الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حزب التحرير وتحقيق بشرى رسول الله ﷺ

 

 

إن ديننا الإسلامي الحنيف بشرنا ببشارات كثيرة عظيمة؛ قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً﴾، وفي السنة النبوية المطهرة، عن حُذَيْفَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ. (مسند أبي داود الطيالسي).

 

إن هذا الحديث الصحيح الجامع، يكشف مختلف المراحل التي سيمر فيها المسلمون على مر التاريخ، وهو من دلائل النبوة، وقد صدَّق عليه الواقع في كل مرحلة مر بها حتى الآن: من مرحلة النبوة، إلى مرحلة الخلافة الراشدة، إلى مرحلة الملك العاضّ، إلى مرحلة الملك الجبري التي نحن بصددها، إلى مرحلة الخلافة الراشدة التي نحن بانتظارها. وهو إن شكل نذيراً للمسلمين بانتقاله من الخلافة الراشدة إلى الملك العاض الوراثي، فإنه يشكل لهم اليوم بشيراً بالتنبؤ الصادق بانتقال الأمة من مرحلة الحكم الجبري الذي يكتوون فيه إلى مرحلة الخلافة الراشدة التي هي أزهى العهود بعد النبوة.

 

من هنا فإن الرسول ﷺ عندما يبشر المسلمين بهذه البشرى (الخلافة الراشدة الثانية) فهو يبشرهم ببشارة حقيقية. وتأكيداً منه ﷺ على حصول هذه البشارة، وردت أحاديث أخرى تخبر عن حدوث بشارات تتلوها؛ فقد روى مسلم والحاكم وغيرهما عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا». وروى ابن حبان في صحيحه عن المقداد بن الأسود عن النبي ﷺ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإسلام، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ». وروى البخاري عن أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ». رواه البخاري.

 

إن بشارات الرسول ﷺ تبعث في النفس الطمأنينة والبهجة والسعي الحثيث لنيل تلك البشارات. وكان هذا دأب المسلمين الأوائل مع بشارات الرسول عليه الصلاة والسلام، وما زالت الأمة الإسلامية تنجب الرجال الصادقين، ففي خمسينات القرن العشرين كانت الأمة الإسلامية تتقاذفها أمواج المبدأ الشيوعي الإلحادي، وظلمات المبدأ الرأسمالي الفاسد، وفي تلك الظروف العصيبة وبين تلك الأمواج العاتية من الشرق والغرب، ظهر في الأمة رجل عظيم من أسرة عريقة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، متفجر الطاقة قوي الشكيمة مستنير الفكر دامغ الحجة يصل ليله بنهاره لنهضة أمته، إنه المجتهد المفكر السياسي الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله وطيب ثراه، وعلى إثر تلك الأحداث أسس حزبا عظيماً مع نخبة من العلماء الأفذاذ، فبوجود حزب التحرير في الأمة الإسلامية الذي يمثل فيها دعوة صادقة واعية جادة، جدير بإنقاذها من الغرق في مستنقع الشيوعية الإلحادية والرأسمالية النتنة. كيف لا وهو الرائد الذي لا يكذب أمته، والوصول بها لتحقيق بشرى الرسول ﷺ خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

وها هو اليوم وفي الذكرى المئوية لهدم خلافتنا أطلق الحزب حملة عالمية بعنوان "أقيموها أيها المسلمون" وفي طليعته الربان العظيم أبو ياسين العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله وأيده بنصره المبين ومن خلفه الشباب الغر الميامين الجادون المجدون، يستنهضون الأمة لتحقيق هذه البشرى العظيمة وبالطريق الذي رسمه رسول الله ﷺ بوحي من رب العالمين، يتسنَّمون خطوات رسول الله ﷺ لا يحيدون عنها قيد شعرة، وقد أعدَّ فيها دستوراً إسلامياً للحكم بما أنزله الله، وأعدَّ لها رجال دعوة ورجال دولة على مستواها، وبقي اكتماله بقيام ثلة من الأنصار من أهل القوة بنصرة هذه الدعوة على غرار الأنصار الذين نصروا دعوة الرسول ﷺ وأقاموا معه دولة الإسلام الأولى. فيا أيها الضباط، يا رجال الجيش، يا أحباب الحبيب محمد ﷺ: آن الأوان لأن تنصروا حزب التحرير وتتحقق البشرى العظيمة. إنه قد أظل زمن إقامة الخلافة التي بشر بها الرسول ﷺ في الحديث الشريف المذكور؛ من هنا فإن هذا الحديث يعتبر بشارة من الرسول ﷺ بكل معنى الكلمة.

 

هذه البشارة، ينبغي أن لا يستعظم حدوثها أحد من المسلمين، فكما شهدت نهاية القرن الماضي سقوط المبدأ الشيوعي ودولته الكبرى المتمثلة بالاتحاد السوفياتي ومعها منظومته من الدول التابعة له؛ حيث لم يورث أهله إلا الشقاء والفقر والتضييق عليهم في الأمن والمعيشة ومناقضة الفطرة. فكذلك اليوم، جاء الدور على المبدأ الرأسمالي الذي يسود العالم، والذي بات سقوطه قاب قوسين أو أدنى حتى عند مفكريه، فإن أهله يشهدون اليوم، ونتيجة تطبيقه عليهم، حالة من الإفلاس على كل صعيد: إفلاس في الفكر، وانعدام في القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، وتفسخ في العلاقات المجتمعية، وصاروا هم أنفسهم يبحثون عن بديل. هذا بالنسبة إلى أهله، أما بالنسبة إلى الآخرين فحدث ولا حرج، فقد بلغت الرأسمالية في تعاملها مع الشعوب والدول أبشع صور الظلم، بالعولمة ونهب مقدرات دول العالم، وتوليد الأزمات، وخرق القوانين الدولية التي تدعي الإيمان بها، وغرس الشقاقات العنصرية بين الشعوب، وزرع الحروب ونشر الفقر والرذيلة.

 

وعليه، يمكن القول إن الرأسمالية على شفا جرف هار، وتنتظر انهيارها، وهي تصارع من أجل بقائها، ويمكن القول إن العالم يعيش اليوم حالة من الفراغ الحضاري، ويحتاج لمن يملؤه، ولعل ما ينقل عن دخول أعداد كبيرة من الغربيين في الإسلام هو من هذا القبيل، ويمكن القول إن المرحلة التي نعيشها ويعيشها العالم اليوم، هي فترة "ثم" كما جاء في الحديث «ثُمَّ يَرْفَعُهَا» التي تفيد التراخي والتعقيب، وهي في الوقت نفسه مرحلة عودة مبدأ الإسلام إلى مسرح الحياة، وقيام دولته خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ

 

 

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

#YenidenHilafet

#خلافت_کو_قائم_کرو

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سليمان المهاجري – ولاية اليمن

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع