين تحت وطأة المجازر والحصار والتجويع منذ ما يقرب من عامين.
وفي المقابل لم يتخذ النظام التركي برئاسة أردوغان ولا أي من الأنظمة العربية في المنطقة، أية خطوات ملموسة لوقف الاحتلال والإبادة الجماعية في غزة، كما أنها لم تعمل حتى على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فبدأت الوفيات الجماعية بسبب الجوع والعطش.
===
من أسباب هلاك الأمم
طاعة السادة والكبراء في غيهم
يا أهل مصر الكنانة! إن من أسباب هلاك الأمم طاعة السادة والكبراء في غيهم وعدم الأخذ على يدهم وردهم إلى جادة الحق والصواب، وإن جرأة حكامكم على الله وإمعانهم في إذلالكم إنما هي نتيجة تخاذلكم وصمتكم وسكوتكم فيزداد طغيانهم كلما نما داخلكم جدار الخوف الذي رمموه بالقتل والسحق والسجن والترهيب، ولو وجدوا منكم وقفة في وجههم لله غاضبة لحرماته التي تُنتهك ما تمادوا في غيهم وما أمعنوا في بطشهم بكم وطغيانهم عليكم، والشعوب أقوى من الحكام وجيوشهم مهما بلغت سطوتهم وصولتهم، فالجيش جزء من الشعب لا ينفصل عنه فهم إخوانكم وأبناؤكم وأهليكم، وفوق هذا فإن آجالكم وأرزاقكم بيد الله وحده، فلا يملك النظام وزبانيته منع الرزق عنكم ولا منحكم إياه ولا سلبكم حياتكم التي جعلها الله بيده، فالموت لا يرهب عبدا باع نفسه لله رخيصة بل يكون طريقا لنعيم مقيم في الجنة.
لهذا يا أهل الكنانة ومن أجل نعيم عز الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، استحضروا نياتكم واصدقوا الله عز وجل وخذوا على يد حكامكم، وطالبوا أبناءكم في الجيوش بأن يقطعوا كل حبال تربطهم بالغرب وعملائه وأن يصلوا حبالهم بالمخلصين الواصلين ليلهم بنهارهم لتقام فيكم ولكم وبكم الخلافة على منهاج النبوة؛ إخوانكم في حزب التحرير فبهم وبما يحملون خلاصكم وخلاص أمتكم مما هي فيه من توهان وعودتها سيدة الدنيا كما كانت.
===
«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»
أيها المسلمون: يقول رسول الله ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...»، متفق عليه. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»، رواه مسلم، وهذا دعاء من النبي ﷺ على من تولَّى أمور المسلمين الخاصة والعامة، وأن الرفق أن تسير بالناس حسب أمر الله ورسوله، ومن سار بالناس بغير هدي محمد ﷺ فقد شقّ عليهم.
فالإمامة ورعاية الناس حمل ثقيل وأمانة يحاسب الله عليها، هكذا كان جواب رسول الله ﷺ فيما رواه أبو ذر: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قالَ: فَضَرَبَ بيَدِهِ علَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قالَ: «يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا» رواه مسلم.
وعليه فإن علاج الفواجع التي تنزل بالمسلمين لا يكون بالندب ولطم الخدود، مع بقاء أصل الداء وأس البلاء، وهو الأنظمة الفاسدة المنتج الطبيعي لهذه المشاكل، وإنَّما يكون العلاج بالعمل الجاد لإزالتها، وإقامة نظام يحكم بشرع الله ويرعى شؤون الناس وَفْقَ أحكامه، ومبايعة إمام عادل يضرب بيد من حديد كل أنواع الفساد فيجفف منابعها ويقطع دابرها، غايته في ذلك كله رضوان الله تعالى.
===
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
أيها المسلمون: أنتم وحدكم بعقيدتكم وشرع ربكم قادرون على إطعام الناس وإشباع جوعتهم والقضاء على حاجتهم وفقرهم، وما تعدهم العلمانية والعلمانيون إلا غرورا، فسيروا في دربكم حتى يتحقق على أيديكم وعد الله الذي يغيظ الكافرين ويشفي صدور المؤمنين الصابرين فتكون فيكم الخلافة على منهاج النبوة تنسي هؤلاء المضبوعين وساوس الشيطان وتعرف الناس جميعا ما هو الإسلام بشكله الحقيقي عندما يرونه واقعا عمليا مطبقا في دولة تقيمه وتطبقه وترعاه وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، بعيدا عن تسلط الحكام الخونة وأدعياء العلم المرتزقة، فيدخل الناس في دين الله أفواجا ويكتب الله لكم السعادة والفلاح.
فلا يحزنكم صنيعهم أيها المسلمون، فإنهم كمن يحاول حجب ضوء الشمس بيده أو إطفاء نورها بنفخ فيه، وما هم ببالغين غايتهم من كيدهم ومكرهم، فكيدهم زائل ومكرهم إلى بوار، فربهم ووليهم وقبلتهم في الغرب وربكم ومولاكم الله وهو ناصركم ومعينكم وهو نعم المولى ونعم النصير، وقد وعدكم الله النصر ولا يخلف الله وعده، فشمروا واستنجزوا ما وعدكم وسددوا وقاربوا ورابطوا واتقوا الله ولا تلتفتوا لمن يتساقط في الطريق ولا تستعجلوا النصر فلا يحبسه إلا الله حتى تتمايز الصفوف وتسقط الأقنعة عن المتلونين وينجلي المنافقين والخائنين فيتنزل نصر الله وتكون لكم العزة في الدنيا والآخرة، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
===
يا أهل مصر الكنانة
حذار أن تأخذكم سُنّة الاستبدال
يا أهل الكنانة! خلاصكم الوحيد الذي يحفظ عليكم كرامتكم ويعيد لكم حقوقكم والذي يضمن لكم العدل والأمان والرعاية بشكل صحيح هو أن تقام فيكم الخلافة على منهاج النبوة.
ودونكم حزب التحرير فسارعوا للعمل معه وأدركوا ما بقي لكم من ثرواتكم، أدركوا كرامتكم التي تمتهن ليل نهار على طوابير الخبز وغيرها، أدركوا نساءكم وأهلكم، أدركوا ذريتكم ولا تورثوهم هذه التبعية التي أثقلت كاهلكم، أدركوهم بأن تقيموا لهم دولة تطعمهم وتسكنهم وتكسوهم وتعلمهم وتطببهم ويشعرون فيها بأمان الإسلام وعدله الذي ليس بعده عدل، سارعوا فالأمر جد لا هزل، فإما أن تنصروا دينكم وتعيدوا دولتكم أو يتغلب عليكم الغرب لعقود ويستبدل الله بكم قوما لا يكونون أمثالكم يحملون الإسلام ويقيمون دولته فيفوزوا فوزا عظيما، فلا تأخذكم سُنّة الاستبدال وكونوا أنتم لها، فأنتم أولى بها وقد كنتم درع الأمة وحماتها وحماة دولتها فاعملوا لتعود بكم.
وقولوها للعالم لقد قهرنا بالأمس الصليبيين والتتار وها نحن اليوم نسحق الغرب كله ونعيد دولة عزنا ومجدنا؛ الخلافة على منهاج النبوة، كونوا لها يا أهل الكنانة فمن لها غيركم ومن للإسلام إن لم يكن أنتم ومن ينصره سواكم.
===
المصدر: جريدة الراية