الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

 

 

 

تتفجر الأحداث في الجزائر بداية من العاصمة ثم انتقلت إلى ما يزيد عن عشر ولايات، احتجاجا على الظلم والطغيان والاستبداد الذي يتجذَّر فيها منذ عقود طويلة، حيث تتحكم في عباد الله حكوماتٌ لا ترجو لله وقارًا، ولا تعرف لسلطانه هيبة، ولا تقيم لحكمه وزنا، بل هي أنظمة وحكومات غافلة عن هذا كله، وهي تربط مصيرها بتحقق مصالح الكفار في بلاد المسلمين، وتجعل خيرات البلاد نهبا للطامعين، ورضيت هذه الحكومات بالفتات الذي يتركه لها المستعمرون، وتركت الأمة من غير رعاية، بل صارت الأمة عند هذه الحكومات والأنظمة هي العدو الذي ترتجى هزيمته، ويقصد تحطيمه وتجويعه وترويعه، فلا حرمة فيها لدماء الناس ولا لأموالهم ولا لأعراضهم، وأمراؤها تجار فجار ينهبون ما لم ينهبه الكافر من المسلمين، فكانوا عقابا من الله لهذه الأمة التي تسكت عن غياب حكم الإسلام، وترضى بالحياة الدنيا وزينتها، وتثور تحقيقًا لجوعاتٍ أو احتجاجًا على غلاء الأسعار أو انعدام الرعاية، ولا تثور لإباحة الربا والزنا والخَنا، ولا تثور لتطبيق أحكام الطاغوت بدلا عن حكم الله الواحد القهار.

 

أيها المسلمون في الجزائر:

إن الله فرض علينا التغيير على الظَّلَمة، ومواجهة المنكر، ولكن ليس باستباحة الدماء ولا بحرق المؤسسات، والحافلات، ولا بإهدار الأموال العامة، ولا بقطع الطريق، فإن من يقوم بهذا لا يخشى الله تعالى الذي حرم ذلك كله، بل يكون بالعمل الحقيقي الذي قام به رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم لإقامة دين الله في الأرض لتشرق الأرض بنور ربها وليعمَّ الناسَ نورُ الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيكم صلى الله عليه وسلم، وقال له: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ}، وقال عز وجل: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، فقوموا لتعملوا معنا وفق منهاج الحق، منهاج رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم لإقامة دين الله بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لتنالوا رضا ربكم، وعزًّا وعيشًا رغَدًا في الدنيا والآخرة، فإن أجبْتم فزتم بما فاز به النبيون والصالحون، وإن أعرضتم فإن ما أنتم فيه من ظلمٍ وضنكِ عيشٍ وجوعٍ وهوانٍ وخوفٍ وضياعٍ هو بعض ما يسربلكم الله به من جراء غفلتكم وإعراض بعضكم عن طريق الحق، {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}. فاعملوا لدين الله مع العاملين، واخرجوا من وزر القعود، {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

 

 

التاريخ الهجري :8 من صـفر الخير 1432هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 12 كانون الثاني/يناير 2011م

حزب التحرير
الجزائر

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع